|
أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما)
|
حدثت هذه الحكاية فى عام 1960م ، قبل 45 عاما ، أى قبل ولادة معظم أعضاء وزوار هذا المنبر المحترم ، فقد كنت وقتها طفلا صغيرا وفى السنة الثالثة الأولية بمدرسة رجل الفولة الأولية المختلطة ، والمختلطة هنا تعنى بنين وبنات فى نفس المدرسة ونفس الفصل وهو نظام (خواجاتى) ندر حدوثه فى السودان ، ولذلك تربينا (بدون عٌقد) بضم العين ، وكنا خليط عجيب يتكون من أولاد وبنات المسيرية والجلابة والدينكا والأقباط والعرب الرحل والعرب المستعربة وفلول نقاده وفور وتشاديين وحمر وأبناء وبنات موظفين يعملون بالمنطقة ، وكانت نسبة جمال البنات فى تلكم الخلطة تعد عالية جدا وخصوصا (آسيا) ، اذ كان ينساب جمالهن بشكل طبيعى لا تكلف فيه
رجل الفولة كانت وقتها بمثابة جنة عدن وخصوصا فى الخريف ، وكانت درجة استيعابنا عالية جدا لما يمليه علينا الجو العام من تفتق بنات أفكارنا ولما تغذينا به الطبيعة من جو صحو وغذاء نظيف ومرتع صبا لا يتوفر اليوم الا لأبناء أثرياء العالم ، اذ يمكنك أن ترى أسراب النعام والغزلان تحوم قريبا منك ، وكذا دجاج الوادى وكثير من حيوانات وطيور الحياة البرية ، وتقع رجل الفولة فى وسط كردفان تقريبا وتميل الى جنوب كردفان قليلا ، وهى متاخمة وقريبة جدا من منطقة (أبيى) والمعروفة اليوم بمناطق النزاع ، وهى المنطقة التى تشترك فيها قبائل المسيرية والدينكا فى المرعى والعيش بانسجام كبير أيام كان السلام أمرا عاديا بين أبناء تلكم المناطق ، ويا لروعة هذا التمازج
لم يكن قد مضى على حضورنا الى رجل الفولة سوى أشهر قليلة بعد رحلة ممتعة بالقطار من محطة الخرطوم عن طريق (قطر نيالا) حتى محطة رجل الفولة ، والعجيب أن هذا الخط الحديدى لا يمر عبر مدينة الأبيض ، بل يصل الى (بارا) المتاخمة لها ويستمر القطار فى الانسياب عبر سهول وأودية وغابات كردفان الغراء ،
كانت قطاراتنا وقتها تشبه قطارات لندن بمقاييس اليوم ، دقة فى المواعيد ، وراحة غير عادية فى الغرف والممرات ونظام حضارى فى الحجز للركاب حيث توضع أسماء الأشخاص الحاجزين على أبواب غرفهم وكانت الغرفة تسمى ب (قمره) بالفتح لكل الحروف ، بل وتخصص عربات بأكملها للمطعم مثلا ، ويتم تشغيل المطاعم عن طريق (شركة المرطبات) ، لاحظوا حلاوة اسم الشركة ، وهى نفس الشركة التى تقوم بتشغيل فندق السودان والفندق الكبير ، اذا أن افطارا أو غداء فى تلكم العربات لا يعدله الا بوفيه مفتوح بأحد فنادق الشيراتون أو الهيلتون بمقاييس اليوم ، تصوروا أن يحدث هذا فى السودان فى عام 1960 ، أى قبل ولادة العم قرشو
تستغرق الرحلة بالقطار من الخرطوم الى نيالا زهاء الثلاثة أيام بلياليها ، ويصل القطار الى رجل الفولة بعد يومين ونصف اليوم تقريبا ، ثم يواصل سيره عبر بابنوسة ثم نيالا فيما تبقى من نصف اليوم الثالث ، وتصوروا جمال المنظر عندما تحدق عبر شباك القطار لترى أنموذجا رائعا وشريحة متميزة من سوداننا الحبيب ، ويمكن أن ترى من خلالها العجب العجاب ، فترى العرب الرحل وهم يسيرون فى شكل جماعات بأبقارهم ومالهم وحلالهم وبيوتهم المحمولة على ظهور الثيران ، ثم ترى بعضهم وقد استقر بهم المقام فى بعض أودية خضراء أينما ذهب بك بصرك وحولهم (حلالهم) وخرافهم وأغنامهم وأطفالهم ونسائهم وأبقارهم وهم يرتعون فى ذاك الجمال فى منظر بهى يدل دلالات كبيرة على الخير الوفير
استقبلتنا رجل الفوله خير استقبال وقد قضينا فيها أربعة سنوات بالتمام والكمال قل أن يجود الزمان بمثلها فكانت رجل الفوله بحق مرتع صبانا وموحية أشجاننا ومحل نظر قلوبنا حتى اليوم ، ويا لها من ايام ،
كان بالمدرسة الأولية كوكبة متميزة وفريدة من أساتذتنا ، وكنا نطلق على الواحد منهم لقب (فندى) فنقول (فندى طلب) و (فندى دفع الله) وهكذا ، وحتى عندما نجيب على الأسئلة فى الفصل كنا نرفع أيدينا ونصيح بنات وأولاد (فندى فندى فندى) فى خلطة عجيبة
طلب منا فى يوم من الأيام أن نعود للمدرسة عصرا لأن هنالك (جمعية أدبية) ، تصوروا كان عندنا (الفوله أون لاين) فى ذاك الزمان ، وهو منبر شبيه بمنبركم هذا ، يتحدث فيه الخطباء عن أى موضوع يختارونه ويقوم بقية الطلاب بمناقشة الموضوع ، مع الشخص صاحب الحوار الرئيسى ، ويا لجمال ذلك الزمان ويا لجمال أشخاص ذلك الزمان ويا لحلاوة وطلاوة (آسيا)
وبما أنها كانت المرة الأولى بالنسبة لى التى يطلبون فيها أن أتحدث فى موضوع عصر ذلك اليوم ، فقد انتابنى بعض خوف ، وذهبت الى المنزل خائفا وجلا ، يدور بخلدى كثير من التساؤلات ، وأهم هذه التساؤلات ، عن ماذا أتحدث؟؟؟؟ وبما أن والدى - يرحمه الله - كان وقتها ناظرا للمدرسة الوسطى فى تلكم البلده الوديعة ، فقد انتهرت الخوف فى داخلى وذهبت وأنا شافع (فلقوص) الى والدى وطلبت اليه ان يكتب لى موضوع لأقرأه على الجمعية الأدبية (كحال أولاد النظار) (المكروهين غالبا من بقية زملائهم)
