الحرب السودانية: السيناريوهات المحتملة والآفاق (ورقة تحليلية)

الحرب السودانية: السيناريوهات المحتملة والآفاق (ورقة تحليلية)


11-08-2025, 05:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1762579478&rn=0


Post: #1
Title: الحرب السودانية: السيناريوهات المحتملة والآفاق (ورقة تحليلية)
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2025, 05:24 AM

05:24 AM November, 08 2025

سودانيز اون لاين
محمد جمال الدين-The Netherlands
مكتبتى
رابط مختصر



أرفق هنا ورقة تحليلية PDF جديدة بعنوان:

الحرب السودانية : السيناريوهات المحتملة ومشروع دولة المواطنة كإطار جامع لإعادة بناء الدولة والمجتمع والإنسان

وهي ورقة تحليلية، تمثل جزءً من حوار داخلي يدور ضمن مجموعة مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم، لكنها مطروحة بالطبع لكل من يهتم وفقًا للهدف المعلن.

تتناول الورقة قراءة تحليلية لمستقبل السودان في ظل الحرب الراهنة عبر خمسة سيناريوهات محتملة، وتقدم مشروع دولة المواطنة بوصفه الإطار الوطني الجامع القادر على تجاوز الأزمة وبناء دولة العدالة والمساواة برغم فداحة الأزمة التي قد تفوق الخيال.
كما تتضمن الورقة فقرة ذات اهمية خاصة حول ضرورة الحركة الجماهيرية المنظمة كقوة محركة للتغيير، ومقدمة توضيحية عن خلفية المشروع وسياقه البحثي.


ونحسبها جزءاً من مشروع بحثي متكامل، ولذا يُستحسن قراءتها بالارتباط مع الورقتين المرفقتين لاستكمال الصورة التحليلية والفكرية، وهما:

ورقة: مشروع دولة المواطنة 1-

ورقة: ثورة ديسمبر ومأزق الانتقال الديمقراطي 2-

ويأتي هذا بهدف تحقيق كمال الرؤية وتوضيح الإطار العام للفكرة المركزية حول مستقبل السودان، بما يشمل تجاوز الأزمة المزمنة وبناء دولة المواطنة والعدالة، وبما لا يتعارض مع المبادرات الإيجابية القائمة سواءاً وطنية أو أقليمية/عالمية، بل يسندها ويكملها.

---
الورقة المعنية كاملة كنص تأتي في المداخلة المقبلة مباشرة وفق الأهداف المعلنة ✌️🌹👇

Post: #2
Title: Re: الحرب السودانية: السيناريوهات المحتملة �
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2025, 05:25 AM
Parent: #1

الحرب السودانية: السيناريوهات المحتملة ومشروع دولة المواطنة كإطار جامع لإعادة بناء الدولة والمجتمع والإنسان

ورقة تحليلية محدثة، تمثل جزءً من حوار يدور ضمن مجموعة مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم، لكنها مطروحة بالطبع لكل من يهتم وفقًا للهدف المعلن.

إعداد: محمد جمال الدين – باحث مستقل، مختص في الأنثروبولوجيا


ملاحظة استباقية:
كلنا نعلم أن أي مشكلة في العالم لا تُحل بالأفكار وحدها، بل بالإرادة. ومع ذلك، فإن الإرادة لا تنشط إلا من خلال فكرة قادرة على جمع أكبر عدد ممكن من الناس حول هدف مشترك. تهدف هذه الورقة الجديدة بالضبط إلى بلورة مثل هذه الفكرة: مشروع دولة المواطنة، كإطار جامع لإعادة بناء السودان والمجتمع والإنسان، بروح من التفاؤل والإصرار.

ملخص تنفيذي:

تستعرض هذه الورقة مستقبل السودان في ظل الحرب الراهنة من خلال خمسة سيناريوهات محتملة، ثم تقدم مشروع دولة المواطنة (تيار دولة المواطنة) بوصفه الإطار الوطني الجامع والصالح لكل الاحتمالات، بما فيها الانهيار الكامل أو فرض الوصاية الدولية.
ترى الورقة أن الحل لا يكمن في انتصار طرف على آخر سواء أكان عسكرياً أو مدنياً، بل في تأسيس عقد اجتماعي جديد يعيد بناء الدولة على قاعدة المواطنة المتساوية، ويفكك إرث دولة الهوية التاريخي والإقصاء، ليؤسس لبنية سياسية ومدنية جديدة تحمي الإنسان وتعيد تعريف الانتماء على أسس العدالة والمساواة.


