البعد الرابع/ بلسانٍ حشدويٍ مبين

البعد الرابع/ بلسانٍ حشدويٍ مبين


11-22-2025, 06:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1763794101&rn=0


Post: #1
Title: البعد الرابع/ بلسانٍ حشدويٍ مبين
Author: صديق عبد الجبار
Date: 11-22-2025, 06:48 AM

06:48 AM November, 22 2025

سودانيز اون لاين
صديق عبد الجبار-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



البعد الرابع بقلم حشدوي مبين/ صديق أبوفواز

#البعد_الرابع

بقلم: صديق أبوفواز
الجمعة ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥م

"ترامب… و”سلام القوة وصفقات المصالح“ الذي نخشى امتدادَه إلى السودان"

الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إدارة دونالد ترامب تجاه أوكرانيا ـ بتحديد موعد نهائي لإجبار كييف على قبول خطة من 28 نقطة لإنهاء الحرب ـ ليست مجرد تفصيل في السياسة الدولية، بل هي مؤشر واضح على نوع "السلام" الذي يسعى ترامب إلى تسويقه للعالم؛ سلام يُفرض على الضحية، ويكافئ المعتدي، ويُمنح فيه الأقوى ما يستطيع انتزاعه بالقوة لا بما يقرّره القانون الدولي.

النهج ذاته رأيناه في غزة سابقاً، حين ساند ترامب كل السياسات الإسرائيلية التي عمّقت الاحتلال وأضعفت الحق الفلسطيني، ثم قدّم ذلك على أنه "صفقة" . وقبلها كان قد أجبر الحكومة الأفغانية على التفاوض مع الباكستان من موقع الضعف. واليوم، يعود المشهد بصيغة أخرى: الضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات جوهرية مقابل وقف آلة الحرب الروسية، بدلاً من ردع المعتدي أو مساءلته.

الخطر بالنسبة لنا كسودانيين لا يكمن فقط في مضمون هذه الخطط، بل في المنهج نفسه:
منهج يقوم على إضفاء الشرعية على "الأمر الواقع العسكري"، وعلى إجبار الشعوب الضعيفة أو المستنزفة على الرضوخ لـ"حلول سريعة" تخدم استقرار القوى الكبرى لا حقوق الضحايا.

وفي السودان، حيث يخوض شعبنا حرباً فُرضت عليه وجرت فيها انتهاكات واسعة من قوات الدعم السريع، وأحياناً من الجيش الحاكم نفسه، يخشى كثيرون ـ ونحن منهم ـ أن تُصبح البلاد ساحة جديدة لتجريب هذا النوع من "السلام السري".

سلام لا يضع العدوان في موضعه الصحيح، ولا يميز بين الجلاد والضحية، ولا يعترف بحق السودانيين في استعادة مسار ثورتهم الديمقراطية، بل يفرض عليهم تسوية تُبقي مراكز القوة التي فجّرت الحرب وتستفيد منها.

لقد أصدر المكتب السياسي لحزبنا، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي) ، بياناً قبل يومين أكد فيه رفضه لأي "صفقة" تتجاوز مطالب الشعب أو تختزل الحرب في معادلات وصفقات خارجية لا تعبأ بالقاعدة الجماهيرية ولا بجذر الأزمة.

وما يحدث الآن في أوكرانيا هو تذكير جديد بأن معركتنا ليست فقط مع من يحمل السلاح داخل السودان متمرداً، أو من يحكم بمجد البندقية، بل مع المنطق الدولي الذي قد يحاول تسويق هذا الخراب تحت شعار إيقاف الحرب بأي ثمن.

رسالتنا واضحة وهي:
إن السلام الذي لا يبنى على حقوق الشعوب، ولا يضمن استعادة الدولة المدنية، ولا يردع المعتدي، ليس سلاماً، بل تأجيلاً لحرب أكبر.

والسودان لن يكون مختبراً لصفقات تعيد إنتاج الأزمة، سواء جاءت من واشنطن أو الرياض، أو من أي عاصمة أخرى.

"والسلام خشوم بيوت"

صديق أبوفواز
٢١ / ١١ /٢٠٢٥ م
القاهرة