بقلب مليء بالأسى ولهفة الحنين، نروي قصة البعد عن ارض الوطن الغالي الجريح السودان والعين تدمع والقلب يتالم لكثره الفواجع والم ومعاناة الفراق. في ماضي الذكريات، نحيا بين ظلال الأحبة الذين غادروا، والديار التي أصبحت آثارا في النفوس.ودفنت كل ذكرياتنا الجميلة الرائعة من ايام مضت وصارت مجرد قصص تروي لتروي ظما القلب والحنين الي تلك المحبوبه امدرمان المدينه التي تعيش فينا وهناك مدن تعيش فيها ومدن تعيش فيك هناك، في أعماق الوحدة، في غربتنا نعانق آلامنا بصبر، ونهمس بأن الغد سيجلب الجمال، لأننا ما زلنا نعتز بالحب، ونحتفظ بالذكرى، ونوقن بأن هذا الوطن يستحق أن نكافح من أجله. نحن اليوم على مفترق مصائر، نعبر محنة شديدة تمس كل شيء: أنفسنا، أحباءنا، أرزاقنا، وحتى كرامتنا. فمن منا لم يذق مرارة الألم؟ من لم يفقد عزيزا بسبب حرب لاناقه لنا فيها ولا جمل حرب قضت على الاخضر واليابس في وطن كان فيه الانسان في امن مطمن وحدث ماحدث و أصبح الإنسان رخيصا في أعين هولاء الاوباش المرتزقه وصار الانسان يباع ويشترى كسلعة مستهان بها. ومن بيننا من قضى بقذيفة، أو انتهت حياته في سجن ظالم، أو احترق في مركبة ودفن في قبر جماعي لا يعرف مكانه. ومننا من رحل بسبب مرض أو إهمال، وعدم توفير دواء والكثير منا من مات من الحسرة وهو بعيد عن أرضه. غادر كثيرون في الغربة، بينما قلوبهم تتوق إلى شبر من تراب الوطن. دفن بعضهم في صحاري بلاد غريبة، وآخرون في مدن لا تعرف وجوههم. في مقابر في كل دول الغربه والاغتراب في شتي بقاع العالم يرقد ويدفن الاحبه والاهل من بني وطني السودان يرقد أبناء السودان كأنهم أوراق خريفية سقطت من شجرة الوطن. وما أقسى أن تموت في أرض لا تعرف اسمك، ولا تسمع صدى ندائك! فالموت في الغربة يختلف كل الاختلاف عنه في الوطن. هناك، حيث الأهل والأحبة، و يكون الوداع مفعما بالعطف والمودة.والدموع والترحم و الجميع يأتون ليشاركوك حزنك، بدموع صادقة وعزاء لا يشبه إلا حنان أهل السودان. الموت في الوطن ليس نهاية، بل بداية لموسم من الوفاء والاحتضان. اليوم، والسودان وأهله في حاله يرثى لها ، و لا ملجأ لنا إلا إلى الله. لقد سقطت الأقنعة، وضاقت الحيلة، وتحطمت الأحلام على عتبات البيوت. الغني صار فقيرا، والفقير صار أكثر فقرا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فلنتحلى بالعقل والحكمة، ولنكظم دموعنا بالتدبير والقرار السليم. من يجد مسارا للعيش في بلد أرخص، فليبحث عن فرصة تحقق له الكرامة. ومن يملك حرفة أو مهارة، فليعمل بها، ولا يستحي من الكد، فالشرف في العمل. ومن كان في منصب رفيع، فليتواضع ويقبل البدء من جديد، فليس في ذلك عيب. والعمل عبادة وفي هذه الأيام الصعبة، لتصبر على بعضنا، ولنتحلى بخلق حسن، ولنكن سترا لعيوبنا. فالجميع يشكو، والجميع يحتمل. ونصيحتي أن نتجنب فضاءات التواصل التي تصير ساحة للسوء والاختلاف والفرقه ففي الأزمات تظهر حقيقة الناس، ويبرز سوء الخلق. فارحموا بعضكم، واختاروا الكلمة الطيبة، ففي الصمت حكمة، وفي الستر إنسانية. وتحياتي الخالصة لكل أم صبور، وزوجة متحملة، وأخت واقفة إلى جانب أهلها. فوالله، إن الحمل ثقيل، والجراح عميقة، ولكن نساءنا كالنجوم في الليلة الظلماء، يضئن بحنوهن وصبرهن.والتحيه لجنود الوطن وكل من يحمل السلاح وهم الوطن في قلبه والمجد لكل من استشهد في سبيل الوطن الغالي الجريح السودان 🇸🇩 والشكر لكل من تحملت وصبرت، وكانت سندا وبلسما لجراح القلوب. فلنحب بعضنا أكثر، ولنحتمل أكثر، ولنعبر هذه المحنه معا. فالمستقبل أمامنا، وسيأتي يوم تشرق فيه الشمس على أرضنا من جديد. اللهم يا رحيما بالغرباء، اغفر لكل من مات بعيدا عن أهله، ورد أرواحهم إليك راضية. فقد اشتاقوا لتراب الوطن ولم يدركوه. اللهم اجعل قبورهم رحمة، واجعل الجنة مثواهم واكتب لهم أجر الصبر على كل لحظة كانوا فيها وحدهم.بعيدا عن الوطن اللهم اجز كل أم وزوجة وأخت صبرت واحتسبت، فهن نور الحياة في زمن الألم. ربنا إن قلوبنا ثقيلة، ولكننا نثق بك، ونؤمن أن الغد سيكون أجمل. مستقبلنا بإذنك سيكون مشرقا، و صبرنا وأملنا.بان السودان 🇸🇩 والشعب السوداني الطيب المسكين المحتسب سيكون بخير قريبا باذن الله تعالى
مع تحياتي اخوكم مصطفى نور الانصاري القاهره ١٩ نوفمير ٢٠٢٥
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مصطفى نور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست