السينما السودانية- صحوة فنية في ظل التحديات

السينما السودانية- صحوة فنية في ظل التحديات


09-17-2025, 09:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1758142454&rn=0


Post: #1
Title: السينما السودانية- صحوة فنية في ظل التحديات
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-17-2025, 09:54 PM

09:54 PM September, 17 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية الهائلة التي مر بها السودان لعقود، فإن صناعة السينما فيه تشهد اليوم صحوة ملحوظة، تعلن عن نفسها بقوة من خلال أعمال لافتة تخطف الأنظار في المهرجانات الدولية
وتحكي قصصاً إنسانية عميقة تجذب الجمهور والنقاد على حد سواء.
لم تكن رحلة السينما في السودان سهلة. فبعد فترة ذهبية نسبياً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، دخلت الصناعة في سبات طويل بسبب القيود السياسية والصراعات وضعف البنية التحتية.
غير أن السنوات الأخيرة شهدت صحوة جديدة يقودها جيل مسلح بالحماس والهواتف الذكية والكاميرات الرقمية المتاحة، ليكتب فصلاً جديداً في مسيرة الفن السابع.
إشارات الانتعاش: أفلام تفتح الآفاق
أصبحت أعمال مثل "تموت في العشرين" (2022)، و**"وداعاً جوليا"** (2023)، و**"ملكة القطن"** (2023) أيقونات لهذه النهضة. فهي لا تكتفي بالسرد الفني، بل تضع السودان في قلب النقاشات العالمية حول الهوية، والمصير، والتاريخ الاجتماعي.
نحو مشروع مؤسسي
وفي هذا السياق، تبرز دراسة الروايات السودانية المعاصرة كخطوة ضرورية لتوسيع قاعدة السينما. نحن الآن نعمل على قراءة أعمال الروائيين:
أحمد ضحية
عماد البليك
المعز عبدالمتعال
وذلك في إطار مشروع مؤسسة إيضاح الإعلامية، بوصفها مادة خام يمكن تحويلها إلى أفلام روائية طويلة أو قصيرة. فالنص الروائي السوداني يختزن حمولات فلسفية واجتماعية ونقدية، تعكس التحولات العميقة في المجتمع، وتصلح لأن تكون منطلقاً لتجارب
سينمائية متفردة.
وهنا تأتي محاولة من كوكبة من المثقفين، في ظل ظروف الحرب، للقيام بدور فاعل في أمر السينما السودانية.
هذه المبادرة تتجسد عبر مشروع إيضاح الإعلامية، الذي يسعى إلى تقديم نص مفتاحي لمشروع عميق يخدم الثقافة السودانية ويطور من الرؤية البصرية للجيل الحالي.
التحديات القائمة
لا تزال الصناعة تواجه عقبات جسيمة، مثل ضعف البنية التحتية، وشح التمويل المحلي، وانعدام صالات العرض، إضافة إلى غياب التدريب المتخصص.
الطريق إلى المستقبل
الحل يكمن في- دعم مؤسسي بإنشاء معاهد ومراكز إنتاج وتدريب.
منصات توزيع بديلة تستهدف الجمهور المحلي والإقليمي.
تشجيع التمويل المحلي عبر الشراكات مع القطاع الخاص.
ضمان حرية التعبير حتى يتمكن الفنانون من سرد قصصهم بلا قيود.
وفي ضوء ما سبق، يمكن القول إن النجاحات الدولية لأفلام مثل وداعاً جوليا وتموت في العشرين ليست مجرد مصادفة، بل هي شهادة على وجود طاقات خلاقة وقصص كبرى تنتظر أن تُروى.
ومن هنا، يعلن مشروع إيضاح الإعلامية عن نفسه كنواة لعمل ثقافي بصري جديد، يربط الأدب بالسينما، ويؤسس لمسار طويل الأمد يعيد للسينما السودانية مكانتها، ويصنع ذاكرة فنية تليق بالأجيال القادمة.