هل إشترط الجيش علي الحركة الشعبية تسليم سلاحها وتجميعها في معسكرات؟

05:09 PM November, 26 2025 سودانيز اون لاين
محمد الحسن حمدنالله-برستول بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});قال مسعد بولس المبعوث الأمريكي أن الجيش السوداني قد عاد بشروط مسبقة جديدة مستحيلة التنفيذ وأظنه يقصد تسليم الدعم السريع لأسلحته وتجميعه في معسكرات! هذه المطالب سبق وأن زعم الخبراء الإستراتيجيون ودعاة الحرب أنها وردت في إعلان جدة وهو زعم باطل رغم كثرة ترديده ولما يئسوا من أن تصبح الأماني حقيقة أدرجها الجيش ضمن الشروط المسبقة للموافقة علي الهدنة طبعاً مفهوم أن يكون هذا سقف تفاوضي يدخل به الجيش للمفاوضات لكن غير المفهوم أن يضعها كشروط مسبقة لأنها شروط تعجيزية وغير قابلة للتنفيذ وبالواضح فهي شروط من يرفض الهدنة والمفاوضات والسلام فالجيش يريد أن يحقق عبر الهدنة ما لم يحققه عن طريق الحرب ولمعرفة معقولية أو عدم معقولية الشروط المسبقة التي يضعها الجيش وبغض النظر عن مسألة الإنتهاكات التي يجب محاسبة مرتكبيها ولن يحدث هذا دون تحقيق السلام نعود بالذاكرة لإتفاقية السلام الشامل التي وقعتها حكومة الإنقاذ مع الحركة الشعبية بقيادة الراحل الدكتور جون قرنق عندها لم يشترط الجيش علي الجيش الشعبي الجناح العسكري للحركة الشعبية تسليم سلاحه والتجميع في معسكرات بل بقي الجيش الشعبي كما هو طوال الفترة الإنتقالية وحتي إستقلال جنوب السودان رغم الفارق الكبير بين العدد والعِدة والعتاد بين الدعم السريع والحركة الشعبية لصالح الدعم السريع ورغم أن الحركة الشعبية وطوال فترة التمرد لم تتمكن من إحتلال أياً من عواصم الجنوب الثلاث جوبا واو وملكات بينما الدعم السريع يسيطر علي حوالي ٦ ولايات من أصل ١٨ ولاية ويسيطر علي ٦ فِرق عسكرية ماعدا رئاسة الفرقة ٢٢ بابنوسة إذن ماهو المعيار والمنطق الذي بموجبه تجاوز الجيش السوابق السودانية في إتفاقيات السلام ليضع هذه الشروط التعجيزية وقد يقول قائل أن الدعم السريع تمرد علي الجيش وليس لديه منفستو سياسي ويمكن أن يكون الرد أن أساس قيام الحركة الشعبية هو تمرد الكتائب ١٠٤ و١٠٥ في بور والبيبور والناصر والمنفستو السياسي وإن لم يكن موجوداً عند إندلاع الحرب فالدعم السريع يتكئ علي ميثاق تأسيس حتي ولو إتخذه ذريعة لتبرير وجوده السياسي لما بعد الحرب فأنت تتعامل مع الواقع كما هو لا كما تتمناه الخلاصة يجب أن يوافق الطرفان علي الهدنة لتخفيف معاناة السودانيين وعند المفاوضات للوصول إلي الهدنة ليضع كل طرف تحفظاته ومخاوفه علي الطاولة ومهمة الوساطة هي وجود الحلول الوسطي المرضية للطرفين كما هو الحال في كل إتفاقيات السلام لن يحصل كل طرف علي كل ما يريد إنما هي حلول المنطقة الوسطي التي تشعر كل طرف بأنه كاسب