الحركة الجماهيرية: العمود الفقري لمستقبل السودان
لا يمكن لمستقبل السودان أن يُبنى بالقوة العسكرية أو القرارات السياسية وحدها. في ظل الحرب الراهنة وتعدد السيناريوهات المحتملة، تصبح حركة جماهيرية منظمة وواعية ضرورة مصيرية لإحياء الدولة والمجتمع على أساس المواطنة المتساوية. هذه الحركة ليست مجرد ضغط شعبي، بل عامل مؤسسي حاسم: يؤدي إلى تفكيك إرث دولة الهوية، وترسيخ العدالة، وإعادة تعريف الانتماء على قاعدة الحقوق والمساواة، يتحقق فقط بوجود جماهير مدنية نشطة، قادرة على توجيه التغيير وتحويل القوى الداخلية والخارجية إلى أدوات دعم لبناء الدولة المدنية الديمقراطية. حين تتشكل حركة جماهيرية قوية، تتولد قيادات مدنية متجردة، ويصبح المشروع الوطني الجامع مشروعاً شعبياً حياً، قادرًا على ضمان العدالة، توحيد مؤسسات الدولة، واستثمار التوازنات الإقليمية والدولية لدعم السلام والتنمية.

:مقدمة
الحرب السودانية التي اندلعت في أبريل 2023 ليست مجرد نزاع بين قوتين مسلحتين، بل هي تجلٍّ لأزمة بنيوية تاريخية فشلت فيها الدولة السودانية منذ الاستقلال في ترسيخ مفهوم المواطنة المتساوية كأساس للشرعية.
لقد ورثت النخب المتعاقبة دولة تقوم على الهوية لا على القانون، على الامتياز لا على المساواة، ما أدى إلى انهيار مشروع الدولة الوطنية.

في ضوء ذلك، يصبح مشروع دولة المواطنة ليس مجرد رؤية فكرية، بل ضرورة وجودية لإنقاذ السودان من الانهيار النهائي.
منهج التحليل
تعتمد الورقة على المنهج البنيوي-السيناريوي، الذي يدمج بين تحليل القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة واستشراف المستقبل عبر خمسة سيناريوهات، وصولًا إلى تصور عملي لبناء مشروع وطني جامع.

:السيناريوهات الخمسة للحرب السودانية وللحالة الواقعية

1. العودة إلى ما قبل 15 أبريل 2023
استعادة للوضع السابق لكن بشروط جديدة تتطلب مصالحة وطنية شاملة وهيكلة العدالة الانتقالية والإقتصاص الحاسم للضحايا بلا إنتقام، لكنها تبقى هشة إن لم تُبنَ على أساس مشروع وطني جامع يعيد تعريف الدولة كمؤسسة مواطنة لا امتياز.

وهو الإحتمال الواقعي والأرجح والأكثر حظاً ويشجعه الاقليم/العالم وفق هذا التحليل وشروطه ولو أنه سيقابل بكثير من العقبات الوجدانية والإنفعالات والعواطف البشرية.. وربما كانت العامل القاتل.. وإلا:

2. انفصال دارفور أو جزء منها
سيناريو تفكك جغرافي يقود إلى ولادة كيانات جديدة تحتاج إلى تعريف قانوني للمواطنة والحدود، وهو ما لا يمكن ضمانه دون تأسيس عقد اجتماعي جديد يستند إلى مبدأ "المواطنة فوق الانتماء".

3. عودة الدولة العميقة
احتمال استعادة النخب الإنقاذية الآيديولوجية القديمة للسلطة يعيد إنتاج الأزمة التاريخية، ما لم تُكسر البنية التسلطية عبر مشروع إصلاحي جذري يقوم على حياد الدولة تجاه العرق واللون والجنس والدين والجهة.

4. سيطرة قوات الدعم السريع
تحول ميزان القوة لمصلحة الدعم السريع/تأسيس كيان قد ينهي دولة الهوية القديمة لكنه ينشئ أخرى أكثر قسوة، ما لم تتشكل حركة جماهيرية تعيد صياغة الدولة على مبدأ الحقوق المتساوية.

5. فرض الوصاية الدولية
في حال الانهيار الكامل للدولة واستمرار الحرب دون أفق، يُرجح تدخل دولي لإدارة البلاد مؤقتًا. وهنا يصبح مشروع دولة المواطنة المشروع الوحيد القادر على استعادة السيادة الوطنية لأنها تقدم نموذجًا مدنيًا تشاركيًا متوافقًا مع المعايير الدولية للعدالة والحوكمة.
المشروع الوطني الجامع:

مشروع دولة المواطنة (تيار دولة المواطنة)

1.تعريف المشروع
مشروع دولة المواطنة هو عقد اجتماعي جديد يقوم على المساواة التامة بين المواطنين دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجهة أو النوع الاجتماعي.

