حكاية الخدم والسراري ....وانا

اصدقائي
سوف احاول ان اكتب لكم تساؤلات على شكل سر قصة ولست بقاصة ولكني احاول ان احكي لكم بعض القائع الاجتماعية وتدوني رايكم
انها قصة حقيقية في عائلتي حكتها لي امي وهي قصة حبوبه زينب ( انكرت امي ان اقول عليها حبوبتي ) ومن خلال قصتها سوف اترك لكم تكوين الاسئلة الصعبة ولكم ان تتجاوبوا اوان تتحفظوا كحال كثير من مثقفينا
اها
اسمها زينب, والدها محمود ابو حربة من قبيلة العبابدة له سبعه بنات (يحكى انه وضع بناته في طوف عند دخول الجهادية الى ريف مصر... المشكلة انهم لم يكونوا ان هنالك شلال ثالث ورابع في السكة.. المهم ميثولوجيا الخوف والشرف)
نَُصح ابو زينب انه اذا عاشر سرية سوف ينجب ولدا وفعل وكانت زينب.. جميلة وعندها شامة في بطنها كما اخواتها السابقات..كان لهذه الشامة الفضل لاحقا في اثبات نسب زينب. نشات زينب ولم يجرؤ احد عن السؤال عن من هو الوالد فهو معروف ضمنياًوالام سرية خادم مملوكة للاب ولكن بعد سنوات تزوجت اختها عائشةبت محمود اب حربة واهديت زينب كجزء من المهر الى عائشة ... ورفضت زينب هذا الوضع وذهبت الى العمدة السرور السافلاوي في حي الداخلة ( عطبرة القديمة)وقالت للعمدة انا حرة ودي اختي والدليل الشامة دي لانها عند كل اخواتي وكتر خير العمدة عاين ليها وعاين لا اخواتها وابوها وقال البت دي حرة .. واعطيت حبوبة زينب قطعة ارض في حي الموردة في عطبرة وسكنت هناك وتزوجت رباطابي من ام سرية ولم تنجب اطفال ولكنها كانت تحن الى امي واخواتها لانها خالة امهم وكانوا يستقبلونها بحياد وبا اعتبار انها سريتهم وخادم حبوبتهم... ومؤخرا اسمع صوتا فيه شي من الفخر الخفئ بانها كانت خادم حبوبتنا
المهم توفيت حبوبة زينب ولم تترك خلفها الا سؤالي هذا بين القصة واستنكار امي باطلاق لقب حبوبتي عليها وهذا الخيط الشفيف الذي يربطني بكل ما هومظلوم ومسكوت عنه في بلادي
سوف احكي لكم سؤالي القادم عن قصةفاطمة خادم جدي كرار وام ابناء خالتي وابن عمي الوجيه الذي ليس مسموحا لي بان افكر بالزواج منه ولم ينظر لي يوما بذلت العين وعن صديقتي خديجة بت طيبة جارتنا خريجة جامعة السودان
لكن حاولوا وروني عرفتوا شنو من قصتي دي
تحياتي

الأخت منال
تحية الاحترام والتقدير لهذه المداخلة..

وأرحب بك في هذا المنبر "المدرسة" فقد لاحظت أنك اشتركت يوم 6 يناير الجاري، يعني قبل 5 أيام فقط.. وأن مشاركتك هذه هي السابعة..

لك القومة..

ياسر الشريف

Quote: كان لهذه الشامة الفضل لاحقا في اثبات نسب زينب

Quote: لكن حاولوا وروني عرفتوا شنو من قصتي دي

عرفنا انو الشامة يمكن بها اثبات النسب ....
____

تحياتي

Quote: وهذا الخيط الشفيف الذي يربطني بكل ما هومظلوم ومسكوت عنه في بلادي

دى مهمه جدا

قال تعالى:
"ونريد أن نمُن على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين"
صدق الله العظيم..
قصة الحبوبة زينب مليئة بالحزن..
الميثولوجيا التي تقول بالزواج من جارية لإنجاب الولد.. هل كانت ستنا هاجر مثالا لمثل هذه القصص؟؟ إسماعيل وعني "الرب سمع".. غضبت عليهما السيدة سارة وطلبت من زوجها سيدنا إبراهيم أن يبعدها هي وابنها من وجهها؟؟ وتغربت هاجر وعانت وكان من أمرها وأمر إبنها ما كان وما سارت به الركبان.. ولكن "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا" لحقتها أيضا.. ولم ينقص ذلك من حق سارة زوجة إبراهيم شيئا، بالرغم من ضحكتها من بشارة الولادة فجاء إسم الإبن "إسحق" وتعني "إضحك" كما هو وارد في الكتاب المقدس.. حكمة عجيبة..

