سلاح الحرية في أفريقيا "كلاشينكوف" يُغذي الآن عدم الاستقرار..زعيم داعش لديه زوجة وأطفال في بريطانيا

سلاح الحرية في أفريقيا "كلاشينكوف" يُغذي الآن عدم الاستقرار..زعيم داعش لديه زوجة وأطفال في بريطانيا


12-08-2025, 04:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1765210886&rn=0


Post: #1
Title: سلاح الحرية في أفريقيا "كلاشينكوف" يُغذي الآن عدم الاستقرار..زعيم داعش لديه زوجة وأطفال في بريطانيا
Author: Mohamed Omer
Date: 12-08-2025, 04:21 PM

04:21 PM December, 08 2025

سودانيز اون لاين
Mohamed Omer-
مكتبتى
رابط مختصر






ناشط أوغندي ينسب الفضل لبندقية AK-47 الروسية في التحرير في جميع أنحاء أفريقيا







ميخائيل كلاشنيكوف، مصمم بندقية AK-47، مع بندقية AK-74 في الذكرى الخامسة والخمسين لإطلاق أول بندقية كلاشنيكوف في نوفمبر 2002. أوليج نيكيشين/جيتي إيماجز



جادل ناشط أوغندي، الدكتور ديفيد ماتسانغا، مؤخرًا بأن بندقية AK-47 الروسية ينبغي اعتبارها رمزًا للتحرر الأفريقي، مُنسبًا إليها الفضل في مساعدة الحركات المناهضة للاستعمار في جميع أنحاء القارة. تُسلّط تصريحاته الضوء على الدور التاريخي لهذا السلاح والجدل الدائر حول إرثه.

🪖 لماذا يُنظر إلى بندقية AK-47 على أنها "سلاح تحرير"؟

صُممت في الاتحاد السوفيتي: صُنعت بندقية AK-47 عام 1947 على يد ميخائيل كلاشينكوف في الاتحاد السوفيتي. جعلتها متانتها وبساطتها وانخفاض تكلفتها من أكثر الأسلحة النارية انتشارًا في التاريخ.

استُخدمت في النضالات المناهضة للاستعمار:

اعتمدت حركات التحرير الأفريقية في دول مثل أنغولا وموزمبيق وزيمبابوي اعتمادًا كبيرًا على بنادق AK-47 التي زوّدتها بها شبكات الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه. يجادل ماتسانغا بأنه لولا هذا السلاح، لكان من الصعب استمرار العديد من حروب الاستقلال.

القوة الرمزية:

إلى جانب استخدامه في ساحات المعارك، أصبح بندقية AK-47 رمزًا للمقاومة ضد الإمبريالية والاستعمار الجديد. فقد ظهرت على الأعلام والجداريات والدعاية في جميع أنحاء أفريقيا، رمزًا للتحدي وتقرير المصير.


⚠️ إرث ذو حدين

الانتشار في جميع أنحاء أفريقيا: ساهم انتشار بندقية AK-47 أيضًا في تأجيج عدم الاستقرار. ولا تزال ملايين البنادق متداولة، مما يُسهم في الحروب الأهلية وحركات التمرد والعنف الإجرامي.

التحديات الأمنية: بينما يُؤكد ناشطون مثل ماتسانغا على دورها التحريري، يُشير النقاد إلى أن هذا السلاح نفسه قد أطال أمد الصراعات وقوّض جهود السلام.

الصدى الثقافي: لا يزال يُحتفى ببندقية AK-47 في الفن والخطاب السياسي، ولكنه يرمز أيضًا إلى استمرار الكفاح المسلح على الحلول السلمية.


🪖 بندقية AK-47 في حركات التحرير الأفريقية

أصلها في الاتحاد السوفيتي: صُممت بندقية AK-47 عام 1947 على يد ميخائيل كلاشينكوف، وكانت رخيصة الثمن ومتينة وسهلة الاستخدام.

تبنتها جماعات التحرير: اعتمدت حركات مثل الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، أومخونتو وي سيزوي، في جنوب أفريقيا، وجبهة تحرير موزمبيق، وحركة زانلا في زيمبابوي، بشكل كبير على بنادق AK-47 التي زودها بها الاتحاد السوفيتي.

عملية فولا: في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، هرّب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي آلاف بنادق AK-47 إلى جنوب أفريقيا لتكثيف الحرب ضد نظام الفصل العنصري.

القوة الرمزية: أصبحت البندقية رمزًا لمناهضة الإمبريالية، حيث ظهرت على الأعلام والدعاية، رمزًا للحرية والتحدي.

إرث العنف: على الرغم من تمكينه للتحرر، إلا أن انتشاره رسّخ دورات من الحروب الأهلية والتمردات، مما جعله "سلاحًا للحرية" وعاملًا في عدم الاستقرار في آنٍ واحد.

🌍 الشراكات العسكرية الروسية الحالية في أفريقيا

مصر: استعرضت روسيا ترسانتها في معرض إيديكس 2025، مسلطةً الضوء على 70 عامًا من العلاقات الدفاعية مع مصر، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والتعاون البحري.

محور شمال أفريقيا: بعد الانتكاسات في سوريا، تعمل روسيا على تعزيز نفوذها في شمال أفريقيا من خلال الشراكات المؤسسية والاستثمار في البنية التحتية.

غرب أفريقيا: وقّعت روسيا مذكرات تعاون دفاعي مع بوركينا فاسو ومالي والنيجر (تحالف دول الساحل) في أغسطس 2025، مُضفيةً طابعًا رسميًا على توسيع نطاق التعاون العسكري.

جمهورية أفريقيا الوسطى: تحافظ روسيا على حضور قوي من خلال المستشارين وإمدادات الأسلحة، وغالبًا ما تملأ الفراغ الذي خلفته فرنسا.

