✍️جراحة ساد( موية بيضاء)

✍️جراحة ساد( موية بيضاء)


12-03-2025, 05:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1764784095&rn=0


Post: #1
Title: ✍️جراحة ساد( موية بيضاء)
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 12-03-2025, 05:48 PM

05:48 PM December, 03 2025

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر



في ذلك اليوم والأيام التالية تلقى عدة أطباء في عيادات ومستشفيات طب العيون في العاصمة عدة اتصالات ‏غريبة تتعلق بطبيعة عملهم.‏
كانوا جميعا قد تلقوا منذ الصباح اتصالات مكثفة ومتعددة تتضمن أسئلة مكررة ومن شخص واحد. كانت ‏الأسئلة جادة من صوت أجش لشخص
اتضح أنه صوت امرأة. سئم الجميع من شرح عمليات العيون ‏وتكلفتها وكم تستغرق ونوع الأجهزة المستخدمة وأسئلة حول الاحتياطات
والمحاذير ونسبة الأمان في العملية. ‏
كانت الأسئلة مكررة ولكن لدى صاحبة الاتصال حسا فكاهيا مميزا فلم يترددوا في مواصلة استماعهم لأسئلتها ‏والرد عليها بالتفصيل، خاصة
أنها كانت على درجة من العلم والثقافة. ‏

Post: #2
Title: Re: ✍️جراحة ساد( موية بيضاء)
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 12-03-2025, 05:52 PM
Parent: #1

في صبيحة ذلك اليوم كانت تسوق خطواتها المترددة في تردد وبطء وهي تدخل ذلك المستشفى الأنيق. بالرغم ‏من انها لا تحب الذهاب
للأطباء ولا المستشفيات ولكنها الآن ذهبت.. قررت منذ يومين أن تحسم أمرها، ‏وتذهب إلى طبيب العيون. لقد أصبح لديها مؤخرا مشكلة
في النظر، وزاد الطين بلة أنها صارت تواجه مواقف ‏محرجة بسبب ذلك. قضت عدة أيام مؤخرا وهي تبحث فيما يشبه الوسواس عن
أفضل أطباء العيون وأفضل ‏المستشفيات. أخيرا بعد طول بحث وتردد وقع اختيارها على هذا المستشفى الأنيق. ‏
أن مجرد حضورها هنا اليوم يعتبر في حد ذاته إنجازا وخطوة متقدمة للخروج من هذا النفق. كانت أحيانا تبرر ‏خوفها من مراجعة الطبيب
بأن ذلك يرجع لعوامل وراثية وأنه موضوع لا يد لها فيه. عندما تجد نفسها في ‏موضع يحتاج للتبرير في مثل هذا الموقف فإنها تستنجد
بجدتها(أم الخير). كانت جدتها أم الخير مثلها الأعلى ‏عندما تبرر عدم ذهابها للطبيب. فعلا كانت جدتها أم الخير مضربا للمثل فهي لم تذهب
لأي مستشفى في ‏حياتها ولم يلمس يدها أي طبيب ، و لم تتناول قرص بندول في حياتها إلى أن توفّاها الله في عمر الثامنة ‏والتسعين.‏
دخلت إلى صالة الاستقبال، وأخذت رقما حسب التوجيهات المكتوبة في اللافتة. القاعة الصغيرة ‏صامتة إلا ‏من أصوات حركة الأقدام، أو
إشارات وإيماءت تنِم عن الضجر من طول الانتظار. كان بعضهم يقاوم الانتظار ‏بمتابعة شاشة التلفاز. ‏الممرضة ذات الجسم مكتنز الوجه
مكفهر تبدو مشغولة وهي ترتب بعض الأوراق. ‏الرجل النحيل الذي يقف بجانبها لم يرفع نظره عنها. مرت الدقائق بطيئة قبل أن تناديها ‏
الممرضة التي لم ‏ترتاح اليها. أعطتها ملفا وأشارت لها في جفاء بالذهب إلى غرفة الفحص. أكملت الفحص وتوجهت إلى غرفة ‏الطبيب. ‏
مواصلة