رجل يقتل زوجته ويدفنها تحت صبة البرنده فى الخرطوم - واقعية

رجال المباحث الجنائية عندهم حكاوى كثيرة ، ومن ضمنها قصة لواحد صاحبنا هنا فى جده ، كان يعمل فى المباحث الجنائية فى الخرطوم خلال السبعينات ، وحدثت جريمة غامضة ، قام الزوج فيها بفتح بلاغ عن خروج زوجته ولم ترجع للبيت ، كان ذلك فى السودان فى السبعينات ، وقامت الشرطة بالبحث والتحقيق ولم يعثر على أى أثر للزوجة ، والبوليس عندنا فى السودان كان يتفوق على المجرمين أنفسهم ، وحام الشك حول الزوج نفسه ، لعل فى الأمر جريمة قتل غامضة ، وقامت المباحث الجنائية باستئجار المنزل المجاور للزوج صاحب البلاغ ، لعلهم يهتدون الى شىء

كان صاحبنا رجل المباحث من ضمن سكان المنزل المستأجر ، وكان على شاكلة (بيت عزابة) ، ولكن جميع سكانه كانوا من المباحث ، وصاروا فى الليل يقيمون (القعدات) ، وكانت الدولة توفر لهم (البنقو) و (العرقى) و الحلل الكاربة ، لزوم الشغل ، ويقوم أصحابنا حقين المباحث بعد أن يشعشع الخمر فى رؤسهم بالغناء الجميل بصوت مرتفع ، وشوية شوية حتى نشأت صداقة حميمة مع الزوج (الجار) صاحب البلاغ ، وأصبح يحضر اليهم مبكرا ، ومعه (الشيرنغ) حقو ، من بنقو وعرقى وعشاء وخلافه ، وينادمهم ويجلس معهم حتى آخر كاس

ثم شوية شوية صار يدعوهم الى منزله ، لزوم التغيير، واستمر هذا الحال زهاء الثلاثة أشهر ، وهم آخر انبساط ، والرجل يزداد بهم تعلقا يوما بعد يوم

الى أن جاء يوم ، وقال لهم فى نص السكرة (أنا كل أذاى من العمود ده)

وأشار الى عمود من الصبة المسلحة موجود فى طرف البرنده

وهنا قام البوليس بعمل اللازم ، وأصبحت الحكاية جد ، وحفروا تحت الصبة ، ووجدوا جثة الزوجة ، واقتادوا الرجل الى السجن وهناك سجل اعترافا وتم اعدامه

الطريف فى الموضوع ، أن صاحبنا بتاع المباحث ، قال لنا ، أن الرجل أكيد قال لينا كده من زمان ، ولكننا فى وسط كل تلك النشوة لم ننتبه لكلامه الا مؤخرا جدا فقد كان البنقو والعرقى من النوع نمبر ون

متى ينضج عقلى؟؟؟؟