الحل البديل للعقوبات: على الرغم من العقوبات الغربية، تُسلّم روسيا الدبابات والطائرات والمدفعية إلى الدول الأفريقية، باستخدام سفن الشحن لتجاوز القيود.

نطاق أوسع: تمتد الاتفاقيات إلى غينيا الاستوائية ودول أخرى، حيث تُرسّخ روسيا مكانتها كشريك موثوق للأنظمة التي تواجه حركات التمرد.




📌 السياق

يُبرز دور بندقية AK-47 في حركات التحرير الأفريقية كيف ساهم الدعم السوفيتي في تشكيل نضالات الاستقلال. واليوم، تستخدم روسيا هذا الإرث لتُصوّر نفسها كحليف قديم، بينما تُوسّع بنشاط شراكاتها العسكرية في جميع أنحاء أفريقيا. إن هذه الرواية المزدوجة ــ التحرير التاريخي والتأثير الحديث ــ توضح كيف تظل الأسلحة والتحالفات تشكل عنصرا أساسيا في القصة الجيوسياسية لأفريقيا.


العلاقات العسكرية مع أوغندا: عززت أوغندا تعاونها الدفاعي مع روسيا، بما في ذلك اتفاقيات لصيانة وإنتاج الأسلحة الصغيرة محليًا.

إشادة موسيفيني بروسيا: أشاد الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني بدعم الاتحاد السوفيتي لحرية أفريقيا، معززًا بذلك الرواية القائلة بأن موسكو كانت شريكًا في التحرير.

التنافس الجيوسياسي: انتقدت الحكومات الغربية تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا - من خلال مبيعات الأسلحة والمستشارين العسكريين والدعم السياسي - ووصفته بأنه مزعزع للاستقرار.

📌 سياق تصريحات ماتسانغا

يعكس تصريح الدكتور ماتسانغا توجهًا أوسع نطاقًا لدى القادة والناشطين الأفارقة لإعادة تقييم تحالفات الحرب الباردة. ومن خلال تصوير بندقية AK-47 كأداة تحرير، يربط ماتسانغا الدور التاريخي لروسيا بالنقاشات الدائرة حاليًا حول السيادة والنفوذ الأجنبي ومكانة أفريقيا في الجغرافيا السياسية العالمية.

باختصار، يُعدّ ادعاء الناشط تاريخيًا ورمزيًا في آنٍ واحد: لا شك أن بندقية AK-47 عززت حركات التحرير، لكن انتشارها ساهم أيضًا في ترسيخ دوامات العنف. واليوم، تستغل روسيا هذا الإرث لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، مقدّمةً نفسها كحليفٍ عريق.




+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لديه زوجة وأطفال في بريطانيا








عبد القادر مؤمن (في الصورة)، القائد الأعلى الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية، متحصن في منطقة جبلية نائية في شمال الصومال ويقود حملة الإرهاب العالمية بقيادة 1200 مقاتل متمرسين.







كشفت صحيفة ديلي ميل أن الرجل الذي أصبح الزعيم الجديد لتنظيم داعش عاش في المملكة المتحدة لمدة عشر سنوات تقريبًا ولديه زوجة بريطانية تدعى منى عبدول (في الصورة) وثلاثة أطفال ما زالوا يعيشون في البلاد.


زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لديه زوجة وأطفال في بريطانيا

توم مكاردل

٨ ديسمبر ٢٠٢٥، الساعة ١٠:٢٤ صباحًا بتوقيت غرينتش

صحيفة التلغراف

https://shorturl.at/uwVGT

يُزعم أن عبد القادر مؤمن فرّ إلى الصومال بعد التحقيق في خطبه وجهوده التطرفية

عاش عبد القادر مؤمن، الزعيم الحالي لتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال، في بريطانيا لعدة سنوات، حيث كان متزوجًا ولديه ثلاثة أطفال. ثم هجرهم لاحقًا وهرب إلى الصومال بعد أن لفتت خطبه المتطرفة انتباه السلطات البريطانية.

تفاصيل رئيسية

عائلة بريطانية في سلاو: تعيش زوجة مؤمن وأطفاله الثلاثة في سلاو، بيركشاير. وتصفهم التقارير بأنهم يعيشون حياة متواضعة في مساكن حكومية، بينما كان يسعى وراء طموحاته المتطرفة في الخارج.

الحياة في المملكة المتحدة: عاش في بريطانيا من عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠١٠ تقريبًا، وحصل على الجنسية البريطانية. خلال هذه الفترة، ألقى خطبًا في مساجد لندن وليستر، حيث لفتت خطبه النارية انتباه جهاز المخابرات البريطاني (MI5).

جهوده في نشر التطرف: شملت أنشطته في بريطانيا إلقاء خطاب متطرف أدى إلى تحقيقات. التقى بمتطرفين بريطانيين معروفين آخرين قبل مغادرته البلاد.

الهروب إلى الصومال: بعد تدقيق السلطات، انتقل مؤمن إلى الصومال، حيث أصبح في نهاية المطاف قائدًا لفرع تنظيم الدولة الإسلامية في بونتلاند. يقود مؤمن ما يُقدر بـ 1200 مقاتل من مخبأ في جبال كال مسكاد.

دوره الإرهابي العالمي: يُعتبر الآن "القائد الأعلى" لداعش عالميًا، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال شنتها القوات الأمريكية والصومالية. تُمثل قيادته تحولًا في عمليات داعش تجاه شرق إفريقيا.

المخاوف الأمنية في بريطانيا: أثار وجود عائلته في المملكة المتحدة جدلًا بين المحللين والمسؤولين حول المخاطر المحتملة، على الرغم من عدم وجود دليل يربطها بأنشطته.

