Post: #2
Title: Re: Atbara
Author: Hassan Farah
Date: 10-23-2025, 10:47 AM
Parent: #1
Mamoon Rabie 10 October 2021 · سألت صديقي ذات مرة ونحن نرتشف القهوة (شربناها فقط لكي نجلس في بنابر ست الشاي. _ماهي أكتر مرة حسيت بانك سوداني أجابني بصدق..و إن كان مرا.. _شفت يوم الهلال غلب الأهلي المصري تلاتة صفر و الله أنا اليوم داك وأنا راجع البيت كنت فرحان و بقرا في نشيد العلم و ببكي.. سكتنا لبرهة من الزمن..قطعنا سكوتنا هذا بمحاولات متقطعة لسب الوطن..و حكام الوطن.. كنت أعرف أنه أصلا لا يشجع الهلال لكن المباراة المعنية حملها الإعلام الرياضي مسألة الكرامة الوطنية و هيبة الوطن..فصارت عيدا وطنيا.. أنا و هو أبناء الجيل الذي كان يصحو فجر كل عيد ..ليسمع في نشرات الأخبار (و قد إستطاعت قواتكم الباسلةبجانب كتائب المجاهدين تحرير مدينة كذا).. سمعت بمدن...بور...توريت...كبويتا. لحظة تحريرهم..و لم أسمع بهم مجددا.. لم تكن نشرات الأخبار تلك تحرك فينا شعرة..لا هي و لا بيانات المذياع المملة التي تبدأ ب(أيها الشعب السوداني البطل).. أنا أبن جيل تقاذفته القدوة و المثل الأعلى فلم يجدهم بقربه..فعاش ردحا مع أدهم صبري..و احسان عبد القدوس ويوسف السباعي ردحا و مع جيمي واميتاب (ابطال الافلام الهنديه ).. الجيل الذي راقب صعود كل الأشياء حوله و هبوطه هو.. الجيل الذي تمت مطاردته في شوارع و أزقة حاراته..ليساق لمعسكرات التجنيد الإجباري.. ذاكرتي لم تشفى بعد من إحتلال حلايب و الفشقة.. و جرح إنفصال الجنوب.. أنا أبن الجيل الذي رأى بعينه إنكسار الأباء..و دموع الأمهات..لأجل شظف العيش.. جيل مر ربعه من بوابة (الصالح العام)..يدرك جيدا ما معنى أن لا يكون بالمنزل جنيها واحدا.. كيف ستطلب من طفل تم إخراجه ذات صباح في طابور المدرسة بحجة عدم دفع الرسوم..ليجلد.. كيف ستطلب منه أن يردد نشيد العلم هذا بفخر.. كيف ستشرح له إن من جلده على مؤخرته هذه لم يكن هو نفسه الوطن..؟ في جيلنا ذهب الأطفال باكرا للعمل في الإجازات الصيفية ثم يعودوا في المساء ليسمعوا من الكبار قصص عن عظمة أبوعاج..و فترات الإجازة في طلائع مايو.. ليكبر هذا الجيل..و يصل لمرحلة الجامعة ..و ثورة التعليم العالي..و صندوق دعم الطلاب..و ضربت علينا الذلة و المسكنة.. حسنا ..لابد من يضحي هذا الجيل.. و يحصد دمه قيادات أحزاب سياسية في تسويات بغيضة.. ثم..لا سوق عمل..ولا أمل حتي كأنما أحدهم يريد يتأكد هل وصل الإحباط بهذا الجيل حده؟ فيتسابقون الي الهجره شرعيه او (السمبك) صار الحلم هو الخروج.. الناس يخرجون بلا حتى هدف..بعضهم يخرج بدون وجهة أصلا.. البعض يركب قاربا يخبره صاحبه بأنه كان له قاربين الأول مات به 20 من أبناء وطنك في نفس طريقنا هذا.. فيبتسم في أمل.. صار المجهول حلما أفضل من الوطن.. تحول الوطن إلى حالة ذهنية تجمعنا..نتغنى بأمانة الراعي السوداني..و مهارة الطبيب السوداني..و إبداع الطفل السوداني.. و نثور لسلوك سالب قام به سوداني.. تحول الوطن من جغرافيا الي تاريخ أتجول يوميا في طرقات عطبره الصامده. ألمح وجوه الناس أتسلى بتوقع ماهي الدولة التي ستناسبهم ليتغربوا فيها.. هم كلهم بالنسبة لي مشاريع مهاجرين.. لو أخبرتهم بذلك لن يغضبوا مني..بعضهم سيشكرني لإختياري له دولة جيدة.. معظم أصدقائي يعملون في الخارج..يرجعون في الإجازات..ينسحب الوطن من أعينهم رويدا..رويدا..لا أحزن عليهم..أراهم مسرورين..و هذا ما يهمني.. أذهب صباحا للعمل بعد أن أودع إبنائي و زوجتي..و يستقبلوني حين عودتي.. هذا ما يعنيه لي الوطن حاليا.. ربما إذا فقدت عملي سأغادر أيضا لدولة أخرى مثل الجميع.. حينها سأفتقد وطني قليلا..ثم سأرسل له ليلحق بي.. لا أعرف ماذا حدث.. لكن من المسئول عن هذا الوطن و من الذي سرق منا الوطن؟ الجالية السودانية بالسودان أين هي سفارتهم؟.. و هل سيكبر أطفالنا ليصبحوا مثلنا؟..😭😭😭😭 See less — in Atbara, Sudan. Comments ﻭﺩ ﺑﻨﺖ ﺟﺎﺭﻭﻧﻴﺔ 4y Reply عباس عبدالله عطبره الجميله 4y Reply Mamoon Rabie طيب ماترجع ليها عباس 4y Reply Mosaab Ali مؤلم هذا المقال... مؤلم الي حد الجمال والابداع.. اسمح لنا بالنسخ؟.. 4y Reply Mamoon Rabie معقوله ي الليبي انت تأمر كن بخير صديقي 4y Reply Fakhreldin Shallal Hafiz Alfeel 4y Reply 6 of 8
|
|