Post: #1
Title: تقرير مهم لمجاهد بشرى
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 11-02-2025, 10:07 PM
10:07 PM November, 02 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
تؤكد مصادر مطّلعة على مجريات التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في واشنطن أن قائد الجيش أبلغ الإدارة الأمريكية بوجود “مشكلة أمنية خطيرة” تهدد جهود السلام ووقف الحرب. المصدر أوضح أن البرهان أشار صراحة إلى تحالفٍ جديد يجمع بين الحركة الإسلامية والحركات المسلحة (المشتركة)، تحالف نشأ من رحم الخوف بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع، حين أدركت هذه الحركات أنها أصبحت بلا نفوذ وأن انتهاء الحرب يعني انتهاء دورها العسكري والسياسي تمامًا. لكن خلف هذا التوصيف الأمني المضلل، يكمن جوهر الصراع الحقيقي: الذهب السوداني هو وقود الحرب. - ما قاله الجيش في واشنطن أسرّ قائد الجيش للمسؤولين الأمريكيين أن استمرار الحرب “ضرورة مؤقتة” لحماية ما سماه “الاستقرار الاقتصادي”، في إشارة واضحة إلى موارد الذهب التي تموّل العمليات العسكرية. أقرّ بأن هناك مجموعات داخل الجيش والحكومة تعتمد على هذا الذهب لتغطية نفقاتها وشراء الأسلحة، وأن أي تسوية توقف القتال ستجفف هذه الموارد. وهو بذلك اعترف ضمنيًا بأن الحرب تحوّلت من معركة سياسية إلى صراع اقتصادي على مناجم الذهب. - التحالف الجديد بين الإسلاميين والمشتركة المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن التحالف بين الإسلاميين والحركات المسلحة لم ينشأ بدافع أيديولوجي، بل بدافع حماية المصالح الاقتصادية المشتركة. فبعد أن فقدت الحركات وجودها الميداني في دارفور، وجدت في شبكات الإسلاميين الاقتصادية ملاذًا جديدًا. في المقابل، وجد الإسلاميون في تلك الحركات أداة لحماية أنشطتهم في مناطق التعدين، مما يسهم في خروجهما عن طاعة الجيش عبر استقلاليتهما المالية و اللوجستية، وهي الخطة المصرية التي زرعت وزير المعادن ليكون ممولا لهذه الجهات في حال خروج البرهان عن طوعها. الأنشطة الأساسية تتركز في نهر النيل، الولاية الشمالية، والبحر الأحمر، حيث تُدار عمليات استخراج وتجارة الذهب عبر وسطاء وشركات واجهة تعمل بتنسيق مباشر مع ضباط استخبارات وقيادات ميدانية سابقة. الجيش نفسه أصبح أسير هذا التحالف، فهو لا يستطيع إخراج هذه المجموعات من مناطق التعدين خوفًا من تمردها أو فتحها جبهات داخلية جديدة، مما قد يؤدي إلى انهيار دفاعاته في الشمال. وبذلك، تحوّل التحالف إلى شبكة نفوذ اقتصادية تمسك بمورد الدولة الأهم، فيما اكتفى الجيش بدور الحارس للمصالح التي لا يسيطر عليها. - الذهب كمصدر تمويل للحرب الذهب السوداني أصبح “العملة الحقيقية” للحرب. فمنذ مطلع 2024، ارتفعت صادرات الذهب المصري بنسبة 78٪ عن العام السابق، ثم قفزت إلى 194٪ في الربع الأول من 2025، رغم عدم وجود زيادة في الإنتاج المحلي المصري. التقارير الاستخبارية تؤكد أن هذه الكميات مصدرها السودان، حيث يُهرَّب الذهب عبر الحدود الشمالية إلى مصر، ويُغسل هناك قبل إعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية. عوائد هذا الذهب تُستخدم في شراء الأسلحة من إيران وروسيا وتمويل الجماعات الإسلامية المسلحة، وعلى رأسها مليشيا “البراء بن مالك” التي وثقت منظمات