رشيد إيلال: مفكر يهزّ عروش المقدّس… بين سندان النقد ومطرقة الغضب

10:19 PM November, 20 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

في فضاء الفكر الإسلامي المعاصر، حيث تُحاط النصوص بسياج من الهيبة ويُختزل النقاش في منطق التلقي، يبرز رشيد إيلال بوصفه أحد أكثر الأصوات جدلاً وصدامًا.
كتابه الشهير «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة» لم يكن مجرد دراسة نقدية، بل تحوّل إلى بارومتر لقياس مدى استعداد العقل الإسلامي لمواجهة أسئلته المؤجلة.
ذلك الكتاب فجّر عاصفة فكرية وقانونية واجتماعية؛ رُفعت ضد مؤلفه دعاوى، وصودرت نسخ، وتحوّل الرجل إلى مادة جدلية في الإعلام ومنتديات النقاش.
الرجل الذي ذهب إلى المنطقة المحرّمة

رشيد إيلال ليس هاويًا يقتحم فضاء التراث، بل باحث يمتلك أدواته: مقارنة المخطوطات، فحص الأسانيد، وتحليل سياقات التدوين، مع اعتماد واضح على مركزية القرآن والعقل كنقطة انطلاق لأي تقييم.
مشروعه يطمح — كما يقول — إلى تحرير الدين من تراكمات التراث، وإلى إعادة بناء صورة الإسلام خارج هيمنة المدونات الحديثية التي يراها اجتهادًا بشريًا خاضعًا للظرف التاريخي والسياسي.

أسئلة في قلب البركان
إيلال يضع أمام القارئ أسئلة محرجة لا يجرؤ كثيرون على طرحها
هل جميع أحاديث البخاري تم تدوينها كما وصلت إلينا؟
هل خضع الكتاب لتطورات النصوص والمخطوطات مثل غيره من الكتب؟
هل يجوز التعامل مع “الصحيح” بوصفه نصًا مقدسًا؟ أم أنه منتج معرفي لإمام عبقري، لكنه بشر؟
هذه الأسئلة — في العالم الإسلامي — ليست مجرد نقاش أكاديمي. إنها تمسّ الطبقة الأكثر حساسية في الوعي: الأمن الروحي.
لماذا كل هذا الغضب؟
استقبال المجتمع الإسلامي لمشروع إيلال كان أشبه بردّ الفعل على زلزال
المجتمع العام: هزة في اليقين اليومي
لدى المواطن المسلم علاقة وجدانية مع البخاري؛ فهو نص يُدرَّس في المساجد والمدارس والبيوت، ويستند إليه الواعظ والقاضي والفقيه.
أي نقد يُنظر إليه باعتباره تهديدًا للركيزة التي بنا عليها الفرد إيمانه.
المؤسسات الدينية: فقدان الامتياز المعرفي
هذه المؤسسات ترى أن شرعيتها تستمد جزءًا كبيرًا من الدفاع عن “الصحيحين”.
وبالتالي فإن أي نقاش حولهما يساوي — من وجهة نظرها — تفكيكًا لمنظومة الفتوى والتعليم الديني.
السلطة السياسية: خوف من الاحتكاك الاجتماعي
الأنظمة تخشى أن يؤدي نقاش بهذا الحجم إلى استقطابات قد تهدد الاستقرار، لذلك غالبًا ما تترك المجال للقضاء أو المؤسسات الدينية لتتصدى للمسألة.
بين النار والجليد جدل مستعر وساحة فكرية متجمدة
في مقابل الغضب الشعبي والديني، يصر إيلال على أن مشروعه لا يستهدف الإيمان، بل يدافع عنه بإعادته إلى مركزه القرآني.
لكن الصدام بينه وبين حراس التراث وصل إلى مستوى غير مسبوق:
مصادرة كتب، منعه من تقديم محاضرات، وحملات تخوين وتشهير ضده على شبكات التواصل الاجتماعي.
هنا يظهر السؤال الجوهري - هل العقل الإسلامي يمتلك القدرة — فعليًا — على تحمل نقاش جذري في مفاهيم “الصحيح” و”المقدس”؟
كلوب هاوس… تجربة اختبار لحرارة النقاش
استضافة رشيد إيلال في نقاش عبر Clubhouse مع مجموعة من المثقفين السودانيين خطوة جريئة تضع المسألة على الطاولة بعيدًا عن الصراخ المعتاد.
هذه الجلسة يمكن أن تتحول إلى نموذج لحوار حديث حول التراث إذا التزمت بثلاثة شروط - وسيط محايد يضمن ألا يتحول النقاش إلى هجوم شخصي.
تعددية فكرية تشمل فقهاء، قرآنيين، نقديين، وأكاديميين.
التزام منهجي - الأسئلة تقوم على الحجة لا على الاتهام.
مثل هذا النقاش قد يعيد رسم حدود التفكير الديني في العالم العربي — إذا نجح — لأنه يختبر مدى استعداد المجتمع لتداول الفكر المختلف دون شيطنته.
أسئلة المستقبل- ما بعد البخاري؟
سواء اتفقنا مع رشيد إيلال أو اختلفنا، فإن مشروعه يفتح الباب أمام قضايا كبرى:
كيف نوازن بين حرية البحث العلمي وحساسية الجمهور الديني؟
هل يمكن فصل النقد التراثي عن الهدم الوجودي لفكرة الإيمان؟
ما مستقبل العلوم التراثية في عصر الذكاء الاصطناعي والبحث الرقمي؟
هل نحتاج إلى إعادة نظر منهجية في “سلطة الحديث” ضمن البنية التشريعية المعاصرة؟
هذه الأسئلة لن تتوقف؛ لأنها ليست مرتبطة بإيلال وحده، بل بصراع داخلي في الثقافة الإسلامية حول طبيعة التقديس وحدوده.
نهاية الأسطورة أم بداية التفكير؟
رشيد إيلال ليس ظاهرة عابرة؛ هو مرآة تُظهر حجم الهوة بين فقه الموروث وأسئلة العصر.
رد الفعل العنيف عليه يكشف عمق الإشكال أكثر مما يكشف خطورة كتابه.
والحل لا يكمن في المصادرة ولا في التخوين، بل في تأسيس ثقافة نقاشية تسمح للباحث بأن يقول ما لديه، وللآخر أن يرد بالحجة، دون أن يتحول الحوار إلى ملف أمني أو معركة هوية.
فالعالم الإسلامي لن يتقدم بالسكوت على الأسئلة، بل بامتلاك الشجاعة للبحث عن إجابات…
وإيلال — مهما اختلفنا معه — واحد من الذين أشعلوا الضوء في الممر المظلم.

Quote: استضافة رشيد إيلال في نقاش عبر Clubhouse مع مجموعة من المثقفين السودانيين خطوة جريئة تضع المسألة على الطاولة بعيدًا عن الصراخ المعتاد.

متى يحصل النقاش؟ .. يا أبو الزوز

بريمة

مجرد رجل ملحد يسخر من كلام الله ..

يا بيما يا صديقي سوف يكون اللقاء مساء هذ السبت الساعة العاشرة مساء بتوقيت لندن في الكلوب هاوس كنا معنا

تمام يا أبو الزوز

يعنى 5 مساءً بتوقيتنا .. أما ناس كلفورنيا الساعة 2 مساءً

Quote: 10:00 PM (22:00) London Time = 5:00 PM (17:00) DC

بريمة