فما كان من والدى عليه الرحمة الا أن شرح لى الأمر ، وأخبرنى أن الجمعيات الأدبية يا ولدى ترمى الى تنمية مهارات الطالب ، وعلي الطالب نفسه أن يختار المواضيع التى يتحدث فيها ويناقشها بقدر ثقافته والمامه بالموضوع ، وهى بالتالى تزيد من حصيلة الطالب الثقافية وتضيف اليه كثيرا ، فاذهب يا ولدى واختر ما تشاء من المواضيع ، وناقش زملائك فيها بقدر تحصيلك ، فأسقط فى يدى ،
وبما أن جو البلده الوديعة يساعدك أن تناقش (الجن الأحمر) ، فاستعنت بالله ، وكتبت موضوعا مطولا عن رحلتنا بالقطار من الخرطوم الى رجل الفولة وجميع ما مر بنا فى هذه الرحلة من أحداث مثيرة وكثيرة ، وكان وقتها موضوعا شيقا يشبه بوستات (ذا رين) بمقاييس اليوم ، ولم أذكر فى هذا الموضوع (مدينة الأبيض) على الاطلاق ، اذ أن القطار لم يمر بها أصلا ،
وحانت ساعة الصفر ، وقدمنى الأستاذ لزملائى ، ووقفت أمامهم فى المنبر وكل المدرسة حضور بكامل طاقم طلابها وأساتذتها ، وانجلى خوفى وزالت رهبتى بمجرد ما نظرت الى عيون (آسيا) زميلتى فى الفصل ، ثم بدأت الموضوع ، وقد وجد استحسانا كبيرا من جموع الطلاب والأساتذه وخصوصا (آسيا) ،
ثم جاء دور الطلاب فى الأسئلة ، فوقف زميلى فى الفصل صلاح محمد الحسن دنقلاوى ، وهو ابن ناظر المدرسة الأولية وقتها ، وسألنى السؤال التالى:
أين تقع مدينة الأبيض؟؟؟؟
فأجبته على سؤاله وحددت له الموقع الجغرافى لمدينة الأبيض ، ومن شدة غيظى من السؤال وبعد أن أنهيت الاجابة ، قلت له : ولكنى يا أخى لم أذكر مدينة الأبيض فى حديثى هذا ، فانفجر المدرسون بالضحك وأعقبتها صفقة طويلة من بقية الطلاب ، ما زال صداها يتردد فى داخلى بعد مرور خمسة وأربعون عاما على هذا الحدث.
فانظروا يا احباب كيف كنا ، وكيف أصبحنا وكيف سنمسى؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
يازولyazoalيازول
تحية طيبة
Quote: فما كان من والدى عليه الرحمة الا أن شرح لى الأمر ، وأخبرنى أن الجمعيات الأدبية يا ولدى ترمى الى تنمية مهارات الطالب ، وعلي الطالب نفسه أن يختار المواضيع التى يتحدث فيها ويناقشها بقدر ثقافته والمامه بالموضوع ، وهى بالتالى تزيد من حصيلة الطالب الثقافية وتضيف اليه كثيرا ، فاذهب يا ولدى واختر ما تشاء من المواضيع ، وناقش زملائك فيها بقدر تحصيلك ، فأسقط فى يدى ، |
مشكلة ابناء المدرسين زى ما قلت، دائما حقهم مهضوم، بتذكر
كان عندى صاحبى ولد مدرس الحساب، ابوه كان بيدرسنا، و لاننى على
علاقة قوية به، ذهبت فى احد الايام لكى ادرس معه، و طبعا خاتى فى
بالى انو ابو حيساعدنا، و نجيب العلامة الكاملة فى الامتحان، اهه قاعدين
انا و هو، نذاكر ساااااااى، بعد شوية جه ابوه، و سألنا كيف، مستعدين
لى بكرة، قلنا ليهو تمام، قام الولد قال ليهو يا ابوى بس فى مسألة ما فهمتها!
قال ليهو ، انا قبيل مش حليت ليكم واحدة زيها فى الفصل؟ كنت سارح وين؟
ارجع براحة كده و شوف المثال و حل زيو! او خلى (محمد) ده يشرحها ليك!
طبعا انا ساعتها كأنو كشحو فينى مويه باردة
المهم، تانى اليوم ، امتحنا ، و الولد جاب اعلى درجة فى الفصل، و فى الفسحة
قاعد بتكلم مع زميل لينا، قلت ليهو (فلان ده) شاطر خلاص، قال لى : انت عوير ولاشنو
ده ابوهو بيكون اده الامتحان فى البيت، و كم هو سئ ذلك الشعور بالظلم فى حق انسان مجتهد!
اهه اسه انت زاتك موضعك الصفقو ليك فيهو ده يكون كتبوا ليك ابوك (رحمة الله عليه)
و عايز تغشنا ساكت
تخريمة :
مافى زول يسألنى عن درجتى فى الامتحان داك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: محمد الامين احمد)
|
محمد الأمين أحمد:
أشكرك على التعليق الضافى ، وفعلا حقوق أبناء المدرسين مهضومة ودائما هم محل (كره) بقية زملائهم ، حسدا من عند أنفسهم ، هل تصدق يا اخى الكريم أننا عندما دخلنا المدرسة الوسطى وفى نفس تلكم البلده وكان والدى وقتها ناظر المدرسة الوسطى ، لم يقبل أن نعيش معه فى البيت ، بل عشنا فى (داخلية) المدرسة نفسها لتتم معاملتنا بعدالة مثل بقية الطلاب ، وكانت العقوبة بالنسبة الينا دائما (ضعف) معاقبة البقية ، لاثبات العدالة فكنا ضحايا ضرب وجلد فى كثير من الأحايين
رحم الله الوالد رحمة واسعة ، فقد أحسن تربيتنا ، رغم الجلد الشديد عندما (يشيلك) أربعة طلاب (عتاه) من أولاد سنة رابعة ، ويجلدك الناظر شخصيا ، عشرة جلدات معتبرات بسوط (عنج) (ليتعظ الباقين) ، تصور .....