السياق

يُظهر مسار مؤمن - من داعية صومالي المولد إلى مقيم في المملكة المتحدة، ثم زعيم جهادي عالمي - كيف يمكن لشبكات التطرف أن تمتد عبر القارات. تُبرز قضيته التحديات التي تواجهها الحكومات الغربية في مراقبة الخطاب المتطرف محليًا، ومنع قيادة الإرهاب الدولي من التغلغل في الخارج.







لكن على بعد آلاف الأميال من مخبئه الوعر في جبال كال ميسكاد في بونتلاند، وهي منطقة شبه مستقلة في الصومال، فإن مؤمن (يسار الصورة) لديه ارتباط غير عادي وشرير ببريطانيا.





تعيش منى عبدول في شقة تابعة للمجلس مكونة من غرفتي نوم في سلاو مع ابن الزوجين، الذي يبلغ من العمر الآن 20 عامًا، وابنتيهما: 18 و17 عامًا. في الصورة: المبنى السكني الذي يعيشون فيه





السيدة عبدول (في الصورة)، ٤٣ عامًا، تتحدث بلهجة بريطانية هادئة، وأضافت: "لا نتحدث عنه إطلاقًا. كنا نعيش حياتنا فحسب".





أثناء وجوده في الصومال، تزوج من امرأة محلية تدعى فارتون عبد الرشيد حسين (في الصورة)، لكنها بقيت في العاصمة مقديشو بينما واصل هو قيادة حياة بدوية متجنبًا قوات الأمن في البلاد في مساعيها لمحاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة.





كان مؤمن (في الصورة) فعالاً في إحياء داعش بعد أن خسر الخلافة التي أعلنها في عام 2009 وتمتع بصعود صاروخي إلى القمة


+++++++++++++++++++++++++++++++++++


استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة ترامب






استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة ترامب

https://shorturl.at/073im

تُمثل استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة ترامب تحولاً جذرياً عن العقيدة الأمريكية السابقة، إذ تُصوّر أوروبا كقارة في حالة تراجع، وتُلقي باللوم على الاتحاد الأوروبي في تقويض الحرية والسيادة. تُشدد الاستراتيجية على مبدأ "أمريكا أولاً"، وعدم التدخل، وهيمنة الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي، مُحذرةً في الوقت نفسه من "الانحسار الحضاري" لأوروبا.

🔑 المحاور الرئيسية لاستراتيجية الأمن القومي لعام 2025

الانحسار الحضاري في أوروبا: تُشير استراتيجية الأمن القومي الجديدة إلى أن الهجرة غير المُقيدة، والرقابة على حرية التعبير، وسياسات الاتحاد الأوروبي تُقوّض هوية أوروبا. وتُحذّر من أنه في غضون 20 عاماً، قد تُصبح أجزاء من أوروبا "غير قابلة للتمييز"، مُواجهةً ما تُسميه "الانحسار الحضاري".


نقد الاتحاد الأوروبي: تُتهم الوثيقة الاتحاد الأوروبي ومؤسسات فوق وطنية أخرى بتقويض الحرية السياسية والسيادة. تُصوّر هذه الاستراتيجية التكامل الأوروبي كمصدر ضعف لا قوة.

شكوك حول الحلفاء الأوروبيين: تتساءل استراتيجية الأمن القومي عما إذا كانت الدول الأوروبية ستحافظ على اقتصادات وجيوش قوية بما يكفي لتبقى شركاء موثوقين للولايات المتحدة. كما تُسلّط الضوء على "انعدام ثقة أوروبا بنفسها"، لا سيما في تعاملاتها مع روسيا.

أمريكا أولاً وعدم التدخل: تُكرّس الاستراتيجية شعار ترامب "أمريكا أولاً"، وتُقدّمه على أنه "رئيس سلام" يُفضّل عدم التدخل في الخارج. وفي الوقت نفسه، تُؤكّد على تفوق الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي، مُحاكيةً مبدأ مونرو.

تأطير حرب الثقافة: تربط استراتيجية الأمن القومي صراحةً الأمن القومي الأمريكي بالهوية الثقافية، مُحذّرةً من "الانحدار الحضاري" في أوروبا، ومتعهدةً بـ"تنمية المقاومة" للمسار الحالي لأوروبا داخل الدول الأوروبية.

موافقة روسيا: رحّب الكرملين بالوثيقة، قائلاً إنها تتماشى مع رؤية روسيا. يُبرز هذا كيف تُبعد استراتيجية الأمن القومي الولايات المتحدة عن تحالفها التقليدي عبر الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية.

📌 ما الذي يجعل هذه الاستراتيجية "استثنائية"؟

الخروج عن المألوف: ركّزت الاستراتيجيات الأمريكية السابقة على تعزيز الديمقراطية والتحالفات. أما هذه الاستراتيجية، فتنتقد الحلفاء وتُعلي من شأن المخاوف الثقافية والمتعلقة بالهوية.

استهداف الاتحاد الأوروبي: نادرًا ما أشارت استراتيجية أمنية أمريكية إلى الاتحاد الأوروبي كقوة مُزعزعة للاستقرار.

السياسة الداخلية في الخارج: بترديدها لروايات اليمين المتطرف الأوروبية حول الهجرة والهوية، تُخاطر استراتيجية الأمن القومي بتأجيج الاستقطاب السياسي في أوروبا.

إعادة تنظيم الاستراتيجية: تُشير الولايات المتحدة إلى ابتعادها عن أوروبا نحو تأكيد هيمنتها في نصف الكرة الغربي والتركيز على حدودها.

🌍 التداعيات

التوتر عبر الأطلسي: يواجه القادة الأوروبيون الآن حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة قد لا تضمن أمنهم كما في الماضي.

التحولات الجيوسياسية: تشير موافقة روسيا إلى أن استراتيجية الأمن القومي قد تُشجع موسكو وتُزعزع استقرار حلف الناتو.