هو مشروع فوق سياسي، يصلح لكل الحالات: الوحدة، الانقسام، الاندماج، أو الوصاية، لأنه ينطلق من الإنسان كقيمة عليا، لا من الجغرافيا أو السلالة أو التاريخ (راجع ورقة مشروع دولة المواطنة المرفقة).

2. الرؤية
بناء دولة عادلة محايدة، تتجاوز الانقسامات التاريخية والرمزية، وتعيد تعريف الانتماء على أساس المشاركة والحقوق.

3. الرسالة
تفكيك منطق دولة الهوية، واستبداله بدولة القانون والمواطنة، عبر تحول تدريجي من الامتياز إلى التعاقد، ومن الهيمنة إلى المشاركة.

4. الأهداف
إعادة بناء مفهوم المواطنة بوصفه أساس الانتماء السياسي.
تحييد مؤسسات الدولة عن الولاءات الجهوية أو الدينية أو المذهبية والآيدولوجية.
ترسيخ التنوع كقيمة وطنية وإدماجه في الثقافة والتعليم والإعلام.
تحقيق العدالة الانتقالية بوصفها شرطًا للمصالحة الوطنية.
ضمان حياد الجيش والأمن ضمن مؤسسة وطنية موحدة تحت سلطة مدنية.

5. الهيكل العام للمشروع
ينقسم المشروع إلى ثلاثة محاور تنفيذية مترابطة:

أ. المحور الدستوري والمؤسسي
صياغة دستور جديد يعترف بالتعددية الثقافية واللغوية.
تبني نظام حكم فدرالي لا مركزي يمنع احتكار المركز للسلطة.
إصلاح مؤسسات العدالة والأمن والخدمة المدنية لضمان الحياد والاستقلال.

ب. المحور الاجتماعي والثقافي
إصلاح التعليم والإعلام لترسيخ قيم التعدد والتسامح.
وضع ميثاق رمزي جديد للهوية الوطنية (لغة رسمية جامعة + حماية اللغات المحلية + رموز مشتركة).
دعم برامج المصالحة والتعافي المجتمعي في مناطق الحرب.

ج. المحور الاقتصادي والتنموي
إعادة توزيع الموارد بعدالة بين الأقاليم.
تبني سياسات تمييز إيجابي للمناطق المتأثرة بالنزاعات والظروف المناخية والبيئية القاسية .
تمكين الشباب والنساء عبر مشاريع إنتاجية وتنمية بشرية شاملة.

:آليات التنفيذ في أرض الواقع
مؤتمر تأسيسي وطني شامل لصياغة ميثاق دولة المواطنة.
حكومة انتقالية مدنية مستقلة تدير المرحلة التأسيسية على أساس التوافق.
مجلس عدالة انتقالية لإدارة قضايا الجرائم والانتهاكات ومتابعة الإصلاح.
لجنة لصياغة الدستور الجديد بمشاركة ممثلين عن كل الأقاليم والشرائح الإجتماعية الممكنة.
برامج إعلامية وثقافية لإعادة بناء المخيال/الوعي الجمعي على أسس المواطنة.
شراكات مع المجتمع الدولي لدعم العملية الانتقالية دون المساس بالسيادة.
رقابة جماهيرية من خلال لجان المقاومة واللجان المجتمعية التي قد تنشأ حديثاًَ من إملاء الواقع الجديد ومنظمات المجتمع المدني لضمان الشفافية والمحاسبة.

:الخاتمة
مشروع دولة المواطنة (تيار دولة المواطنة) هو المخرج البنيوي الوحيد من الأزمة السودانية، وهو المشروع الصالح لكل الاحتمالات
إن انتهت الحرب بالوحدة، فهو ضمان العدالة.
إن حدث انفصال، فهو رابط قانوني وإنساني جامع.
إن فُرضت وصاية دولية، فهو الضامن لاستعادة السيادة.
إنه مشروع الحياة في مواجهة الموت، ومشروع الإنسان في مواجهة الخراب.

فقط عندما يصبح الإنسان السوداني (أيًا كان عرقه أو جنسه أو جهته أو دينه أو إعتقاده الخاص) مواطنًا كامل الحقوق، يمكن أن تولد الدولة من
جديد.

