العلاقة بين الجن و الجنون

طلب صديق عزيز منى أن أطرح هذا الموضوع فى المنبر حتى نطلع على تجارب الآخرين فى هذا الموضوع الهام . و أبدأ حديثى هذا بطرح سؤال مهم و هو : هل للجن أى علاقة بالأمراض النفسية و العصبية!! أم إن أسباب هذه الأمراض قد يكون عضويآ مثل بقية الأمراض الأخرى؟
أهمية هذا السؤال تنبع مما يحدث الآن فى السودان من ممارسات خاطئة عديدة فى أماكن و خلاوى بعض الشيوخ الذين يقومون بربط هولاء المرضى وو ضعهم فى غرف ضيقة و تعريضهم للضرب المتواصل و حرمانهم من الأكل و الشرب لفترات طويلة بغرض إضعاف الجن الذى يسكن جسم المريض . و هذه ليست حالات بسيطة و إنما إعداد كبيرة من المرضى كما شاهدتهم فى أحدى هذه الأماكن . و هذه الممارسات تحدث فى معظم أنحاء السودان حتى بين القبائل ذات الأغلبية الغير مسلمة كالقبائل الموجودة فى جنوب السودان حيث يمارس العلاج الشعبى لمختلف الأمراض النفسية و العصبية بأساليب شتى و ذلك بغرض إخراج الأرواح الشريرة من جسم المريض .

ورد ذكر الجن فى العهدين القديم و الحديث على إنهم روح شريرة تدخل جسم الأنسان فتجعله مصابآ بالأمراض النفسية أو الصرع وكان الكهان و العرافون يضربون المريض النفسى أو العصبى ضربآ موجعآ إلى حد إيذائه فى جسمه بل و التسسب فى موته . و لا ذال هذا هو الأسلوب المتبع فى كثير من مناطق السودان حيث يقوم بهذه المهمة بعض شيوخ الصوفية بسبب الفهم السائد عن دور الجن فى الأصابة بالأمراض النفسية . , قد ورد إسم الجن فى الديانات السماوية حيث جاء ذكره فى التوراة [العهد القديم’ سفر الاويين] : فى كل رجل أو إمراة جان أو تابعة يقتل رجمآ بدمه . كما تروى النسخ المتداولة من الأناجيل أن سيدنا عيسى عليه السلام قد أخرج الشياطين من كثير من المرضىالذين كان المس قد أصابهم بحالات مرضية وجنون . ففى الأنجيل المسمى بإنجيل متى : ولما صارالمساء قدموا إليه مجانين كثيرين فاخرج الأرواح بكلمة وفية وفيما هما خارجان إذا إنسان أخرس مجنون قد موه إليه فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس.
و قد جاء ذكر الجن فى عدد من آيات القرآن الكريم ‘ كما توجد سورة كاملة بأسم الجن " قل أوحى إلى أنه أستمع نفر من الجن فقالوا أنا سمعنا قراءنآ عجبآ "

أما بخصوص الأمراض النفسية فهى أنواع كثيرة منها على سبيل المثال أمراض القلق و الأكتئاب و الوسواس القهرى و لكن أخطر هذه الأمراض هو مرض الفصام [' [Shizophreniaوهذا هو المرض الذى الذى يسمى شعبيآ بالجنون و تد ل هذه الكلمة على محاولة ربط الجن بهذا المرض بأعتبار إنه هو المسبب الرئيسى لهذا المرض . و يتميز هذا المرض بعدة أعراض أهمها التغيير التدريجى فى السلوك و التفكير و لكن أهم الأعراض هى ما يسمى بالهلوسة و سماع أصوات حيث يبدو المريض و هو يحادث نفسه وهذا هو الذى رسخ الأعتقاد عند العديد من الكتاب العرب بأن للجن علاقة وثيقة بالأمراض النفسية فقد ذكر الباحث العربى الدكتور حيدر غيبة فى كتابه [ هكذا تكلم العقل—ص 161] بأن الجن مهامهم واحدة و هى الأيحاء و الوسوسة فى أذن الأنسان و ضميره و هم ظل الأنسان على الأرض , ظله النفسى الذى يحاكيه و يناجيه و يجادله , فيقال إن فلانآ كان يتكلم مع نفسه. أنتهى كلام الدكتور حيدر. و لكن العلم الحديث أثبت بعد العديد من التجارب و البحوث , بأن أسباب المرض النفسى و خاصة الفصام قد تكون نتيجة لعدم التوازن فى بعض المواد الكيمائية الموجودة فى المخ و بالأخص مادة تسمى الدوبامين ومما عزز هذا الأكتشاف هو إن معظم مرضى الفصام يستجيبوا للعقاقير الطبية التى تؤثر على مادة الدوبامين .

و تبقى المهمة العسيرة التى تواجه كل باحث علمى فى السودان فى إقناع الرأى العام بضرورة الفصل بين الأعتقاد بوجود الجن و الأعتقاد الخاطى بأن الجن هو المسبب للأمراض النفسية و هذا يتطلب أيضآ مساهمة رجال الدين و أئمة الجوامع المواكبين للتطور العلمى بأعتبار تأثيرهم الكبير على الرأى العام.

دكتور عبد العظيم

لك الشكر على طرح الموضوع الهام

ووفق ما اعلم أن المشايخ المذين يتولون القراءة على المرضى يقومون باختبار وقد حضرت مثل هذا الاختبار بقراءة أيات السحر وكان المرضى الذين بهم مس أو نظرة عين يتحركون بمجرد سماعهم أيات السحر من القران الكريم وتكون حركاتهم معروفة ونمطية متكررة في كل مريض.

قرات كثيراً عن الفصام واسبابه لعلاقة الأمر بعلم الإجرام الذي أتخصص فيه, وقد سمعت كثيراً أنه مرض غير قابل للشفاء, فهل لديك معلومات عن إمكانية معالجته

تحياتي

الأخ العزيز أحمد الشايقى : لك الشكر على المرور و التعليق . الأستجابة للعلاج بالنسبة لمريض الفصام ممكنة و لكن تعتمد على عدة عوامل مثل عمر المريض و عدم وجود تاريخ مرضى فى العائلة و عدد مرات الأنتكاس و طرق العلاج تتلخص فى العلاج بالأدوية و علاج إجتماعى و علاج نفسى . فأما العلاج بالأدوية فقد أصبح هنالك العديد من الأدوية الحديثة التى لهل فاعلية كبيرة مثل olnzapine & clozaril. و هذه الأدوية يتم إستخدامها بكثرة فى أوربا و أمريكا و بعض بلدان الوطن العربى . أما العلاج الأجتماعى فيتلخص فى تهيئة البيئة الأجتماعية المناسبة للمريض و الحمد لله فأن نظام الأسرة السودانى يمثل دعامة و سند قوى للمريض . المشكلة الرئيسية مع مريض الفصام هو عدم الألتزام بأخذ الدواء لفترة طويلة مما يتسبب فى إنتكاسة المريض .

العزيزد.عبدالعظيم
أراك قد حاولت أن تضيئ لنا الطريق في هذه الغابة المتشابكة الافرع المليئة بالاشواك و لا أرى طريق لوصول بدون ان نحدد معايير البحث و الموجهات التي نستند عليها.
إن السؤال المطروح هل هناك علاقة بين الجن و المرض العصبي?
كما ترى إن الظاهرتين ينتميان إلي حقلين متباينين من حقول المعرفة فالامراض العصبية جزء من العلم التجريبي الذي يستند علي البحثو التجربةلاثبات وجود الظاهرة وفي حالة الامراض العصبية كما ذكرت نجد مثلا زيادة صبغية دوبامين مع وجود أعراض محددة بها نستطيع إثبات وجود المرض من عدمه.في ظاهرة الجن فهي ظاهرة ميتافيزيقية لاتعتد علي أي تجارب عملية لإثبات وجودها من عدمه بل تعتمد علي إيماننا الذاتي بوجود الجن من عدمه. لذا فإننالا نستطيع دراسة الظاهرة إلا من خلال حقلها المعرفي و هكذا فاننا لن نستطيع نفي العلاقة أو إثباتها لاننا لن نستطيع إثبات الجن أو عدمه من خلال تجارب معملية وستجد من يسألك و ما الذي يمنع الجن من زيادة صبغيات الدوبامين في المخ?
لذا أجد إن سؤالك سيقود الي جدل فلسفي دائري قد لا يصل بنا الي نهايات إيجابيةو ربما كان من الأفضل لو أخذنا الحوار خطوة تركنا نقطة كيفيةإزدياد الوبامين عند مصابي الأمراض العصبيةو تسألناهل يستطيع المعالج البلدي معالجة هذه الحالات?
أعتقد إن هذا السؤال يمكن النظر إليه بصورة علميةحيث يمكننا مقارنة مجموعتين من المرضى إحداهم تعالج بالعقاقير و ألاخرى علاجا بلدياونقارن بين المجموعتين.إذا أستطعنا ان نثبت ان العلاج البلدي أكثر فاعلية من العقاقير فإننا نستطيع أن ندعي إن الجن هو المسئول عن هذه الامراض.
خلاصة الأمر حتى اليوم لا توجد أي دراسة تثبت جدوى العلاج البلدي في علاج الامراض العصبية.
يجب هنا أن نذكر إن هناك خلط بين الامراض العصابيه مثل الشيزوفرانياPSYCHOSISو الامراض النفسيةNEUROSISمثل الهيستريا الوهم و الاكتئاب.نجد إن الامراضالنفسية تستجيب للعلاج النفسي إيحاء وتحليل و هذه تعتمد على علاقة المريض بالمعالج حتى و إن لم يكن أخصائيانفسيا لذا يكثر الخلط عند الناس بين حين يروا إستجابة البعض لعلاج النفسي عند بعض ا لمعالجين البلديين فيعتقدون إن لهم مقدرة في علاج الامراض العصبية و طرد الجن..
لك الود

الأخ العزيز مجدى : شكرآ على مرورك الكريم . أنا أتفق معك فى إن هذا موضوع متشابك جدآ و قد يكون من السهل أن نركز على المقارنة بين فاعلية العلاج البلدى و بين العلاج بالأدوية و لكن د1ئمآ تبقى الأشكالية فى القناعة الراسخة عند غالبية الرأى السودانى العام بأن الجن هو المتهم الوحيد فى التسبب فى الأصابة بالأمراض العصبية و بعض رجال الدين و لا أقول كلهم يرفضون بتاتآ التفسير العلمى لهذه الظاهرة و كما ذكرت أنت تبقى المشكلة دائمآ حى فى عدم وجود أى بحوث أو دراسات فى السودان تدرس هذه الظاهرة .

العزيز دعبدالعظيم
كنت دوما أطرح هذا السؤال للمؤمنيين بدور الجن في الامراض العصبية
ماذا يحدث لمصابي ألامراض العصبية من غير المسلمين هل هذا يعني إنتفاء أمل العلاج لعدم وجود المعالج المسلم??
لك الود

أجى مجدى : سؤالك فعلآ يثير إشكالية للمؤمنين بدور الجن فى الأصابة بالمرض النفسى رغم إن هذا الأعتقاد بدور الجن ليس قاصرآ فقد على الديانة الأسلامية فقد ذكر فى التوراة و الأنجيل كما أوردت فى كلامى الأول و هذا يعود بى مرة أخرى فى التعليق على النقطة التى أثارها الأخ أحمد الشايقى بأن بعض المرضى يهتز و يرتعش عند قراءة الأيات الكريمة التى تتحدث عن المس الشيطانى و العين و حقيقة لا أستطيع أن أنفى حدوث هذا أو أؤكده لمدم معرفتى بهذا الموضوع و لكن حسب علمى المحدود لا أعتقد بأن هنالك أي تفسير علمى لذلك و أتمنى من أى شخص من الأعضاء الكرام أن يحكى لنا أى تجربة شاهدها مع أى من الشيوخ المعالجين .

موضوع مهم وقد كنت حاولت الحوار حول مفهوم الجنون في الثقافة وعلاقته بالسياسة ولم اكمل طباعة المخطوطة وربما اعود اليها بتاثير هذا البوست الهادف.

المجنون والسلطة او بين حرية "المغزلن" وقيد "النصيح"

تحياتي لدكتور عبدالعظيم وضيوفه علي هذا النقاش الهادف!!

عادل

المجنون والسلطة
او
بين حرية "المغزلن" وقيد "النصيح"

مقدمة :
يستخدم الوصف؛ أو قل الاتهام بالجنون؛ كأحد آليات وأدوات السلطة؛ لقمع وإقصاء وتهميش معارضيها؛ بحثا عن تقليص مساحات الحرية والخيال والإبداع ؛ وممارسة هيمنتها الكلية علي المخيلة الاجتماعية والنشاط الاجتماعي والإبداعي والمغاير؛ وحصر نشاط الفرد ضمن العادي واليومي والمسموح به. وتستوي السلطة هنا؛ سواء كانت سلطة حكومية؛ أم سلطة طبية؛ أم سلطة اجتماعية؛ أو سلطة أسرية . من الناحية الأخرى؛ يكون ادعاء "الجنون" ذريعة؛ في مرات عديدة؛ لإتاحة مساحات من الحرية؛ يهرب بها " المجنون" ؛ من قيود السلطة ومحاذيرها ورقابتها؛ في لعبة مضادة؛ مكشوفة أو مستترة بالنسبة لللاعبين الأساسيين؛ أي المجنون والسلطة؛ والمحيط الاجتماعي. كما يشكل الجنون" الحقيقي" في حده الأقصى؛ حالة من حالات الهرب؛ والبحث عن الحرية وتحقيق الذات في الخيال؛ عندما تنعدم إمكانيتهما في الواقع الحقيقي؛ أو في حياة الفرد.

"الجنون" في اللغة والتراث:
جاء في القواميس التراثية ؛ في تعريف الجنون؛ انه "اختلال العقل، بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهج العقل إلا نادراً" وجاء أيضا انه "اختلاف القوة المميَّزة بين الأمور الحسنة والقبيحة، المدركة للعواقب، بأن لا يظهر أثرها ويتعطل أفعالها، إما بالنقصان الذي جُبل عليه دماغه في أصل الخلقة، وإما بخروج مزاج الدماغ عن الاعتدال، بسبب خلط أو آفة، وإما لاستيلاء الشيطان عليه وإلقاء الخيالات الفاسدة إليه، بحيث يفزع من غير ما يصلح سبباً" . وفي تعريف ثالث "إنه حائل بين النفس والعقل، يترتب عليه زوال العقل، أو فساد فيه" .‏
من الواضح من التعريف الثاني أعلاه؛ انه لم يقتصر فقط علي تعريف المراد بالجنون؛ و إنما ذهب اعمق؛ لتفسير أسبابه؛ فجعلها واحدة من ثلاثة : 1- النقصان الذي جبل عليه من الخلقة ( الوراثة أو مكونات الجينوم) 2- خروج مزاج الدماغ من الاعتدال؛ بسبب خلط أو آفة ( اختلال عصبي- نفسي ذو أسباب نيورولوجية) 3- استيلاء الشيطان عليه؛ و إلقاء الخيالات الفاسدة إليه( التفسير السحري).
ويبدو ان هذه الأسباب الثلاثة؛ ما زالت هي التي تسيطر حتى اليوم؛ في التعامل الطبي / الاجتماعي؛ مع "المجنون" في محيطه المجتمعي؛ أو في تعامله مع مؤسسات السلطة ؛ الطبية والاجتماعية والسياسية.