العزيزة منال
لك التحية و مرحبا في هذه الدار العامره.
إن حبوبتك زينب هي تجسيد حي لكثير من عيوبنا من عنصرية و إستغلال للاخر.إن قضية الخدم و السراري هي وصمة عار في تاريخنا و تعاملنا اليوم يعكس الكثير من هذا التراث المتخلف الذي لم يستع و عينا الإجتماعي. معذرة فقد فرحت لان حبوبتك زينب لم تنجب فقد حمت أطفالها من الظلم المتغلغل في ذرات مجتمعنا ليصبحوا أطفال خدم أو فيهم عرق.كما ذكرت فانها تزوجت رجل يعاني من نفس الإستلاب والإقصاء إلإجتماعي.
إن هذا الإرث العنصري قد ترك بصماته فينا بدرجات متفاوتة وكلنا نحتاج إلي وقفات متصلةمع النفس لنغسل من دواخلنا درن العنصرية و الإستبداد.

أكر لك التحية مكررا إضافة لتيار الإستنارة و ا لوعي لك ا لود

الأستاذة منال
أهلا بك في هذا المنبر العامر ،،
وددت أن أقول أننا لسنا استثناء في مسألة العبودية ، فقد مارستها كل المجتمعات الإنسانية ، وأخيرا رفضتها كل المجتمعات الإنسانية ،، والذي نحرص عليه حاليا هو تجنيب مجتمعنا هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان ، وبناء مجتمع ينظر إلى جميع أفراده بعين المساواة والعدالة ،،
ولست ضد الحديث في الظواهر الاجتماعية والتاريخية ، ولست ضد ردم التاريخ تحت كومة تراب ، إنما أقول أن علينا تجاوز مرارات الماضي ، تجاوزا إيجابيا ، بدلا من غجترار هذه المرارات بشكل سلبي ..

محرب منال
وشكرا في نفس الوقت لهذا التداعي القيم

بداية اقول للاخ ودقاسم فيما المخاوف يا صديقي0 فمنا من حيث فهمت لا تود ان تنكأ جرح الماضي او اجتراره0 فهي وان كانت قد استندت على سرد تاريخي فيما تود طرحه ، فما ذلك الا لكي تنفذ الى مشكلة قائمة في حياتها على المستوى الراهن ، وهو مفهوم أهلها الذي لم يصبه تغيير حتى راهن اللحظة واستنكار اقرب اهلها (امها) لأن تصف حاجة زينب (بالحبوبة)0 اذا الاشكال قائم والنظرة ما زالت في كثير من الاحيان هي ذات النظرة وهذا - على ما اعتقد - ملخص الطرح0

وحقيقة هذا واقع حاصل مهما كانت درجة ايلامه أو حساسيته0 واتفق معك على أن المعالجة يجب أن تكون على قدر من الحصافة التي تبعدها عن الاستقطاب والاستقطاب المضاد وتحويلها الى خطاب ديماغوغجي - كما هو حادث الآن- يعمق من الازمة اكثر مما يسعى لعلاجها0

ان وعي الاخت منال بهذا التناقض الذي يرزح تحته المجتمع هو أكبر مكسب يمكن الاحتفاء به في هذاالصدد0 ويبشر حقيقية بميلاد التغيير المنشود من خلال حراك اجتماعي ايجابي تفصح عنه هذه الاجيال الجديدة التي باتت تملك عقل نقدي يجعلها لا تركن الى الموروث القيمي لمجتمعنا في هذاالصدد بكثير من الوداعة واليقينية التي تعودناها0

لكم الود
عبد الخالق السر

الأخت/ العزيزة منال محمد علي:
أولاً نهنئك بإنضمامك لأسرة البورد .. ويبدو إنك حا تكوني نشطة
ثانياً هذا موضوع جد مهم .. الشكر على إطراقه

Quote: انها قصة حقيقية في عائلتي حكتها لي امي وهي قصة حبوبه زينب

نشكر لك .. هذه الشجاعة المنقطعة النظير

Quote: ( انكرت امي ان اقول عليها حبوبتي )

وفي حقيقة الأمر .. لم تنكر والدتك .. بل قولي المجتمع
وما والدتك إلا بنت مجتمعها..