السياسة الثقافية: من خلال تصوير الهجرة وحرية التعبير كتهديدات وجودية، تُوائِم استراتيجية الأمن القومي السياسة الأمريكية مع الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا.

النظام العالمي: تتحدى الوثيقة إجماع ما بعد عام ١٩٤٥ على التعددية، وتستبدله بهيمنة أمريكية أحادية الجانب وتشكيك في التحالفات.



فيما يلي تفصيلٌ شاملٌ لكيفية اختلاف استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة ترامب عن الاستراتيجيات الأمريكية السابقة، وما يعنيه ذلك لحلف الناتو والعلاقات عبر الأطلسي:

مقارنة بالاستراتيجيات الأمريكية السابقة

التركيز على التحالفات مقابل مبدأ "أمريكا أولاً": ركّزت وثائق استراتيجية الأمن القومي السابقة، وخاصةً في عهد رؤساء مثل جورج دبليو بوش وباراك أوباما، وحتى ولاية ترامب الأولى، على التحالفات كحجر زاوية للأمن الأمريكي. وصوّرت حلف الناتو والاتحاد الأوروبي كقوى استقرار. في المقابل، تنتقد استراتيجية الأمن القومي الجديدة التكامل الأوروبي، وتُصوّر الاتحاد الأوروبي على أنه يُقوّض السيادة والحرية. ويُمثّل هذا انحرافًا حادًا عن الدور الأمريكي التقليدي كضامن للوحدة الأوروبية.

تعزيز الديمقراطية مقابل الدفاع عن الهوية الثقافية: ركّزت الاستراتيجيات السابقة على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والأسواق الحرة في الخارج. أما استراتيجية الأمن القومي الجديدة، فتحوّل تركيزها إلى الدفاع عن "الهوية الحضارية" ومقاومة ما تُسمّيه تراجع أوروبا. ويُعدّ هذا التأطير الثقافي غير مسبوق في عقيدة الأمن الأمريكية.

القيادة العالمية مقابل الهيمنة على نصف الكرة الأرضية: وضعت الاستراتيجيات السابقة الولايات المتحدة كقائد عالمي، مسؤول عن الحفاظ على النظام العالمي. تُضيّق استراتيجية ترامب للأمن القومي نطاقها، مؤكدةً هيمنة الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي، مع تبني موقف أكثر رفضًا للتدخل في أماكن أخرى. وهذا يُحاكي مبدأ مونرو أكثر من التعددية التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية.

روسيا كخصم مقابل روسيا كشريك: حدّدت وثائق استراتيجية الأمن القومي السابقة روسيا باستمرار كتهديد للاستقرار الأوروبي. أما استراتيجية الأمن القومي الجديدة، التي رحب بها الكرملين، فتُشير إلى موقف أكثر مرونة، منتقدةً "انعدام ثقة أوروبا بنفسها" في التعامل مع روسيا بدلاً من إدانة عدوان موسكو.

التأثير المحتمل على حلف الناتو:

تآكل الثقة: قد يُشكك حلفاء الناتو في التزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعي. إذا رأت واشنطن أن أوروبا ضعيفة أو في حالة تراجع، فقد تُقلل من رغبتها في الاستثمار في البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو.

تحويل الأعباء: تُشير استراتيجية الأمن القومي إلى ضرورة تحمّل الدول الأوروبية مسؤولية أكبر عن دفاعها. قد يُسرّع هذا النقاشات داخل حلف الناتو حول تقاسم الأعباء، مما قد يؤدي إلى انقسامٍ في حال عدم قدرة بعض الأعضاء على مواكبة التطورات.


الغموض الاستراتيجي: من خلال انتقاد الاتحاد الأوروبي والتشكيك في موثوقية أوروبا، تُثير استراتيجية الأمن القومي حالةً من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد على التهديدات المُوجّهة إلى حلفائها. قد يُشجّع هذا الغموض خصومًا مثل روسيا.


التأثير المُحتمل على العلاقات عبر الأطلسي


الدبلوماسية المُتوترة: قد يرى القادة الأوروبيون استراتيجية الأمن القومي عدائية، مما يُقوّض الثقة في القيادة الأمريكية. قد يُضعف هذا التعاون في العقوبات والتجارة والقضايا العالمية مثل تغيّر المناخ.


ظهور شراكات بديلة: قد تسعى أوروبا إلى تعزيز هياكلها الدفاعية الخاصة، مثل التعاون الهيكلي الدائم للاتحاد الأوروبي (PESCO)، أو تعميق علاقاتها مع قوى أخرى مثل الصين للتحوّط من تقلبات الولايات المتحدة.


الاستقطاب الثقافي: من خلال ترديد خطابات اليمين المتطرف حول الهجرة والهوية، تُخاطر استراتيجية الأمن القومي بتأجيج الانقسامات السياسية داخل أوروبا. قد يُعقّد هذا الحوار عبر الأطلسي، إذ تتورط السياسة الأمريكية في حروب الثقافة الداخلية في أوروبا.

الصورة الكاملة

تُمثّل هذه الاستراتيجية الأمنية الوطنية محورًا أساسيًا: من التعددية إلى الأحادية، ومن تعزيز الديمقراطية إلى الدفاع الثقافي، ومن القيادة العالمية إلى الهيمنة على نصف الكرة الأرضية. بالنسبة لحلف الناتو والعلاقات عبر الأطلسي، تُشير هذه الاستراتيجية إلى مستقبلٍ تُصبح فيه الولايات المتحدة أقل موثوقية كضامنٍ لأمن أوروبا، مما قد يُعيد تشكيل التحالف ليصبح شراكةً أكثر تراخيًا وتفتتًا.



+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

تتزايد عمليات الاستيلاء على السلطة في أفريقيا - وردود الفعل المتباينة للاتحاد الأفريقي تزيد الأمور سوءًا.