الإقصاء والإبعاد تجاه "المجنون" :
ومن أولى علامات الإقصاء والاستلاب؛ هو الكلمة نفسها؛ وهنا تعنينا الكلمة العربية؛ مع إن نفس النسق يسير في اللغات الاخري؛ ف"المجنون" ؛ وبنص الكلمة؛ هو من أصابه جن؛ أو استولي عليه الشيطان؛ وقد كانت العرب في جاهليتها؛ تنظر الي "المجنون" ؛ من هذا الإطار. حيث انهم تصوروا أن الجن- وهي كائنات متخفية مستترة تسكن في الصحراء وتختلط مرات مع البشر- قد دخلت ذلك المصاب، فسلبته عقله واستقرت في رأسه؛ وسلبت حواسه؛ ولذلك أُطلقت الجِنّة على الجنون.
ورغما عن الطابع الأسطوري لهذا التفسير؛ إلا إن طابعه السلطوي و الإقصائي؛ واضح وصريح ؛ لأنه بهذا المفهوم؛ يخرج " المجنون" من حالته البشرية؛ إلى حالة كونه جسم معدوم الإرادة؛ اصبح مسكنا للجن والشيطان والأرواح الشريرة؛ وهو بهذا لا يخرج فقط عن المجتمع الاجتماعي؛ بل عن الجنس الإنساني كله؛ ما دام مسكونا أو ممسوسا أو مركوبا؛ بهذا الشيطان أو الجن؛ ولم يخرج منه أو عنه.
وتبدو آليات الإقصاء واضحة وشريرة؛ خصوصا عندما تنعدم المقاييس الموضوعية؛ لتحديد حالة المس والركوب والاستيلاء؛ فيصبح بعض الاختلاف في الهيئة الفيزيائية مثلا؛ مدخلا للاتهام بالجنون؛ فكان أن اصبح من دلالاته – أي الجنون- أن الشخص " يضرب بمنكبيه، وينظر في عِطْفيه، ويتمطى في مشيته".

رسول الإسلام والوصف بالجنون:
كانت أولى محاولات العرب" الجاهليين" ؛ أو قل سلطاتهم؛ في استخدام "الجنون" كأداة للإقصاء والعزل؛ هو استخدامها ضد الدعوة الجديدة؛ الإسلام؛ والتي هددت كيان عقائدهم؛ ثم هددت البنيان الاجتماعي القائم؛ فكان أن اتهم القائم بها؛ أي الرسول الكريم؛ ضمن اتهامات كثيرة؛ بأنه مجنون؛ الأمر الذي استوجب نفيه من القران؛ حيث جاء" وما هو بمجنون" ؛ كما كذبته الوقائع الاجتماعية نفسها؛ وكما كذبته شهادات "العاقلين" منهم.
جاء في الأثر؛ إن "الوليد بن المغيرة اجتمع مع نفر من قريش، وقد حضر موسم الحج، فقال لهم:يا معشر قريش إنه قد حضر الموسم، و إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، و قد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فاجمعوا فيه رأيا واحدا و لا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا، و يرد قولكم بعضه بعضا0 قالوا:نقول كاهن. قال:لا و الله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان، فما هو بزمزمة الكاهن و لا سجعه. قالوا:فنقول مجنون. قال:ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون و عرفناه، فما هو بخنقه و لا تخالجه .. الخ الخ حتى نهاية الرواية."

النص السابق؛ يوضح استخدام اتهام الجنون؛ كأحد آليات الإقصاء؛ وإذا كان الوليد بن المغيرة قد نصحهم في النهاية بان يقولوا انه ساحر؛ فهو لم يذهب بعيدا في دعواه؛ حيث السحر هو أحد الأدوات الأخرى للإقصاء؛ وهذه ثيمة أخرى؛ مما يمكن أن نتوفر لها ذات يوم؛وليس هنا مقامها. المهم انه ليس غريبا والحالة كهذه؛ أن ينفر الرسول الكريم؛ من كلمة المجنون؛ بما تحمله من معان تحط بقدر الموصوف به؛ حيث جاء في الحديث عن انس بن مالك انه قال: [مرّ رجل فقالوا: هذا مجنون، فقال رسول الله: "المجنون المقيم على معصية الله، ولكن قولوا: مصاب"].

"الجنون" في التراث السوداني:
لا يكاد التراث السوداني؛ في وسط وشمال السودان؛ يختلف كثيرا؛ عن النظرة العربية –الجاهلية-؛ للمجنون" و"الجنون" ؛ من حيث انه مس من الجن؛ أو الشيطان؛ ومن حيث النظرة الدونية للمصاب؛ ويبدو هذا في ابتداع مؤسسة القيد؛ وهي مؤسسة أصيلة؛ في التعامل مع ظاهرة الجنون؛ كما سيظهر ذلك فيما بعد.
الأوصاف التي طلق علي "المجنون" هنا؛ تختلف حسب اختلاف درجة الجنون؛ ومصدره. فهو إن كان في التراث العربي ذو اللوثة؛ والمهووس؛ والمجنون ؛ فانه في التراث السوداني؛ يظهر باسم المغزلن؛ والمدروش؛ أو الدرويش؛ ومرات أخرى تحت اسم الحالج؛ أو الفاكة منو صامولة.

نواصل

الأخ العزيز الأستاذ عادل عبد العاطى : لك الشكر الجزيل على هذا التعليق القيم الشامل الذى يوضح إلمامك الكبير بهذا الموضوع الهام و قد صدقت بأن قلت إن صفة الجنون و إلصاقها بالشخص كانت ولاتزال أداة مستعملة للأقصاء و التهميش ليس فقد من قبل السلطة بل حتى من قبل الأسرة لعذل المريض و إلصاق تهمة التلبس بالجن و الشياطين لتفادى السير فى مطبات العلاج النفسى الطبى و الذى لازال يمثل لكثير من الأسر السودانية مصدرآ للخجل و و صمة عار و من المؤسف أن تنتشر فى مجتمعاتنا كلمة مجنون فى قاموس الكلمات المسيئة و كأداة لتحقير الأنسان . رجاء أخير يا أخ عادل أن تكمل كتابة هذه المخطوطة و لك أجمل الأمنيات بعام سعيد خالى من جميع الأمراض.

الاخ/ العزيز الدكتور عبد العظيم عبد الرحمن

كل عام و أنت بخير بمناسبة اعياد الميلاد المجيد و بمناسبة قدوم العام الجديد

و الله يا عظمة, لعلك تتفق معي, في اننا في السودان و في خارج السودان, في حاجة ماسة, لهذا النوع من الدراسات العلمية, فقد اجبرت الظروف القاسية, معظم الخبرات في السودان, علي الهجرة , خارج حدود السودان, و كم اشعر بالحزن و الالم, ان اري , مثل هذه الخبرات الخلاقة, معلقة, في سماء سودانيزاونلاين, لان مكان هذه الخبرات, الدراسة الحقلية في السودان, و عبر مراكز البحوث ذات العلاقة بهذا الحقل الهام.

فالقيادة الحالية الموجودة الان بوضع اليد في السودان, يأتي في اخر اولوياتها, اقامة مراكز بحث من هذا النوع, فقد تفتخر, بفتح مصنع جديد للسلاح و لكنها, لا تهتم بفتح مركز بحث واحد, يهتم بالعلم الذي تتحدث عنه انت في سودانيزاونلاين, من باب و ذلك اضعف الايمان.

و لكن يا عبد العظيم, اسمح لي ان اقول لك, ان ما تقوم به من دراسة علمية, يهدد قطع شك, دور (الفكي) او (الشيخ) ... الخ ,في المجتمع السوداني, بمعني اخر, أنت تريد ان تحول هؤلاء الي (الصالح العام)!! و بقرار علمي و ليس سياسي, و سيكون دور هؤلاء في خبر كان بمرور الزمن, وهو ما يجعل هؤلاء يستميتون في قول ان هنالك جن و كمان (كلكي) في بعض الاوقات و ان العلاج بالقرآن هو الحل الاول و الاخير.

و هنالك سؤال يطرح نفسه يا عظمة علي اهل العلم من امثالك, وهو هل ستقدر المؤسسة العلمية مواجهة مؤسسة الشيخ و الفكي في السودان, و عبر دور العلم و الندوات و السنمارات ...الخ؟ لاننا سمعنا سمع و عبر الرواة ان التيجاني الماحي عليه رحمة الله, قد اعترف بدور الفكي في علاج مثل هذه الامراض, الا اننا لا نعرف تحديدا اي نوع من الامراض التي تفضلت بذكرها هنا عبر هذا البوست الثمين. و اذا كان العلم لا يصادم مثل هذه المؤسسات التقليدية في السودان فما هو الحل اذن يا عظمة ؟ و اعني بالصدام هنا الانفتاح علي الريف السوداني , حيث يجنزر الشيوخ الناس بدعوي انهم مجانين!! و هل هنالك جن لا يمكن ان يهدأ له بال الا وهو مجنزرا؟

و قد لاحظت شئيا اكثر من غريب يا عبد العظيم, بحكم انني من اقاصي الريف السوداني, وهذا الشيء الغريب هو ما يقولون عنهم مجانين, يعملون بكامل قوتهم في مزارع الشيوخ و (الفقراء/ بمعني الشيوخ و ليس بمعني المعدمين او المفلسين) و مجانا اي بلوشي, و لسنوات طويلة و منهم من يصبح (شيخا)!! بعد ذلك, و يتزوج من بنات الشيخ الاصلي!! و لا يفارق الشيخ طيلة حياته!! فما هو رأي العلم في مثل هذه الحالات و في العمل البلوشي...؟

اخي عبد العظيم, انت الان في المملكة المتحدة, حيث لا شيوخ و لا قباب, فنرجو منك ان تكتب لنا عن تجربتك العلمية في هذا البلد و من الناحية العلمية البحتة, فهل (الجن البريطاني) اصعب من (الجن السوداني )اذا ما افترضنا جدلا ان لكل بلد جنها وهو امر استبعده علي المستوي الشخصي؟

و ما هي علاقة هذا العلم, بالعلم الذي يختص بالقوي الخفية للانسان, لانني اعلم بان للانسان قوي خفيه, و لكنني لا اعلم ما هي علاقة هذا العلم بالعلم الذي يختص (بالجن و الجنون الفنون)؟ لاننا سمعنا بان الجنون فنون!! و هل حقا يا عظمة, بان (المجانين ) كمصطلح شعبي و ليس علمي, اعقل منا جميعا, لان عقولهم كبيرة, لم تكتف باستيعاب الاشياء القليلة التي يعلمها معظم الناس, و بالتالي حدث لهم ما حدث؟!! ام هذا مجرد وهم؟ و هل حقا ما بين (الجنون) و العقل اي بمعني ان يكون الانسان (عاقل) شعرة من ناحية علمية؟ و لك الود يا عظمة و سوف نعود لطرح المزيد من الاسئلة , فهذه هي المرة الاولي التي نجد فيها مثل هذا الموضوع الشيق في فضاء هذا المنبر العظيم.

...

شكرا دكتور عبدالعظيم علي هذا التقريظ؛ والذي لا ازعم انه في محله؛ فما نظرتي للامر الا نظرة اجتماعية - ثقافية؛ ينقصها التفرغ والتخصص؛ ويبدو هناك واجب كبير لكم في تبيان الظاهرة والتعامل معها؛ بصورة علمية ومهنية؛ باعتبار ان حقوق المريض النفسي والعصبي هي من حقوق الانسان؛ ولا يخفي عليك كيف تنتهك هذه الحقوق في السودان؛ علي كافة المستويات؛ بما فيها العمل الاجباري غير مدفوع الاجر - السخرة - ؛ والذي اشار اليه الاخ العزيز برير يوسف.

لي اهتمام بهذا الموضوع عائد الي الثمانينات من القرن الماضي؛ حيث لفتت انتباهي علاقة الجنون والمرض النفسي بالمبدعين في واقع متخلف: اتكلم هنا عن ظواهر مثل مرض معاوية محمد نور والذي اسلم لفكي كان يضربه حتي انهك وقتل في الحقيقة؛ ولتجربة ادريس جماع وشيبون والجميد الخ ؛ ولا اقلل كذلك من شأن الاكتئاب والامراض العصابية التي ادت الي انتحار شكاك وابو ذكري وغيرهم .

الشي الثاني هو انه اتيحت لي في تلك الفترة معرفة بسيطة بالدكتور محمد الحسن القدال؛ اخصائي العلاج النفسي في الاقليم الشمالي حينها - وليس عطبرة وحدها- ؛ وعلاقتي القريبة مع صديقي عبدالله القطي؛ والذي كان يعمل في مكتب الاحصاء في مستشفي عطبرة؛ وهو حينها مكتب ملاصق تماما لقسم العلاج العصبي والنفسي بالمستشفي؛ مما جعلني اتابع بعضا من قضايا المرض النفسي في تلك الفترة؛ وخصوصا انه في ريفي عطبرة في كدباس؛ حيث مقر الشبخ الجعلي؛ هناك مؤسسة تقليدية ضخمة للتعامل مع "المجانين" كما يسموهم.

اضافة الي كل ذلك؛ فان بعضا من اقرب الناس الي من اقارب واصدقاء قد اصيبوا بامراض نفسيةوعصبية مختلفة؛ في السودان او خارجه؛ وتابعت معهم الطريق المؤلم والطويل للعلاج؛ والذي كان في بعضه علاجا قاسيا ومؤلما؛ مثل العلاج بالصدمات الكهربائية؛ كما في حال قريبتي الراحلة "س"؛ وقد مررت انا نفسي بحالة اكتئاب في العام 1994 ؛ ورغم اني لم استفد من استشارة متخصص؛ الا انها كانت تحمل كل الصفات الكلاسيكية لمرض الاكتئاب؛ وقد تخارجت منها فقط بعزيمة جبارة وبسند من بعض الاصدقاء؛

وقد زاداهتمامي من حينها بمختلف الجوانب للمرض النفسي والعصبي؛ وعلاقته مع المجتمع؛ الخ الخ ؛ وقد قرات بعض الدراسات والبحوث عن الموضوع؛ ومن اهمها كتابات ميشيل فوكو عن تاريخ الجنون ودور المصحة الاجتماعي والجنون والادب والجنون والسلطة الخ ؛ كما وقع في يدي كتاب - قصة عن المصحة النفسية التقليدية في السودان في الخرطوم بحري وتاريخها الخ ؛ باسم الجنخانة.

اما في جانب استخدام التهمة بالجنون كشكل من اشكال الاقصاء؛ فقد استخدمت ضدي للاسف في خريف وشتاء عام 2002 ؛ في حوارات سياسية ذات طابع حاد بمنبر سودان .نت ؛ مع بعض الاخوة اليساريين؛ كان ان اتهموني بعدها بالجنون؛ وقد حمدت الظروف ان زمان الاتحاد السوفيتي قد قضى؛ وان هؤلاءالرفاق لا يملكوا سلطة علي؛ والا للحقت بمصير عشرات الاف المعارضين السوفيت الذين قضوا في المصحات النفسية الروسية؛او في عالمنا العربي لكان مصيري مثل علي عبداللطيف والذي احتجز منذ العام 1934 الي العام 1948 في القاهرة بعد انتهاءعقوةبة سجنه؛ بمصحة للمرضي باعتبار انه مجنون؛ او كاسماعيل المهداوي الذي اعتقله عبدالناصر والسادات 18 عاما بتهمة الجنوب؛ وكتب في المصحة احد افضل الكتب عن الفلسفة من منظور ماركسي؛ او غيرهم اوغيرهم

مرة اخري تم اتهام لي بالجنون؛ من مواقع اليمين هذه المرة؛ في ما يسمي ببورد المناضلين؛ وهم مجموعة من العناصر التخريبية -الهاكر - المرتبطة بجهاز الامن؛ وقد اكد لي ذلك مقولة ان الانظمة والعقايات التسلطية من مختلف الايدلوجيات؛ تتشابه في ترسانتها فيما يتعلق بالتعامل مع المختلف؛ وفي استخدام ادوات الاقصاءالايدلوجية و-الطبية التشخيصية - اذا دعي الامر.

ساحاول في هذا البوست المساهمة معكمعبر النقاش في المحاور التالية:

1) اسطورية فكرة الجن ودوره في المرض وخطل تسمية المرض النفسي والعصبي بالجنون ونسبته الي الجن او السحر اوالعين الخ .

2) العوامل الاجتماعية المتي تساعد علي ظهور و/ او استفحال المرض النفسي والعصبي وخصوصا في حالة المبدعين ولربما عرجت لما كتبته في هذا الامر عن معاوية محمدنور.

3) مؤسسة الفكي ودورها الايجابي او السلبي في التعامل مع قضايا المرضي النفسسين والعصبيين في السودان؛ وساحكي هنا عن اختلافنا مع بعض آراء د. القدال حينها.

4) التعامل مع المرض النفسي والعصبي بغرض الاقصاء - سواء من قبل السلطة او المجتمع؛ وهو موضوع مقالي الذي لم يكتمل والذي اتمني اكماله في ثنايا هذا البوست ؛ وعرض تجارب الاتحاد السوفيني المريرة وكوبا الان وغيرها من الانطمة والسلطات الاجتماعية القهرية.

