التعايش مع الفساد في السودان… سلوك يفاقم الأزمة رغم الحرب

التعايش مع الفساد في السودان… سلوك يفاقم الأزمة رغم الحرب


09-22-2025, 10:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1758576584&rn=0


Post: #1
Title: التعايش مع الفساد في السودان… سلوك يفاقم الأزمة رغم الحرب
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-22-2025, 10:29 PM

10:29 PM September, 22 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






رغم الحرب المدمرة التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عام، يظل الفساد حاضراً في تفاصيل الحياة اليومية، وكأنه "جزء طبيعي" من الواقع السوداني. هذا التعايش مع الفساد – باعتباره قدراً لا مفر منه – يكشف عن أزمة عميقة تتجاوز الصراع المسلح
إذ يعكس ترسخ سلوكيات وممارسات تهدد بقاء الدولة والمجتمع على حد سواء.
الفساد كأداة نجاة يومية
في ظل انهيار مؤسسات الدولة وضعف الرقابة، تحوّل الفساد إلى وسيلة لقضاء المصالح، من استخراج الأوراق الرسمية إلى الحصول على الغذاء والدواء. كثيرون يرونه "طريقاً أسرع" للتعامل مع البيروقراطية أو الهروب من تعقيدات الحرب.
هذا التطبيع مع الفساد خطير، لأنه يشرعن السلوك المنحرف ويجعله مقبولاً اجتماعياً.
الأضرار المباشرة
إضعاف المؤسسات: التعايش مع الفساد يكرّس غياب القانون ويضعف الثقة في الدولة، ما يخلق فراغاً تستفيد منه الميليشيات والجهات الخارجة عن السيطرة.

تآكل القيم: عندما يصبح الرشوة أو المحسوبية سلوكاً عادياً، ينهار الحس الأخلاقي ويُفقد الشباب الإيمان بالعدالة والجدارة.

تكلفة اقتصادية باهظة: الفساد يزيد من كلفة الخدمات ويهدر موارد البلاد في وقت تعاني فيه من انهيار اقتصادي وشح المساعدات.

إطالة أمد الحرب: بعض شبكات الفساد ترتبط مباشرة بتمويل أطراف الصراع، ما يجعل الفساد وقوداً إضافياً لاستمرار النزاع.

ما بعد الحرب… تحدٍ أخطر
التطبيع مع الفساد اليوم يهدد أي مشروع لبناء دولة ما بعد الحرب. فالمجتمع الذي يعتاد على هذه الممارسات لن يجد سهولة في الانتقال إلى نظام شفاف وعادل.
وهذا يعني أن معركة إعادة الإعمار لن تكون فقط في البنية التحتية، بل في إعادة بناء منظومة القيم والثقة.

التعايش مع الفساد في السودان ليس مجرد سلوك فردي، بل هو تعبير عن أزمة دولة ومجتمع يرزح تحت الحرب والانقسام. الاستسلام لهذا الواقع يعني تكريس دورة الفساد والعنف معاً.
أما مواجهته، فتتطلب إرادة سياسية جادة، ودوراً فاعلاً للمجتمع المدني والإعلام، ووعياً شعبياً يرفض التطبيع مع الفساد مهما كانت الضغوط.

فالفساد، حتى في زمن الحرب، ليس مجرد عرض جانبي، بل عائق مركزي أمام أي أمل في بناء وطن يتطلع للسلام والاستقرار.