الحرب ليست قذيفةً تنفجر وتمضي، بل هي ظلّ ثقيل يسكن الأرواح#

الحرب ليست قذيفةً تنفجر وتمضي، بل هي ظلّ ثقيل يسكن الأرواح#


08-31-2025, 08:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1756668425&rn=0


Post: #1
Title: الحرب ليست قذيفةً تنفجر وتمضي، بل هي ظلّ ثقيل يسكن الأرواح#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-31-2025, 08:27 PM

08:27 PM August, 31 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





هي ذلك الفراغ الذي يبتلع أصواتنا، والخراب الذي يستوطن البيوت حتى بعد أن تهدأ المدافع.
الحرب تسرق منّا التفاصيل الصغيرة: رائحة الخبز عند الفجر، دفء الجيران، وثرثرة الأمهات في الممرات.
تتركنا بلا ماضٍ نستند إليه، ولا حاضر نثق به، ولا مستقبل نجرؤ على تخيّله.

وحين يضيق بنا الوطن الممزّق، نحمل قلوبنا المرهقة ونمضي إلى الغربة.
لكن الغربة ليست رحابة، بل سجن واسع الجدران.
هي غربة في اللغة، وغربة في الوجوه، وغربة في المرآة حين لا نعود نشبه أنفسنا.
نبتسم بلغة لا تخصّنا، نضحك في مقاهٍ باردة، ثم نعود ليلًا إلى أسرّتنا ونسأل:
كيف صار البعيد أقرب إلينا من بيت الطفولة؟ وكيف صار الوطن أقصى من أي منفًى؟

الحنين ينهشنا كل ليلة.
يطلّ علينا من صور قديمة، من أغنية عابرة في هاتف، من لهجة تسمعها صدفة في شارع مزدحم.
الحنين ليس حنينًا فقط، بل عذابٌ لذيذ:
يجعلك تبتسم باكيًا، وتبكي مبتسمًا، لأنك تعيش في مكانين معًا ولا تنتمي لأي منهما.

نحن أبناء الحرب والغربة والحنين.
نحمل قلوبًا مثقوبة، وأرواحًا تتأرجح بين ضفّتين:
الأولى دمّرتها القنابل، والثانية تبنّت غربتنا دون أن تمنحنا دفئها.

ومع ذلك، نستيقظ كل صباح، نضع وجوهًا صلبة، ونكمل السير.
لأننا ببساطة لا نملك إلا أن نحيا، حتى لو كان العيش على شفا الذاكرة.


الناس تحت نارين تقاسي الأمرّين

لا تبكي،
بل ينزف الجرح في دواخلنا صامتًا،
كأن الأرض تشرب دموعنا قبل أن تسقط.

نحن الذين علقنا بين وطنٍ يلتهم أبناءه،
وغربةٍ باردة لا تعترف بوجوهنا،
نمشي على حدّين من النار،
ونتعلّم كيف نبتسم والرماد في قلوبنا.

لا دموع تكفي،
ولا صمت يفي،
فكل ما فينا ينزف…
لكننا نواصل الحياة،
كأننا نكتب وصيّة الأمل للأجيال القادمة.



Post: #2
Title: Re: الحرب ليست قذيفةً تنفجر وتمضي، بل هي ظلّ ث
Author: صديق مهدى على
Date: 08-31-2025, 10:02 PM
Parent: #1

يعني شنو