Post: #1
Title: الثوره مازالت مستمرة
Author: مصطفى نور
Date: 12-23-2025, 09:27 AM
09:27 AM December, 23 2025 سودانيز اون لاين مصطفى نور-امريكا نيوجرسي مكتبتى رابط مختصر
الثورة مستمرة: حتى يعود الحق لأصحابه ليست مجرد هبّة عابرة، ولا احتجاجاً مؤقتاً. إنها الروح الأصيلة للسودان التي تنبض في شرايين أرضه ووجدان أبنائه. الثورة التي انطلقت شرارة أمل لم تنطفئ، بل تحولت إلى نار تتقد تحت رماد المعاناة، تنتظر لحظة الانتفاض من جديد. فالثورة لم تمت، بل هي مستمرة حتى النصر، حتى يعود الحق إلى أصحابه الحقيقيين: الشعب السوداني الطيب، المسكين، المحتسب، الذي فقد كل شيء في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل. حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل في صراع دموي لم نختره، حرب سلطة وموارد ونفوذ، ذاق شعبنا مرارة الخسارة بكل أشكالها. مات من مات، وفقد من فقد، ومازال العَرَض مستمراً: نهب وسرقة لكل شيء، حتى ملح الأرض سُرق. والخاسر الوحيد في هذه المعادلة المجنونة هو الشعب السوداني الذي دفع الثمن من دمائه وأرزاقه وكرامته. حرب قضت على الأخضر واليابس، حطمت بيوتاً ومستقبلاً وأحلاماً، لكنها لم تستطع أن تحطم الإرادة المتأصلة في نفوس السودانيين. لكن القيد لا بد أن ينكسر ففي عمق الليل الحالك، يتردد همس الأمل: "لابد للقيد أن ينكسر". نعم، ستعود راية أكتوبر فينا، راية الكرامة والحرية والعدالة. سيعود المجد والخلود للشعب السوداني الطيب الذي تعلم من تاريخه أن الظلم مهما طال فلا بد من زوال. ولو طال الزمن، فإن الحقيقة لا تُدفن، والحق لا يُنسى، والحرية مصير محتوم لشعب تعلمت منه الشعوب. شعب لا يُقهر نحن شعب معلم الشعوب، بشموخنا وكبريائنا وعزتنا التي لا تنحني. ورغم كل الجراح، مازال رحم السودان ينجب الأبطال، ولم يعقِر. فها هم رجال كالأسود الضارية ينهضون من بين الركام، ونساء كالجواهر الثمينة يحملن هموم الأمة، وشباب كالنسور يرفرفون على أرض الوطن. الأرض لنا، والثرى لنا، والإرث الحضاري لنا، والكرامة لنا. أين الملايين؟ ها نحن نعود! أين الملايين من الشعب السوداني الطيب المسكين؟ ها هم، في كل قرية ومدينة، في كل مخيم ولجوء، في كل قلب ينبض بحب السودان. يسألون: إلى أين؟ ومتى نعود؟ وجوابهم صارخاً في وجوه الظالمين: سنعود! وحتماً سنعود! سنعود عندما تشرق شمس العدالة على أرض النيلين، عندما يُرد الحق إلى أهله، عندما تعود الأراضي المغتصبة لأصحابها، عندما يُحاسب السارقون والقاتلون، عندما يُبنى الوطن على أسس الحرية والكرامة. لأن الثورة ليست حدثاً عابراً، بل هي حالة دائمة من الرفض للظلم، ومن التشبث بالحق. هي العهد الذي قطعه الشعب السوداني على نفسه: ألا يرضى بالذل، وألا يسكت على الظلم، وألا يتخلى عن حلم الوطن الحر الكريم. النصر حليف الصابرين إلى كل سوداني يحمل هم الوطن: إن الطريق طويل وشاق، ولكن النهاية محتومة لصالح الحق. لقد ضحينا كثيراً، وفقدنا كثيراً، لكننا لم نفقد الإيمان بعدالة قضيتنا. الثورة مستمرة في كل قلب ينبض بحب السودان، في كل يد ترفع راية الكرامة، في كل صوت يهتف بالحرية. فلنواصل المسير، فلنوحد الصفوف، فلنكن كما عهدنا أنفسنا دائماً: شعباً لا يقهر، شعباً له كبرياء، شعباً له شموخ وعز وكرامة. النصر آتٍ، والحرية مصيرنا، والسودان سيعود لأهله، وسنرى بأعيننا يوم يعود المجد والخلود للشعب السوداني الطيب، المسكين، المحتسب، الذي يكتب بأحرف من نور فصلاً جديداً من فصول النضال حتى النصر.
|
|