Quote: نَُصح ابو زينب انه اذا عاشر سرية سوف ينجب ولدا وفعل وكانت زينب.. جميلة وعندها شامة في بطنها كما اخواتها السابقات..كان لهذه الشامة الفضل لاحقا في اثبات نسب زينب

أحد أسوأ الممارسات التي ورثناها من السادة العرب .. مسألة
السراري والمحظيات .. أدت لاختلاط الأنساب .. وجعلت أجيال يرزحون
تحت وطأة مجتمع قذر .. صنع القذارة .. ولم يعترف بها .. هذا العصر
ولى إلى غير رجعة .. ولكن شكل المسألة تحور قليلاً ..
وبخصوص (حبوبة زينب) .. لولا وجود الشامة .. لكان مصيرها معلقاً حتى الآن
ولم يحصل لها استلحاق بأبو حربة.

خلاصة القول:
مسألة السراري تحتاج لبحث طويل .. ونقاش معمق
.. في إنتظار باقي سردك

يديك العافية

معذرة فقد فرحت لان حبوبتك زينب لم تنجب فقد حمت أطفالها من الظلم المتغلغل في ذرات مجتمعنا ليصبحوا أطفال خدم أو فيهم عرق.كما ذكرت فانها تزوجت رجل يعاني من نفس الإستلاب والإقصاء إلإجتماعي.

مقطتف من مداخلة الاخ/ مجدي اسحق

لا دري كيف يفكر البعض منا, فبدلا من ازاحة الواقع القبيح الذي, قهر زينب, يفرح الناس, لزينب لانها لم تنجب!! حتي تحمي اطفالها, من المظلم المتغلغل في ذرات مجتمعنا!! فما هذا المنطق المعوج يا ناس تيار الاستنارة المنبري؟ الم يشارك في تغيير هذا الواقع القبيح الان, من كانوا و ما زالوا يسمون بابناء و بنات السراري؟ فلماذا لا يكون لزينب اطفال حتي يشاركوا ضمن قوي الثورة ضد الظلم و الاستعباد في السودان؟

الاخت العزيزة/منال محمد علي

لك التحية و التقدير, فكم افرحتني شجاعتك في نقل الواقع كما هو , و بدون جراحة تجميل, و قد كان بأمكانك فعل ذلك, فهذا هو المنهج المطلوب الان, اكثر من اي وقت مضي, فنحن لا نريد من احد ان يقدم لنا حلا سحريا لقضايانا العويصة و لكننا نريد من الناس ان تقول الحقيقة كما هي, و قد فعلت ذلك يا منال, و هذا الطرح هو بمثابة الخطوة الاولي في اتجاه الحل.

اختي منال من الواضح رفضك كانسانة سوية لهذا الواقع القبيح, فأنت لم تطرح هذه القضية, من باب الترف المعرفي او من باب الشيفونية, و انما من باب الرفض التام لهذا الواقع القبيح, و من هنا لابد للناس, ان تشد من ساعد قلمك, حتي يقهر الناس الظلام, الا هو انتصار الحرية الاجتماعية الثقافية الدينية السياسية, فدرب الحرية شاق و صعب علي الذين يتلفتون يمنة و يسرة و لكنه ساهل علي الذين, لا يلوكون الكلام و انت منهم يا منال و لك الود و التقدير.

الأخ برير
هل قرأت كلمة معذرة التي سبقت هذه الجملة....لك الشكر

الاخ/مجدي
نعم قرأتها و لكنها لا تجب ما بعدها, فروح النص, هي المهمة و ليس مفردة من نوع معذرة او لكن...الخ. فما هي فائدة (الاعتذار) اذا كانت النتيجة النهائية هي انك فرحان بعدم انجاب زينب حتي لا يتعذب ابناؤها؟