تتزايد عمليات الاستيلاء على السلطة في أفريقيا - وردود الفعل المتباينة للاتحاد الأفريقي تزيد الأمور سوءًا.

تاريخ النشر: 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، الساعة 11:52 صباحًا بتوقيت جنوب أفريقيا

لا يكاد يمر شهر دون أن نسمع أنباءً عن تغيير غير دستوري آخر للحكومات في القارة الأفريقية.

يمكن أن تتخذ هذه التغييرات أحد ثلاثة أشكال. الأول هو الانقلاب العسكري أو التغيير العنيف للحكومة المنتخبة (ديمقراطيًا). والثاني هو رفض الحكومة القائمة التخلي عن السلطة بعد خسارتها الانتخابات. وأخيرًا، التلاعب بالدساتير للفوز بفترة ولاية الحكومة القائمة أو تمديدها. ندرس السلام والصراع في أفريقيا، بالإضافة إلى قانون الاتحاد الأفريقي.

حددنا هذه الفئات الثلاث في ورقة بحثية نشرناها عام ٢٠٢٣. حللنا فيها التغييرات غير الدستورية للحكومات في أفريقيا بين عامي ٢٠٠١ و٢٠٢٢. وخلصنا إلى وقوع ٢٠ انقلابًا، وست حالات تلاعب دستوري، وأربع محاولات من جانب الحكام للتمسك بالسلطة بعد خسارتهم الانتخابات.

واستمرت هذه الأنماط منذ نشر دراستنا. وكان آخرها الاستيلاء العسكري على السلطة في غينيا بيساو أواخر نوفمبر ٢٠٢٥. ومع استمرار التغييرات غير الدستورية للحكومات، وخاصةً ما وُصف بعودة الانقلابات في أفريقيا، حللنا موقف الاتحاد الأفريقي من هذه الأشكال الثلاثة لتغيير الأنظمة.


https://shorturl.at/oCoqh


ملخص سريع:


تجادل المقالة بأن التغييرات غير الدستورية للحكومات في أفريقيا آخذة في الارتفاع مجددًا، وأن ردود فعل الاتحاد الأفريقي غير المتسقة والانتقائية تُفاقم المشكلة. يُحدد المقال ثلاثة أشكال رئيسية للاستيلاء على السلطة - الانقلابات العسكرية، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، والتلاعب بالدستور - ويُظهر كيف يتعامل الاتحاد الأفريقي معها بشكل مختلف، مما يُقوّض مصداقيته.

🔑 النقاط الرئيسية من المقال

ثلاثة أشكال للاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري

الانقلابات العسكرية: الإطاحة العنيفة بالحكومات المنتخبة.

رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات: بقاء شاغلي المناصب في السلطة بعد خسارتهم.

التلاعب بالدستور: تغيير القواعد لتمديد فترات الولاية أو ترسيخ شاغلي المناصب.

الأنماط منذ عام 2001

20 انقلابًا، 6 تلاعبات دستورية، 4 رفضات للاعتراف بنتائج الانتخابات بين عامي 2001 و2022.

تستمر هذه الاتجاهات، مع آخر انقلاب في غينيا بيساو في نوفمبر 2025.

ردود فعل متباينة من الاتحاد الأفريقي

إدانة شديدة للانقلابات: يُعلق الاتحاد الأفريقي عضوية الدول ويفرض عقوبات عند حدوث انقلابات عسكرية.

موقف ضعيف من التلاعب بالدستور: غالبًا ما يواجه القادة الذين يُغيرون الدساتير معارضة ضئيلة أو معدومة.

ردود فعل متباينة على رفض الانتخابات: أحيانًا يتدخل الاتحاد الأفريقي، وأحيانًا أخرى يلتزم الصمت.

أهمية هذا الأمر

إن تطبيق الاتحاد الأفريقي الانتقائي للقوانين يُنشئ معايير مزدوجة.

تُبرر الجهات العسكرية الانقلابات بالإشارة إلى شاغلي المناصب الذين يتلاعبون بالدساتير أو يرفضون ترك مناصبهم.

يفقد المواطنون الثقة في العمليات الديمقراطية عندما يرون القادة يُخالفون القواعد دون عواقب.

التأثير على الاستقرار

إن نهج الاتحاد الأفريقي غير المتكافئ يُقوّض شرعيته كحامٍ للديمقراطية.

إنه يُخاطر بتطبيع التغييرات غير الدستورية، مما يُؤجج عدم الاستقرار ودورات الانقلابات في جميع أنحاء القارة.

تداعيات أوسع نطاقًا

يشير المقال إلى أنه ما لم يتبنَّ الاتحاد الأفريقي موقفًا ثابتًا ومبدئيًا ضد جميع أشكال تغيير الأنظمة غير الدستورية، ستظل أفريقيا تواجه حالة من عدم الاستقرار. بتعامله القاسي مع الانقلابات مع تغاضيه عن التلاعب بالدستور، يُشجِّع الاتحاد الأفريقي، دون قصد، الجهات العسكرية على تقديم نفسها على أنها "تُصحِّح" انتهاكات المدنيين للسلطة.


كيف يُمكن للاتحاد الأفريقي إصلاح نهجه لتعزيز الديمقراطية؟ :

إجابة سريعة: يُمكن للاتحاد الأفريقي تعزيز الديمقراطية من خلال فرض عقوبات مُتسقة على جميع أشكال تغيير الأنظمة غير الدستورية - وليس الانقلابات فقط - وفرض قيود على فترات الرئاسة، ومراقبة الانتخابات، وتمكين المجتمع المدني. تُظهر الأمثلة الحديثة على التلاعب بالدستور في أفريقيا (مثل قيام القادة بتمديد فترات الرئاسة من خلال تعديلات قانونية) أن هذه المناورات قد تُسبب زعزعة الاستقرار بقدر الانقلابات، على الرغم من أنها غالبًا ما تُثير إدانة أقل.