دولية ارتكابها جرائم حرب في الخرطوم و الجزيرة. وهكذا تحولت ثروة السودان إلى سلاحٍ يُستخدم ضد شعبه. - شبكة النفوذ داخل حكومة البرهان التحقيقات الأولية والمعلومات الاستخبارية تؤكد تورط شخصيات نافذة في حكومة البرهان غير الشرعية في إدارة هذه الشبكات: • جبريل إبراهيم، وزير المالية وقائد حركة العدل والمساواة، الذي فُرضت عليه عقوبات أمريكية في سبتمبر الماضي لدوره في شراء أسلحة من إيران وتمويل مليشيات إسلامية. • نور الدائم طه، وزير المعادن وأحد عناصر حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، تورط في صفقات مشبوهة مع مدير شركة الموارد المعدنية السابق مبارك أردول، وكشفت تسريبات صوتية اتصالاته المباشرة بالمخابرات المصرية. • عمر النمير، المستشار الاقتصادي لمجلس السيادة، والذراع المالية للبرهان، يدير شبكة شركات في اليونان تعمل كواجهة لتصدير الذهب وغسله في الأسواق الخارجية. هذه الشخصيات الثلاث تشكل محور التمويل الخفي للحرب: وزارة المعادن تُشرف على الإنتاج، وزارة المالية تغطي التحويلات، وشبكة النمير تتولى التهريب والتسويق الدولي. - فشل صفقة الذهب في واشنطن خلال المفاوضات، قدّم وفد الجيش عرضًا للإدارة الأمريكية مفاده: “فتح مناجم الذهب والسواحل على البحر الأحمر أمام الشركات الأمريكية مقابل الضغط على الدعم السريع للتخلي عن الحكومة المدنية، ووقف المطالبة بتسليم قادة النظام البائد للمحكمة الجنائية.” لكن واشنطن رفضت العرض بشكل قاطع، معتبرة أنه محاولة فاضحة لمقايضة العدالة بالثروة. أبلغت الإدارة الأمريكية الوفد أن الأولوية هي لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، لا لشراء الوقت عبر صفقات غير مشروعة. عندها رفض الجيش التوقيع على مسودة السلام المقترحة، وهي المرة السادسة التي ينسحب فيها من مسار التسوية منذ بدء الحرب. - المشهد العام يتضح الآن أن الجيش يقاتل من أجل حماية شبكة مصالح اقتصادية لا وطنية. فهو محاصر بين ضغوط الخارج التي تكشف فساده، وتحالف الداخل الذي يبتزه. الإسلاميون الذين أشعلوا الحرب يموّلونها من الذهب، والحركات التي قاتلت تحت راية الجيش تحولت إلى شركاء له في السوق السوداء، بينما ينهار الاقتصاد والبلاد تتفكك. ويقول المصدر أن احد أهم اسباب خلافات البرهان مع حلفائه الاسلاميين هو تغولهم على مجال التعدين الذي ظل يستحوذ عليه لوحده منذ انقلاب الـ25 من اكتوبر، وهو ما. كان يمنحه قوة و سلطة اتخاذ القرارات منفردا دون معارضة. -الخلاصة الاستخبارية 1. الذهب هو الوقود الحقيقي لاستمرار الحرب. 2. التحالف بين الإسلاميين والمشتركة قائم على حماية مصالح التعدين والتهريب، لا على أهداف سياسية. 3. الجيش فقد السيطرة على مصادر تمويله، وتحول إلى أداة تحمي شبكات الفساد. 4. أي اتفاق سلام دون تفكيك هذه الشبكة الاقتصادية لن يوقف الحرب، بل سيمنحها وجهاً جديدًا. ما يجري في السودان لم يعد نزاعًا سياسيًا ولا حربًا على الكرامة كما يدّعي قادة الجيش، بل هو نزاع على مناجم الذهب التي تحولت إلى شريان حياة للحرب. تتحكم فيها شبكة من الجنرالات، والتجار، والإسلاميين، والحركات التي باعت قضيتها بثمن بخس. أما الشعب السوداني، فبين فقرٍ وجوعٍ ونزوح، يدفع ثمن حربٍ لا تخصه — حربٍ تُدار بالذهب، وتُبرر بالشعارات، وتُغذّيها الأكاذيب. مجاهد بشري
|
|