5) بعض اشكال العلاج النفسي والعصبي المتخلفة ( الصدمات الكهربية؛ العزل؛الاجبار علي العلاج؛ القيد والضرب وعمل السخرة عند الفكي الخ ) وانتهاك حقوق المرضي النفسسين وضرورة تبني اخلاقيات مهنية جديدة في التعامل مع المرضي النفسسيين في السودان -وفي الحقيقة في افريقيا والعالم العربي والثالث عموما- ؛ منظورا اليها في منظار اوسع لحقوق الانسان وحقوق الانسان المريض.

سلام مربع

المشاركون الافاضل

قصدت من طلتي ان اشكركم على هذه الدراسات القيمة
وعلى الاطلاق اعتبرها من امميز المواضيع التي قرأتها مؤخرا
ربنا يوفقكم

عزيزى برير : أشكرك على المرور و التعليق و أتفق معك تمامآ بأننا فى حاجة ماسة للدراسات و أتمنى أن يعود يومآ سوداننا الذى نحلم به حتى نعود جميعآ للمساهمة فى إجراء البحوث العلمية . طبعآ للفكى و الشيخ أدوار مهمة فى المتمع السودانى منها نشر الثقافة الأسلامية و لكن بعضهم يقوم بأدوار ليسوا مؤهلين علميآ للقيام بها و لكن ماذكرته عن بروف التجانى الماحى صحيح فقد تعامل مع البعض منهم بل إن بعض الشيوخ يقومون بتحويل الحالات التى تستعصى على العلاج للأطباء النفسيين و يخبرون أهل المريض بأن هذا مرض دكاترة .

الأخ العزيز عادل : قرية كدباس هى من الأماكن التى ذرتها فى أواخر الثمانينات وحقيقة بهاجوانب سلبية و أخرى إيجابية فأما الجوانب السلبية فهى مثل وضع المرضى فى غرف ضيقة و ربطهم بالسلاسل و حرمانهم من الأكل و الشرب و لكن الجوانب الأيجابية تتمثل فى الجانب التأهيلى لهولاء المرضى بعد أن تهداء حالتهم حيث يقوم معظمهم بالعمل فى مزارع القرية و هذا الأسلوب هو المتبع حاليآ فى كثير من البلدان المتقدمة مع إختلاف الوسائل
.أما بالنسبة للنقاط التى أورتها فى البوست الثانى للنقاش فسأحاول التعليق عليها بأختصار :
1] أسطورة الجن هى القضية المحورية و الجوهرية فالجن موجود و مذكور فى الأديان الساوية و تبقى القضية هى الأيمان بهذه الأديان أو عدم الأيمان بها وكما ذكر الأخ مجدى فأن ظاهرة الجن هى لا تخضع لمعايير علمية محددة و إنما مرتبطة بالأيمان بوجود الخالق لهذه الكائنات و لكن هذه هى ليست القضية المهمة بالنسبة لنا هنا و إنما السؤال المهم لنا هو ما علاقة الجن بالمرض النفسى و إذا كانت هنالك علاقة فلماذا لايسبب الجن أمراض أخرى مثل السكرى و الضغط .
أوعدك يا أستاذ عادل بالعودة مرة أخرى فى مناقشة النقاط الأخرى و أرجو أن تواصل الكتابة فى هذا الموضوع بأسلوبك الشيق الجميل .

الأخت العزيزة شيرى : أشكرك كثيرآ على المرور و التعليق و بالمناسبة أنا من أكثر المدمنيين لكتاباتك و هترشاتك الساخرة فأرجو منك مواصلة الكتابة و لك الود.

الأخ برير
لقدكان د التيجاني الماحي سابقا لزمانه بمحاولته خلق تواصل بين المستشفيات النفسية و المعالجين البلديين من شيوخ كجور و ستات زار و ذلك لسببين أولا لايمانه بدورهم في العلاج النفسي وثانيا لتثقيفهم لمعرفة الفرق بين الأماض العصابية و الأمراض النفسية و شرح دورهم في العلاج للامراض النفسية و أهمية العقاقير في الأمراض العصبية وحثهم علي عدم إستعمال العنف و القسوة و قد تابعنا خطاه في ذلك النهج و تذكرني تجربة تاكيدا لأهمية هذا المنهج أذكر في بدايات حياتنا العملية جاء إلينا مريض بعدم المقدرة علي الحركة و كشف عليه مجموعة من أخصائيي الباطنية الذين قرروا عدم وجود أي خلل عضوي يفسر هذا الشل و إن الأحتمال الوحيد هو أن يكون السبب نفسي لذا تم تحويله إلينا في مستشفى التيجاني الماحي و بعد جلسات للتحليل النفسي وجدنا هذا الرجل وطأ قبر رجل صالح في قريته وسيطر عليه قناعة بأن هذا الرجل الصلح سيضره و يشعر بالام في قدميه حتى فقد الحركة تماما و حاولنل معه كل أنواع العلاج النفسي و لم ننجح و أخيرا دعونا إبن هذا الرجل و أخبرناه بالقصة و شرحنا له إنه لا أمل في شفائه إلا إذا عرف بان هذا الرجل الصالح قد عفا عنه و قد كان أن قام الابن بزيارة المريض و أخبره أبيه قد عفا عنه و بعد ذلك في أقل من شهرين إستطعنا علاج هذا الرجل ليذهب لأسرته ماشيا على قدميه
………عزيز عبدالعظيم
كما ترى لقد قاد النقاش في موضوع الجن و الجنون إلي عدة محاور و
.مو اضيع جديدة و هي بدورها تستدعي كثير من الأسئلة والحوار ونستطيع تجميع هذه الأسئلة في ثلاث محاور رئيسية
أولا علاقة الجن والأسطورة بالأمراض العصبية
لمحور الثاني علاقة الدولة حقوقالانسان والامراض العصبية
المحور الثالث علاقة الأمراض العصبية بالإبداع
كل هذه المحاور تعكس قضايا جديرة بالنقاش و الخوف إذا وضعت تحت بوست واحد سيتشعب النقاش في اتجاهات عدة قد تؤدي إلي إهمال بعض أو جزء من هذه المحاور
فهل يمكن أن أقترح عليك أن يستمر هذا البوست مغطيا للمحور الأول و أن تفتح بوستين منفصلين لتغطية المحورين الثاني و الثالث و حتى تنظر في هذا الاقتراح سأحاول المشاركة من خلال هذا البوست لك الود…………………………………………………………………………………

العزيز عادل
لقد تلمست دروب كثير من المحطات المثيرة للجدل و أتمني في عذه العجالةأن اقف معك في محطة الجنون والابداع
منذ قدم التاريخ تلازمت صفتا الجنون و الابداع لذا لم يكن غريبا ان نجد كثير من المبدعين قد أصيبوا بمختلف الأمراض العصبية من دانتي شومان نيتشة وإلتوسير بل نجد منهم من أنهى حياته منحرا مثل هيمنجواي فرجينيا وولف و فان جوخ.أثبتت دراسة قام الباحث لودونغ أن المبدعين معرضون للامراض النفسيةبنسبة تفوق سبعة أضعاف الانسان العادي .
في القرن الحالي قامت كثير من البحوث في محاولة إستكشاف هذه العلاقةرغم كل المحاولات لسبر أغوار هذه العلاقة إلا إنهافشلت في تقديم إجابه متكاملة ومنطقية.
ساحاول تقديم بعض الامثلة كخطوة أولى نحو نقاش أعمق ينظر علماء النفس الأجتماعي للابداع والجنون بعتبارهم وجهان لعملة واحدة جوهرها محاولة إستيعاب العالم و تشكيله ليصبح أكثر إ نتظاما حيث ينجح المبدع في هذه المحاولة ليصبح أكثر توازنا و يفشل المجنون فيزداد إغترابه و بعده من هذا العالم.
يرى الوجوديون من كيركغاردإلي سارتر الابداع تجسيد لغريب البير كامو هو محاولة التوازن الذاتي في عالم الاخرين هم الجحيم و أيضا نجد إسهامات الفكر الوجودي في تعريف حالة القلق الوجودي بإعتباره محاولة خلق معنى و قيمه جديده لعالم تسيطر عليه اللاجدوى و العدم ليصبح المبدع مهيألكل انواع المرض النفسي و العصابى.
يرى بعض علماء النفس إن هناك بعض الصفات السيكولوجية التى يتشابه فيه المبدع و المجنون فكلاهما يركن لوحدة و الأنعزال غارقا في احلامه متقلبا في تركبته العاطفية بين الانفجار و الانزواء نشاطه الجسدي يتارجح فوران البراكين و جمود الصخور كلاهما يحاول خلق جديد مستندا على العدم.
يحاول بعض علماء ألاجتماع النظر الجنون والابداع بإعتبارهم محاولات متفاوتة في المقدار برفض روح القطيع لتصبح روح شاردة تقتات علي قيمها الجديده فأما تنجح فتخلق إبداعا او تفشل في الصمود بعيدا من روح الجماعة لتخلق حالة من عدم التوازن والانهيار...................و أكتفي بهذا و حتى نواصل لك ودي

...

...

الاخ/ مجدي اسحق

سلام و تحايا

يا اخي مشكور لتعليقك علي النقطة ذات العلاقة بالراحل المقيم التيجاني الماحي, و لكنني يا اخي عندما ذكرت اسم التيجاني الماحي في مداخلتي, لم اكن اقصد التيجاني الماحي كشخصه , و بانه اول من فعل كذا و يعود له الفضل في كذا و كذا, و انما كان جوهر طرحي, هو كيف زاوجت المدرسة العلمية التي تهتم بهذا الموضوع الكبير الذي يعود الفضل في طرحه في المنبر للاخ العزيز عبد العظيم,, كيف زاوجت هذه المدرسة بين ما تقوم به هي و بين ما تقوم به مؤسسة الفكي / الشيخ / الفقير في السودان؟ و عندما يذكر الناس هذه المدرسة العلمية في السودان, لا يمكن لهم ان يتجاوزا الراحل المقيم التيجاني الماحي, و من هنا جاء اسم الرجل, و كنت ستفيدنا اكثر يا مجدي, لو انك استرسلت لنا و ببحث علمي في هذه النقطة, اي نقطة المزاوجة بين مدرسة ذات منهج علمي و مدرسة اقل ما يقال عنها, هو انها مدرسة تقليدية.... فهذا هو القصد من هذه النقطة... و نأمل ان تضع الكورة واطه ... يا مجدي اسحق... حتي يستفيد الناس من هذه الخبرات... فهذه القضية التي طرحها عبد العظيم ... لم يتم طرحها من قبل في هذا المنبر و من اهل التخصص ... و احسب ان هذا المنبر موعود بخير كثير من خلال طرح هذه القضايا الهامة... و كم ظلمت السياسة الناس في السودان... فقد هجر اهل العلم تخصصاتهم و ادخلوا انفسهم ... في دهاليز السياسة التي لم تنفع احد في السودان... و هذه دعوة لكما انت و عبد العظيم لكي تتفرقا لهذا العلم ... حتي تعم الفائدة جميع الناس ... و هي دعوة مفتوحة لكل اهل التخصص لكي يتفرغوا لتخصصاتهم ... بعيدا عن مناورات السياسة ... الغير مجدية ... فنريد ان نسمع رأيكما و رأي اهل التخصص في هذا المنبر... و بامكان الناس ان تقوم بدراسة علمية لتري كم كسب اهل السودان و كم خسروا عندما هجر اهل التخصص تخصصاتهم و دخلوا في معارك في غير معترك في دهاليز السياسة... و نأمل من عزيزنا عادل عبد العاطي ان يدلو بدلوه في هذه القضية الهامة... فاهل التخصص تركوا تخصصاتهم و لم ينتجوا لنا فكرا سياسيا نعتز به... و خسروا بذلك السياسة و التخصص في ان واحد... فلمصلحة من يحدث هذا يا عالم؟

التيجاني الماحي... و تثقيف مؤسسة الفكي/الشيخ:

لقد طرحت اخي مجدي نقطة في غاية الاهمية, و تحتاج منك و من عبد العظيم الي تفصيل, لان البوست قد اصبح مشتركا بينكما من خلال مداخلاتكما معا, فكيف فعل الراحل المقيم ذلك؟ و ما هي الوسائل التعليمية التي استخدمها لتثقيف مؤسسة تقليدية كمؤسسة الفكي في السودان؟ و هل يمكن لهذه المدرسة التقليدية التي يتزعمها البعض بالوراثة, لاننا لاحظنا ان فتي لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما يصبح اماما و فكيا و شيخا يركع له الناس مع الراكعين!! فباختصار شديد و ربما مضر بالحوار, هذه المدرسة تقليدية و فيها شيء من الديكتاتورية و قد لاحظت بنفسي من خلال المناطق التي عشت فيها في السودان, فكيا او شيخا ديكتاتورا مثله و مثل الفريق البشير, و هو يتزعم او يترأس مؤسسة قائمة علي شخصية صمدية, له طرائق محددة في التعامل مع الناس, لا يناقشه احد فيها... فهذا الامر مجلبة للسخط و الغضب من قبل هذا الشيخ... فكيف كسر التيجاني الماحي جدار هذه الدكتاتوريات التي يتزعمها هؤلاء الشيوخ في السودان؟ في منطقتنا لم نشهد هذه المزاوجة , و عندنا عرف لا يمكن تجاوزه وهو اذا اشرك الفكي او الشيخ الدكتور في عمله, فهذا يعني ان هذا الشيخ (فشنك)... و هي خطوة في الاتجاه الصحيح... و اقصد بها اتجاه ان يتخلص الناس من مؤسسة الفكي ... لصالح مؤسسة التيجاني الماحي اذا جاز هذا التعبير. كما اننا لم نشهد ان طبيبا قد ارسل (مجنونا)!! الي فكي او شيخ و لم نلحظ كذلك ان شيخا قد ارسل (مجنونا)!!! الي طبيب.

المريض بعدم القدرة علي الحركة:

هذه الحادثة يا مجدي تستحق من الناس الوقوف عندها كثيرا, ففيها انتصرت مؤسسة الفكي علي المؤسسة العلمية, علي الرغم من محاولات المؤسسة العلمية, اظهار القضية و كأنها امر لابد منه, فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستعالج بها هذه الحالة, مما يعطي مؤسسة الفكي العزة بالنفس , و اعتقد يا مجدي لو انكم شديت حيلكم شويه, و اجتهدوا اكثر مع الحالة من خلال المدارس العديدة التي تنهلون من معينها, لوجدتم حل علمي لهذا المسكين, الذي اعتقد بانه قد مست اقدامه قبر احد (الاولياء الصالحين) في قريته. و لكنكم و ربما اكون مخطئا استسهلتم العلاج (الساهل و المريح), و طبعا انا لا ادعوا هنا ان تظل هذه الحالة بدون رجلين و لكنني كنت اتمني ان يتم علاجه عن طريق العلم و لصالح العلم, حتي يتحرر اهلنا من هذه المؤسسة القاسية في الكثير من الاحايين. و لك الود يا زول.

الاخ/ العزيز عبد العظيم

تحايا و سلامات

تشكر يا حبيب علي التعليق, و لكنني ما زلت اعشم في الكثير, فهنالك بعض النقاط تحتاج منك الي تعقيب.