🔧 كيف يُمكن للاتحاد الأفريقي إصلاح نهجه

المعاملة المُتساوية لجميع محاولات الاستيلاء على السلطة

يُدين الاتحاد الأفريقي بشدة الانقلابات العسكرية حاليًا، ولكنه مُتساهل بشأن التلاعب بالدستور. يتطلب الإصلاح مُعاملة تمديد فترات الرئاسة ورفض التنازل عن نتائج الانتخابات على أنها انتهاكات بنفس القدر من الخطورة.

تطبيق الميثاق الأفريقي للديمقراطية

للاتحاد الأفريقي بالفعل أُطر عمل مثل الميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحوكمة لعام 2007. ينبغي تطبيق هذه القواعد باستمرار، بما في ذلك فرض عقوبات على القادة الذين يُغيّرون الدساتير لتحقيق مكاسب شخصية.

المراقبة المستقلة

إنشاء بعثات مراقبة انتخابات أقوى ولجان مراجعة دستورية للكشف المبكر عن أي تلاعب. هذا من شأنه أن يمنع القادة من إعادة صياغة القواعد بهدوء دون تدقيق.

إشراك المجتمع المدني

تمكين المنظمات غير الحكومية الأفريقية ووسائل الإعلام والحركات الشعبية من محاسبة الحكومات. يمكن للاتحاد الأفريقي إنشاء آليات لتقديم عرائض المواطنين ضد التغييرات غير الدستورية.

التنسيق الإقليمي

العمل بشكل أوثق مع المجموعات الاقتصادية الإقليمية (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والمجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي، وغيرها) لضمان استجابات سريعة وموحدة للانتهاكات. ردود الفعل المتفرقة تُضعف الردع.

📌 أمثلة حديثة على التلاعب الدستوري

أوغندا

ألغى الرئيس يويري موسيفيني حدود السن في عام ٢٠١٧، مما سمح له بتمديد حكمه الذي استمر عقودًا. قوّض هذا التغيير القانوني التداول الديمقراطي للسلطة.

رواندا

سمح استفتاء أُجري عام ٢٠١٥ للرئيس بول كاغامي بالبقاء في منصبه حتى عام ٢٠٣٤. ورغم إقراره قانونيًا، يُجادل النقاد بأنه رسّخ حكم الفرد.

جمهورية الكونغو

في عام ٢٠١٥، عدّل الرئيس دينيس ساسو نغيسو الدستور لإعادة تحديد فترات الرئاسة، مما مكّنه من الترشح مجددًا. أثار هذا احتجاجات، لكن دون رد فعل يُذكر من الاتحاد الأفريقي.

علاقة غرب أفريقيا بالانقلابات

في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، حاول قادة غير محبوبين التلاعب بالدستور أو تزوير الانتخابات قبل إطاحتهم بانقلابات. غالبًا ما اعتبر المواطنون الجيش "يُصحّح" الانتهاكات المدنية.

الانقلابات مقابل التلاعب بالدستور:

الانقلابات العسكرية

إطاحة مفاجئة، وغالبًا ما تكون عنيفة، بالحكومة من قِبل القوات المسلحة.

عادةً ما تُعلّق الدساتير وتُحلّ المؤسسات الديمقراطية.

يرد الاتحاد الأفريقي بإدانة شديدة وعقوبات وتعليق عمل الدولة.

عدم الاستقرار الفوري: يُعطّل الحكم، ويُشعل الصراع، ويُقوّض الأمن الإقليمي.

يُنظر إليه على أنه انتهاكات صارخة للديمقراطية، ولكن يُبرّره قادة الانقلابات أحيانًا على أنه "تصحيح" للحكم المدني الفاسد.

التلاعب الدستوري

تغييرات قانونية أو شبه قانونية في الدساتير لتمديد فترات الرئاسة أو إزالة القيود.

تُجرى من خلال استفتاءات، أو تصويتات برلمانية، أو أحكام قضائية، وغالبًا ما تكون تحت ضغط أو إكراه.

رد فعل الاتحاد الأفريقي ضعيف أو غير متسق، ونادرًا ما يفرض عقوبات.

تآكل المؤسسات الديمقراطية على المدى الطويل: يُرسّخ حُكم القائمين على السلطة، ويُقلّل من المساءلة، ويُولّد إحباطًا عامًا.

يُهيئ ظروفًا قد تُحفّز الانقلابات، حيث ينظر الجيوش أو المواطنون إلى التلاعب على أنه غير شرعي.

الفرق الرئيسي

الانقلابات: مفاجئة، وواضحة، ومُزعزعة للاستقرار؛ يُعاقب عليها الاتحاد الأفريقي بشدة.

التلاعب الدستوري: تدريجي، وقانوني، ومُتسامح معه؛ يُقوّض الديمقراطية بهدوء ولكن بإصرار.


الصورة الكبيرة 🌍




تعتمد مصداقية الاتحاد الأفريقي على اتساق سياساته. فبمعاقبته الانقلابات مع تغاضيه عن التلاعب بالدستور، يُشير الاتحاد إلى أن تجاوز القواعد أمرٌ مقبول. وتُفاقم هذه المعايير المزدوجة عدم الاستقرار، إذ تُبرر الجيوش تدخلاتها بالإشارة إلى فساد القادة المدنيين. ومن شأن إصلاح آليات إنفاذ قوانين الاتحاد الأفريقي أن يُسهم في استعادة الثقة في الحوكمة الديمقراطية في جميع أنحاء أفريقيا.




ريتشارد فوسو

محاضر في العلاقات الدولية، جامعة موناش، ملبورن، أستراليا

حاصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، تخصص دراسات السلام والصراع مع التركيز على أفريقيا. تشمل اهتماماتي البحثية، من بين أمور أخرى، بناء السلام الشامل، والعدالة الانتقالية، وسياسات إنتاج المعرفة في سياقات ما بعد الصراع، والاتحاد الأفريقي.

