سيدة العطاء والنور الغائبة- رثاء في وداع الأستاذة هاجر مكاوي# لها الرحمة

سيدة العطاء والنور الغائبة- رثاء في وداع الأستاذة هاجر مكاوي# لها الرحمة


12-02-2025, 12:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1764680297&rn=0


Post: #1
Title: سيدة العطاء والنور الغائبة- رثاء في وداع الأستاذة هاجر مكاوي# لها الرحمة
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 12-02-2025, 12:58 PM

12:58 PM December, 02 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




نَعِيٌّ يُبْكِي القَلْبَ وَيَخْضَعُ لَهُ القَدَرُ

كان الفراق أقسى وأمرّ مما نحتمل، يا أستاذة هاجر، ويا أماً لقلوبنا جميعاً. رحلتِ في لحظة لم نكن فيها مستعدين للفراق، تاركةً وراءكِ سيرةً من النقاء والعمل والإخلاص قلّ أن يجود الزمان بمثلها.

عَلَى هاجرَ الرُّوحِ فاضَ النَّحِيبُ وَدَمْعُ القَوَافي عَلَيْهَا يَسِيلُ أَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَتَى كانَ الرَّدَى؟ يُبَاغِتُنَا، والهَوَى لاَ يَمِيلُ
نَسِيمُ عِطْرِكِ فِي الرُّوحِ لاَ يَغِيبُ، وصوتكِ الذي كان يبعث الطُمأنينة في القلوب المكسورة، سيبقى نَسَمَةً باردةً تواسينا في هذا الغُربة الموحشة والبرد القارس الذي خيّم علينا بعدكِ.
يا فقيدة السودان ورفيقة الغُرباء، الأستاذة هاجر مكاوي، الشاعرة والأديبة، والناشطة الحقوقية التي حللت هموم وطنها بوعي الباحثة. يا مؤسسة صرح "عليا" الذي كان حضن الأمان لأبناء وبنات الوطن.
أَيَا رَمْزَ التَّرْبِيَةِ، يَارُوحَ "عَلْيَاء" هَا جَرٌ، لَكِ الفَقْدُ فِي كُلِّ مَكْتُوبِ كُنْتِ امرَأَةً بِطَعْمِ الوَطَنِ وَشَمْسِهِ وَقَلْبٌ مِثْلُ نِيلِ السُّودَانِ مَسْكُوبُ
لم تكوني مجرد مديرة أو مقررة، بل كنتِ الروح التي تجمعنا، واليد التي تحتضننا، وكنتِ تحملين هموم السودانيين في الغربة كأنكِ أمهم جميعاً، تجسدين بذلك أعلى مراتب العمل الإنساني والوطني
كنتِ أطهر وأنقى النساء اللاتي شهدت عليهن غربتنا القاسية. كنتِ صديقةَ الموقف، وثباتَ العهد، وملاذَ الضعيف في زمنٍ تاهت فيه البوصلة وقلّت فيه المواقف.
يَا أَنْقَى النِّسَاءِ فِي دَارِ غُرْبَتِنَا يَا سَنَدَ القُلُوبِ، يَا صَادِقَ المَوْقِفِ حَمَلْتِ الهُمُومَ كَأُمٍّ لاَ يُضَامُ لَهَا وَصُنْتِ الرِّسَالَةَ وَالجِيلَ فِي عِنَاقِ
بدموعٍ حارقة وقلوبٍ مفطورة، وباسم كل من عرف قيمة نضالها وعطائها، وباسم الطالبات وكل الدارسات اللاتي فقدن أماً ثانية في صروحك
نرفع أكف الضراعة ونقدم أحر التعازي والمواساة لزوجها الكريم الأستاذ محمد الحلو، وإلى فلذات كبدها، وأسرتها الكبيرة، وإلى أسرة مدارس ورياض علياء التي فقدتْ عمودها الروحي.

يا رب، اجعل ما قدّمتْ من علمٍ زكيّ وتربيةٍ صادقة وعمل حقوقي وإنساني، نوراً لها في قبرها وميزاناً لا يُحصى في حسناتها.
سَيَبْقَى عِلْمُكِ فِي المِيزَانِ خَالِدَاً فِي جَنَّةِ الخُلْدِ مَعَ الصَّالِحِينَ مَقَامُكِ "إِنَّا لِلهِ"، وَالقَضَاءُ لَهُ وَحْدَهُ وَعَلَى رُوحِكِ السَّلاَمُ، وَيَا عَظِيمَةَ فَقْدُكِ!
الفاجعة عظيمة، والخسارة لا تعوّض. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.


https://top4top.io/