و سوف اطرح عليك بعض التسؤلات باعتبارك متخصصا في هذا الحقل الهام و تتمثل هذه التساؤلات في الاتي:
1/ هل من مصلحة المدرسة ذات المنهج العلمي و اعني بها مدرسة الطب النفسي ان( تتصادم) مع مؤسسة الفكي في السودان, كما حدث و ان تصادم العلم مع الكنيسة, و تتحمل بالتالي تبعات ذلك, ام لا؟

2/ و اذا كانت الاجابة بلا فما هي النتائج التي ستترتب علي عدم حدوث قطيعة بين مؤسسة ذات منهج علمي و مؤسسة تقليدية كمؤسسة الفكي في السودان؟ و اذا كان شخص كالتيجاني الماحي لم يؤسس لقطيعة بين هاتين المؤسستين فمن الذي سيقوم بهذا الدور الان؟

3/ و اذا كانت الاجابة بنعم, فما هي النتائج التي ستترتب علي كلمة نعم هذه في مستقبل العلاج النفسي في السودان؟

4/ لقد لاحظت تركيز مؤسسة الطب النفسي في السودان, علي دور مؤسسة الفكي في العلاج, فهذا هو الشيء الظاهر لغير اهل التخصص من امثالك, فهل يا تري للكنيسة و الكجور و لكريم المعتقدات في السودان, دور يماثل دور مؤسسة الفكي في السودان ام لا؟ فهل يمكن لمستشفي التيجاني الماحي ان يرسل مريضا الي صاحب كجور او قس ...الخ ام لا؟ و اذا كانت الاجابة نعم, فهل هذا يعني ان المسألة لا علاقة لها بالتداوي بالقرآن لا من قريب و لا من بعيد ام لا؟ و اذا كانت الاجابة لا فلماذا؟

5/ هل هنالك سند علمي لضرب و جنزرة اي ربط المرضي بالجنازير من قبل مؤسسة الفكي في السودان؟ و هل هنالك سند علمي لاستخدام (البخرات) اي حرق اوراق صغيرة لا نعرف ماذا يكتب فيها من الداخل من قبل مؤسسة الفكي السودانية؟

6/ هل سمعت يا عبدالعظيم بحفل تخرج (مجانين) مؤسسة الفكي السودانية ام لا؟ و هل يشابه هذا التخرج تخريج المريض من قبل المؤسسة العلمية ام لا؟ و طبعا لاحظت ان (خريجين مجانين) قد عادوا الي نفس المؤسسة و بالتالي طالت فترة اقامتهم التي ربما تكون ابدية في بعض الوقات, فهل هنالك سند علمي لهذا السلوك؟ و طبعا يا عبد العظيم, نحن نعاني من جهل و ربما امية في هذا المجال و انتم تملكون كل هذه الخبرات و عاملين نايمين, لا ندري لماذا؟ و لا ادري كيف تهاجر مكاتب الجالية السودانية بويلز بحثا عن متحدثين في كذا و كذا و انتم قاعدين لا حس و لا خبر؟ يا عظمة خافوا الله فينا و اخرجوا هذا العلم الي مكتب الجالية الثقافي يرحمكم الله, و يبدو انكم انطبق عليكم المثل الشعبي البسيط الذي يقول فنان الحي لا يطرب... و الله انتم ناس ما ساهلين و احسن لنا من المتحدثين المستوردين... كدي قولوا خير و شوفوا شغلكم يا جماعة الخير... هذه القضية هامة للغاية... اها يا عظمة قولينا رأيك شنو في هذا الطرح.

و نواصل

الأخ مجدى : الشكر مرة أخرى على التعليق و أريد أن أعلق على المحور التانى وهو علاقة الدولة بالمريض النفسى و حقوقه و هى نفس النقطة التى تطرق إليها الأخ عادل . و أنا أعتقد إن مايقصنا فى السودان هو عدم وجود قانون للصحة النفسية كما هو الحال هنا فى بريطانيا . فوجود مثل هذا القانون يحمى حقوق المريض و يعطى فى نفس الوقت السلطة القانونية لأطباء الطب النفسى فى حماية المجتمع من أى خطورة ناجمة من المرض النفسى و القانون هنا فى بريطانيا كما تعلم ينص بأختصار على إن للمريض الحق فى قبول أو رفض العلاج طالما له المقدرة العقلية المناسبة لتحديد خياره . أما إذا إنتفت هذه المقدرة العقلية حسب رأى الطبيب فللطبيب السلطة فى حجز المريض فى المستشفى و علاجه غصبآ عن إرادته. و طبعآ ممكن تكون فى أشكالية لو كان هنالك سلطة متسلطة فقد تستعمل هذا القانون ضد معاريضيها و لكن بغض النظر عن هذه الأحتمال فيجب أن يسن القانون و أظن أن رجال القانون سوف يكونوا أحسن منا فى تناول هذا الأمر و أتفق معك فى إن هذا الموضوع يحتاج لبوست منفصل و سوف أحاول كتابة ذلك فى القريب العاجل إنشاء الله .

أخى الحبيب برير : الأسئلة التى أثرتها هى أسئلة ذكية جدآ و تلخص معظم جوانب الموضوع و سأحاول الأجابة عليها بقدر معرفتى : أولآ بالنسبة للسؤال الأول حول العلاقة بين مصلحة الطب النفسى و مصلحة الفكى فأنا أرى إن التصادم فى هذا الوقت الحاضر قد لا يكون من مصلحة المريض لأن عدد كبير و لا أقول غالبية الشعب السودانى لا تزال تؤمن بقدرة الفكى على شفاء الأمراض النفسية و تزال تؤمن أيضآ بدور الجن الكبير فى الأصابة بهذه الأمراض و لهذا أعتقد إننا نحتاج أولآ حملة توعية كبيرة قبل الدخول فى صدام مع مؤسسات الفكى أو الشيخ رغم إن الأيمان بقدرة هولاء الشيوخ أصبحت منتشرة حتى وسط المتعلمين مما يزيد من تعقد المشكلة . بخصوص سؤالك عن هل من الممكن إرسال مريض من مستشفى أمراض عقلية إلى الفكى فهذا طبعآ لا يتماشى مع أخلاق المهنة الطبية و لا أعتقد إن طبيبآ عاقلآ فى السودان يمكن أن يفعل هذا ولكن فى أحيان كثيرة يقوم أهل المريض بأخراج المريض من المستشفى و أخذه للفكى خاصة إذا لم تكن هنالك إستجابة للعلاج.
أتمنى أن أكون وفقت فى الأجابة على بعض تساؤلاتك و سأحاول إنشاء الله التنسيق مع مكتب الجالية و لك الود حتى نلتقى .

...

...

...

...

الاخ برير
لا نريد من أهل التخصصات أن يتركوا تخصصاتهم والإنغماس في السياسةو لكن لانريد من اهل التخصصات اهمال السياسة و التحصن في أبراج عاجية فكم من عالم إستغل علمه وثقافته لشقاء البشرية ونحن من وطن السياسةفيه فرض عين و الطبيب لا يستطيع ان يقوم بدوره كاملا دون ان تتقاطع دروب المهنة و دروب السياسة هذا التزاوج هو الذي ساهم إيجابا في رسم تاريخنا الحديث.
الاخ برير
في حالة مريض الشلل لم نختارالطريق الأسهل ففي العلاج النفسي ليس هناك علاج أسهل أوطريق أقصر بل العلاج ينبع من تركيبة المريض الثقافية و ألإجتماعية فالمعالج النفسي ليس له الحق أخلاقيا في مناقشة المريض في قناعاته بل عليه فهم هذه القناعات حتى ان يقدم العلاج المتوافق مع هذد القناعات ولك الشكر

الاخ/ مجدي اسحق

سلام و تحايا

و تشكر علي التواصل في هذا الحقل الذي افتتحه لنا مشكورا دكتور عبد العظيم عبد الرحمن في هذا المنبر, و يبدو اننا موعودين, بمحو اميتنا من خلال تتبعنا لمناقشة اهل العلم و التخصص. و يبدو لي ايضا ان هذا الموضوع متشابك, لذا نجد انه ادخلنا في العديد من القضايا و منها قضية تفرغ الناس لتخصصاتهم حتي تعم الفائدة الجميع, و مع تقديري الكبير , لوجهة نظرك التي لا تمانع من المزواجة بين التفرغ للتخصص و العمل بالسياسة , فاسمح لي ان اختلف معك في ما ذهبت اليه من وجهة نظر, ليس من باب خالف تذكر و لكن من باب الحاجة الماسة للاطباء في السودان.

اهمال السياسة... و التحصن في ابراج عاجية:

لم نطلب من احد ان يتحصن في ابراج عاجية, اخي مجدي و هذا الكلام يقودنا لمهنة الطب تحديدا في السودان, فالطبيب/ة في السودان, الا من رحم ربي , يعيش في ابراج فوق العاجية, لا لشيء الا لانه طبيب/ة, و كم فجعنا عندما وجدنا ان الطبيب/ة في دولة مثل بريطانيا, يقوم بفتح الباب لمريضه , و عندما تنتهي الجلسة , يقوم بتوديعه فاتحا له الباب للمرة الثانية, وهو هاشا باشا, منسجما مع الواقع الحالي لهذه المهنة, اي مهنة الطب, حيث اثبت العصر, انتهاء فرضية الاله الابيض اي الطبيب, الذي يحل و يربط كل شيء, , فقد انتهي العصر الزراعي وهو ما يسمي بالموجة الاولي و انتهي كذلك العصر الصناعي وهو ما يسمي اصطلاحا بالموجة الثانية و بدأ عصر انفجار المعلومات وهو ما يسمي بالموجة الثالثة , و من هنا جاءت دعوتي, وهي دعوة قديمة, قال بها اخرون, من اجل ان يتفرغ كل منا لتخصصه, و اعني به التخصص الدقيق, كالمجال الذي تتحدث عنه انت و عبد العظيم الي اخر التخصصات. و طبعا المقارنة بين الطبيب في بريطانيا و الطبيب في السودان, فيها ظلم كبير للاطباء في السودان, فكل واقع ينتج طبيبه و طبيبته ...الخ, و من هنا جاءت هذه الفوراق النوعية بين الاطباء في بريطانيا و الاطباء في السودان... و لا اقول سرا اذا قلت ان بعض اطباءنا توقفت معارفهم عند سن محددة , بالرغم من مزاولتهم لهذه المهنة سنينا عددا, و يبدو ان الواحد منهم استلم شهادة وفاة و ليس شهادة تخرج تحتاج الي ملايقة , لمواكبة سيل المعلومات الجارف و في تخصصات دقيقة في هذه المهنة... و لكن بالرغم من هذا, نجد منهم الفنطسة الفارغة التي لا يسندها عقل و لا منطق ... الا من رحم ربي. فالتفرغ للمهنة ضروري يا مجدي اسحق, لان ركاب سرجين وقيع ... وهو ما يحدث الان... في السودان, فاين حسين ابوصالح و اين غازي صلاح الدين و اين مصطفي عثمان, و اين حمودة فتح الرحمن هذا علي سبيل المثال لا الحصر.

العالم الذي استغل علمه و ثقافته لشقاء البشرية:

هذا الكلام حدث في السودان و حدث في انحاء عديدة من العالم, فمن السودان, نأخذ علي سبيل المثال حسن الترابي, الذي وظف كل معرفته للقانون في سن قوانين قمعية و دعم انظمة شمولية, الي ان وصل مرحلة ان يعمل ليه نظام (قطع ايده) كما يقولون, لكن في السودان ايضا من استغل جهله لقمع و تعذيب الناس و خير مثال علي ذلك النميري... فالقمع في السودان لا علاقة له بالعلم او بالجهل, فهنالك خلطة اسكت خليها ساكت... و لكن هذا الواقع ليس بمدعاة لخلط الحابل بالنابل, فعلي الناس ان تقاوم حتي يتم فرزعة هذه الكيمان الجهنمية... طبيب في الصباح و رئيس فرع حزب في المساء... تحت دعوي ان هذا لابد منه... لاننا نعاني من كذا و كذا... و خير مثال لشر العلم و العالم في انحاء المعمورة... السيد نوبل... الذي عمل هذه الجائزة خصيصا حتي يغفر له الناس فعلته المهببة... لانه اكتشف الديناميت ... و لكن اهله الان لا يخلطون هذا بذاك.

الطبيب لا يستطيع ان يقوم بدوره كاملا... دون ان يتقاطع هذا الدور مع السياسة:

و الله يا مجدي هذه دعوة حق اريد بها باطل, و الباطل يتجلي في فقداننا المستمر, لاهل التخصصات, لانهم ببساطة لم ينجحوا في السياسة في السودان, لان السياسة قائمة علي المناورات و الخزعبلات, فقياداتنا لا تنتج افكارا و لكنها تنتج مواقف تكتيكية حتي في القضايا المصيرية , و تكتك يا متكتك حتي قلبوا عاليها واطيها, لذا من الافضل للاطباء و لاهل التخصصات ان يتفرغوا لتخصصاتهم, فلم نسمع الي الان ان طبيبا سودانيا الف مرجعا ما في علم العلاقات الدولية او علم فض المنازعات سلميا او قدم اطروحة عن الحرب و السلام في السودان او مرجعا في كيفية ان ينهض الريف السوداني, ... الخ ,علي ان تدرس هذه المراجع في الجامعات السودانية و ان فلحوا في بعض الجامعات الاقليمية و الدولية... اليس من الافضل ان يتفرغ هؤلاء لمهنهم حتي نري مراجعا في تخصصاتهم؟

المساهمة الايجابية للمزاوجة بين مهنة الطب و السياسة:

و الله يا مجدي يا اخوي لم ار هذه الايجابية التي تتحدث عنها, و ما اراه هو خسارتنا الكبيرة, لهؤلاء في بلد متخلف و مترامي الاطراف مثل السودان, و لنأخذ علي سبيل المثال ما حدث مؤخرا في دارفور, تلك المأساة الانسانية التي لاكها العالم من اقصاه الي ادناه, و رأينا العديد من فاعلي الخير هنالك, يعالجون الجرحي و يداوون المرضي, فاين كان موقف الاطباء السودانيين العاملين بالمملكة المتحدة تحديدا؟ هل سير هؤلاء الاطباء قافلة طبية من بريطانيا لمعالجة هؤلاء الجرحي و الوقوف علي احوالهم؟ فلماذا يهاجر الاطباء السويديون الي هنالك و يهاجر بعض اطباءنا لقضاء الاجازات في امريكا و كندا و السويد؟ الا يحتاج هذا الموقف لنقد الذات؟ الم اقل لك ان العمل السياسي التكتيكي قد اخذ من اهل السودان اطباءهم؟ فعن اي ايجابيات تتحدث اخي مجدي؟ و الله هذا الموقف محزن و لم نكن نريده لاطباءنا و لكنه الواقع الذي نعيشه الان... اما اذا اردت ان نرجع الي الوراء في زمن الديمقراطية المقبورة, و مطالب الاطباء في ذلك الوقت, فهذا حديث اسكت خليه ساي.

علاج المريض بالشلل وفق قناعاته:

لك كثير الشكر علي ايرادك لهذه المعلومة, مع انني لم افهم ما هي العلاقة بين ان يستخدم الناس البحث العلمي, لدحر الخرافة و معالجة الناس بالتالي, و من ثم تضييق الهوة بين العلم و التقاليد غير العلمية و بين ان يكون في ذلك عمل غير اخلاقي, لان المعالج قد تدخل في تغيير قناعات المريض الشخصية و معتقداته... فنرجو ان توضح لنا ذلك بجلاء , لانني اشعر بان كلامك هذا مشحون و مضغوط و فيه كلام علمي كثير لم تقله... و لك الشكر يا زول من بعد و من قبل.

...

1) اسطورية فكرة الجن ودوره في المرض وخطل تسمية المرض النفسي والعصبي بالجنون ونسبته الي الجن او السحر اوالعين الخ .

لا شك فيه ان اسطورة وجود الجن والارواح الشريرة ومختلف المخلوقات الخرافية مثل البعاتي (الزومبي ) ومصاصي الدماء الخ ؛ هي ظاهرة معروفة في التاريخ الاجتماعي والثقافي لمختلف الشعوب والجماعات؛ مهما كانت درجة تطورها الحضاري؛ وهي ظاهرة راجعة الي طفولة البشرية الاولي؛ حينما كان الانسان عاجزا وجاهلا امام قوي الطبيعة العمياء وامام معرفة نفسه؛ ولا تزال هذه الاساطير تجرجر باذيالها حتي زمننا هذا؛ بما تبقي في الانسان من جهل ومرض وخوف؛ وخصوصا في مواجهة اللغز الاكبر والمواجه لاي انسان:الموت.

الاديان الكونية الرئيسية؛ سواء كانت منظومة الاديان السامية - اليهودية والمسيحية والاسلام- ؛ او اليهمسلامية كما سماها هادي العلوي؛ او اديان الشرق الادني والاقصي الكبيرة - البوذية والتاوية والهندوسية والكونفوشوسية والشنتو - ؛ تبنت هذه النظرات الاسطورية السابقة لها؛ والتي كانت تشكل جزءا من النسيج الديني والثقافي للشعوب التي بزغت فيها الاديان الكونية؛ ولغيرها من الشعوب؛ وما كان يمكن لها غير ان تتبناها؛ اذا ما ارادت الا تنقطع تماما عن التراث السابق لها؛ وايضا بحكم الحدود المعرفية التي كانت عليها البشرية - ولا تزال في مستويات عديدة - وقت انطلاق وانتشار تلك الاديان.