الخبرة

–حاليًا: محاضر في العلاقات الدولية، جامعة موناش

التعليم

2023، جامعة موناش، دكتوراه في العلاقات الدولية





+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++









لماذا يستمر انخفاض قيمة البير الإثيوبي: أزمة العملة الإثيوبية عرضٌ وليست مرضًا

3 ديسمبر 2025 | بقلم كبور غنة

https://shorturl.at/ckfSW

تمر إثيوبيا بواحدة من أكثر التحولات الاقتصادية تعقيدًا منذ عقود. فقد اعتمدت البلاد برنامجًا إصلاحيًا مدعومًا من صندوق النقد الدولي، وفرضت ضرائب جديدة، وخفضت الإنفاق العام، وخفضت قيمة عملتها، وشدّدت سياستها النقدية. تصف التصريحات الرسمية هذا المسار بأنه طريق نحو استقرار الاقتصاد الكلي. إلا أن الواقع المعاش يرسم صورة مختلفة. فالأسعار تستمر في الارتفاع، والشركات تتباطأ، ويستمر البير في الانخفاض رغم جهود البنك الوطني لضخ العملات الأجنبية في النظام المصرفي.

لماذا يحدث هذا؟ لا يكمن الجواب في أسواق العملات فحسب، بل في البنية العميقة للاقتصاد نفسه.

إصلاحات على الورق، وحقائق على أرض الواقع

يفترض نموذج الاستقرار الذي وضعه صندوق النقد الدولي أن خفض قيمة العملة يعزز الصادرات، وأن التقشف المالي يعيد بناء الثقة، وأن زيادة الضرائب تعزز الإيرادات. في الاقتصادات ذات قواعد الإنتاج القوية، يُمكن لهذه الإجراءات أن تُجدي نفعًا. أما في حالة إثيوبيا، فالأساس هشّ. لا تزال البلاد تعتمد بشكل كبير على الواردات. فالوقود والأسمدة والأدوية والآلات وقطع الغيار والقمح والعديد من المُدخلات الصناعية تتطلب عملات أجنبية. عندما تستورد دولة ما أكثر مما تُصدّر، فإنّ التخفيض الحاد في قيمة العملة لا يُحسّن قدرتها التنافسية، بل يرفع ببساطة تكلفة المعيشة وممارسة الأعمال. والنتيجة هي تضخم في السلع الأساسية، حتى لو أظهرت أرقام التضخم العام تحسّنًا.


بيئة ضريبية صعبة وسوق متباطئ


يعكس السعي هذا العام لزيادة تحصيل الضرائب حاجةً مشروعةً لزيادة الإيرادات الحكومية. لكن فرض الضرائب على اقتصاد بطيء الحركة ينطوي على مخاطره الخاصة. فالشركات الصغيرة والتجار والمُشغّلون غير الرسميين والعاملون بأجر، وهم عصب التجارة المحلية، هم الأكثر تضررًا. فعندما ترتفع الضرائب دون نمو اقتصادي مُقابل، ينخفض ​​إنفاق المستهلك. وعندما ينخفض ​​الإنفاق، ينكمش الطلب المحلي. وعندما ينكمش الطلب، تُقلّص الشركات أنشطتها، وتنخفض الواردات، وتضعف تدفقات النقد الأجنبي. كل جزء من هذه السلسلة يُعزز الضغط النزولي على البير. إن تعبئة الإيرادات أمرٌ ضروري، لكن إرهاق القطاع الخاص المُرهَق أصلاً يُضعف المحرك الأساسي للتعافي.


التقشف في الخدمات العامة، وتوسيع الإنفاق الأمني


أثرت تخفيضات الميزانية على العديد من القطاعات المدنية، من الإدارات المحلية إلى الخدمات العامة. في الوقت نفسه، تستمر النفقات العسكرية والأمنية في الارتفاع. وسواءٌ أكانت هذه الخيارات مُبرَّرة أم لا، فإن التصور العام واضح: لا يُوزَّع التقشف بالتساوي. يؤثر هذا التصور على الثقة، وهي عنصرٌ أساسيٌّ، وإن كان غالبًا ما يُغفَل، في استقرار العملة. عندما تفقد الأسر والشركات ثقتها في التوجه الاقتصادي للبلاد، فإنها تسعى بطبيعة الحال إلى الأمان في العملات الأجنبية، مما يُسرِّع من انخفاض قيمة البير.


التضخم: الأرقام الرسمية مقابل الواقع اليومي


تشير البيانات الحكومية إلى انخفاض في التضخم السنوي. ومع ذلك، تُعاني الأسر من ارتفاع تكاليف الإيجار والغذاء والنقل والمرافق والرسوم المدرسية. يبقى التضخم الذي يُهِمُّ المواطنين العاديين، وهو تكلفة البقاء، مرتفعًا. هذه الفجوة بين البيانات الرسمية وتجربة الأسر تُضعف الثقة في المؤسسات، وتُعزز الحافز للاحتفاظ بالعملة الأجنبية كحماية من حالة عدم اليقين.

