من لا يُحزنه بكاء السودانيين ليس منّا#

من لا يُحزنه بكاء السودانيين ليس منّا#


09-15-2025, 10:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1757972838&rn=0


Post: #1
Title: من لا يُحزنه بكاء السودانيين ليس منّا#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-15-2025, 10:47 PM

10:47 PM September, 15 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





في زمنٍ يُهدر فيه دم السودانيين، ويُحاصر فيه الأبرياء بالجوع والفقر والنزوح، يبرز موقف بعض القوى المدنية التي تصمت صمت القبور أمام معاناة شعبها، وتواصل رفض أي مبادرة لوقف الحرب
وكأن دماء الأبرياء ليست همًّا ينبغي أن يُشغِل الضمير الوطني. إن هذا الصمت أو الرفض الأعمى لا يقل قسوة عن الحرب ذاتها، فهو يتماهى مع الخراب الذي أحدثته المعارك، ويقوض كل فرصة لإنقاذ ما تبقى من وطنٍ يئن تحت وطأة الانقسامات
والانفلات الأمني. في هذا السياق، جاء بيان الآلية الرباعية كخيار دولي عملي يمكن أن يحد من الكارثة الإنسانية، لكن رفضه دون دراسة أو تفكير يعكس انغلاقًا سياسيًا مدمّرًا ويكشف عن عجز القوى المدنية عن التفاعل الواقعي مع المستجدات الدولية
\والإقليمية لصالح الشعب السوداني.

اللافت أن الرفض بدا كرد فعل عاطفي أكثر من كونه موقفًا استراتيجيًا. فقد غاب عن مقاربة التحالف إدراك السياق الواقعي: السودان يعيش حالة فراغ مؤسسي، تتقاطع فيه المصالح الإقليمية والدولية وتنتشر فيه الجيوش والمليشيات.
في مثل هذا المشهد، لا يمكن إنكار ثقل المبادرات الدولية في صياغة المعادلة السياسية. إن الحديث عن "السيادة" و"القرار الوطني" لا بد أن يستند إلى واقع الدولة المخطوفة منذ انقلاب 25 أكتوبر، وما تلاه من انهيار شامل بفعل الحرب.

كما أن البيان الذي جرى رفضه يحتوي على بنود تتماهى مع خطاب الثورة نفسها: فتح الممرات الإنسانية لملايين السودانيين، وقف تدفق السلاح إلى ساحات الصراع، التأكيد على أن لا حل عسكري للأزمة، رفض مشاركة الأطراف العسكرية في الحكم الانتقالي
ورفض أي هيمنة إسلامية جديدة على الدولة. إن رفض هذه البنود جملة واحدة يحرم القوى المدنية من استثمارها لصالح الثورة، ويمثل تفويتًا لفرصة تاريخية.

الخلط بين الشكل والمضمون مثّل إحدى أبرز ثغرات موقف الرفض. فقد تم التركيز على ما اعتُبر "وصاية دولية" بدل تفكيك البنود وتحليل ما يمكن البناء عليه، وما يحتاج إلى ضمانات، وما يستوجب الرفض الصارم. كما أن الموقف الرافض لم يقدم بدائل عملية
واضحة، مكتفيًا بتكرار شعارات الثورة دون آليات تنفيذ، الأمر الذي يضعف من مصداقية القوى المدنية كفاعل سياسي قادر على إدارة الأزمة.

المطلوب ليس قبولًا أعمى بأي مبادرة، بل الانتقال من الرفض التلقائي إلى النقد الاستراتيجي. وهذا يقتضي تشكيل لجنة فنية لدراسة مثل هذه البيانات بدقة، وتحديد مواضع الاتفاق والخلاف، وتبني خطاب دبلوماسي مدروس يقدم رؤية القوى المدنية للفاعلين
الإقليميين والدوليين. كذلك يجب استغلال هذه البيانات كأدوات ضغط لانتزاع ضمانات دولية ملزمة، مثل فرض عقوبات على منتهكي وقف إطلاق النار أو مراقبة دولية محايدة لعمليات الإغاثة.

إن رفض البيان دون دراسة لا يخدم الثورة، بل يحوّل القوى المدنية من لاعب مؤثر إلى مجرد صوت رمزي على الهامش. الثورة لا تعني العزلة عن العالم، بل تعني امتلاك أدوات نقدية واستراتيجية تتيح التفاعل مع التعقيدات الدولية والإقليمية
بما يحفظ المصالح الوطنية. المراجعة المتأنية ليست تنازلاً عن المبادئ، وإنما خطوة نحو تحويل الثورة من خطاب شعاراتي إلى مشروع سياسي ناضج قادر على الفعل والتأثير.

من لا يُحزنه بكاء السودانيين ليس منّا، ومن لا يدرك حجم الكارثة الوطنية التي نعيشها لا يمكنه أن يقود شعبًا نحو الخلاص. المطلوب اليوم عقلانية ثورية تستوعب الواقع وتعانق الممكن، من أجل أن يتحول الحلم الوطني إلى حقيقة.

ندعو قوى التغيير الجذري إلى تبني مقاربة نقدية متزنة للبيانات الدولية، تقوم على الدراسة والتحليل بدل الرفض التلقائي، والانتقال من ثورة الشعارات إلى ثورة الاستراتيجية، حيث يصبح النقد البنّاء أداة قوة حقيقية تخدم الثورة والشعب السوداني معًا.

Post: #2
Title: Re: من لا يُحزنه بكاء السودانيين ليس منّا#
Author: ترهاقا
Date: 09-16-2025, 01:09 AM
Parent: #1

Quote: في زمنٍ يُهدر فيه دم السودانيين، ويُحاصر فيه الأبرياء بالجوع والفقر والنزوح، يبرز موقف بعض القوى المدنية التي تصمت صمت القبور أمام معاناة شعبها،

وهنا وفي هذا المنبر هنالك من من كانوا ومازالوا يرقصون طرباً من تشريد وتنكيل واغتصاب للمواطن السوداني امثال بريمة وتوابعه ففعلا هم ليس منا