هل يحدث هذا يا محمد الأمين ، فى هذا الزمان الردىء؟؟؟؟
سؤال (شمار) برىء:
بالله درجتك كانت كم فى ذاك الامتحان؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
هشام انحنا قرينا كمبوني في بورتسودان الخلطة مختلفة خالص في الاختلاط وبعدين المواقف الجميلة لا تنسى اذكر في المتوسطة كان علينا امتحان انجليزي وعندما حضر الاستاذ لتوزيع الاوراق بعد التصحيح قال الناس المذاكرة باينة صفقوا لمهدي لي هسع صوت التصفيق في اذني بعدين الشئ المفقود في المدارس الآن الجمعيات بأنواعها وكذلك جريدة الحائط يا جليل التعليم زمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: Badreldin)
|
بدرالدين:
وأنت أيضا تشكر على المشاركة معنا هنا ، بعدين والله كلامك صاح قطر نيالا لا يمر عبر الأبيض ولا بارا ، ولكنى أذكر أن ناس الأبيض ينزلون فى محطة قريبة منهم (والله نسيت اسمها) لطول الفترة التى زرت فيها غرب السودان ، أرجو اسعافنا باسمها يا اخى الكريم
كما أن عدل المدرسين لأبنائهم ، أظنه ما زال باقيا ليومنا هذا ، اذ ان اهلنا يعملون بضمير حى ويعتبرون الجميع ابنائهم فهذا هو موروثنا من القيم التى اتمنى ان لا تزول من قلوب السودانيين
وكتر خيرك يا بدر الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: على اسماعيل)
|
الأخ الحبيب على اسماعيل
نعتك لى بالبقارى والله انه اسعدنى واطربنى واشجانى ، فكم هم طيبون اهلنا البقارة وكم هم اهل معشر طيب واهل ذوق وجمال واريحية سودانية قل ان تجدها فى بقية القبائل ، ولى الشرف يا اخى ان اكون بقارى ، ويا ليتنى لو تزوجت (بقارية) ، لأنهن أجمل بنات الله على أرضه واكثرهن غنجا ودلالا وأنوثة
ثم اعجبنى جوابك على عنوان البوست ، أين تقع مدينة الأبيض ؟ فكان جوابك ، فى قلوبنا ، ففعلا الأبيض فى قلوبنا وكل من أحب الأبيض أيضا مكانه القلب يا أخى على
شريط ذكرياتك عن الحمادى ، فعل فى البوست ما فعلته اغنية الذكريات من رضا (رغم عدم تمكنى من سماعها) فجزاك الله عنى خير الجزاء
ويا لها من أيام
ويا رضا: تيست تيست تيست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
الرائع يازولyazoalيازول
Quote: هل تصدق يا اخى الكريم أننا عندما دخلنا المدرسة الوسطى وفى نفس تلكم البلده وكان والدى وقتها ناظر المدرسة الوسطى ، لم يقبل أن نعيش معه فى البيت ، بل عشنا فى (داخلية) المدرسة نفسها لتتم معاملتنا بعدالة مثل بقية الطلاب ، وكانت العقوبة بالنسبة الينا دائما (ضعف) معاقبة البقية ، لاثبات العدالة فكنا ضحايا ضرب وجلد فى كثير من الأحايين |
اسه ممكن اصدق ، رحم الله والدكم، و عبره نتوجه بالتحايا الى كل معلم
فهولاء هم من يستحقوا ان نقف لهم و نفيهم التبجيل، معلمين و معلمات نعشقهم
رغم (حدة) الجلدات
Quote: سؤال (شمار) برىء: بالله درجتك كانت كم فى ذاك الامتحان؟؟؟؟؟ |
كانت زى دى، بس لكن (خمسة) عشان انا ما ولد الناظر
Quote: رغم الجلد الشديد عندما (يشيلك) أربعة طلاب (عتاه) من أولاد سنة رابعة ، ويجلدك الناظر شخصيا ، عشرة جلدات معتبرات بسوط (عنج) (ليتعظ الباقين) ، تصور |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقع عند خط العرض 30 الذي يقسم السودان الي نصفين! (Re: Isa)
|
Isa:
لك التحية والتقدير على مشاركتنا هذا الموضوع ، وقد ضحكت كثيرا على المثل:
Quote: جاي من الأبيض وما بتعرف ود أب صفية |
ولو لاحظت سياق البوست فما كان لهذا السؤال أصلا داع ، اذ انى لم أذكر تلكم المدينة الجميلة المحبوبة الى قلوبنا جميعا فى (الجمعية الأدبية) ، وهنا مربط الفرس
أما حكاية أستاذ (حسين) مع ابن اخيه ، فأظنه كان نسخة من (شيخ الدين جبريل) ، فهم فعلا جيل العظماء الذى لا يتكرر
وفعلا أبناء المدرسين تتاح لهم الفرص العظيمة للتنقل عبر البلاد ، وبالتالى التعرف على ثقافات مختلفة ، اذ أن لكل اقليم من أقاليم السودان نكهته الخاصة وموروثاته واعتقاداته وثقافاته الخاصة به ، تسلم
