🌹🌹بعض من مظاهر التغيير الاجتماعي في السودان

06:11 PM November, 29 2025

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

حديثي عن الفترة السابقة للحرب...
اما فترة ما بعد الحرب فتحتاج لابحاث ميدانية واسعة. . وتحتاج لكوادر مؤهلة
من الباحثين..

✍️ بعض من مظاهر التغير الاجتماعي في السودان#:‏
ما سأسرده هنا هو من بين الأشياء الغريبة التي صدتني خلال زيارة عابرة للسودان في 2020.‏
قمت بزيارة إحدى جاراتنا السابقات، والتي أصابها العمى بسبب السكري. وكانت تلك المرأة جارة لنا ‏عدة عقود ثم رحلت إلى منزلها وزوجها وأبنائها. وتبدلت الحياة فسافر أبناؤه الاثنان للخليج وبقي واحد ‏كان تقيم معه. ‏زرتها لأعزّيها في فقد أصغر أبنائها والذي كان يقوم برعايتها. وكانت تقيم معه هو ‏وزوجته حيث تجد الرعاية هناك إذ ليس لها أحد يرعاه غيره.‏
حينما دخلت عليها عرفتني فكانت الدموع هطّالة..بالتأكيد داهمتها الذكريات القديمة كذلك فجأة بدخولي، ‏وداهمتها ذكريات الآباء والأمهات الذين رحلوا. بقيت معها قليلا ثم ودعتها إذ كنت على سفر.‏
عرفت فيما بعد أنه للأسف لم تنقضِ أيام العزاء إلا ورحلت/سافرت زوجة المرحوم إلى أهلها، تاركة أم ‏زوجها الراحل العمياء ‏لوحدها...‏تركتها وتركت معها سيرة كسيحة ..للعشرة التي كانت وتجاهلت ذكرى ‏المرحوم الذي مضى...‏ذهبت وذهب معها بفعلتها تلك إرث من القيم والأخلاق عُرفنا.‏
أدركت حينها مدى التغيرات التي أصابت مجتمعنا في الصميم، والتبدلات التي حدثت ولكننا نحسبها ‏استثنائية أو طارئة...وفي كل هذه السقطات والندوب التي تظهر في مجتمعاتنا هنا وهناك لم تكن ‏هناك جهة تشخِّص الخلل. ‏وهكذا تمضي مسيرتنا الاجتماعية وكذلك الثقافية والسياسية...تاركين خلفنا ‏كل يوم بعضا من قيمنا وإرثنا الأخلاقي ...‏
خرجت من عند العجوز العمياء وأنا أشعر بطعنة نجلاء...‏
ما بال هذا الجيل؟ ‏ ما بال الجيل إكس وماذا دهاه؟
ونحن لا زلنا لا نعير اهتماما لتشخيص ما أصاب أجيالنا الجديدة ولكننا نرى الحياة تسير.
ولكن هل ‏إلى الأمام أم إلى الخلف؟؟
‏-لست أدري...‏
تنويه:‏
‏(هذا المقال كتبته في 2020 أي قبل الحرب في أبريل 2023، ترى ما الذي أضافته الحرب ‏لمجتمعنا؟
‏(محمد عبد الله)‏