إحتفالات السلام من داخل الخرطوم

تشهد الخرطوم في هذه الايام تحولات كبري بعد التوقيع علي إتفاقية السلام في يوم الجمعة 31/12/2004 والتي جاءت متزامنة مع إحتفالات الاستقلال وأعياد رأس السنة , ففي يوم الخميس وبعد الإعلان عن التوصل للإتفاق جابت مجموعات كبيرة شوارع الخرطوم من أعضاء ومؤيدي الحركة الشعبية لتحرير السودان , وفي هذا اليوم الاحد 2/1/2005 نظمت الحركة الشعبية لتحرير السودان إقليم الخرطوم مسيرة كبري تعبيراً عن تطلعات الجماهير لسلام دائم ولوقف نزيف الدم المتواصل لأكثر من 20 عاماً حيث تقاطر المواطنون من كافة بقاع وأطراف الخرطوم (دار السلام- جبل أولياء- مايو – وكل الاطراف ) الي ميدان الامم المتحدة وهم يرددون شعارات السودان الجديد والوحدة , بدأ البرنامج بتقديم رقصات شعبية من فرقة الزاندي للفنون الشعبية تجاوب معها الحضور كثيرا ومن بعد ذلك خاطبت الدكتورة أميل ميان ممثلة رابطة نساء السودان الجديد الحشد وحيت الحضور وقدمت التهاني بمناسبة بالسلام والاستقلال وتحدثت عن قضايا المرأة وما تتعرض له النساء في مناطق السودان المختلفة مشددة علي ضرورة تعليم المرأة , وحيت نضالات المرأة في كل السودان بشكل عام وفي الحركة بشكل خاص. وتلا الدكتورة في مخاطبة الحشد ممثل الـ ANF الفصيل الطلابي فرانكو مجاك والذي إبتدر خطابه بالتحايا للحضور وللنازحين وكل البسطاء في جميع أنحاء السودان من طوكر الي الجنينة ومن نمولي لي حلفا وأكد علي أن هذا الاحتفال هو رسالة واضحة لجهة التحولات لصالح قضايا الانسان السوداني وسيادة حقوق الانسان , وثمن نضالات الحركة الشعبية وحيا شهداء الحركة الذين وهبوا روحهم من أجل القيم الانسانية ومن أجل الحياة الكريمة للمواطنين وحيا كذلك نضالات الحركة قطاع جبال النوبة والنيل الازرق وقال إن هذا السلام هو ميلاد جديد لسودان جديد ودعي الحكومة الانتقالية المزمع قيامها قريبا الي وقف نزيف الدم في دارفور وشرق السودان وذكر أن نيفاشا هي المخرج والحل لكل قضايا السودان, وحيا كذلك نضالات الحركة الطلابية طيلة الخمسين عاما الماضية من أجل الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وحيا كل شهداء الحركة الطلابية , وتعرض للأوضاع المزرية في الصحة والتعليم التي يعاني منها المواطنون في أطراف الخرطوم , وتطرق الي موضوع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية ودعي الي إحترام التنوع والتعدد الموجود في السودان والي أن تكون الخرطوم في هذا العام عاصمةً للسلام ولكل الثقافات السودانية ودعي جماهير الحركة وكل فئات الشعب السوداني للوقوف بقوة خلف السلام وبرامج السودان الجديد وصولا لسودان موحد يسع الجميع , وتحدثت بعد ذلك ممثل إتحاد شباب السودان الجديد / عمر الطيب أبروف والذي تحدث عن الاتفاقية بإعتبارها من أكبر الانجازات التي سوف تنشل السودان من حالة التمزق وتعرض لموضوع الهوية والذي حسم لصالح السودانوية مؤكدأ ان السودان يتسع لكل التعدد الثقافي والديني والعرقي المكون له .
وبعد ذلك خاطب الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية الجماهير من نيروبي وحيّا الجماهير المحتشدة وقال إن السلام هو إستقلال للسودان يختلف عن إستقلال 56 الذي لم تشارك فيه كل فئات الشعب السوداني في جنوب البلاد وشرقها وجبال النوبة وأقصي الشمال وأكد علي أن السلام هو تغيير نوعي في مسيرة الدولة السودانية عبر برنامج السودان الجديد وسوف تجني ثماره كل فئات الشعب السوداني من نمولي لي حلفا ومن طوكر لي الجنينة علي كل المستويات السياسية والاقتصادية مؤكداً علي ضرورة المشاركة الفعالة من كل الفئات علي مستوي السلطة والثروة .ودعي الي رجوع النازحين الي مناطقهم , وذكر أنه سيقدم خطاب الي جماهير الشعب السوداني يوم 9/ يناير من نيروبي. يتناول فيه ملامح الفترة المقبلة.

