Post: #1
Title: الدكتور الجزولي مفكر الحركة الإسلامية السودانية وخطيبها الصيداح
Author: الطيب عبدالرازق النقر
Date: 09-25-2025, 12:34 PM
12:34 PM September, 25 2025 سودانيز اون لاين الطيب عبدالرازق النقر-السودان مكتبتى رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور الجزولي مفكر الحركة الإسلامية السودانية وخطيبها الصيداح
ربنا يرحم الشهيد باذن الله الدكتور محمد علي الجزولي، الرجل الذي ثبت على عرك الشدائد، الشهيد الجزولي، الذي صدع بالحق، وقارع الجنجويد، وتغنى بالحرية، الدكتور الجزولي الملهم، الذي كان أول من أشار إلى أن قوات الدعم السريع صناعة ممقوتة، وأن ثورة 2019 التي ضيقت عليه الخناق، بتلك القيود المحكمة، رغم زخاريف اللفظ، وبهاريج البديع، وأفانين الصناعة، ما هي إلا ثورة غثة هزيلة، أدارتها أصابع من الخارج، ومولتها دولة مارقة من دول الخليج، فأخرجتها عن طبيعتها، وزاغت بها عن سمتها، فجاءت لأجل ذلك متكلفة نابية، وشاحبة بالية ، وضاوية جامدة بغير روح. والهفي على الدكتور الجزولي، الذي كم نافح عن الحق الهضيم، وتغنى بالمجد القديم، وجاهر بعداوته للكيان العابث بكرامة هذه الأمة، والجاحد لفضلها، والخافر لذمتها، والمنتهك لحرمتها، لم يكن الدكتور الجزولي الذي جالد الحكومات الإسلامية التي ينتمي إليها أعواماً، متقوقعاً بتفكيره على السودان، بل كانت أنفاسه ترجع حزينة، كلما طاف الأسى بسواد العراق، أو اشتملت بالشجن أباطح الحجاز، أو اكتست بالجوى تضاريس غزة، و عيون الشام ومحاجر لبنان، لم يقف عقل ولسان وقلم الشهيد الجزولي، واجماً بازاء تلك الحوادث الكبرى، بل كان لسانه البليل يهضب بالحديث، وجنانه يشرع ينقب عن درر اللغة المتناثرة، فيجمعها ويصوغها كما يصوغ الشاعر قريضه، وينظمها في هذه الخطب، وفي تلك الحوارات التلفزيونية، ولعل أهم خصلة امتاز بها الدكتور الجزولي رحمه الله، هو مقدرته على التعبير عما يجيش في نفسه، في صدق وقوة وعذوبة، والحق الذي لا ريب فيه، أن الشهيد الجزولي أنزل الله على جدثه شآبيب الرحمة كان يطرح قولة جملة، ويتشبث في أحاديثه المرسلة بفكرة واحدة ثم يمعن في تفصيلها، حتى إذا استوفى جميع تفريعاتها، تطرق لغيرها، وكان لعقل الشهيد ما يعصمه من الزلل، عقل الدكتور الجزولي، الذي جعله ينكر العديد من أخطاء حركته الإسلامية تورعاً وخشية، حتى ناصبته العداء، وسجنته في معاقلها، لأنها لم تتشبع بعقيدة خالصة راسخة قوية، مستمدة من هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي قد انتحلت شرائع غربية تتعلق بالحلال والحرام، فوقرتها وعظمتها وعملت بها. الشهيد الجزولي الذي كان الكثير من الناس يخالون أن هذا الرجل يعيش في كوكب آخر أنأى من هذه الأرض، لأنه يتحدث عن مخططات ومكائد تغري بالاستحواذ بالقوة أو الحيلة، وكانت أحاديثة تلك خافية على الكثير من قاطني تلك الديار الواسعة الممتدة، فتهز رأسها منكرة، وتضحك في استخفاف، لأنها لم تصاب بعد بسوء، أو تعروها حمى، لكم أشار الدكتور الجزولي منذ عهود خلت، أن مخططات تقسيم السودان تسير بنجاح، وأن تلك الأعباء الدولية التي أثقلت السودان وما تزال على نشاطها، ما هي إلا جزءاً من تلك الدسائس، لقد صدق الدكتور الجزولي، الذي كانت الخسارة عليه عظيمة، في كل قراءاته، ولكننا لا ننستطيع أن نحكم على خواص هذه القراءات في مقالنا الحزين هذا، ونستفيض في تدليلها ووسائلها، ولكن الجهة التي اعتقلته، وعذبته منذ احتلال مدينة الخرطوم، وشكلت محكمتها الجائرة في مدينة نيالا وقضت عليه اليوم، توحي بصدق تفكيره، ودقة فهمه، وبموجب هذا الإقصاء، في وجهة نظري لم تعد البواعث لهذا الجدل قائمة. رحم الله الشهيد الجزولي صاحب المسيرة العطرة والفكر المتفرد، والتضحيات الجسام. د.الطيب النقر الأربعاء 24/9/2025
|
|