في حالة الاسلام مثلا؛ فانه كانت العرب قبله تؤمن بوجود الجن ايمانا قاطعا؛ وكانت تنسب لها سكن الصحراء؛ وخصوصا الربع الخالي في شرق الجزيرة العربية؛ وكانت هناك الاساطير عن تداخل عالم الانسان وعالم الجن؛ بالزواج او المحبة او الخطف الخ ؛ وبقرين الجن الذي يتابع الانسان ومن بينهم الشعراء مثلا؛ والذين تخصص فيهم جن وادي "عبقر" ؛ بل وزعمت بقتل الجن للبشر غيلة برمي السهام او السيف "يقولونسعدا شكت الجن قلبه"؛ واخيرا عبر نسبة الاختلالات النفسية والعصبية التي تصيب بعض البشر؛ الي تاثير هؤلاءالجن؛ ومن هنا جائت كلمة المجنون؛ باشتقاق مباشر من مفردة الجن؛ وكلمة المجنون تعني من مسه الجن الخ الخ مما تحدثنا عنه.

الاسلام في ذلك لم يأت بجديد؛ اذ ثبت القران واقعة وجود الجن؛ في سورة طويلة تحمل هذا الاسم؛ كما ثبت وجود السحر والحسد؛ والذي يؤدي الي اختلال قدرات الانسان العقلية والنفسية والجسمانية؛ وهناك سورة قصيرة تستعوذ بالله من شر هذه الكائنات والممارسات ومن شر البشر الذين يزاولوها - السحرة مثلا - ؛ وهي صورة الفلق؛ بل تذهب السيرة الي ان الرسول نفسه قدوقع ضحية للسحر؛ وهناك نهي كامل في الاسلام عن التعامل بالسحر؛ الامر الذي يندرج في منظومة الاعتراف بوجوده الفعلي؛ وبتاثيره علي دنيا البشر.

اعتراف الاسلام بهذه الظواهر والمخلوقات والممارسات الاسطورية ليس كاملا مع ذلك؛ فنجد من جهة اخري محاربته للتنجيم والمنجمون "كذب المنجمون ولو صدقوا"؛ ونهيه عن التطير والضرب بالازلام الخ الخ ؛ من الممارسات الخرافية والاسطورية التي كانت معشعشه آنذاك؛ ويبدوان حديث القران عن الجن المسلم ونهيه عن السحر الخ الخ ؛ انما هو محاولة لضخ مضمون جديد في هذه العقائد القديمة؛ وتطويعها اسلاميا؛ بحيث يقتنع الجن ذاته بالقران؛ وهي محاولة في الاستفادة من التراث الثقافي القديم واكسابه طابعا جديدا؛ كما لا ننسي تاثير هذه العقائد القديمة والاسطورية ذاتها علي عامة المسلمين وعلي قادة المسلمين انفسهم؛ وفي حديث الشجرة التي ارادها بعض اوائل المسلمون "صنما" لهم؛ دليل فظ علي ذلك التأثير؛ ناهيك عن التقبل العادي والطبيعي لقصة سورة الجن بحيثياتها القرانية.

انتشار الفكر الاسطوري والخرافي والايمان بوجود مخلوقات من جنس الجن والبعاتي والارواح الشرية الخ ؛ مرتبط ارتباطا لا فكاك فيه بدرجة التطور الاجتماعي والثقافي للشعوب والمجموعات والافراد؛ ففي داخل المجموعات والافراد الاقل تعلما؛ والذين يعيشون تحت ظل ظروف ضاغطة؛ في مواجهة شبة مستحيلة مع الطبيعة والمجتمع وتحدياتهما؛ فان الايمان بهذه المخلوقات والمفاهيم يكون عاليا؛ ويكون في ظلام القرية - اوظلام الجهل - في كل شجرة عشر او مسكيت جني كامن؛ وفي كل خرابة شيطان؛ وفي كل مرض عضوي او نفسي اصبعا من خارج عالمنا الارضي قد مست نظام الاشياء لاسباب شريرة تعلمها ونجهلها؛ وفي هذا فان ايام طه حسين وبطله الصغير تقدم لنا صورا معبرة.

بالمقابل فانه كلما تقدمت الشعوب والافراد والجماعات فيسلم العلم والمعرفة والسيطرة علي واقعها ؛ فان دائرة الواقعي والارضي تتوسع؛ وتضيق دائرة الاسطوري والخرافي؛ ولكنها لا تنتهي تماما؛ وذلك لمحدودية سطوة العلم؛ وللتفاوت في تحصيل المعرفة؛ وكذلك الطابع الهش لوسيطرة الانسان - العادي - علي مصيره؛ بما في ذلك في اعظم الحضارات واكثر الدول ا تقدما؛ اضافة الي وقوف الكل عاجزا امام المصير المؤلم والحتمي والقادم لكل انسان:الشيخوخة والمرض والموت.

بالمقابل فان تطور العلم عموما؛ والطب خصوصا ؛ والطب النفسي بشكل اكثر خصوصية؛ انما تم في خلال صراع شديد مع مختلف المفاهيم الاسطورية والخيالية والخرافية؛ ويبدو ان الانسان بما طبع عليه من شخصية سوداودية وقابلة للتدمير الذاتي ويائسة - fatalism- ؛ قد كان دائما اقرب للتصديق بالتفسير الخرافي البسيط والمريح؛ من التفسير العلمي المعقد وغير القاطع.

واذا كانت تجربة الطب الحديث تعد بمئات بسيطة من السنين ؛ مقارنة بعشرات الاف السنين من سيادة المفاهيم الاسطورية عن الصحة البدنية والنفسية للانسان - ؛ دون ان نذكر الانجازات الطبية الكبيرة في العهود القديمة والوسيطة مثل انجازات المصريين القدماء مثلا ؛ والتي كانت ذات طابع صفوي ومحتكر وبعيد عن متناول العامة؛ فان تجربة الطب النفسي والعصبي الحديث؛ ربما لا تتجاوز المائة عام؛ وهي لعمري فترة قصيرة جدا؛ في تاريخ اي علم من العلوم.

هذا ما قد يفسر ضعف انتشار المفاهيم العلمية للطب النفسي والعصبي؛ في مقابل المفاهيم الاسطوريةوالخرافية؛ بل ان الطب النفسي والعصبي؛ يبدو ذاته مترددا وحائرا ومتاخرا عن غيره من اقسام الطب الاخري؛ وذلك لانه يعمل في حقل معقد ومتشابك؛ وهو حقل النفس البشرية شديدة التعقيد؛ وحقل النورون والجهاز العصبي وعمل المخ البشري؛ والذي لا يزال العلم الحديث يحبو تحتها؛ ويمتلك ادوات جد بدائية في التعامل معها والحفر فيها.


مع ذلك فانه قد اصبح في حكم المؤكد؛وخصوصا وسط العلماء والاطباء العاملين في هذا المجال؛ ووسط اغلب الجماهير الواعية في الدول المتقدمة؛ والطلائع المثقفة في المجتمعات الاقل نموا ؛ ان نسبة الاختلالات النفسية لمخلوقات وظواهر اسطورية من قبيل الجن والارواح الشريرة والسحرة والاشباح الي اخره؛ امر لا يسنده منطق ولا دليل ولا تجربة؛ وان العلاقة بين الايمان بهذه التفاسير ودرجة تقدم المجتمع او الفرد اتلاجتماعية والثقافية - او قل الحضارية عامة - انما هي علاقة عكسية؛ ولا اعتقد اننا نحتاج الي برهان علي ذلك؛ فحسبنا ان نقدم اسئلة بهذا الصدد لسكان القري النائية؛ ولسكان المدن؛ ولسكان افريقيا واسيا وجنوب امريكا؛ولسكان الغرب والشمال الصناعي.

هذا ما يقودني الي خطل تسمية المرض النفسي او العصبي بالجنون؛ ففوق الطابع الاقصاتي والتشنيعي الذي تحمله هذه الكلمة في مختلف الحضارات واللغات؛ فانها ترتبط ارتباطا قويا؛ بالتفسير الاسطوري الذي يرجع اصل المرض الي الجن او غيره من القوي الاسطورية؛ ولذلك فانني اقف تماما ضد استخدام هذه التعابير -"الجن"؛ "الجنون"؛ "المجنون"- لوصف ظواهر المرض النفسي او العصبي؛ والتي كما يقول العلم الحديث لها اسباب متنوعة ومتعددة وبالغة التعقيد؛ ولكن لم اجد في كتب الطب العام او النفسي واحدا؛ ينسبها الي الجن او الارواح الشريرة.

فوداعا اذن؛ لكلمتي "الجنون" و"المجنون"؛ في جهدنا لبناء حساسية لغوية جديدة تجاه هؤلاء المرضي؛ وفي اتجاه استشراف مقاربة علمية لاسباب مرضهم وكيفية علاجهم.

أشكرك أستاذ عادل على هذا التحليل العميق و الشيق لموضوع أسطورة الجن و أتمنى أن تواصل فى الكتابة فى المحاور الأخرى و هى :
.
2) العوامل الاجتماعية المتي تساعد علي ظهور و/ او استفحال المرض النفسي والعصبي وخصوصا في حالة المبدعين ولربما عرجت لما كتبته في هذا الامر عن معاوية محمدنور.

3) مؤسسة الفكي ودورها الايجابي او السلبي في التعامل مع قضايا المرضي النفسسين والعصبيين في السودان؛ وساحكي هنا عن اختلافنا مع بعض آراء د. القدال حينها.

4) التعامل مع المرض النفسي والعصبي بغرض الاقصاء - سواء من قبل السلطة او المجتمع؛ وهو موضوع مقالي الذي لم يكتمل والذي اتمني اكماله في ثنايا هذا البوست ؛ وعرض تجارب الاتحاد السوفيني المريرة وكوبا الان وغيرها من الانطمة والسلطات الاجتماعية القهرية.

5) بعض اشكال العلاج النفسي والعصبي المتخلفة ( الصدمات الكهربية؛ العزل؛الاجبار علي العلاج؛ القيد والضرب وعمل السخرة عند الفكي الخ ) وانتهاك حقوق المرضي النفسسين وضرورة تبني اخلاقيات مهنية جديدة في التعامل مع المرضي النفسسيين في السودان -وفي الحقيقة في افريقيا والعالم العربي والثالث عموما- ؛ منظورا اليها في منظار اوسع لحقوق الانسان وحقوق الانسان المريض.

و لك ودى .

الدكتور عبد العظيم

و

الأخوة الكرام


كان نقاشكم وافياً واستكملتم تناول الموضوع بجوانبه

أرجو فيما يلي أن تعرجوا على علاقــة الأمراض النفسية بالحب إذ لطالما أنهى المرض النفسي العلاقــة الزوجية وتسبب في تدمير البيوت.

تابعت عددا من الحالات المماثلة ولكنني لم أقتنع برؤية الكثير من الأزواج في تشككهم في اخلاص ومحبة شريكاتهم بسبب تعرضهن لاضطرابات الشخصية.

وقال بعضهم ربما كان الحب الذي تلقوه منهن وهماً وجزءا من الاضطرابات

نريد بعض الاضاءات في هذه الجزئية

لكم خالص التحية

والود

الأخ العزيز أحمد الشايقى : لك الشكر مرة أخرى على المرور و المشاركة و الموضوع الذى إقترحته حقيقة موضوع قيم و مفيد و أوعدك بأننى سوف أحاول إنزال بوست عنه فى الأيام القادمة بأذن الله .
لك الود .

...

فوق

فوق

...

مساهمة مثيرة للجدل وصلتني عبر الايميل؛
اعيدنشرها هنا؛ علي امل العودة القريبة ..

عادل

--------------

enjoyed reading your autobiography. By liberating your mind from the grip of the communist party you have moved a big step, still I think that you should keep an open mind and investigate a topic like the topic of the jinn without pre-judgement that the jinn are mere mythlogical humbug.

The Marxist view of nature emerged at a time before quantum and nuclear physics. One physicist described how a senior scientist asked him at the turn of 19th century what he was going to study in the university. When he replied that he was going to study physics, the senior scientist discouraged him telling him that within few coming months they will be knowing everything about physics and so he will have nothing to research into. He did not follow his advice not to study physics. Within few months the electron was discovered and everything turned upside down.

When Marx spoke about matter he knew nothing about the sub-atomic particles some of which turned out to have negative mass and some have complex number (imaginary number) mass. Later on the theory of relativity turned matter into energy. The primitive solid concept of matter as Marx knew it in his liftime evaporated forever.

I think in the future if you take the trouble to investigate for your self in Sudan you will come accross persons who have the secret knowlege about the jinn who can prove to you, as happened to me, beyond doubt the existence of the life forms called the jinn. There are majority of chrlatans and cheaters and imposters but there are very few who have genuine knowlege that goes back to pre-relegions times extending to the Sumerians.

Finally see these links:

http://www.atlantisrising.com/issue18/18evilspirits.html

Dr. Adam Crabtree also heals schizophrenia by getting patients into trance where he talks to "possessing spirits" and make them depart from patients! He is a famous psychotherapist and happens to live in Toronto, he is not a Faki !:
http://www.joannecrabtree.com/psychotherapyarts/meetAdamCrabtree/index.html

Finally, Russians liberated from mental grip are contributing to solve the mystery of us who are we where we came from and where we arre going:

http://www.nexusmagazine.com/articles/installation.html

http://www.nexusmagazine.com/articles/installation2.html

...

up

Dear Dr Abdelazim
Thanks for presenting this interesting topic which of crucial importance as many psychiatric patients are in sudan having hard time either in some psychiatric clinics or or those who go to the wrongly named Quranic Treatment centres Ihope to get back to you soon with my personal experince but you know work is lil bit hectic over here in UK.


Thank you very much

قال الجد بوصينا..........للأوفياء فقط

قال الجد بوصينا
بعد ما سهى قالينا
بوصيكم
على باب السنط ينسد
وقت ما تهب رياح الحقد
بوصيكم
على الاطفال تربوهم
على الشقا فى هجير الصيف
على قتل العذاب والخوف
حروفكم تبقى للإشراق
ولى زرع الطريق آفاق
تقولوا الأم
وقبل الأم
تقولوا بلدنا تتقدم
بوصيكم
على حب الأرض والنيل
على وصل الصباح بالليل
وشدالحيل على حب البلد بلحيل
على وصل الصباح بالليل
بوصيكم


هكذا استهل الأستاذ الموسيقار محمد الامين المنصوري اول حصة موسيقى فى الثانوية واظنها الأخيرة كذلك ولكن سكنت تلك الكلمات فى نفسى منذ ذلك الحين لا بل ظلت تتاورنى كالضرس كلما ابعد فعلا او قولا عن حب الوطن فهى عندى كعازة فى هواك وكالملحمة ونحن جند اللة جند الوطن.... فهلا من اجلة نتسامى عن الصغائر واشباة الأشياء ولا أشياء ونواجة التحدي بوعى يتجاوزة لكم وللوطن الحب والتجلى


منصور

شكرا يا دكتور علي هذا الموضوع الرايع والذي ضاع في زحمة الأحداث




صبوحة

الأخ الكريـم د. عبـد العظيـم،
شكـرا على فتـح هـذا الموضـوع المهـم، والشيق فى أن.

فلسفيــا، يمكن أن تعـود أسبـاب كل الأمـراض إلى عوامل نفسيــة، حتى الجـروح وكسـور العظـام (بالرغـم من غرابـة هـذه).. ولذلك يصـح أيضـا القول أن علاج جميـع الأمراض يمكن أن يكون نفسيــا، بفرض أن أسبابهـا نفسيـة..

ورأى أن الحقيقـة دائمـا فى منتصف الطـريق.. فإن أى مـرض، سـواء ما نسميـه عضـويـا أو نفسيـا لـه سببـان بنفس المستـوى من الإختبـار، كما لـه طريقتـان للعلاج متسـاويتـان فى القيمـة والتحليل والنتائج.
فمثلمـا يمكننـا أن نقول أن سـائق السيـارة يرتكب حوادث كثيـرة لأنـه غيـر متوازن نفسيـا، يمكن أن نقول أيضـا أن نفس الســائق يمـر بحالـة نفسيــة سيئـة لكثـرة إرتكابـه حوادث طريق متكـررة. ويمكننـا أن ننطلق فى تحـديـد العلاج من أى من الإفتراضين ونكون محقين فى كليهمـا.. فإذا سـويت الطريق وأنبت زهـورا حولـه فإن نفسيـة السـائق لا شك ســوف تتحسن ويقلل من الحوادث. وبالمقابل، إذا إنطلقنـا من فرضيــة الحالـة النفسيـة أولا، فيمكن أن يعالج من هـذا المنطلق ولا يرى خراب الطـرق كما كان يراهـا من قبل، ولكن تصفـو خـواطـره ويضـع الأمـور فى إطـارهـا الطبيعى فلا تسيطــر على تصـرفاتـه.
أعتقـد أنـه انتهى زمن الحقيقـة من منظــور واحــد.
لا توجـد حقيقـة واحـدة فى الوجـود، عنـدهـا خاصيـة واحـدة، وإنما هى الثنائيـة.