الدافع غير المعلن: هروب رؤوس الأموال الهادئ وسحب استثمارات الأثرياء

يُعد هروب رؤوس الأموال المحلية عاملاً حاسماً، وإن كان غير مُعلن، وراء استمرار انخفاض قيمة البير. لم يعد العديد من الإثيوبيين الأثرياء، ورواد الأعمال، والمهنيين ذوي الدخل المرتفع، ومالكي الأصول، يثقون بالبير كمخزن للقيمة. بالنسبة لهم، أصبح الاحتفاظ بالعملة المحلية خياراً محفوفاً بالمخاطر. ويستجيبون لذلك من خلال:

• الاحتفاظ بالمدخرات بالدولار بدلاً من البير

• نقل رؤوس الأموال إلى الخارج عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية

• الاستثمار في العقارات أو الحسابات المصرفية أو الشركات الأجنبية

• تأخير الاستثمارات المحلية

عندما ترفض الشريحة الأكثر درايةً بالشؤون المالية في المجتمع الاحتفاظ بثرواتها في عملتها الوطنية، فإن الإشارة واضحة: لم يعد البير مصدراً للثقة. هذا السحب الهادئ للاستثمارات يُقلل من المعروض المحلي من العملات الأجنبية، ويزيد الضغط على سعر الصرف، ويُضعف قدرة البنوك على تعبئة الودائع بالبير. لا يمكن للعملة أن تكون قوية عندما يعاملها مواطنوها الأثرياء باعتبارها عبئا.



لماذا يستمر انخفاض قيمة البير؟

يستمر البير في التراجع من جذوره، لأن أساسيات الاقتصاد الإثيوبي لم تتحسن بما يكفي لدعم عملة أقوى. ولا تزال هناك قيود رئيسية:

• الاعتماد الكبير على الواردات

• ضعف تنويع الصادرات

• ارتفاع أسعار الفائدة التي تُثبط الاقتراض والاستثمار

• الاضطرابات الناجمة عن النزاعات

• ضعف قدرة القطاع الخاص

• تراجع القوة الشرائية الحقيقية

• ندرة الدولار

• تباطؤ ديناميكية الأعمال

تُقدم ضخّات النقد الأجنبي راحة مؤقتة، لكنها لا تستطيع معالجة الاختلالات الهيكلية. وطالما أن الطلب على الدولار يفوق العرض بكثير، سيستمر السوق في دفع البير نحو الانخفاض.

لا يزال نظام الدولار العالمي يُشكل الواقع المحلي

يُطرح سؤال شائع: إذا لم يكن الدولار الأمريكي قويًا بشكل خاص عالميًا، فلماذا يستمر انخفاض البير؟

لأن التحدي الذي تواجهه إثيوبيا ليس في قوة الدولار العالمية، بل في الوصول إلى الدولار. يتعين على الدولة دفع ثمن الواردات الأساسية بالدولار الأمريكي بغض النظر عن قيمته النسبية مقابل اليورو أو الين. كما دفع عدم اليقين العالمي المستثمرين نحو أسواق أكثر أمانًا، مما قلل من تدفقات رؤوس الأموال إلى الاقتصادات الناشئة. باختصار، تتنافس إثيوبيا على الدولار النادر في نظام عالمي تدفع فيه الدول الأطراف أعلى علاوة مخاطرة. ويزيد ضعف الطلب العالمي على المخاطرة من سوء الوضع.


فخ أسعار الفائدة المرتفعة


قد تساعد أسعار الفائدة التي تبلغ حوالي 20% في مكافحة التضخم، لكنها تُقيد أيضًا الائتمان للقطاعات الإنتاجية. قليل من الشركات تستطيع الاقتراض بهذه التكلفة. فبدون تمويل ميسور التكلفة، يتباطأ الاستثمار، وركود الصادرات، ويتفاقم نقص النقد الأجنبي. تصبح أسعار الفائدة المرتفعة جزءًا من حلقة مفرغة:


ارتفاع الفائدة ← انخفاض الاستثمار ← انخفاض الإنتاجية ← انخفاض الصادرات ← انخفاض قيمة البير.


يعكس البير ضغطًا اقتصاديًا أعمق.


العملة ليست مجرد وسيط للتبادل، بل هي مقياس لمصداقية المؤسسات، والصحة الاقتصادية، وثقة الجمهور. وعندما تضعف هذه العوامل، تتبعها العملة. لذا، فإن التحدي الحالي الذي تواجهه إثيوبيا ليس مجرد مشكلة سعر صرف، بل هو تحدٍّ هيكلي متجذر في:

• الإنتاجية

• الحوكمة

• الاستقرار السياسي

• الطاقة والخدمات اللوجستية

• حيوية القطاع الخاص

• الثقة والتوقعات

يُعدّ انخفاض قيمة العملة المؤشرَ الواضح لهذه الضغوط الخفية.

يجب أن يكون الطريق نحو الاستقرار هيكليًا، لا شكليًا.

يتطلب استقرار قيمة البير استقرار الاقتصاد الحقيقي الذي يدعمه. وهذا يعني:

• تعزيز القدرة الإنتاجية المحلية

• تقليل الاعتماد على الواردات

• دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بدلًا من إثقالها بالضرائب

• تحسين الثقة المؤسسية

• تطوير مرونة الطاقة

• بناء سلاسل قيمة إقليمية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية

• تشجيع المنافسة الحقيقية والحد من الاحتكارات

• تنويع الصادرات

• إعطاء الأولوية للائتمان للمنتجين بدلًا من معاقبتهم

تمتلك إثيوبيا رأس المال البشري، والميزة الجغرافية، والطاقة الريادية اللازمة للمضي قدمًا في هذا المسار. ولكن بدون التحول الهيكلي، فإن التخفيضات الدورية لقيمة العملات وحقن الدولار المؤقتة لن تؤدي إلا إلى تأخير الحتمية.


الخلاصة

لا يتراجع البير بسبب المضاربات أو المؤامرات أو الصدمات المؤقتة، بل يتراجع لأن الاقتصاد القائم يكافح لدعم قيمته. يتطلب الاستقرار طويل الأمد أكثر من مجرد إدارة سعر الصرف؛ بل يتطلب معالجة التحديات الهيكلية التي أعاقت الإنتاجية والصادرات وثقة الجمهور. تنجح الإصلاحات الاقتصادية عندما ينمو الاقتصاد الحقيقي. وبدون هذا النمو، ستستمر أي عملة، مهما كثرت محاولات الدفاع عنها، في الانحدار.



++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++