بَعْدَ وُقُوْعِ الْفَأْسِ في الرَّأْسِ بقلم/علي تولي

بَعْدَ وُقُوْعِ الْفَأْسِ في الرَّأْسِ بقلم/علي تولي


11-12-2025, 04:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1762920936&rn=0


Post: #1
Title: بَعْدَ وُقُوْعِ الْفَأْسِ في الرَّأْسِ بقلم/علي تولي
Author: علي تولي
Date: 11-12-2025, 04:15 AM

04:15 AM November, 11 2025

سودانيز اون لاين
علي تولي-USA
مكتبتى
رابط مختصر



وظلم ذوي القربى أشدُّ مَضاضة
على المرء من وقع الحسام المهنَّدِ
لا غرو في أن ردود الفعل الثوري باتت أكثر تعقيدًا في السودان بعد مخاض عقود عجاف عرف الثوار خلالها البطش والتعذيب والقتل البطيء في أقبية السجون والزنازين وبيوت الأشباح التي ابتدعها الاخوان المسلمون مصحوبة بابتداع صنوف من التعامل القسري الذي لم يعهده السياسيون والناشطون من قبل ممن تعرضوا للسجن في الدكتاتوريات السابقة، لا يفسره إلا الخوف والرعب الذي يكتنف هذه الطغمة التي انتزعت السلطة، وهم يرتعبون من المجهول الكامن في نفس المارد الثوري حتى يخلو لهم وجه أبيهم.. مستغلين هشاشة الوضع السياسي تحت حكم الصادق المهدي وفقر الخزينة العامة وعجزها عن التمويل الخدمي المدني والعسكري.. فكانوا وفق شهادة من نعتد بهم بعد لحظة الصفر في- انقلابهم المشؤوم- ممن قابلوهم في الشوارع وخاصة وصفه لملامح الضابط شمس الدين أنه كان في أشد حالات الخوف البشري في ارتعاد الفرائص.. فأودوا بحياة 28 ضابطا؛ كما أن جريمة الدكتور علي فضل تمثل إحدى مظاهر الخوف الذي كان يسحق دواخلهم.. خوف على مصائرهم إزاء ما اقترفوه من حرمان هذا الشعب من ممارسة حقه في سلطته المدنية.. فهم يعيدون ذات السيناريو مختبئين خلف خادمهم المطيع البرهان..
تعودنا سماع ذات الجعجعة و بذات الوتيرة الموتورة تخرج من ذات الحناجر المخاتلة والمخادعة منذ أن انتهى بهم العام الأول وهم في حربهم مع جنوب السودان المنفصل جراء سياساتهم البغيضة من الحكم المأفون- والتي ازدادت بغضًا بعد مثلث حمدي العنصري هذا الذي انبطح للبنك الدولي والصندوق الدولي في تثبيت الشروط المريرة والتي كان أول معارضيها في المؤتمر الاقتصادي عام 86 الأستاذ محمد إبراهيم نقد- أكرر بعد هذا الاستطراد أننا تعودنا سماع مقولتهم التي تتكرر كل عام.. بأن هذا العام سيكون عام القضاء على التمرد.. يوازيها مقولتهم لأهل بورتسودان في كل عام بأن هذا سيكون آخر عام في مشكلة مياه بورتسودان فبقيت المشكلتان عالقتان في عنق ربيبهم البرهان ومن حوله ممن يحملون عبء التكليف أي التكليف هذا المصطلح أعادته على الملأ أختهم المتأسلمة سناء حمد.. وللحقيقة أن هذه المتأسلمة وشخص آخر ينعب هنا وهناك كغراب البين يدعى الناجي بجلده/ أي؛ الناجي مصطفى.. أظهرا ملكية التنظيم للمؤسسة العسكرية تمامًا حيث تقر/ سناء حمد مشهِّرةً بإجراءاتها التكليفية مع كبار القادة من العسكر.. كما أن البروباغندا التي كان يعتمدها الناجي مصطفى وهو يتعالى على كبار الرتب من الضباط النظاميين تعزِّز ملكية الأخوان المتأسلمين لهذه المؤسسة..