***

شكرأً للأخ عبد العظيم علي طرق هذا الموضوع المفيد ولعل صديقي المثقف الباتع محمد عثمان الحاج له الكثير المثير عن ظاهرة الجن والخوارق وكان هو أول من هداني قبل عشرين سنة إلي نبوءات نوستر أداموس الغريبة، سأحاول إستدراجه للكتابة عن الجن والخوارق وسأتطرق لاحقالموضوع الخوارق.... تختلف حقيقة أشكال ومسببات ما أصطلح علي تسميته عامياً بالجنون ، وما أسهل ما تسمع بأن فلان جنّ ، الراجل بقي بقعد براه ، أو بتكلم الله ورقبته ، وللأسف ضعف الخدمات والإمكانات والوعي هي البتقلب الما جن لجن ، لأنه هنالك الكتير من حالات الشذوذ والتي قد لا تكون هناك أي علاقة بينها وبين الجن و لاتعدو أكثر من الشعور بالإنهاك أو الخوف الشديد، وهناك ماهو بالفعل بدايات إنحراف في الشخصية والتي إن لم نلحقها بسرعة تتفاقم إلي مضاعفاتهاالمعروفة عامياً بالجنون بنوعيه العصابي البسيط والذهاني ، والجنون أيّاً كان جنون مراهقة أو جنون عظمة أو جنون إضطهاد أو إكتئاب له مسببات ومعالجات مختلفة قد ينفع في بعضها حتي الفكي (مثل قصة الراجل العفص قبر الولي) ومنها الذي لا حل معه بغير التدخل الكلنكي ، وكما قال الأخ مجدي من الجنون ما هو عقلي (ذهاني أو سيكوزي) ومنها ما هو عصابي ( نيوروزي) ففي الأخير قد يحدث أن تكون العلة بالجهاز العصبي أيضاً لكن الأعراض خفيفة أخف من العقلي ، وله أكثر من تفسير ، منها أنه قد ينتج بسبب صراعات داخلية أو صراعات بين الشخص والبيئة التي تحيطه ، وقد يحدث كنتيجة تلقائية لظروف صعبة عايشها الشخص في سنوات عمره الباكرة وأثرت في شخصيته وميوله ، وهناك من يري أيضاًأن للوراثة دور في حدوثه..كمايري كثيرون أن لا فرق بين الجنون النفسي والعقلي إلا أن العقلي أكثر حدة ودور العوامل العضوية حتمي ويصحبه دائماًخلل عضوي أو وظيفي في الدماغ ويحتاج لمعالجة الطبيب والعقاقير لأنه يهلوس ويهذي ويعيش في عالم آخر علي عكس العصابي الذي لا يهلوس ويكون قادراً علي إستيعاب مرضه ومشكلته وأنه يحتاج للعلاج (ربما نعود للتفصيل في الحالات العصابية كالقلق وإذدواج الشخصية والشرود وما يعرف بحمار النوم والأعراض العضوية كتمثل الشلل أو الخدر مثلاً والفوبيا والهستيريا وغيرها ثم أشكال الذهان أو الجنون العقلي مثل الشيزوفرنيا والهوس والبرانويا وغيرها، ذلك بعد مداخلات محمد عثمان عن الجن)ً

***

الشكر للأخوان عادل/برير/على الحسن/أيمن جعفر/منور/أبوالريش/سنارى و الأخت صباح على المرور و التعليق فى هذا البوست و أعتذر عن التأخر فى الرد نسبة لسفرى للسودان و هذه قصة أخرى سوف نناقشها فى بوست أخر.
لكم العتبى جميعآ.

الدكتور/ عبد العظيم

سلام و تحايا كثر

الف حمدا علي سلامة العودة ... و نتمني ان نراك قريبا... و اها يا زول هووي استلم هذا البوست و حصل ما فاتك من مداخلات... و ان شاء الله تكون الرحلة الي السودان (سعيدة)!! لانك لمحت بغير ذلك و ربنا يكذب الشينة!!

***

فوووق
لإعادة القراءة ..
فالموضوع أقيم من تفويته دون قتله بحثا أعمق ..
شكرا دكتورنا ..

شكراً يا ابو جهينة؛

فقد فاتني الاطلاع على هذا البوست في غمرة ما كان حادثاً.

و الشكر موصول للاخ عبد العظيم و الاخوة/ات المشاركين/ات.

أعراض اقتران الشيطان بالإنسان
يقول الله سبحانه وتعالى: } وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مّعَهُمْ رَحْمَةً مّنّا وَذِكْرَىَ لاُوْلِي الألْبَابِ {. [ص :41]



إن أعراض اقتران الشيطان وآثار مسه للإنسان تتفاوت من شخص لآخر فتكون أحيانا أعراض واضحة جلية لا غبش عليها ومعلومة أنها من فعل الشيطان كما جاء في بعض الأحاديث والآثار بأن الصبي به لمم أو رجل مجنون موثق بالحديد، ويذكر أهل السيرة أنه عندما اجتمع المشركون إلى الوليد بن المغيرة ليقولوا كلمة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويجمعوا عليها ، فقالوا نقول مجنون ، قال الوليد: لقد رأينا الجنون وعرفناه ، ما هو "بـخنقه ولا تخالـجة ولا وسـوسته" .ولكنها في أحيان كثيرة تكون أعراض خفية لدرجة أن المريض نفسه لا يكاد يشعر بها فضلا عن أهله وأقاربه . وقد يعاني المريض من أعراض المس ولكن لا يعلم أنها بسبب الجن مثل الهم والغم والحزن والكآبة والوسواس القهري والنفور من البيت والمجتمع والأرق والقلق، وإن أعراض المس تتشابه مع أعراض العين والسحر وإنها تتشابه مع أعراض الأمراض العضوية والنفسية والعصبية ، ولكن المرض الذي يكون بسبب الجن لا يستجيب لعلاج الأطباء إلا من قبيل المخادعة الشيطانية وذلك بان يتجاوب الشيطان مع علاج الأطباء لفترة من الزمن حتى يظن المريض بأنه مصاب بمرض عضوي وبعد شهر أو نحوه يعاود الشيطان نشاطه وهذه الخديعة يقع فيها كثير من المرضى ، ومن المحتمل أن يتعاطى المريض أدوية منشطة تجعل أعصابه وعضلاته قوية جدا ويكون الشيطان ضعيفا أو العكس تكون الأدوية مخدرة للأعصاب أو أن مكونات العلاج تؤثر على الجني بان تجعله ضعيفا فلا يستطيع مزاولة نشاطه حتى يزول أثر العلاج من الدم ، ويزعم كثير من الجن على أن الحبوب المهدئة تجعل من جسد المصاب سكناً هادئاً ومريحاً للشياطين.

إن الأعراض التي سوف أذكر بعضها في هذا الباب والبعض منها في باب العين وباب السحر هي الأعراض التي ليست بالطارئة والقصيرة ، بل هي الأعراض الدائمة ولو كانت متقطعة .



أعراض اقتران الشيطان بالإنسان في المنام
( انظر باب الأحلام والكوابيس )

أعراض اقتران الشيطان بالإنسان في اليقظة:
الإنسان المقترن به شيطان هو في الحقيقة إنسان مزدوج الشخصية ، يلاحظ عليه تصرفات متناقضة ، فحين تراه يتصرف بطباعه الإنسانية العادية ، ترى منه سلوكيات الرجل العاقل ، وعندما تتوارى شخصيته الإنسانية وتظهر عليه الشخصية الشيطانية تتغير طباعه وأفعاله وأقواله وتصرفاته ولكن تتوقف درجة ظهور أعراض المس على الإنسان في اليقظة على قوة إيمانه وحسن توكله على الله وعلى سبب التلبس وعلى طبيعة الشيطان ومكانه في الجسد ، فلو كان الإنسان قوي الإيمان صادق التوكل على الله فإن الشيطان يكون ضعيفا عاجزا لا يستطيع أن يتصرف في عقل وقلب هذا المؤمن بسهولة ، وفي هذه الحالة تكون الأعراض غير واضحة ، وقد يكون الإنسان مصاباً بمس من الجن ولكن الجني لا يؤذيه أو أنه مسيطر على عقله بحيث أنه يوهمه أن ما يصيبه من نفور وضيق أو غيرها من المتاعب النفسية والبدنية ما هي إلا عوارض تحصل لكل إنسان ، حتى أن بعض الحالات تصرع وتتقيء السحر وبعد الرقية لا يعلم المصاب ما به ولماذا يصرع رغم أنه يعي كثيراً مما يحصل له وقت الرقية ، ومن الملاحظ أن الجني غالبا يخفي شخصيته ولا يترك أي أثر في نفس الممسوس أو من يحيط به حتى لا يفتضح أمره فيطرد ، ويعترف أحد الجن ويقول كنت أضيق على هذا الإنسان صدره حتى أنه لا يكاد أن يتنفس ، وكنت أوهمه بأن ذلك بسبب الدخان الذي يشربه .



ومن أعراض المس في اليقظة :

_ الضيق في الصدر .

_ الشرود الذهني وكثرة النسيان.

_ كراهية للعمل ، للزوجة ، للمجتمع ، للدراسة.

_ خفقان مفاجئ وشديد في القلب.

_ ينتاب المريض أحيانا تنميل أو رعشة أو حركة لا إرادية.

_ يسمع أصواتاً معروفة أو أصواتاً غريبة لا يسمعها مَنْ بجواره.

_ يشم روائح غريبة وفي الغالب تكون كريهة لا يشمها من بجواره.

_ أحيانا يشعر من به مس بحرارة أو برودة شديدة في جسده خصوصا الأطراف.

_ يبكي في بعض الأوقات دون سبب خصوصا قبيل أو بعد المغرب.

_ يتميز عرق بعض من بهم مس برائحة غير طيبة وقد تكون رائحة كبريتية عفنه .

_ عصبية المزاج وسرعة الغضب :

إن العصبية وسرعة الغضب من أبرز سمات من به مس ، عن أَبي وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ فَقَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ (رواه أبو داود) .

الصداع : الصداع أيضا من أبرز أعراض المس الشيطاني ، ولكن الصداع له أسباب عضوية وأخرى نفسية ، فالصداع يحدث نتيجة مرض في العين أو الأنف أو الأذن ويكون بسبب الإمساك في البطن ، ويحدث إثر السهر والأرق والتفكير المضني أو كثرة المشاكل الدنيوية وهذا النوع من الصداع له علاج عند الأطباء ، ولكن يوجد صداع آخر يعجز الأطباء عن علاجه بل لا تثمر معه جميع أنواع الحبوب المسكنة للصداع ، هذا النوع من الصداع يكون في الغالب سببه الشيطان ومن أعراضه :

* يكون الصداع متنقلا في الرأس.

* لا يدوم بل يشعر به الإنسان مرة وينفك عنه مرة أخرى.

* إذا ضرب مكان الصداع في الغالب يزول أو ينتقل من مكانه ثم يعود.

* إذا غسل الرأس بماء قرئ عليه القران فإنه يخف أو يزول بأذن الله وقد يعود .



الشرود والصدود عن ذكر الله : إن غالبية الشياطين التي تقترن ببني آدم من اليهود والذين أشركوا والقلة من عصاة المسلمين فإن الذين بهم مس من الجن يحصل لهم صدود عن ذكر الله وعن الصلاة خاصة فمنهم من لا يصلي البته ، ومنهم من إذا صلى فإنه يشعر بالضيق وعدم الخشوع وكذلك سائر العبادات الأخرى إلا من رحم الله منهم .



قذارة الثوب والبدن والمكان : إذا كان قرين الإنسان شيطاناً كافراً نجساً من شياطين الحمامات والمزابل فإنه يؤثر على المصاب بان يجعله لا يهتم بمظهره ولا بهندامه ولا بالمكان الذي يجلس فيه ويجعله يطيل أظافره وشعره ويظهره بملابس رثة قذرة ، وكثيراً ما يتردد المصروع على دورات المياه ، وغالبا ما يمكث في دورات المياه والحمامات فترات طويلة وبالرغم من ذلك لا يستحم الواحد منهم إلا بعد عدة أسابيع أو عدة شهور وبالإجبار والإكراه ، وقد يخلع المصروع ملابسه الداخلية لتلقى مباشرة وبسرعة بصندوق القمامة لما بها من نتن وعفن ، وغالبا ما يتكلم المصروع بدورات المياه بصوت مسموع في محاورة بينه وبين شخصية لا يراها المحيطون به ، فقد يسب ويلعن ويفحش في القول أو يردد سبابا وشتائم وجهت إليه حقا " هذه الفقرة من كتاب اقتران روح الشيطان بروح الإنسان 153"



حب الوحدة والانعزال : الإنسان المقترن به شيطان في الغالب يكون منطويا على نفسه ومنعزلا عن المجتمع خصوصا في بعض حالات السحر ، فهو يحب الوحدة ويتضايق جدا من الإزعاج وصراخ الأطفال ويكره معايشة ومخالطة الاخرين، فينبغي على من يعلم أن به مس أن يجاهد نفسه في البعد عن الوحدة والانعزال ، وأن يحاول الاندماج مع أفراد اسرته وعباد الله الصالحين ، أخرج النسائي عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ قَال:َ قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ أَيْنَ مَسْكَنُكَ قُلْتُ فِي قَرْيَةٍ دُوَيْنَ حِمْصَ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلا بَدْوٍ لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاةُ إِلا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ .



الوسواس القهري : الوسوسة تكون تارة من النفس ، وتكون تارة من الشيطان يقول الله سبحانه وتعالى في سورة ق :}وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ { ، ويقول تعالى في سورة طه :}فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ{ ، ويقول سبحانه: } قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ* مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ { ، فالنفس لها وسوسة والإنس لهم وسوسة والجن لهم وسوسة ، والوسوسة تكون من الداخل ومن خارج الجسد ، ولكن الشيطان إذا ما اقترن بالإنسان تكون وسوسته أقوى تأثيرا فيجعل المصروع في شرود ذهني مستمر ، فهو لا يستطيع التركيز ولا التفكير ولا الخشوع في الصلاة من شدة الوسوسة ، وقد يجعل الشيطان المصروع يشك ويرتاب في تصرفاته وأقواله وأفعاله وفي أقوال وأفعال وتصرفات الآخرين، وذلك من خلال ما توسوس له الشياطين في صدره، حتى تجعله يصدق تلك الوسوسة وذلك الإيحاء ويعتقد بصحته فيكون خاضعا لتصرف الشيطان عن طريق الوسوسة.



والوسواس القهري الشيطاني: هو ما تمليه الشياطين من الوسوسـة في صدور الإنس من أجل أن تقهر الإنسان بتلك الوساوس وتجعله يتفجر غيظاً وقهراً ، لأن الشياطين تجعله يؤمن بأنها واقع وليست مجرد وسوسه ؛ وهذا النوع من الوسوسة في غاية الخطورة إذا ما أبتلي بها الإنسان خصوصا في حالات سحر التفريق .



والوسوسة من الشيطان تكون على أشكال منها ما يقذف في روع الإنسان من الهواجيس والأقوال والأفكار والشكوك وهذه تكون بصوت غير مسموع لا من المصروع ولا من المحيطين به ، ومنها ما يتحدث به الشيطان في بطن أو صدر أو أذن الإنسان بصوت مسموع للمصروع نفسه وليس للمحيطين به ، فتجد بعض من به مس يهذي بكلام ويتمتم ويتحدث ويحاور نفسه ، وهو في الحقيقة يتحدث ويحاور الشيطان الذي يوسوس له ، ومنها أن يرى الإنسان الشيطان خارج الجسد ويحاوره ويتحدث إليه ولكن من بجوار المصروع يسمعون الحوار من جانب واحد فقط .



