وعليكم السلام

يتم اليوم توقيع اتفاقية السلام ، ولا نملك إلا أن نقول وعليكم السلام ، وهذا السلام هو فعلا هدية للشعب السودانى قاطبة ، حيث يهنأ المواطن الذى ثكل فى فلذة كبدته ، وفقد كل عزيز وغال فى سبيل ابقاء نار الحرب موقدة ، فتكالبت عليه المحن وشق عليه الأمر ، حيث أخذت الحروب من قوته وقوت عياله ، فهزل ومرض ولم يجد الدواء الذى أخذته أيضا تلك الحرب اللعينة ، فحق له اليوم أن يفرح ، وأن يعود اليه الصواب الذى يمكنه من أن يرى الجانب المشرق الذى هيأه له السلام.

السلام عليكم

السلام عليكم وأنت تصبحون ، السلام عليكم وأنتم تمسون ، السلام عليكم وعلى نيلكم الجارى بالخيرات ، السلام عليكم وعلى زرعكم وضرعكم ، والسلام عليكم وعلى جنوبكم الحبيب ، السلام عليكم من جوبا ، ومن الخرطوم سلام ، السلام عليكم فى منتدياتكم ، والسلام عليكم أينما تحولقتم ، والسلام عليكم وأنتم ترقصون ، والسلام عليكم وأنتم تسجدون ، والسلام عليكم كلما دقت أجراس الكنائس ، وصفقت الجوارى ، وركعت العابدات ، والسلام عليكم وأنتم تجسدون السلام واقعا ملموسا لا كما نصت عليه الصحف ، والسلام عليكم وأنتم تمزجون عروبة العرب بأفريقية الأفريقيين لتجعلونها سودانية صرفة لا شوب فيها ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سلاما ينجيكم من كل سوء ويهىء لكم من أمركم رشدا ، سلاما بعدد حبات المانجو فى الجنوب وقطرات الندى فى دارفور ، سلاما يصل صديقنا منقو زمبيرى ، وصديق عبدالرحيم ، وطه القرشى صحيح ، سلاما يقبّل أفواه أطفال الجنوب ودارفور وكريمة ، سلاما تحمله الهبباى لتوصله لأعلى قمة فى جبل مرة ، ويرتد صداه من حلفا القديمة الى نمولى ، سلاما يحمله الطير المهاجر فى الضواحى وطرف المدائن ليرقص معه البلوم فى أرض المسيرية الغراء قريبا من أبييى ، سلاما يرفرف حول أرواح شهداء الوطن الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون ، ويفرحون معكم بالسلام

وعليكم السلام يا معشر اهل السودان

ورحمة الله وبركاته