الموقف المصري من سقوط الفاشر- توازن الضرورة بين الأمن القومي والالتزام الدبلوماسي ت

الموقف المصري من سقوط الفاشر- توازن الضرورة بين الأمن القومي والالتزام الدبلوماسي ت


10-29-2025, 09:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1761771376&rn=0


Post: #1
Title: الموقف المصري من سقوط الفاشر- توازن الضرورة بين الأمن القومي والالتزام الدبلوماسي ت
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 10-29-2025, 09:56 PM

09:56 PM October, 29 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



الموقف المصري من سقوط الفاشر: توازن الضرورة بين الأمن القومي والالتزام الدبلوماسي

تاريخ الإصدار: 29 أكتوبر 2025
إعداد: وحدة تحليل السياسات الإقليمية
الملف: السودان – الأمن الإقليمي – القرار الرباعي

🔹 أولاً: خلفية الحدث

يشكّل سقوط مدينة الفاشر في 26-27 أكتوبر 2025 بيد قوات الدعم السريع (RSF) بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب السودانية.
المدينة تُعد آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، وبسقوطها يتعزز خطر تشكّل كيانٍ سياسي-عسكري منفصل في الغرب يمتد نحو ليبيا وتشاد، ما يهدد وحدة السودان والأمن الإقليمي برمته.

🔹 ثانياً: الموقف المصري المبدئي

تتعامل مصر مع الأزمة السودانية باعتبارها قضية أمن قومي مباشر، إذ ترى في الجيش السوداني الكيان الشرعي الوحيد القادر على حفظ وحدة الدولة ومنع انهيارها.
رغم ذلك، اختارت القاهرة الامتثال الدبلوماسي للمبادرة المعروفة بـ"القرار الرباعي" (الذي يضم مصر، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة)، تجنبًا للتصعيد العسكري، وحرصًا على الحفاظ على شبكة تحالفاتها الإقليمية والدولية.

🔹 ثالثاً: التهديدات الاستراتيجية لمصر

تهديد أمني مباشر:

احتمال تحوّل دارفور إلى قاعدة مسلحة تمتد عبر الحدود الليبية والتشادية.

خطر تهريب السلاح والمقاتلين إلى المثلث الحدودي المصري الغربي.

تهديد استراتيجي بعيد المدى:

فقدان السودان كعمق استراتيجي جنوبي لمصر.

بروز تحالفات بين RSF وقوى خارجية (ليبيا – الإمارات – مرتزقة سابقون من فاغنر).

تهديد اقتصادي وإنساني:

تدفق لاجئين إلى الأراضي المصرية وتراجع إمدادات الماشية والذهب.

ضغط متزايد على الاقتصاد المصري في ظل الأزمة الداخلية.

🔹 رابعاً: التحرك المصري الرسمي

دبلوماسياً:

دعم بيانات الرباعية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وحكومة مدنية انتقالية.

تنسيق مع فرنسا والسعودية والأردن واليونان لتثبيت المسار السياسي.

إنسانيًا:

فتح ممرات إغاثية وإعلان استعداد القاهرة لاستقبال نازحين من دارفور.

أمنيًا:

رفع حالة الاستنفار على الحدود الجنوبية والغربية.

دعم استخباراتي ولوجستي محدود للجيش السوداني دون مشاركة ميدانية معلنة.

🔹 خامساً: التحديات أمام القاهرة

التناقض داخل الرباعية:
الاتهامات المتزايدة بدعم إماراتي لقوات الدعم السريع تقوّض وحدة الموقف داخل المجموعة.

الضغوط الغربية:
واشنطن والرياض تحذّران من أي تدخل عسكري مصري قد يشعل صراعًا إقليميًا واسعًا.

تآكل النفوذ الإقليمي:
سيطرة RSF على مناطق الذهب والمواشي تضعف النفوذ الاقتصادي المصري في السودان.

🔹 سادساً: السيناريوهات المستقبلية المحتملة
السيناريو الملامح الرئيسية درجة الاحتمال
1. التجميد الدبلوماسي استمرار مصر في دعم الجيش سياسيًا وإنسانيًا دون تدخل عسكري. 🔹 مرتفع
2. التصعيد المحدود دعم عسكري غير مباشر إذا اقتربت RSF من الحدود الليبية أو المصرية. 🔸 متوسط
3. الانزلاق الإقليمي تدخل مصري مباشر أو عبر وكلاء في حال توسع RSF نحو الشرق أو الخرطوم. 🔻 منخفض
🔹 سابعاً: التوصيات الاستراتيجية

تعزيز التنسيق الأمني مع تشاد والجزائر لضبط الحدود الغربية.

استخدام القنوات الخليجية للحد من الدعم الإماراتي للدعم السريع.

تكثيف النشاط الدبلوماسي داخل الرباعية لتوحيد الموقف تجاه وحدة السودان.

التركيز إعلاميًا على البعد الإنساني للأزمة لتأطير الدور المصري في إطار دعم الاستقرار.

الإبقاء على تواصل غير رسمي مع قيادات دارفور لتجنب خلق عداء دائم بعد الحرب.

🔹 النتيجة العامة

تميل القاهرة إلى استراتيجية الاحتواء لا المواجهة، محافظةً على توازن دقيق بين التزاماتها الدولية ومتطلبات أمنها القومي.
فالمشاركة المباشرة في الحرب قد تدفع المنطقة إلى "أفغانستان إفريقية" في دارفور، بينما الامتناع الكامل قد يفتح الباب أمام كيانات انفصالية تهدد حدود مصر الجنوبية والغربية.