*اعتمادهم على صناعة المليشيات بدأ في العام 1989 كقوة شبه عسكرية.. تنقصها مزايا كثيرة في تأهيل الفرد المقاتل.. لذا كان الموت في صفوف محاربيهم اليُـفَّـع يصل إلى حدٍّ غير معقول يصعب معه لديهم جدولة احتفالات عرس الشهيد في بيت كل قتيل منهم؛ لذا يتأخر إبلاغ ذويهم بموته ومحوه من قائمة الأسماء المنتظرة وتتم إقامة العرس الجنائزي الهستيري لدرِّ عاطفة شبابٍ آخرين في منطقته.. ومنها جاءت مقولة البشير درويش الدلوكة والدفوف: كان دقت المزيكا كل فار يدخل جحره.. تندراً أمام معارضيه كدكتاتور يحكم القبضة على الشعب. كما ازداد حجم المليشيات المسلحة من نفس العام الأول في تسليحه لقبيلة المسيرية والرزيقات وقبيلة الفرسان.
* ومن غرائب أمور سيرة البشير في حكمه أنه شرب من نفس الكأس التي احتسى سؤرتها في استعانته بحميدتي لبطش المعارضين لنظامه والمتمردين.. بعد أن دبَّ الضعف في مؤسسته العسكرية.. لكن راعي الإبل المقاتل بعد أن نكَّلَ- من أجل صاحبه البشير- بإنسان وقرى ومدن دارفور في أكبر المجازر والإبادة فظاعة.. دبَّت الأطماع في نفس حميدتي حتى بدأ الهمس حول البشير من الضباط ومن أحد أشقائه الذي حذره من خطره.. مما دفع حميدتي وهو المرتبط بالمخابرات والأمن التي أتى عن طريقهما.. الاستعانة بكبار الضباط وسحب البساط من تحت أقدام البشير..
ذهب البشير وترك للبرهان نفس الأوهام في الحسم العسكري.. بغياب الفعل الاستراتيجي في إدارة الحروب.. فلم نر منه بعد مقولته أي؛(كذبته الأول) إنه سيحسم المعركة في أسبوع إلا أنه لم يظهر إلا بعد خمسة أشهر من اندلاعها خارج أسوار القيادة ينتعل حزاء (السفنجة) في صباح 24 أغسطس.. وسيسجل التاريخ كل هذه المخازي.. وخذلانه للشعب وتركه نهباً للجنجويد داخل العاصمة وخلع جنوده لزيهم وفرارهم.. وانسحابات متكررة تماثلت في الجزيرة ابتداء من بوابة العيلفون إلى انسحابهم من مدني بكل طاقم حكومة الولاية.. حتى أصبح السواد الأعظم من السودان في نزوح لم يشهد له التاريخ مثيلاً..
والوهن يدب هنا وهناك.. وتزداد نفوس المواطنين غلياناً مما يحدث بل لعل الإخوان سيؤا الذكر وجدوا ضالتهم في بلوغ الغضب الشعبي مداه.. فنشط البرهان ومن حوله في تأليب الناس وتسليح أبناء الشعب ومازال الحال رغم أن القتل في صفوف الشباب قد استحرَّ واتسعت دائرة الأسر في ايدي الجنجويد. والنزوح الآن يبلغ مداه غير المعهود في نزوح أهل الفاشر بصفة خاصة وإنسان دارفور بصفة عامة.. وتزداد نوبة استنفار الشعب كلما وقع الفأس في الرأس، وبعد كل مقتلة يلحقها الجنجويد بحامية من الحاميات.. ومن عجبٍ أن الدعم السريع أي الجنجويد يقتلون وينكلون بمواطني الفاشر لأكثر من 15 شهراً ولم تأت تعزيزات عسكرية من حاميات البرهان المنتشرة في البقاع الآمنة.. إلا بعد أن تمت هزيمة الفرقة الموجودة هناك والقوات المساندة.. وكأن المواطن لا تعنيهم نصرته وحمايته.. فهم لعمري يجعلون من القوات حارسة لهم ومناطقهم فقط؛ ليكونوا أكثر أمانًا من أجل من استأمنوهم على أسرار القبح والمتاجرة بمقدرات وخيرات هذه البلاد وما اقترفوه من جرائم يخشون مغبة المحاسبة عليها..
ستبدي لك الأيام إن كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تـــــزود
ويأتيك بالأخـــبار من لم تبع له
بتاتًا ولم تضرب له وقت موعد