وفي ذات السياق كان من المقرر أن تنظم جماهير الحركة في إحتفالاً مماثلاً في مدينة جوبا غداً الإثنين إلا أن سلطات الولاية منعت ذلك ونزعت بعض الملصقات التي إمتلأت بها المدينة, وذكرت الإذاعة المحلية (إذاعة جوبا) أن السلطات لن تسمح بأي إحتفال للحركة في مدينة جوبا.

بشري الطيب/ الخرطوم

مراسلنا بشرى الطيب في الخرطوم
...
...
أرجو أن يكون الاتفاق كمانتمنى (يهئ لتغيير وديموقراطية اجتماعية حقيقية)
والتحية للحركة الشعبية التي ناضلت وحصدت ثمار نضالها
وفي انتظار السودان الجديد دائماً
..
تحياتي
مأمون التلب

العزيز بشري

لكم تمنينا ان تكون المشاركة من قبل كل جماهير الشعب السوداني

للاسف الشديد احتفل الاخوة الجنوبيين فقط ...

مع قليل ممن ادركوا حقيقة الامر .




تحية خالصة للحركة الشعبية وجماهيرها بمناسبة الاحتفال..

up

التلب بقيتني مراسل عديل حسناً ...
تعرف ياصديقي إن المرحلة المقبلة هذه هي مرحلة حاسمة في تاريخ بلادنا نكون أو لا نكون وهذا يتطلب جهد الجميع والتعامل مع هذه الاتفاقية بإعتبارها نقطة تحول في مسيرة بناء الدولة السودانية والعمل علي قطع الطريق علي المتسلقين الذين يودون الظهور كحمائم للسلام.


وشكرا مرة أخري ...

الأعز مدثر الشبلي سلامات...

نعم مؤسف جداً أن يكون الاحتفال قاصراً علي فئات بعينها ولكن هذا الامر دال علي مدي التمايزات حتي علي المستوي الوجداني بين أبناء الوطن الواحد, وقد لعبت التنظيمات السياسية دوراً سالبا في هذا الصدد بدعوي أن الاتفاق ثنائي وما إلي ذلك ومادروا أو ما قدروا أن هذا الاتفاق يعني الحياة بالنسبة لكل أبناء الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق إذ لايعقل أن تستمر الحرب الي ان يفتح الله علي هذه التنظيمات لتحقق أحلامها ويدفع الثمن الابرياء والذين تحملوا كثيراً.


شكرا جميلا
مع كل الود

عزيزي بشري

طبعاً "بكبو شكر كتيرلمولانا "
علي قول السيد قرنق دمبيور أيام كان عندو مع مولانا

.............
.............

اود انا اشير فقط الي ان مسألة سلام السودان , عملية في غاية التعقيد
والغرابة , وان الاتفاق اعلاه باحتفالاته مع تحفظي الشديد علي شموليته
قد يعتبر خطوة جديدة(سياسياً) في تاريخ المجموعات الاثنية "مجازاً"
المصادرة في التقرب الي حقوقهاالمدنية والتنموية ..!

وشكراً

ابراهيم قرمبوز : من داخل عاصمة "الثقافة العربيه"