لله درك يا: Isa
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقع عند خط العرض 30 الذي يقسم السودان الي نصفين! (Re: Agab Alfaya)
|
أخى الحبيب الأستاذ عجب الفيا:
أولا انه لشرف لا يعدله شرف أن يخط بنانك فى أحد بوستاتى فهذا والله فى حد ذاته حدث أفرحنى كثيرا ، كما أود أن أشكرك على الشرح الضافى والتوضيح البين الذى صدر من شخص ملم وعارف بأروقة المليون ميل مربع كما يبدو ، والمحطة التى قصدتها هى (عرديبة) وليست بارا ، وأرجو أن يعذرنى القراء فى ذلك بسبب (صغر سنى) وقتها ، ومضى وقت كبير على هذا الحدث ، فلا أعتقد أنكم يمكن أن تؤاخذون من هو فى سنة تالته ابتدائى على هذا الخلط
ثانيا ، بما أنك جربت تلكم المدارس المختلطة فيا ليت لو تحدثنا ، ولو فى بوستات منفصلة عن تلكم التجربة الرائعة ، ويا ليت لو يعود أهل السودان الى مثل هذا العمل الجميل الذى يساهم مساهمة جبارة فى تنشئة أجيال صحيحة ، لا يهضمون فيها حقوق المرأة ولا يظلمونها فى الوقت نفسه ، فما رأيك يا أستاذ؟
وختاما ، أجدد شكرى وتقديرى وأؤكد عليه مع فائق تحياتى ومحبتى
| |
|
|
|
|
|
|
يا زول هوي (Re: يازولyazoalيازول)
|
اخي وابي وصديقي هشام اول ما قريت البوست بتاعك طوالي اتذكرت(صاحبي)عم شيخ الدين جبريل عليه الرحمه.طبعا كنا اصحاب شديد وحكي لي كتير عن حياتووحاجاتو السمحه. وما بقي لينا شي يا هشام غير الذكريات الجميله(البقرا الكلام ده يقول عمري 115سنه).والله ما بتتصور لي ياتو درجه انا عاطفتي تاريخيه وفي حالة حنين ماضي.ويا ريت لومديتنا بالمزيدمن الحاجات الشيقه دي وخلينانرمي ورا لبعض الوقت وبعداك نشيل البلي ونقوم جارين...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا زول هوي (Re: محمد محي الدين)
|
الابن محمد محى الدين
أولا أنا فخور جدا بالصداقة التى جمعتكم بوالدنا المرحوم الأستاذ شيخ الدين جبريل ، فقد عهدناه أبو الجميع وصديق كل الأعمار والأجيال فهذا شىء مفرح بالنسبة لى ، ثانيادائما أردد لأبنائى الصغار وأقول:
أحمد قاعد يصلى بطل لعب البلى يحفظ لى دروسو أمو ما بتكوسو
فالظاهر عليك كانوا بيكوسوك ، وانت لاهى وساهى فى لعب البلى ، الظاهر عليك كنت حريف
ابنى محمد محى الدين ، أنا سعيد بمشاركتك معنا هنا وأعدك بالمواصلة والحكى ، باين أنا ود عجائز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الفولة والتب ! (Re: يازولyazoalيازول)
|
الاخ الحبيب هشام ، منون جدا يا عزيزي لهذا الترحيب السخي جدا ، والحقيقة انا متابع كتاباتك ومعجب باسلوبك وادبك واحترامك للاخر ومن وراء دا كلوا شايف بصمات استاذنا شيخ الدين فيك واضحة. ولما لقيت البساط احمدي قلت اندلق شوية ، لكن لا عليك يا اخي هشام ، فارجو ان تستمر في سرد ذكرياتك مع تنقلات الاستاذ حدثنا عن رجل الفولة والدمازين والقضارف وام درمان ، وارجو ان اجد فسحة من الوقت لاساهم ببعض الحديث عن المدارس المختلطة .
واسمح لي ان بمزيد من الاضاءات ، ربما يستغرب البعض اسم رجل الفولة ! كيف تكون للفولة رجل ؟ طبعا ليس المقصود بالفولة هنا حبة الفول ، الفولة هي التب الكبير (منخفض مائي طبيعي يمتلي بالماء في الخريف) ودائما تكون للفولة روافد (ارجل ) تغذيها بالمياه ، يسمي الواحد منها رجل .
رجل الفولة او الفولة كما صارت تنطق الان هي عاصمة ولاية غرب كردفان وكانت في السابق تتبع لشمال كردفان وهي من اهم مراكز المسيرية وتقع في مناطق التماس بين المسيربة والحمر وقد حدث تنازع بين الحمر والمسيرية حول عاصمة غرب كردفان فقد طالب الحمر بان تكون النهود التي تقع الي الشمال ،هي العاصمة باعتبارها اكبر واعرق .ويوجد بولاية غرب كردفان اكبر سوق للمواشي بالسودان هو سوق غبيش او ( جريبان) سابقا حيث الضان الحمري المشهور الذي يصدر الي الخارج .
