Post: #1
Title: خيالات البلابسه أو تبرير البلابسه الخيالي-تحية للبلابسه الجدد
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 10-27-2025, 03:16 PM
04:16 PM October, 27 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
الأكاديمية العظمى للبلابسة كيف نحول الغباء إلى مجد، والولاء للقبيلة إلى "قضية وطنية" في زمنٍ صارت فيه المنابر أوسع من العقول، والمايكروفونات أعلى من الضمائر، ظهرت لدينا مؤسسة فكرية غير معترف بها أكاديميًا، لكنها معترف بها شعبيًا، اسمها الأكاديمية العظمى للبلابسة. إنها المكان الذي يُدرّس فيه فن تبرير الفشل الوطني باسم القبيلة، وتُمنح فيه شهادة "الانتماء العاطفي" بدرجة الشرف الأولى. هنا لا يوجد منطق، بل عاطفة محنّطة، ولا وطن جامع، بل جماعات متجاورة تُقسم الولاء بين الجهة والعِرق، بينما يُترك الوطن في قائمة الانتظار. القسم الأول: منهج الولاء الأعمى
في أكاديمية البلابسة، تُختصر الوطنية في جملة واحدة- “مع الحق، إذا كان من جماعتنا.” فإن أخطأ ابن القبيلة، قيل: “كلنا نخطئ، لكنه رجل شهم!” وإن ظلم ابن الجهة، قيل: “النية كانت طيبة!” أما إن نجح الآخر المختلف، فذلك حتمًا بفضل “الصدفة” أو “مؤامرة إعلامية”!
البلابسة لا يرون الوطن بيتًا للجميع، بل قطعة أرض موروثة يتقاسمونها حسب فصائل الدم والعناوين. يعبدون الانتماء الصغير، ثم يرفعون شعار “الوطن أولًا” في الخطب الرسمية فقط!
القسم الثاني: كلية تبرير الهزائم
حين يخسر الوطن في معركة أو مشروع أو فكرة، لا تقلق، فـ"البلابسة" جاهزون بخطابٍ وطنيٍّ مهيب. سيخبرونك أن الفشل كان انتصارًا أخلاقيًا، وأن السبب “أيدٍ خفية” و“مناخ متآمر” و“عدو حاسد” يتربص بكل خطوة!
وإذا تساءلت عن الأخطاء، فسيغمزونك بنظرة اتهام:
“هل أنت ضدنا؟!”
أما لو دعوت إلى النقد والمحاسبة، فستُتهم فورًا بالخيانة، لأن عندهم نقدُ القبيلة أخطر من خيانة الوطن.
القسم الثالث: احتفالات النصر الوهمي
وعندما يتحقق نصر — حتى لو كان في بطولة شدّ الحبل — يتحول المشهد إلى مهرجان وطني، تُرفع فيه صور الأبطال من أبناء “الجهة” وتُوزَّع فيه أوسمة البطولة على "الربع" فقط.
تتعالى الزغاريد، تُعزف الأناشيد، ويخرج البلابسة ليُعلنوا أن الوطن انتصر… بينما الحقيقة أن الوطن كان متفرجًا، والنصر كان خاصًا بفريق القبيلة المتحدة.
القسم الرابع: منطق الغباء الفاخر
البلابسة ليسوا أغبياء بالفطرة، بل فنّانون في تلميع الغباء. يعرفون كيف يصنعون من الكذبة شعارًا، ومن الولاء الأعمى عقيدة. هم لا يكرهون الوطن، لكنهم يحبونه بمواصفاتهم الخاصة. فإذا تعارضت مصلحة الوطن مع مصلحة الجماعة، فالوطن يُقدَّم كقربانٍ في حفلٍ صاخبٍ من التصفيق. حين يصبح الطبل أعلى من الفكرة
الوطن لا يُبنى على الطبل ولا يُدار بالعواطف. الوطن لا يحتاج "قبائل تُصفّق له"، بل عقولًا تفهمه وتدافع عنه. أما البلابسة، فهم جنود في جيش الجهل الناعم، يبررون الخطأ باسم الشرف، ويخونون العقل باسم الانتماء.
لا تناقشهم… فمجادلتهم تشبه محاولة إقناع طاووسٍ بأن ريشه لا يجعله نسرًا.
هم باختصار، أبطال الهزيمة وشعراء النصر الزائف، صنّاعُ الضجيج في وطنٍ يحتاج إلى صوتٍ واحدٍ عاقلٍ فقط.
|
|