كلوب هاوس السوداني- مسرحية "الخلية الكرتونية" وكوميديا التهديد الوطني!

كلوب هاوس السوداني- مسرحية "الخلية الكرتونية" وكوميديا التهديد الوطني!


11-26-2025, 12:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1764161142&rn=0


Post: #1
Title: كلوب هاوس السوداني- مسرحية "الخلية الكرتونية" وكوميديا التهديد الوطني!
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 11-26-2025, 12:45 PM

12:45 PM November, 26 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






في فضاء "الكلوب هاوس"، حيث يجتمع السودان افتراضيًا في غرفة بمكبرات صوت، وُلدت أسطورة جديدة تفوق "أبو العفين" في الخيال "الخلية الأمنية"
نعم، صدّق أو لا تصدّق، إنها ليست مجرد غرفة دردشة، بل هي الـ CIA السودانية... بنسختها الـ "أونلاين" وذات الإنتاج المنزلي الرخيص
أعضاء الفرقة المتجولون
هذه الخلية عبارة عن تشكيلة فريدة، تصلح لأفضل سيناريوهات "مسلسلات المهازل السودانية"
المُشرف "الأمريكي-السوداني" - مواطن يحمل جوازًا لا يستطيعون الاقتراب منه، لكنه مُتفرغ تمامًا لـ "إسقاط جنسيات" الآخرين! يتحدث من هناك كأنه يقود وحدة العمليات الخاصة من داخل كنتاكي
خبير "الخليج" طباخ ماهر وهو يعيش في رفاه الأبراج، لكنه مُكلّف بـ "التجسس" على من يتحدثون عن البصل في الخرطوم. خبير في كل شيء، لكنه لا يفهم لماذا ارتفع الدولار إلا باعتبارها "مؤامرة دولية"
تقودها إحدى المتحدثات في غرفة مجاورة.
المتنقل "الأفريقي" أنه أحد من نالقسط من التعليم الجامعي لديه دبلوم هندسي لثلاثة سنوات عضو نقابة المهدسين السودانيين ويُخيَّل إليك أن الرجل في مهمة "جيمس بوند" دائمة، بينما كل ما يحتاجه في الحقيقة هو شبكة Wi-Fi
مستقرة ليستكمل تهديداته عن "طردك من جنة الوطن". (ملاحظة فنية: يُفضّل أن يظل صوته متقطعًا، فهذا يزيد من جودة المشهد)
حاملة لواء الإسلام السياسي - هي "السوبر فايزر" العقائدي، تؤدي دورها بكل حماس، ترفع راية المشروع الحضاري فوق منصة صُنعت في سيليكون فالي. مهمتها الأساسية: ختم كل جملة بعبارة "لابد من المحاسبة... حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا!"
كوميديا "الاستجواب الوطني"
تبدأ جلسة "المحكمة الرقمية" ببروتوكول يشبه تحقيقات السينما الرخيصة:
"من وين انت في السودلن الوطن ؟"
"شغال شنو وعايش وين ؟"
"وليه بتتكلم انت شيوعي تافه لا لا جنجويدي قاتل ؟"
ثم تأتي الفقرة المفضلة لدى الجمهور التهديدات الدرامية!
"حنسقط جنسيتك!"
"حنحاسبك على كل حرف قولتو!"
"حنطردك من جنة الوطن!"
يا لها من كوميديا! وكأن السودان صار فندق خمس نجوم وهؤلاء هم موظفو الاستقبال الذين يقررون من يحق له الدخول ومن يُطرد.
السودان أكبر من "صراخ الميكروفون"
هؤلاء يريدون وطنية تُبنى على الوعيد، لا على الفكرة. على الصراخ، لا على الحقائق.
لكننا نعرف أن الوطنية الحقيقية لا تُصنع بالميكروفون المفتوح ولا بالتخوين المجاني. تُبنى بالقناعة، وبخدمات أساسية يشعر بها المواطن قبل خطاب أي "خلية".
السودان يستحق نقاشًا راقيًا، لا هذا المسرح الكرتوني الذي يتقمص فيه البعض أدوار "جهاز الأمن" وهم يرتدون بيجامة في أمريكا أو يشربون كابتشينو في الخليج.
: استنساخ الذهنية الأمنية في الفضاء الرقمي

ما يحدث في الكلوب هاوس ليس مجرد عبث صوتي، بل انعكاس لظاهرة اجتماعية أعمق:
استنساخ الذهنية الأمنية داخل الفضاء الرقمي.

فالمنصات التي صُمِّمت أصلًا للديمقراطية والحوار المفتوح تحوّلها بعض الجماعات، دون وعي، إلى نسخ مُصغّرة من مؤسسات الرقابة التقليدية.
لا جديد نفس العقلية، نفس آليات التخوين، الفرق الوحيد أن أدوات الماضي كانت مكاتب وأقبية… والآن صارت مايكروفونات وملفات تعريف رقمية.

إن ظهور "الخلية الكرتونية" ليس غريبًا في مجتمع عاش طويلاً تحت وطأة الرقابة. الخوف دائمًا يسبق الفكرة، والتهديد يُغري أكثر من الحجة.
وهكذا يُعاد إنتاج الأمن السياسي، ولكن هذه المرة بشكل هزلي، في غرف صوتية بدل غرف تحقيق.