وواصل سردك الممتع يا حبيب ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الفولة والتب ! (Re: Agab Alfaya)
|
خالص التحايا00 عزيزنا واخونا ابو الشوش
مستمتعين والاستاذ عجب الفيا لم يقصر ساكون مستمعا تلميذا نجيبا 00
وزى ماقلته اولاد المعلمين الضاقوه من الجلد كرهم العيشه زاتو.. بعدين شكلك كنت بتردف كتير لووووووول
لك خالص تحياتى ولك هذا اللينك بس الايام دى ماقادر اواصل فيهو لكن بجيهو بجيك انشاء الله مساوره ولك الحب هشام.. الابيض ** كرفان ** السودان 00
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الفولة والتب ! (Re: معتز تروتسكى)
|
هشام والله حاجة حلوه من ذكريات السودان والدقة في المواعيد والعمل اتمام .اتذكر اخي كان في المدرسة الاميرية ممتحن الثانوية سنة 68 محتاج الي امضاء من والدي ,كان مسافر الي قريتنا والرحلة تكلف شلن خمسة قروش,جدي احتج قال مايسافر يضرب تلفون من هنا بي قرشين ويوفر الوقت والفلوس والله يا هشام هذه الواقعة عشتها وعمري وقتها خمسة سنوات في مدينة القطينة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الفولة والتب ! (Re: saif massad ali)
|
الأخ سيف ، مضى وقت طويل على تلاقينا فى أحد البوستات لذلك تجدنا مشتاقين
أشكرك على الاضافة اللطيفة وتوفير ثلاثة قروش فى الستينات تعنى الكثير فى زمن الخير والرخاء
تسلم اخى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الفولة والتب ! (Re: Agab Alfaya)
|
أخى الأستاذ عجب الفيا (القانونى الحصيف):
اضافتك عن معنى (رجل الفوله) وشرحك لها أعطى للبوست جمالا اضافيا ، فلك من الشكر أجزله ,اعدك بالمزيد عن الحكايات عن مدن السودان التى عشت فيها ، علما بأنى أمدرمانى مائة فى المائة بحكم ولادة الوالد فيها ، رغم أنى مولود فى (قطية) بالقضارف وجبت مع الوالد عليه الرحمة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، فانتظرونا قليلا (ناخد نفس)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: munswor almophtah)
|
الحبيب منصور:
والله انى سعيد الآن لسببين ، السبب الأول لهذه السمفونية الرائعة التى أضفتها للبوست فأعطته رونقا وحلاوة ، والسبب الثانى أنك ذكرتنى بصديق الأسرة الفنان الزين الكلس ، وهو من فلول فنانى الحقيبة الباقين فى هذا الزمن ، وقد تلاقينا فعلا فى ذاك اليوم الممطر الذى يشبه جماله جمال كردفان
فألف تحية لك يا حبيب ، وحروفك قد رصت وهى مرصعة بالدر فى هذا البوست المتواضع
تسلم وأرجو أن تسمح ظروفنا حتى نلتقى ثانية فى رحاب الوطن العزيز
وختاما عزيزى ، هل ما زلت تتجرع مرارة الاغتراب فى كندا؟؟؟؟ فأمثالك لا يكتب عليهم الشقاء قط؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
الأخ الحبيب معتز:
Quote: ما تقيف في نٌص الطريق واصل المشي ما تخاف شي ما تقول جيت عابر سبيل دى (الابيض) كل شي
|
طيب أوريك تأثير الأبيض على حياتى الى أى مدى:
أذكر وأنا صغير أبان تواجدى برجل الفولة وكنت وقتها بالمدرسة الأولية وأنا تقريبا فى سن العاشرة أصبت بالتهاب عيون ، أظنه كان يسمى (تراكوما) أو شىء من هذا القبيل ، فقرر والدى عليه الرحمة سفرى الى الأبيض للعلاج ، وكان وقتها يتواجد بالأبيض طبيب عيون مصرى شهير اسمه الدكتور منير بيرم ، علمت مؤخرا انه انتقل الى رحمة مولاه ، عليه شآبيب الرحمة ، فانتهز الوالد فرصة الاجازة الصيفية (اجازة الثلاثة شهور) وقام بارسالى الى الأبيض برفقة أحد أساتذة المدرسة الوسطى وكان اسمه أستاذ شداد (من عائلة شداد بالأبيض) ، وذهبت فعلا مع الأستاذ شداد وحللت ضيفا على بيت الأسرة الكبير وقضيت أحلى شهرين فى حياتى مع هذه الأسرة الكريمة ، وتم علاجى من التهاب العيون تماما ، ولم يعاودنى ذلك الالتهاب مرة أخرى حتى يومنا هذا ، ثم حان موعد سفرى لرجل الفولة فوجد أستاذ شداد لورى محمل بأصناف البضائع متجها الى رجل الفولة ، وعلى رأس هذا اللورى كان يجلس خلق كثيرون ، وبما أنى وقتها صغيرا فى السن (وود الناظر طبعا) فكان لابد أن يرتب لى وضعا مريحا لاعادة هذه الأمانة خصوصا وأنه سيبقى فى الأبيض لينهى بقية الإجازة مع اهله وفعلا قد كان الوضع المريح أن أركب (قدام) حيث يوجد عريس وعروس فى كابينة السائق وهم متجهون الى الفوله وهذا العريس هو أستاذ جديد فى المدرسة الأولى منقول اليها للوهلة الأولى ، فركبت معهم (قدام) ويبدو أن العرسان فى أسبوعهم الأول من الزواج وقد عرفت ذلك من آثار الحنة والكبريت الضارب فى أنوفنا الصغيرة فودعت أستاذ شداد وأهله وتوكلت على الحى القيوم وبدأت الرحلة الممتعة ، ذاك اللورى يشق عباب كردفان الغراء وسهولها وبواديها ، ولا تعدلها فى ذاك الزمان الا رحلات ابن بطوطة ، ويا لمتعة كردفان وحلاوتها وطلاوتها ، وكنت فى غاية الفرح للتعرف على أستاذى العريس الجديد (دفع الله) وعروسه (المشلخة) الحلوة (بلاله) ، وبالطبع كنت بالنسبة للعرسان (موضوع ما بطال) لفك الملل الذى ينشأ عادة بين الزيجات التقليدية والعرسان زمان ، وصرنا رفقاء وأصحاب الرحلة ( وهى ما يعادل ود حجتى ) بمقياس ناس زمان الذين يحبون ويقدرون رفقة السفر ، ويا حليل زمان وناس زمان
