;لندن 2003 الدنيا ربيع والضباب يلف المدينة كام حانية تداعب صغارها، لم اجد نفسي في حي كريستال بلس اللندني البتة، فيلا امامها قطيع من سيارات البورش الغالية، كاميرات في كل مكان، المنازل ذات الطلاء الأبيض تشعر وكانك في طقس ديني مارياتشي في اطراف العاصمة كركاس، الحديقة العامة الكبيرة حيث نساء تجاوزن سن الستين والسبعين يمارسن رياضة الجري بكل اريحية، طفلة تتصارع مع كلب ضخم بالقرب من البحيرة، وكل الناس اتنين اتنين، فتاة تمسك بكلب ثم تقبله بشره، يا المهدي وخليفتا صابونتا وليفتا،.
هذه العوالم لا تشبهني قط، شاب افريقي يمارس رياضة ما وخلفه طابور من الصبايا والشباب يحاكون ما يفعل، البقية ما بين مضجع وجالس يقرا في كتاب ما، قررت الذهاب الي صديقي عبدالله الميكانيكي في حي سفين سيستر الشعبي، حيث اغلبية السكان من أصول جمايكية وافريقية، موسيقاهم صاخبة كانهم قوم مجوس في دغل الامازون، صور بوب مارلي واغانيه تعتبر انجيل للكثيرين منهم، حي مكتظ بالبشر والحجر مثل قنديل عيش الريف، مثل منحلة نحل، مثل يوم الحشر، وصلت بعد نصف ساعة بالبص رقم 15، والوقت كان عصير، روائح شواء السمك في الهواء الطلق، بعض الشباب يتحدثون بصوت عالي يصل الي درجة الصراخ، مرح بلا حدود، رجل مسن بثياب رثة اكل عليها الدهر واستنشق واستنثر، ومعه كلبه يحتسي دزينة بيرا هنيكين وهو متكيء علي مصطبة اسمنتية وما همه شيء،
جلست في كرسي خشبي يبدو انه ينتمي ألي العصر البوهيمي انتظر عبدالله فجاء ومن بين العدم وقف امامي شاب جمايكي عشريني راستا ثم خاطبني بوجه حاد التقاطيع وكانه يعرفني، هاي بروو دو يو هاف وييد؟ يسال ما اذا كان معي حشيش؟ فاجبته نوو بروو، رطن بكلام لا اعرفه ثم مضي.الغروب يؤذن بالرحيل، والشمس تتدحرج خلف العمارات والبيوتات، والحركة في الحديقة العامة بدات في الاضمحلال، هو يعلم بانني هنا انتظره صاحبي عبدالله الميكانكي لا باس سوف انتظر نصف ساعة قلت اخاطب انايا وان لم يأتي سوف اذهب وارمي بجسدي في اقرب هوتيل، كل يوم يمضي مشروع درس...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمود الدقم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست