الصادق المهدي ملك السودان المرتقب

الصادق المهدي ملك السودان المرتقب
تتردد في الفترة الاخيرة احاديث عن سيطرة اسرة السيد الصادق المهدي علي شؤون حزب الامة القومي وتاكد ذلك عندما ظهر للناس ان معظم ابناء السيد الصادق اعضاء في لجنته التنفيذية ولم ينفي الصادق الهدي هذا الحديث بل واكده عندما قال ان ذلك يرجع لاجتهادات أبنائه وكسبهم الخاص، وعندما حدثت المفاصلة بين السيد مبارك الفاضل والصادق المهدي وما دار بينهم من مساجلات قال بعض المقربين من الصادق وفي ظنهم انهم يدافعون عنه ان الصادق المهدي هو الحزب والحزب هو الصادق المهدي ، ونقل عن السيد بكري عديل ( احد قيادات حزب الامة) قوله ان حزب الامة ماركة تجارية مسجلة باسم الصادق المهدي وفهم من ذلك ان الصادق المهدي هو الكل في الكل في الحزب وما عداه لايساوي شيئا ، وظاهرة الانا والامتلاك متاصلة في ثقافة المنتمين لحزب الامة ففي انتخابات الديمقراطية الاولي رفع انصار حزب الامة شعار ( البلد بلدنا ونحن اسياده ) وطافوا بهذا الشعار ونادوا به في الارياف السودانية وخاصة في مناطق ولاية الجزيرة حاليا ، هذا الشعار الذي قابله بذكاء شديد الاتحاديين في ذلك الوقت ورفع السيدان الشريف حسين الهندي واسماعيل الازهري شعار ( البلد نحن عبيده البلد نحن خدامه) وناصرهم معظم الشباب في ذلك الوقت وحاذوا بسببه علي كثير من الاصوات، ورفع الشيوعيون شعار ( الكهنوت مصير الموت) ويقصدون بذلك الهالة والقداسة التي يلقيها المنتمين للصادق المهدي والميرغني علي اسيادهم ، وبعد ذلك اجتهد السيد الصادق المهدي علي تنشئةاولاده علي الطريقة الملكية‘ فابنائه مريم وعبد الرحمن تلقيا دراستهم المدنية والعسكرية في المملكة الاردنية الهاشمية ، والصادق وابنائه يمارسون رياضة الفروسية وسباق الخيل وهي رياضة ذات اصول اسلامية ولكنها ملكية في الوقت الحاضر لكثرة من يمارسها من الملوك والامراء في العالم العربي وقلة من يمارسها من العوام وابناء الشعب، والصادق لديه قناعة راسخة بانه واسرته سيحكمون السودان بشكل مستمر ولذلك لا يكترث كثيرا اذا انفصل عنه مبارك والاخرون او اتحدوا معه فهم بدونه لا يساوون شيئا وان كان يريدهم ان يكونوا معه وسيعودون اليه صاغرين ان طال الزمن اوقصر وعلي شروطه هو والشرط الاساسي عدم التعدي علي حق السيد الصادق وابنائه في قيادة الحزب، حكم السودان ملكيا حلم طويل ظل يراود الصادق المهدي وما ذال ، واصبح اكثر معقولية واقرب ان ينال بعد ما تردد ان الرئيس حسني مبارك والزعيم القذافي يرغبان في تولية ابنيهما الحكم من بعدهما، والسؤال هو هل سيتحقق هذا الحلم للسيد الصادق بعد الوعي والعولمة والانقاذ وجدل الهامش والمركز ؟ ام ان هذه مجرد فقاعات وستعود الامور الى سيرتها الاولي ؟ .
علي محمد علي/صحفي/ الخرطوم/28/12/2004م بريد الكتروني [email protected]