المهم فى الأمر أن الرحلة كانت فى غاية الروعة والجمال ، ومن الأشياء المطبوعة فى الذاكرة والتى لن أنساها ما حييت ، وقاموا بتوصيلى حتى باب المنزل ، وانصرفوا لمنزلهم (القريب جدا من منزلنا) ، ثم قصصت على الوالدة عليها الرحمة حكاية أستاذى الجديد (دفع الله) وعروسه (بلالة) ، فتوقفت الوالدة عند الأسماء ، فالوالدة عركية من جهة الأم ، ويعنى لها اسم (دفع الله) كثيرا ، فلم تستطع الانتظار حتى الصباح لتستكشف سر هذا الاسم ، فذهبت فى ليلها ذاك الى (العرسان) ، ومن المصادفات الجميلة أن الجماعة فعلا طلعوا أهلها وأقاربها لأمها ، وهم من منطقة (كركوج العركيين) المجاورة لطيبة الشيخ عبدالباقى ، وصارت عشرة العمر مع هؤلاء الناس الطيبيون خصوصا بعدما أصبحوا أقاربنا
هل تصدق يا معتز ، أننى عندما قررت الزواج ، فى عام 1979 قد طلبت زوجتى الحالية من خالها (دفع الله) ذاك العريس ، وهو من أعطانى الضوء الأخضر نظرا لأن والد زوجتى متوفى منذ فترة طويلة وهو بمثابة الأب لزوجتى ، وهل تصدق أنه سمى ولده (هشام) وهو الآن رائد فى الشرطة ، هل تصدق أن سر حياتى وحياة أسرتى المتواضعة بدأ فعلا فى الأبيض وبتلكم الحادثة البسيطة وأصبحت سببا للم شمل قبيلة كبيرة بعد أن فرق بينهم الزمن ، وأصبحنا أسرة كبيرة (دفع الله) فيها بمثابة أبى وعمى و (بلاله) فيها بمثابة أمى وخالتى
ولذلك للأبيض تأثير فى حياتى عميق ، وأرجو أن لا أكون قد أطلت عليك الحديث يا معتز ، لولا حبى الزائد لعروس الرمال الأبيض
دى الأبيض كل شى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
فأمثالك لا يكتب عليهم الشقاء قط؟
كتب على وعلى أمثالى.....فعندما كان الإهاب غضا كنت أجالس الرعاة أو الرواعيه فى رتعتهم بعد كساتهم العديده....كانت كفتيرة شاهيهم معلقه فوق اللدايات .....او تلك الاسافى السفع.... فلاتنزل منها الا لتصب فى أكواب من الطلس لها أياد بالجنب.... والشاى من خالص اللبن الذى يكتح فيه الشاى ثم يقدم..... وعلى الطرف الآخر هبيلة القنقر أو عيش الريف..... فرشفة الشاى تلسع الشفاه لسع العقرب فى الملاين والقنقر مفسوخ وبعريشه تفوح رائحته مع دعاش المرن والجروف ثم يبدا الأبداع الدوبيت والوصف والنشوه لا تضاهيها نشوه فمنهم من له القدره على قطع أخضر ومنهم من يجتر من شعر الآخرين.....وأزكر مما أزكر تلك الكدندايه التى تقول دردرنى الفقر لامتين بقيت شنكيب وودنى الغباين لى جبال فرتيت إمن جبت مالا فرح أم سوميت وإمن فوق جبال تقلى إنجدع ما جيت
فانا تنيخ ناقتى عند سفح الروكى حيث القريزلى والموس والشيته والذئاب لها شرعيه تفوق شرعية الإنسان وحقها فى ان تحيا فنحن ننزع الحياة من من تلك الكواسر نزعا لنحيا.....نعم هنا توجد طبيعه لها من يعبدها......ولكن تلك الحكره مع أولئك الرعاة غير الفاشست سكنت فى الهارد دسك ولا فرار منها فنحن صحراوين أباله فى بلاد رعاة البقر والزمهرير الغارس وليس بغارس الإبل ولكن غارز أنيابه فى الأحشاء..... فيا هشام تلك (خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها)
ولك وللأسره فائق وعظيم الأمانى
منصور بدالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
الأخ يازول....حبابك عشرة بلا كشرة...حللت عضوا على هذا البورد قريبا ووجدته يعج بأبناء كردفان وأخبار كردفان وجمال كردفان فأصاب ذلك شغاف القلب وفتق الجراح واراح ثم أراح بما يحمله من شذى فواح وحب صراح لتلك المدينة الحسناء التى لا أملك حيالها ألا الصياح ( لله أشواقى اذا أنزحت دار بنا وطواكمو بعد....ان تتهمى فتهامة وطنى أو تنجدى يكن الهوى نجد..) هكذا نعبر عن حبنا للابيض فبقدر ماصدق هذا الشاعر فهو ينطق بلسان حالى وحال الكثيرين من أمثالى... عشت فى الابيض أنضر أيام عمرى ولاينبغى لى أبدا أن انسى السحر الذى تفتحت عليه عيناى وانا ابن العاشرة بعد أن قطعت سنى طفولتى حيث بدأت على شط النيل غرب شندى بقرية المغاوير وأكملت المدرسة الأولية هناك ثم الوسطى ثم الثانوى ثم رحلت الى جامعة الخرطوم وعدت لأعمل بالابيض قاضيا لعام واحد ثم محاميا حتى عام 1995 ...يازول...دعنى أبدا بأجمل ميزة فى هذه المدينة الكشكول ولأنه تمثل السودان بكل أطيافه فقد جمعت وأوعت أرقى تعامل اجتماعى فأهل السودان أقصد أهل الابيض يحبون التنادى على الافراح والاتراح دون مفاضلة واننى لم أجد ترابطا بهذه القوة فى كل مدن السودان التى زرت معظمها الكبيرة منها والصغيرة واعطيك مثالا وهو ظاهرة الافطار فى رمضان خارج البيوت والتى اندثرت ولم تستمر الا فى الابيض وهناك ملمح هام فى الابيض وهو السوق الكبير الذى يتوسطه زنك الخضار واللحمة حيث انه يمثل عصب الحياه وملتقى الناس اليومى ولو قدر لى ان افرد بوستا لكل موقع أو منشط بالابيض لما أوفيت ذلك حقه ..ولعلنى أستفيد من المداخلات وتاتى الذكريات منساقة دون مناداه فتكون أصيلة غير مصنوعة....فهناك الاماكن...الشخصيات...الانشطة...العادات والتقاليد...القبائل...الاسواق.... سأعود حتما يا صديقى وفى جعبتى الكثير والمثير عن ( أب قبة فحل الديوم )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: Yahia Abd El Kareem)
|
مولانا يحى عبدالكريم
يا ليت لو تواصل هذا السرد الممتع عن مدينة الأبيض وتحكى لنا عن بعض القضايا التى حكمت فيها هناك ، فعندى احساس أن قضايا الناس فى الأبيض تختلف عن باقى مناطق السودان وأنتم لا شك أدرى منا بذلك ، كما أكون ممنونا لو قصصت لنا حكاوى السوق ومجتمعات الأبيض وأنديتهم (وانداياتهم) وكل مناشط حياتهم
تسلم يا مولانا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: Yahia Abd El Kareem)
|
ارى النوى أكثرت وجدى وترحالى وباعدت بين أوطانى وأوطارى وألزمتنى عن كره مصائرهاهذا الترحل من دار الى دار فارقت بالامس فتيانا كأنهم فى الجود لما تباروا خيل مضمار افدى الأبيض أفدى النازلين بها مثوى المكارم أشياعى وأنصارى ( الشاعر الفحل: محمد سعيد العباسى..)