إضافة ختامية هامة:
تستند هذه الرؤية إلى قراءة دقيقة للواقع السوداني الراهن، وإلى الأسس الفكرية والسياسية المطروحة في الورقتين المرجعيتين: (1) مشروع دولة المواطنة، و(2) ورقة ثورة ديسمبر والانتقال الديمقراطي.

ولا تسعى الورقة إلى التنظير فحسب، بل تهدف إلى إطلاق حوار وطني وجماهيري جاد وعاجل، يفتح الطريق أمام تشكل حركة جماهيرية جديدة قادرة على تجاوز الأزمة البنيوية العميقة التي تمسك بخناق البلاد.
حركة تستلهم روح الثورة الأولى، لكنها تتجاوزها تنظيمًا ووعيًا وبصيرة، لتُنتج قيادات مدنية متجردة، تؤمن بأن التغيير لا يُقاس بعدد الشعارات، بل بقدرتها على إعادة ثقة الجماهير في الثورة ومخيالها الأخلاقي والسياسي.

وفي الوقت نفسه، تدعو الرؤية إلى إعادة توجيه التفاعل الإقليمي والدولي ليصب بإيجابية وعدالة في مصلحة الخط الاستراتيجي لمشروع دولة المواطنة.
فبدل أن يكون العامل الخارجي أداة للهيمنة أو لتغذية الصراع وإستمراره، يمكن تحويله عبر وضوح المشروع الوطني وتماسك الجبهة المدنية إلى رافعة دعم حقيقية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

حين ترى القوى الإقليمية والدولية أن السودان يملك مشروعًا وطنيًا جامعًا وشرعية جماهيرية حقيقية، ستنتقل من منطق “الوصاية والمصلحة” إلى منطق الشراكة والمسؤولية المشتركة في حفظ الاستقرار والتنمية.

هكذا، يصبح مشروع دولة المواطنة جسرًا بين الداخل والخارج:
مشروع يعبر عن الإرادة الشعبية، ويستوعب الواقع الإقليمي، ويحول التوازنات الدولية إلى طاقة دعم للسلام العادل، والعدالة الانتقالية، والتنمية المتكافئة.

فحين تلتقي الإرادة الجماهيرية الصادقة مع الواقعية السياسية الذكية، يمكن للسودان أن يخط طريقه نحو المستقبل بثبات - دولة تحكمها المواطنة، وتحميها العدالة، ويصنعها الناس بأيديهم.. وبالتالي تساهم في إزدهار الأقليم وسلام العالم.


تنويه أخير:
تُعد هذه الورقة جزءاً من مشروع بحثي متكامل، ولذا يُستحسن قراءتها بالارتباط مع الورقتين المرفقتين لاستكمال الصورة التحليلية والفكرية، وهما:

(تيار دولة المواطنة) مشروع دولة المواطنة

ورقة ثورة ديسمبر والانتقال الديمقراطي

كما يُنصح لطفاً بالنظر أيضاً في:

مشروع السودان 200

المشروع الوطني الثقافي السوداني

المشروع الإنساني السوداني

(والمشاريع الثلاثة أيضاً متاحة عند الطلب).

ويأتي هذا بهدف تحقيق كمال الرؤية وتوضيح الإطار العام للفكرة المركزية حول مستقبل السودان، بما يشمل تجاوز الأزمة المزمنة وبناء دولة المواطنة والعدالة، وبما لا يتعارض مع المبادرات الإيجابية القائمة سواءاً وطنية أو أقليمية/عالمية، بل يسندها ويكملها.


تحيات:

محمد جمال الدين

8 نوفمبر 2025
واتساب (عند لزوم ما يلزم)
+31684688891
[email protected]

Post: #3
Title: Re: الحرب السودانية: السيناريوهات المحتملة �
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-08-2025, 02:06 PM
Parent: #2



وهنا روابط الورقتين الأُخريين أيضًا من منبر سودانيز أونلاين، كما أنهما متوفرتان بصيغة PDF لمن يرغب في الاطلاع أو المشاركة برأيه أو إرسال ملاحظاته أو تقديم نقدٍ بنّاء:

1-


ورقة بحثية ورؤية سياسية نحو مشروع وطني جامع صالح للوحدة/الإنقسام/الإندماج

https://sudaneseonline.com/board/515/msg/1753976013.html


2-

ورقة: تحليل بنيوي مقارن في أسباب انهيار الحكومة الانتقالية 2019-2021 وآفاق ما بعد الحرب الحالية!

https://sudaneseonline.com/board/515/msg/1762155665.html