ويذكر بعض من به مس بأنه تحصل لهم بعض الأحلام والوسوسة التي تقذف في روعهم والتي من خلالها يتعرفون على كثير من الأمور التي غالبا ما تتحقق في واقع حياتهم . وهذا كله من الشياطين حتى تجعل المصروع يثق في هذه الأحلام والوساوس ومن ثم تخلط معها ما تريد من الكذب والافتراء ، عن عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْها قالت: سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ . رواه البخاري



التخبط في الأقوال والأفعال: هو فعل الشيء على غير هدى وعلى غير اتزان ، فإذا كان التخبط في الأقوال فنجد المصروع يهذي بكلام غير مترابط المعنى وغير صحيح ويتكلم بسرعة وبصوت عال ولا يعطي محدثه فرصة للتفاهم ولا المناقشة ، يتكلم بسافل وساقط الحديث يسب ويشتم ويلعن ويتهم من غير دليل ولا برهان ينتقل من فكرة إلى فكرة ومن موضوع إلى موضوع من غير أن يتم الكلام، وتجده لا يثق بكلامه ولا في أفعاله ولا في كلام وأفعال الآخرين له ، بل يفسرها ويفهما على عكس المراد منها ، فقد تقول له قولا أو تفعل له فعلا من أجل أن تتقرب وتتودد إليه إلا أن الشيطان يوسوس له ويستخف بفكره وعقله فيجعله يفهم قولك وفعلك على غير مراده.



وإذا كان التخبط في الأفعال فنجد المصروع قلما ينهي عملا وقلما يتقن حرفة أو صنعة دائم التنقل من كلية إلى كلية ومن دراسة إلى دراسة ومن مكان إلى مكان، التقلب ديدنه والاضطراب طبعه ، وأسلوبه في العمل فيه الهمجية ، والإهمال يكون غالب على طبعه.



أما التخبط في الأحوال فلا يستقر على حالة واحدة أو في مكان واحد فينتقل من مكان إلى مكان ومن أعلى إلى اسفل ومن الخارج إلى الداخل ، لا يستقر في مكان أو على حال واحدة ، فإذا جلس يغير أوضاعه بكثرة وبسرعة وقد تظهر عليه سمات التعالي والتكبر والغطرسة ، وحتى في نومه تجده كثير الحركة دائم الاضطراب.



وكذلك التخبط في النظرات ، فتجد نظرات المصروع شاردة ذاهلة حائرة وقد يطرق ببصره فلا يكاد ينظر إلى محدثه كسير البصر ، وقد يفعل العكس يشخص ببصره لأن البصر يتبع الفكر وفكر المصروع في شرود وذهول وبصره كذلك .



الخمول والكسل : إذا اقترن الشيطان بالإنسان صار الإنسان تفكيره غير دقيق وغير حصيف وغير صحيح ونظراته وحساباته لواقع حاله ومستقبل أيامه نظرات وحسابات الإنسان البائس الكئيب الحزين ، لذلك لا يجد في نفسه الخفة والنشاط والحيوية لأنه إنسان يعيش بلا أمل ولا طموح ، وقد يتسبب الشيطان بالخمول الذي يصيب الإنسان فلا يستطيع الحركة بخفة ونشاط ويشعر بحمل ثقيل على كاهله أو خدر في أعصابه وتجده كثير النوم قليل الحركة " المصدر السابق "" هذه الفقرة والتي قبلها من كتاب اقتران روح الشيطان بروح الإنسان 135 بتصرف".


منقوول للفائدة

هل السحر والعين والجن تصيب الإنسان بالأمرض العضوية والنفسية



إن الإنسان قد يصاب بميكروبات وجراثيم غير مرئية وهذه الميكروبات قد تتسبب في أمراض مختلفة ، وأيضاً قد يصاب الإنسان عن طريق الجن والحسد والسحر بأمراض غير معروفة ومجهولة السبب وليس لها علاجـاً ، وقد يصاب بأمراض بسبب الجن والحسد والسحر بأمراض معروفة ولكن يعجز الطب الحديث عن علاجها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر " العقم ، والربط ، والنزيف ، والجنون ، والشلل ، وآلام الظهر ، الإلتهابات الروماتزمية ، والكثير من الحالات النفسية والعصبية " ، وقد يصاب الإنسان بأمراض عضوية بسبب العين أو المس أو السحر ويمكن علاج هذه الأمراض عن طريق الطب التقليدي مثل التقيؤ والإمساك والإستحاضة وبعض الحالات النفسيه... الخ .



أكثر الأمراض التي تكون بسبب المس أو العين أو السحر لا تظهر بالأشعة ولا بالتحاليل المخبرية ، والبعض منها تظهر على شكل مرض معين وعلى الرغم من تعاطي العلاج المناسب لذلك المرض أو حتى بعد عمل العمليات الجراحية يرجع المريض كما كان أو ينتقل المرض الى عضو آخر أو على شكل آخر ، وأعرف شخصاً عمل ستة عشرة عملية منها استئصال إحدى كليتيه حتى ظهر عليه المس وما أن بدأ العلاج بالرقية حتى تحسنت حالته ولم يعمل بعدها أي عمليه ولله الحمد والمنة، وفتاة بترت يدها ظناً من الأطباء بأنها غرغرينه وبعد البتر نطق الجان على لسانها وهو يضحك ويقول أنا السبب " وكان أول مرة يحضر " ، والقصص الواقعية كثيرة جدا جدا منها ما يفضي الى الموت ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وكم من انسان عملت له العمليات الجراحية ولكن دون جدوى هذا فضلا عن الأدوية والعلاجات الطبيعية والجلسات الكهربايئة .



تمعن يا أخي الى هذا الأمثلة انظر الى مدى تاثير السحر والعين وكيف يمكن للشيطان أن يضر الإنسان بأمراض عديدة.



في الحقيقة أن السحر والعين والمس هي أمراض بذاتها وتتسبب بأمراض تندرج تحتها ، يقول الله تعالى في سورة البقرة : } فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ { ، ويقول تعالى في سورة طه : }فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى{ فالتفريق يتم بالوسوسة والتشكيك وسرعة الغضب والتخيل والربط ... الخ وهذه كلها أمراض ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين ".



أكثر من يموت يعني أكثر من النصف ، يعني الملايين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تموت بسبب العين ، كلمة يموت مطلقة وتعني بكل سبب يفضي الى الموت سواء بالإمراض النفسية والعضوية أو بالحوادث المختلفة .

وفي الحديث الصحيح " إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه " .

وفي حديث الصحابيان عامر وسهل "فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ عَذْرَاءَ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ" ، وفي رواية "فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ" ، ... فقال صلى الله عليه وسلم " علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" فهذه كلها اوجاع بسبب العين .



وَقَال صلى الله عليه وسلم لأَسمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَـتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ. يعني نحيله بسبب المرض الذي هو العين .



وفي الحديث أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ... الخ .فبكاء الطفل يدل على الوجع والذي هو بسبب العين.


ولننظر الى تاثير الشيطان في قصة أيوب:

يقول الله تعالى في سورة ص:{واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب، اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب{

يقول السدي في تفسير قوله تعالى : {مسني الشيطان بنصب وعذاب} قال. نصب في جسدي، وعذاب في مالي.


قال المفسرون: إن أيوب كان روميا من البثنية وكنيته أبو عبدالله في قول الواقدي؛ اصطفاه الله بالنبوة، وأتاه جملة عظيمة من الثروة في أنواع الأموال والأولاد. وكان شاكرا لأنعم الله؛ مواسيا لعباد الله، برا رحيما. ولم يؤمن به إلا ثلاثة نفر. وكان لإبليس موقف من السماء السابعة في يوم من الأيام، فوقف به إبليس على عادته؛ فقال الله له أوقيل له عنه: أقدرت من عبدي أيوب على شيء؟ فقال: يا رب وكيف أقدر منه على شيء، وقد ابتليته بالمال والعافية، فلو ابتليته بالبلاء والفقر ونزعت منه ما أعطيته لحال عن حاله، ولخرج عن طاعتك، قال الله: قد سلطتك على أهله وماله. فانحط عدو الله فجمع عفاريت الجن فأعلمهم، وقال قائل منهم: أكون إعصارا فيه نار أهلك ماله فكان؛ فجاء أيوب في صورة قيم ماله فأعلمه بما جرى؛ فقال: الحمد لله هو أعطاه وهو منعه. ثم جاء قصره بأهله وولده، فاحتمل القصر من نواحيه حتى ألقاه على أهله وولده، ثم جاء إليه وأعلمه فألقى التراب على رأسه، وصعد إبليس إلى السماء فسبقته توبة أيوب. قال: يا رب سلطني على بدنه. قال:


قد سلطتك على بدنه إلا على لسانه وقلبه وبصره، فنفخ في جسده نفخة اشتعل منها فصار في جسده ثآليل فحكها بأظفاره حتى دميت، ثم بالفخار حتى تساقط لحمه. وقال عند ذلك: "مسني الشيطان". ولم يخلص إلى شيء من حشوة البطن؛ لأنه لا بقاء للنفس إلا بها فهو يأكل ويشرب، فمكث كذلك ثلاث سنين.


وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: ما كان بقي من أيوب عليه السلام إلا عيناه وقلبه ولسانه، فكانت الدواب تختلف في جسده، ومكث في الكناسة سبع سنين وأياما. ثم إن الله تعالى قال: كيف رأيت أيوب؟ قال إبليس: إن أيوب قد علم أنك سترد عليه ماله وولده، ولكن سلطني على جسده فإن أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك. فسلط على جسده، فأتاه فنفخ فيه نفخة أقرح من لدن قرنه إلى قدمه، فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل.


وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال: إن نبي الله أيوب عليه السلام لما أصابه الذي أصابه قال إبليس: يا رب ما يبالي أيوب أن تعطيه أهله ومثلهم معهم وتخلف له ماله وسلطانه سلطني على جسده قال: اذهب فقد سلطتك على جسده، وإياك يا خبيث ونفسه قال فنفخ فيه نفخة سقط لحمه .


وهنا يتسبب بالنزيف " الإستحاضه :

عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ قَال:َ أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَتَلَجَّمِي قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَال: فَاتَّخِذِي ثَوْبًا قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا صَنَعْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ . جزء من حديث رواه البخاري


وفي موطأ مالك عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْتَفْتِيهِ فَقَالَتْ إِنِّي أَقْبَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّمَا ذَلِكِ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَاغْتَسِلِي ثُمَّ اسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ثُمَّ طُوفِي.

الطاعون بسبب الجن

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم : فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ قَالَ وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ . رواه احمد

وعن أَبي بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الاشْعَرِي عَن أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ِصلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ: وَخْزٌ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَهِيَ شَهَادَةُ الْمُسْلِمِ . رواه أحمد



الصرع بسبب الجن :

عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا.



وفي رواية عن البزار أنها قالت:

" إني أخاف الخبيث أن يجردني ، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها "



الشرح:

قوله: (هذه المرأة السوداء) عن عطاء بن أبي رباح في هذا الحديث " فأراني حبشية صفراء عظيمة فقال: هذه سعيرة الأسدية". وقيل أن أم زفر هذه كانت ماشطة لخديجة بنت خويلد وأنها عمرت حتى رآها عطاء بن أبي رباح رحمهما الله تعالى.

هل السحر والعين والجن تصيب الإنسان بالأمرض العضوية والنفسية



إن الإنسان قد يصاب بميكروبات وجراثيم غير مرئية وهذه الميكروبات قد تتسبب في أمراض مختلفة ، وأيضاً قد يصاب الإنسان عن طريق الجن والحسد والسحر بأمراض غير معروفة ومجهولة السبب وليس لها علاجـاً ، وقد يصاب بأمراض بسبب الجن والحسد والسحر بأمراض معروفة ولكن يعجز الطب الحديث عن علاجها ، فعلى سبيل المثال لا الحصر " العقم ، والربط ، والنزيف ، والجنون ، والشلل ، وآلام الظهر ، الإلتهابات الروماتزمية ، والكثير من الحالات النفسية والعصبية " ، وقد يصاب الإنسان بأمراض عضوية بسبب العين أو المس أو السحر ويمكن علاج هذه الأمراض عن طريق الطب التقليدي مثل التقيؤ والإمساك والإستحاضة وبعض الحالات النفسيه... الخ .



أكثر الأمراض التي تكون بسبب المس أو العين أو السحر لا تظهر بالأشعة ولا بالتحاليل المخبرية ، والبعض منها تظهر على شكل مرض معين وعلى الرغم من تعاطي العلاج المناسب لذلك المرض أو حتى بعد عمل العمليات الجراحية يرجع المريض كما كان أو ينتقل المرض الى عضو آخر أو على شكل آخر ، وأعرف شخصاً عمل ستة عشرة عملية منها استئصال إحدى كليتيه حتى ظهر عليه المس وما أن بدأ العلاج بالرقية حتى تحسنت حالته ولم يعمل بعدها أي عمليه ولله الحمد والمنة، وفتاة بترت يدها ظناً من الأطباء بأنها غرغرينه وبعد البتر نطق الجان على لسانها وهو يضحك ويقول أنا السبب " وكان أول مرة يحضر " ، والقصص الواقعية كثيرة جدا جدا منها ما يفضي الى الموت ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وكم من انسان عملت له العمليات الجراحية ولكن دون جدوى هذا فضلا عن الأدوية والعلاجات الطبيعية والجلسات الكهربايئة .



تمعن يا أخي الى هذا الأمثلة انظر الى مدى تاثير السحر والعين وكيف يمكن للشيطان أن يضر الإنسان بأمراض عديدة.



في الحقيقة أن السحر والعين والمس هي أمراض بذاتها وتتسبب بأمراض تندرج تحتها ، يقول الله تعالى في سورة البقرة : } فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ { ، ويقول تعالى في سورة طه : }فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى{ فالتفريق يتم بالوسوسة والتشكيك وسرعة الغضب والتخيل والربط ... الخ وهذه كلها أمراض ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين ".



أكثر من يموت يعني أكثر من النصف ، يعني الملايين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تموت بسبب العين ، كلمة يموت مطلقة وتعني بكل سبب يفضي الى الموت سواء بالإمراض النفسية والعضوية أو بالحوادث المختلفة .

وفي الحديث الصحيح " إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه " .

وفي حديث الصحابيان عامر وسهل "فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ عَذْرَاءَ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ" ، وفي رواية "فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ" ، ... فقال صلى الله عليه وسلم " علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" فهذه كلها اوجاع بسبب العين .



وَقَال صلى الله عليه وسلم لأَسمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مَا لِي أَرَى أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ قَالَـتْ لا وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ ارْقِيهِمْ قَالَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ ارْقِيهِمْ. يعني نحيله بسبب المرض الذي هو العين .



وفي الحديث أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ قَالَ عُرْوَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ... الخ .فبكاء الطفل يدل على الوجع والذي هو بسبب العين.


ولننظر الى تاثير الشيطان في قصة أيوب:

يقول الله تعالى في سورة ص:{واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب، اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب{

يقول السدي في تفسير قوله تعالى : {مسني الشيطان بنصب وعذاب} قال. نصب في جسدي، وعذاب في مالي.


قال المفسرون: إن أيوب كان روميا من البثنية وكنيته أبو عبدالله في قول الواقدي؛ اصطفاه الله بالنبوة، وأتاه جملة عظيمة من الثروة في أنواع الأموال والأولاد. وكان شاكرا لأنعم الله؛ مواسيا لعباد الله، برا رحيما. ولم يؤمن به إلا ثلاثة نفر. وكان لإبليس موقف من السماء السابعة في يوم من الأيام، فوقف به إبليس على عادته؛ فقال الله له أوقيل له عنه: أقدرت من عبدي أيوب على شيء؟ فقال: يا رب وكيف أقدر منه على شيء، وقد ابتليته بالمال والعافية، فلو ابتليته بالبلاء والفقر ونزعت منه ما أعطيته لحال عن حاله، ولخرج عن طاعتك، قال الله: قد سلطتك على أهله وماله. فانحط عدو الله فجمع عفاريت الجن فأعلمهم، وقال قائل منهم: أكون إعصارا فيه نار أهلك ماله فكان؛ فجاء أيوب في صورة قيم ماله فأعلمه بما جرى؛ فقال: الحمد لله هو أعطاه وهو منعه. ثم جاء قصره بأهله وولده، فاحتمل القصر من نواحيه حتى ألقاه على أهله وولده، ثم جاء إليه وأعلمه فألقى التراب على رأسه، وصعد إبليس إلى السماء فسبقته توبة أيوب. قال: يا رب سلطني على بدنه. قال:


قد سلطتك على بدنه إلا على لسانه وقلبه وبصره، فنفخ في جسده نفخة اشتعل منها فصار في جسده ثآليل فحكها بأظفاره حتى دميت، ثم بالفخار حتى تساقط لحمه. وقال عند ذلك: "مسني الشيطان". ولم يخلص إلى شيء من حشوة البطن؛ لأنه لا بقاء للنفس إلا بها فهو يأكل ويشرب، فمكث كذلك ثلاث سنين.


وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: ما كان بقي من أيوب عليه السلام إلا عيناه وقلبه ولسانه، فكانت الدواب تختلف في جسده، ومكث في الكناسة سبع سنين وأياما. ثم إن الله تعالى قال: كيف رأيت أيوب؟ قال إبليس: إن أيوب قد علم أنك سترد عليه ماله وولده، ولكن سلطني على جسده فإن أصابه الضر فيه أطاعني وعصاك. فسلط على جسده، فأتاه فنفخ فيه نفخة أقرح من لدن قرنه إلى قدمه، فأصابه البلاء بعد البلاء حتى حمل فوضع على مزبلة كناسة لبني إسرائيل.


وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه قال: إن نبي الله أيوب عليه السلام لما أصابه الذي أصابه قال إبليس: يا رب ما يبالي أيوب أن تعطيه أهله ومثلهم معهم وتخلف له ماله وسلطانه سلطني على جسده قال: اذهب فقد سلطتك على جسده، وإياك يا خبيث ونفسه قال فنفخ فيه نفخة سقط لحمه .


وهنا يتسبب بالنزيف " الإستحاضه :

عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ قَال:َ أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَتَلَجَّمِي قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَال: فَاتَّخِذِي ثَوْبًا قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا صَنَعْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ . جزء من حديث رواه البخاري


وفي موطأ مالك عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَسْتَفْتِيهِ فَقَالَتْ إِنِّي أَقْبَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَرَجَعْتُ حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ أَقْبَلْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ هَرَقْتُ الدِّمَاءَ فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّمَا ذَلِكِ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَاغْتَسِلِي ثُمَّ اسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ ثُمَّ طُوفِي.

الطاعون بسبب الجن

عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم : فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ قَالَ وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ . رواه احمد

وعن أَبي بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الاشْعَرِي عَن أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ِصلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ: وَخْزٌ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَهِيَ شَهَادَةُ الْمُسْلِمِ . رواه أحمد



الصرع بسبب الجن :

عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا.



وفي رواية عن البزار أنها قالت:

" إني أخاف الخبيث أن يجردني ، فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها "



الشرح:

قوله: (هذه المرأة السوداء) عن عطاء بن أبي رباح في هذا الحديث " فأراني حبشية صفراء عظيمة فقال: هذه سعيرة الأسدية". وقيل أن أم زفر هذه كانت ماشطة لخديجة بنت خويلد وأنها عمرت حتى رآها عطاء بن أبي رباح رحمهما الله تعالى.

الأخ الدكتور عبدالعظيم عبد الرحمن..وبقية الإخوة

لقد إطلعت على هذا البوست اليوم وعلى الأفكار والتعليقات المطروحة وبما أننى معالج بالقرأن ولى تجارب لا بأس بها فى علاج المرضى فى ألمانيا وبعض الدول الأوربية وحالات مع الجن الألمانى
فسوف أدلو بدولى فى هذا المجال لاحقا
والسلام

الأخوة الأعزاء :
أبوجهينة : شكرآ لك على رفع الموضوع و فى إنتظار المزيد من مساهمتك القيمة .

حسين ملاسى : لك الشكر على المرور و شكرآ على رسالتك الأخيرة فى الماسنجر .

مهاجر : لك كل التقدير على مساهمتك القيمة هذه و يبدو لى إنك على إلمام كبير بهذا الموضوع الشائك و لكن أسمح لى أن أبدى بعض الملاحظات على مداخلتك و سوف أدلى بما لدى من معلومات متواضعة فى هذا الموضوع :
قد لا تختلف معى فى إن هنالك نقطتين فى هذا الموضوع . النقطة الأولى هى الأعتقاد بوجود الجن و هذه النقطة هى ليست محل خلاف بين الذين يؤمنون بوجود الله سبحانه و تعالى فالجن مزكور فى القرآن وهنالك سورة كريمة بأسم الجن . النقطة الثانية وهى قد تكون محل خلاف كبير و هى هل يمكن للجن أن يسبب الأمراض النفسية و العصبية! .و هذا السؤال ليس له سند علمى واضح بمعنى إنه لا توجد أى دراسة علمية أجريت على المصابين بالأمراض النفسية توضح أى علاقة للجن بهذه الأمراض . أما من الناحية العلمية فقد أجريت العديد من الأبحاث والدراسات لتحديد أسباب المرض النفسى و قد تم تقسيم هذه الأسباب إلى ثلاث أسباب رئيسية :
السبب الأول عضوى أو كيمائى حيث وجد العلماء بأن هنالك بعض المواد الكيمائية فى المخ البشرى و أمخاخ بعض الحيوانات يمكن أن تكون لها علاقة بالمرض النفسى . على سبيل المثال إذا نظرنا إلى مرض فصام الشخصية نجد إن هنالك مادة تسمى مادة الدوبامين وهى توجد بكميات كبيرة فى مرضى الفصام و تؤدى هذه المادة إلى أن يسمع المريض أصوات وهمية و يتخيل وجود أشياء لا وجود لها و معظم هؤلاء المرضى يستجيبون لعلاج العقاقير لأن الأدوية المعالجة ترفع نسبةهذه المادة فى المخ .
السبب الثانى نفسى و يتعلق بتربية المريض و ظروف نشأته منذ الصغر .
السبب الثالث و هو إجتماعى و يتعلق بالمجتمع و الأسرة حول المريض .
أما نوعية المرض النفسى فهى متعددة جدآ و لكن أشهرها هو مرض الشيزوفرينيا أو ما يعرف بالفصام و مرض العصر مرض الأكتئاب و الوسواس القهرى و مرض القلق و كل هذه الأمراض لها أسبابها الكيميائية المختافة و يطول شرحها و لكن هنالك نقطة مهمة و هى إنه ثبت بالدليل العلمى و البحوث بأن الأمراض النفسية و خاصة مرض الفصام و مرض الأكتئاب هى أمراض تنتقل عن طريق الوراثة و لهذا فأن الأفتراض بدور الجن فى الأصابة بهذه الأمراض يصبح من الصعب أن نسلم به لأنه لا يوجد دليل من القرآن الكريم أو السنة المحمدية بأمكانية توريث الجن أو إنتقاله فى السلالة الواحدة .
سوف أقف هنا و لكن سأعود لمواصلة هذا الموضوع و لك الشكر مرة أخرى يا أخ مهاجر على مداخلتك القيمة .

أخى العزيز
EXORCIST
فى إنتظار مساهمتك و تجاربك فى هذا المجال و لك الشكر .

http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/south_asia/4294249.stm

India's ghost fair draws thousands
By KS Shaini
BBC News, Malajpur, Madhya Pradesh



The witchdoctor (R) exorcises Rukmani. Pics: Prakash Hatbalne
Rukmani, 21, is a coy and demure Indian village girl, but her parents are convinced that she is haunted by ghosts.
"She speaks in a strange language. She speaks of people we don't know. She screams and faints," says her farm worker father.

So they have made a journey from their village in western Maharashtra state to an ancient fair of ghost busters in Malajpur in central Madhya Pradesh to rid their daughter of the ghost.

Rukmani and her parents have joined thousands of "haunted" people from all over India at this month-long ghost busters fair where witchdoctors congregate and exorcise spirits.

Today, Rukmani is one of the first clients to be exorcised as hundreds of the curious look on.


Some ghosts are sadists. Others want to take revenge on their tormentors. Others haunt people simply for fun

Chandrahas Singh, witchdoctor

One of the fair's 200-odd witchdoctors orders her to circle a local temple.


Then he sprinkles some water on the girl and chants what sound like prayers.

Suddenly, Rukmani is tossing her hair violently, rolling her eyes and swaying uncontrollably as her friends try to hold her back.


'Why are you troubling her?'


"Who are you?" asks the witchdoctor.

"I won't reply," answers Rukmani in a voice her parents say is not her own.



Witchdoctors make many of the clients crawl on the ground

Now the witchdoctor picks up a broom and begins hitting Rukmani, which seems to be a sure way to rid clients of apparitions.

"Why are you troubling her? Go away, go away," yells the witchdoctor beating Rukmani.


A few minutes later, the witchdoctor announces Rukmani "cured".

Her parents are relieved and walk away with their daughter, who looks quite the same, after paying the witchdoctor.

Rukmani is luckier than many of the more unfortunate clients.

Some are thrashed mercilessly till the witchdoctors declare them cured. Other clients turn violent, hitting people and rolling on the ground.

In addition to broom beatings and prayer, witchdoctors treat their clients by making them crawl and licking prasad (divine food).


'Tackled firmly'


I asked one of the ghost busters why apparitions possessed humans in the first place.

"Ah, some ghosts are sadists. Others want to take revenge on their tormentors. Others do it simply for fun," says Chandrahas Singh.



The fair is said to be nearly 100 years old


"But all have to be tackled firmly."

Besides possessed people, the fair is also frequented by cured patients who come to offer their thanks.

Farm owner Jagdish Bain Naik from Gujarat state is one of them.

He says he has been coming to the fair for the past 10 years. The first time was after a "ghost entered me and tried to destroy me".

"I felt like throwing myself before a running train, selling off my farm, leaving my family and going away somewhere," says Naik.


He says he went to several psychiatrists, but their treatment did not help.

Then someone told him about Madhya Pradesh's bhooton ka mela (fair of the ghosts).


Pent-up frustration


Naik says he was cured the first time he came here and since then has returned every year to watch the proceedings.

Rationalists and psychologists dismiss the fair as superstitious.

The head of the department of psychology at the Bhopal-based Barkatullah University, KN Tripathi, has an explanation for the large turnout.

"The majority of clients are rural women. They often feign being haunted by ghosts to abuse their husbands and in-laws. This is almost an outlet for their pent up frustrations.

"Being possessed is also a form of attention-seeking. Once possessed, you are cared for. Your wayward behaviour becomes excusable."

Local government officials are more pragmatic.

"If people have faith in something, who are we to interfere?" asks one district officia

ثم ماذا بسورة الجن فى القران الكريم حينما قالوا:

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

(انا سمعنا قََرانا عجبا يهدى الى الرشد فامنا به ولن نشرك بربنا احدا.
وانه تعالى جد ربنا ما تخذ صاحبة ولا ولدا) صدق الله العظيم.

الأخ محمد عثمان : شكرآ على هذه المساهمة القيمة و التى توضح بأن الأعتقاد بأن الجن و الأرواح يمكن أن تصيب الأنسان بالمرض النفسى لهو إعتقاد موجود و منتشر فى كل الثقافات و الديانات .

الأخت نور : شكرآ على المشاركة . الأيمان بوجود الجن هو شىء لا خلاف عليه خاصة بين المؤمنين بوجود الله و الكتب السماوية و لكن نقطة الخلاف هى فى علاقة الجن بالمرض النفسى و هذه العلاقة لا يوجد لها أى سند علمى و تحتاج للمزيد من الأبحاث و الدراسات .و قد يكون صحيحآ إن بعض الأشخاص يستجيبوا للعلاج بواسطة الشيوخ ولكن هذه الأستجابة دائمآ تكون مؤقتة و يرجع المريض إلى حالته السابقة كما إن هنالك أمراض نفسية مثل مرض الهستيريا تستجيب لما يسمى بالعلاج الأيحائى و هو يشبه إلى حد بعيد ما يقوم به الشيوخ فى جلساتهم العلاجية حيث تكون هنالك بعض المؤثرات الخارجية المحيطة بالمريض مثل شكل الغرفة التى يتم فيها العلاج أو رائحة البخور و غيرها مما تؤثر على المريض و تساعد فى شفائه .
لكما الود مرة أخرى .

د/ عبدالعظيم

فى حضرة هذا البوست ووجودكم اجد نفسى اغذى العفل كثيرا فلكم الشكر عن هذا الموضع الحيوى والذى اصبح هاجس فى السودان وغيره من بلدان العالم لدرجة ان نجد بعض اهل الدينات الاخرى يأتون لتلقى العلاج فى اكثر من مسيد وافتكر ان العلالقة بين الجن والجنون بينها خيط رفيع يعلمه العلماء واهل الصوفية ويكون الحل ان وجدنا عالم سلح بالعلم وروش دواخله بالصوفية حتى يساعما فى فك هذه الطلاسم واعود واقول برافو بوست يستحق الاستمرارية لزوم الفائدة
تحياتى

الأخ العزيز الشريف : أشكرك على مساهمتك و أتفق معك تمامآ فى إننا فعلآ بحاجة إلى وجود إنسجام تام ما بين رجال العلم و رجال الدين و الصوفية لوضع التفسير الصحيح لظاهرة الجن و علاقته بالمرض النفسى .
لك الشكر مرة أخرى .

الأخ العزيز وليد : السؤال الذى طرحته هو سؤال هام جدآ و أصبح اليوم هو هاجس علماء الطب النفسى هو البحث عن علاقة الوراثة و الأمراض النفسية و قد أجريت دراسة شهيرة فى أوروبا عام1972 و أ وضحت نسب الوراثة التالية بالنسبة لمرض الفصام أو الشيزوفرينيا :
1---نسبة إنتقال المرض من أحدى الأبوين للأولاد هى % 14

2---نسبة إنتقال المرض من كلا الأبوين للأبناء (أى أن يكون الأب و الأم مصابين)هى % 46
3--و إحتمال إصابة الأخ بالمرض هى %10 إذا كان واحد من الأخوان مصاب . أما إذا كانوا تواءم فأن إصابتهم معآ بالمرض النفسى كبيرة و تصل النسبة إلى %48 . و هذا لا يعنى إن كل تؤام معرضين للأصابة بالمرض النفسى و لكن إذا أصاب أحدهما فأن إحتمال إصابة الأخر كبيرة . و هذا أيضآ ينطبق على بقية الأمراض مثل الأكتئاب و القلق و الوسواس القهرى .
و من هذ1 يتضح بأن المرض النفسى يمكن أن يورث بدرجة عالية و لاذالت الأبحاث تجرى فى هذا الشأن .
حمانا الله من جميع الأمراض ولك الود .

الدكتور عبد العظيم المحترم
الموضوع مفيد جدا ولي استفسار
مامعني قول ان هذا الشخص عندو قابلية للجنون وكيف تلعب الوراثة دورها هنا (تفصيلا لو سمحت )


ودمتم
وليد

لأخ العزيز وليد : السؤال الذى طرحته هو سؤال هام جدآ و أصبح اليوم هو هاجس علماء الطب النفسى هو البحث عن علاقة الوراثة و الأمراض النفسية و قد أجريت دراسة شهيرة فى أوروبا عام1972 و أ وضحت نسب الوراثة التالية بالنسبة لمرض الفصام أو الشيزوفرينيا :
1---نسبة إنتقال المرض من أحدى الأبوين للأولاد هى % 14

2---نسبة إنتقال المرض من كلا الأبوين للأبناء (أى أن يكون الأب و الأم مصابين)هى % 46
3--و إحتمال إصابة الأخ بالمرض هى %10 إذا كان واحد من الأخوان مصاب . أما إذا كانوا تواءم فأن إصابتهم معآ بالمرض النفسى كبيرة و تصل النسبة إلى %48 . و هذا لا يعنى إن كل تؤام معرضين للأصابة بالمرض النفسى و لكن إذا أصاب أحدهما فأن إحتمال إصابة الأخر كبيرة . و هذا أيضآ ينطبق على بقية الأمراض مثل الأكتئاب و القلق و الوسواس القهرى .
و من هذ1 يتضح بأن المرض النفسى يمكن أن يورث بدرجة عالية و لاذالت الأبحاث تجرى فى هذا الشأن .
حمانا الله من جميع الأمراض ولك الود

فوق