الاخوين يا ايها العلمين المقصودين هشام ويحي...... طالعت مداخلتى يحي فأحيت فى رغائب ورغائب...فالقصيده التى إستهل بها يحى للطيب محمد سعيد العباسى واعلم انه يعرف ذلك....ولكن حتى لا يخلط بين عباسى وعباسى كالخلط بين المن والسلوى.....فكلاهما نحرير فهذا الشنفرى من لك الصناجه وكلاهما من بحر لا تري شاطئيه بالعين المجرده ولكن بعين القلوب الموطمئنه......فكان بالابيض هذا العباسى وكان ابن عمه وشقيق سلمى وما أدراك ما سلمى....تلك التى عرف بها قدرة الله فعبده سرا لان الله سواها...... ولها أكرم الغصن فى وادى السلم بالقرب من قبة الشيح الطيب لان الغصن حياها وكذلك القبر فى ضريح طيب القوم لانه ضماها ليوم البعث.....وامانينا لها ان تكون من الصالحين..... ويعقوب محمد شريف شقيقها الذى كان محافظا للتعاون بالابيض.....ثم الجلال محمد المكاوي الذى كان مساعدا للمحافظ للصحه........وجا ء زكر هولاء للعلائق فابو الحسن الطيب العباسى من أصدقاء الطفوله وكذلك أسعد.....ثم المعتصم الجلال المكاوى والسبكى زملاء فى كل المراحل.....ثم أشياء أخر.....ذهبت اليها زائرا لاول مره عام 98 فى الخريف فوجدتها عروسا كما يقولون واحتفت بى واحتفلت بشرف وجاءنى أعيانها ميرغنى حسين زاكى الدين ومحمد على المرضى ذلك الرجل الذكى المثقف وكل حكومتها ونوابها واهل بواديها...... فجاوا أجمعين كما قال يحي بسطاء مخلصين لاننى تزوجت منهم إمراه شويحاتيه شقيقة حاتم وحسام المرضى يا يحي وابوها الطيب الرجل الطيب الذى طيب خاطر تلك المدينه بجهده واجتهاده مع الآخرين......وكذلك لدى من الأصدقاء بها كأحمد الغالى المحامى والشاعر المجنون فهو انصاري جبلابى وشقيق مرتضى الغالى الصحفى وكذلك الاستاذه المحاميه آمال مكى والمحامى سيف الدين على حسين والذى يقيم معى فى المدينه التى أقيم بها فهو فنان مجنون كذلك ثم الشاعر محمد عاصم حنفى والشاعر عبدالرحمن يعقوب.....ثم أهلنا اولاد الحاج العباس واولاد الجزولى فى ام دم وسليمان جمعه سهل من المزروب وكذلم محمد احمد البشير والاستاذ احمد كرامه من الكبابيش.....لابل أكثر من ذلك فقد هاتفنى أخى من الخرطوم ليدعونى لزواجه فسالته العروس من وين فاجاب سنده قبلك فكانت من آل البدوي بالرهد ونحن من السروراب أمدرمان فانا وهشام الذى كانت رحلته من الابيض للفوله ثم يحيى جميعنا شاعرنا وشعارنا مكتول هواك يا كردفان..... مكتول هواك انا من زمان
ملحوظه والله العظيم لم أقرأ قبل هذا اليوم قصيدة الطيب العباسى عن وداع الابيض وعندما كنت اطالعها واضعا فى الإعتبار كاتبها يحي قبل ان يقول العباسى والله العظيم نسبتها للعباسى يا له من توارد
منصور عبدالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: munswor almophtah)
|
الأخوان هشام...و..منصور أبدأ وأعتذر عن الخلط الغير مقصود بين الشاعرين محمد سعيد العباسى وابنه الطيب ..حيث عمل الاخير قاضيا بالابيض وترك اثارا أدبية بمحاضره التى اطلعنا عليها لاحقا وقد قمت باجراء تصحيح (editing) على المداخلة ... أعود الى الأخ منصور...تقريبا كل الاسماء الت ذكرتها تربطنى بها وشيجة أو أخرى...الطيب المرضى (عافاه الله ) قبل ان نعمل سويا أيام حكومة الجزولى دفع الله مع اخرين فى لجنة التحقيق الشهيرة فى أحداث مظاهرات الطلاب والعنف الشرطى الذى قمعها ووفاة عدد من الطلاب فى تلك الاحداث فهو بمثابة الاب والصديق ويكن لنا ونكن له من الود مايجعلنا لاننسى ذلك المرضى.. الأستاذ محمد على المرضى متعه الله بالعافية فهو الاخر تشرفت بزمالته وصداقته لاكثر من عشرين عاما..ويكفى انه الرقم الذى لايعلى ولايسبق فى مجال المحاماة الان فى عموم ديار كردفان ...ألمعى..مثقف...قانونى لا شق له غبار ويكفى أيضا أنه صمد فى وجه التيار الانقاذى وظل يجاهد فى الساحة العدلية كالقابض على الجمر بعد أن وضع السلاح وانسحب معظم القانونيين من الابيض ( بمن فيهم شخصى الضعيف ) بعد أن طفح الكيل....لله دره.... يمكنك ان تقيس أخى منصور من هذين المثالين كيف يمكن ات تكون صلتى بالشباب من ابناء الشويحات.. أما صديقك الشاعر المحامى أحمد الغالى فقد عرفته منذ أن كان طفلا فى حى البترول ...وجاء الى المحاماة وانا من شيوخها بالابيض..فهو رجل خلوق ومهذب وأديب الاانه تنازل أخيرا عن بعض طموحاته واثر الوظيفة العامة على مهنة المحاماة وصار مديرا لمكتب والى كردفان وهكذاشوش على ثقة الكثيرين فيه بعد ان أعتقدوا بانه رجل تقدمى على صوفيته الظاهرة.... ناتى للاخ سيف الدين على حسين...سررت كثيرا بانه معك أرجو ان تنقل له التحايا وتقول له بالحرف ( وين يا عبدالحى ) وكفى...المعذرة فيدى لاتصمد طويلا امام الحروف العربية فى الطباعة..ولينى استطيع المواصلة فقد انفتحت شهيتى وتداعت الذكريات وسأع--------و-----د
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
أخى هشام...دعنى أتجول بك قليلا فى أحياء الابيض...لو تخيلت معى موقع سوق المحصول ومن امام بوابته سنتجه غربا بشارع النهود او ما تعارف الاهالى على تسميته بشارع الدكاترة ويبادرنا حى القشلاق الشرقى حيث ثكنات البوليس ومن مبننيها الحجرية القصيرة يظهر بانها بنيت مع بداية العمران الحديث بهذه المدينة العريقة وقصد ان تحد البلد من الشرق وتقابلها من الغرب قشلاق البوليس الغربى..وذلك قبل ان تتمدد البلد شرقا لتلتصق بخور طقت وغرباعلى مشارف العيارة..نجع لبداية الرحلة ويقابلنا على اول اليمين ميز المديرية سابقا والذى أصبح جزءا من كلية الطب بجامعة كردفان التى شيدت حديثا فى موقع مبانى ابحاث الصمغ العربى شمال غرب المدينة....ومن خلف هذا الميز الشهير تقع ميزات المشتسفى ومدرسة التمريض العريقة ولابد من ذكر الطبيب الظريف ابن الابيض البار عبد الله كرامة الذى ظل طبيبا عموميا منذ لأواخر السبعينات والى اليوم وظلت عيادته تعج بالمرضى كل ليلة ولاتزال فالتحية لهذا النطاسى البارع وهو يقدم عصارة علمه وتجربته لابناء بلده الابيض... نواصل السير غربا وقبل ان يتقاطع معنا شارع المنطقة الصناعية نجد عند الناصية الجنوبية أحد ميزات الاطباء يقابلنا على اليمين أيضا سوق أبوجهل الشهير والذى حاول الانقاذيون كدأبهم طمس هذا المعلم وتغيير شكله الى مبان ثابتة بعد ان كان من الرواكيب وابدال اسمه الى سوق ابن مسعود...فهذا السوق قديم وعريق وجميل ..حيث يعج بالناس ويضج بالحياة وفيه من المنتوجات المحلية ما لايحصى...ولك أن تسال عن لبن الطير فسينبئك عنه خبير ..ولعلك تقضى نصف اليوم ولاتشبع تجوالا وعينك لن تزوغ الامن لطيف الى ألطف وستجد كل مايسرك عن كردفان فهو كمفتاح لاجناس وطبائع وأكلات وطبيعة كردفان شمالها ووسطها وجنوبها وشمالها..ولو قدر لنا أن ندخل هذا السوق ونفصل ما فيه لاحتجنا لعدد من البوستات...دعنا نغادر أبوجهل ونتجه غربا....ونواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: Yahia Abd El Kareem)
|
أخى يحى
والله كأنك أخذتنا فعلا من جميع أنحاء العالم ، وأتيت بنا الى مدينةالأبيض نتمشى الآن فى حاراتها وأزقتها ونشم عبقها ورائحتها الفواحة
واصل أخى يحى ،
واسمح لى أن احى عبرك شخص محب لكردفان وأهلها اتصل بى البارحة خصيصا من ولايةألباما وهوالأخ حسن من قراء هذاالمنبر ومن أبناء كردفان ، حاصل على ماجستير فى الذبابة الرملية ويقوم بالتحضير قريبا للدكتوراه وقد أبدى اعجابه الشديد بهذاالبوست فله كل تحياتنا وتقديرنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أين تقع مدينة الأبيض؟ ...... (بوست قبل 45 عاما) (Re: يازولyazoalيازول)
|
أخى هشام....أحيى عبر هذا البوست كل ابناء كردفان فى أقطاب الدنيا واخص أولاد الابيض اولاد دفعتى فى الاميرية الوسطى (ب) والابيض الثانوية العليا ورابطة ابناء الابيض بجامعة الخرطوم.... أبت نفسى الا ان أشير الى النظام والترتيب الذى يميز سوق ابوجهل رغم أنه موغل فى الشعبية ...هناك صف البهارات...وصف البقالة..وصف التمور...وصف القماش...وصف العدة..وصف الحدادين.والنجارين.والترزية. والحلاقين.وهناك زنكى الخضار واللحمة..وصف الفواكه...وهناك العسل الاصلى والسمن وكل ملذ وطاب من ثمار و مأكولات كردفانية...وسوف تدهشك روح التعامل والطيبة...ولن تخرج من أبوجهل الا وانت محمل بالهدايا الجميلة والتراثية للاهل والصحاب... هناك على شمال هذا السوق يوجد جامع كرشهلى العتيق وكان يلاصقه معهد كرشهلى الدينى وزانته وقتها لافتة تقرأ ( الحمد لله على حلمه بعد علمه )...والن قضت على هذا جهالة الانسان وتفضيله للمال على العلم وامتلاء المكان بالدكاكين.. لازلنا نحث الخطى غربا بشارع النهود ولو أننا ابطأنا لاحتجنالصفحات بحجم كتب الاسفار والرحالة نسجل تأريخ وماثر المدينة الساحرة..الانثى وهى عروس الرمال ..والرجل وهو أب قبة فحل الديوم...والم الت ولدت الافذاذ من الابطال..والادباء..والعلماء ورجال الدين ..والمحسنين... دعنا نقف عند تقاطع شارع النهود مع شارع المعارف...
0
| |
|
|
|
|
|
|
|