تقرير صحفي- توغل إثيوبي جديد في الفشقة وسط انشغال الجيش السوداني بالحرب الداخلية

تقرير صحفي- توغل إثيوبي جديد في الفشقة وسط انشغال الجيش السوداني بالحرب الداخلية


08-04-2025, 11:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1754346906&rn=0


Post: #1
Title: تقرير صحفي- توغل إثيوبي جديد في الفشقة وسط انشغال الجيش السوداني بالحرب الداخلية
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-04-2025, 11:35 PM

11:35 PM August, 04 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






تصاعد التوتر في الفشقة الكبرى: الجيش الإثيوبي والمليشيات يعيدون الانتشار
أكدت مصادر ميدانية وسكان محليون في ولاية القضارف عودة عناصر من قوات الأمهرا والمليشيات الإثيوبية إلى مناطق في "الفشقة الكبرى"، مستغلين الانشغال الكامل للجيش السوداني بالحرب المستعرة في العاصمة والولايات الأخرى.

وأفادت التقارير بتوغّل مجموعات مسلحة إثيوبية إلى عمق الأراضي الزراعية التي كان الجيش السوداني قد استعادها بالكامل في حملاته عامي 2021 و2022.
\وتشير الأنباء إلى إقامة نقاط مراقبة مؤقتة ورفع أعلام إثيوبية في بعض المواقع، في مؤشر واضح على استغلال الطرف الإثيوبي للوضع الأمني الهش في السودان.

غياب الجيش... وحضور المليشيات
مع تركيز وحدات الجيش السوداني على جبهات داخلية في الخرطوم ودارفور والجزيرة، بدت الحدود الشرقية مكشوفة بدرجة كبيرة، وهو ما فتح ثغرات أمام مليشيات إثيوبية شبه نظامية (غالبها من قومية الأمهرا) للعودة إلى الفشقة.

وقال أحد المزارعين في منطقة "بركة نورين":

"كنا نحرث الأرض في وضح النهار. فجأة، وصلتنا معلومات بوجود تحركات مشبوهة شرق النهر. المليشيات بدأت في نصب خيام ومضايقة الفلاحين".

الفشقة... الجرح المزمن في الجغرافيا السياسية للسودان
تقع الفشقة، بشقيها الكبرى والصغرى، في قلب الصراع الحدودي المزمن بين السودان وإثيوبيا. وقد شهدت هذه المنطقة توترات متقطعة لعقود، لكن التوتر بلغ ذروته بعد أن استعاد الجيش السوداني السيطرة الكاملة عليها أواخر عام 2020، مستغلًا اضطراب إثيوبيا الداخلي خلال حرب تيغراي.

ومنذ ذلك الوقت، ظل الطرف الإثيوبي، وبشكل خاص قومية الأمهرا، يرفض الاعتراف بالسيادة السودانية الكاملة على المنطقة، ويصف السيطرة عليها بأنها "احتلال"، رغم الاعترافات الدولية الواضحة باتفاقيات ترسيم الحدود لعام 1902.

ردود رسمية سودانية: غائبة أو خافتة
حتى اللحظة، لم تصدر القوات المسلحة السودانية أو وزارة الخارجية أي بيان رسمي حول التحركات الإثيوبية الأخيرة، وهو ما يُعزى، بحسب مراقبين، إلى "التشظي الكامل في القرار السيادي" بسبب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وضعف التنسيق مع الحكومة المدنية المعزولة في بورتسودان.

ويقول محلل سياسي مقيم في الخرطوم:

"الحدود تُفرّط فيها الدول عندما تنشغل بأنفسها. الوضع الآن أشبه بما جرى في 1995 عندما انسحبت الحكومة السودانية بهدوء من الفشقة في صمت إعلامي تام".

إثيوبيا: حسابات داخلية وتوسعية
على الجانب الإثيوبي، يبدو أن التوغّل الأخير ليس فقط حركة ميدانية عابرة، بل جزء من إعادة تموضع ضمن مشروع توسعي طويل الأمد تقوده نخب قومية في أمهرا ترى في الفشقة جزءًا من أراضٍ تاريخية.

وقد تنامت، في الأسابيع الأخيرة، أصوات داخل البرلمان الإثيوبي تطالب بإعادة النظر في "الاتفاقيات الاستعمارية" التي حدّدت الحدود مع السودان، فيما قامت وسائل إعلام إثيوبية مؤيدة للأمهرا ببث تقارير عن "احتلال سوداني" لمزارع إثيوبية.

تداعيات محتملة: هل تُفتح جبهة جديدة؟
إذا لم يتم كبح التحركات الإثيوبية الحالية، فإن السودان، المنهك بالحرب الداخلية، قد يجد نفسه في مواجهة خطر فتح جبهة جديدة في الشرق، ما قد يُسهم في تعقيد الأزمة الوطنية، بل وتهديد بقاء الدولة الموحدة.

ويرى بعض المحللين أن هذه التوغلات قد تُوظف كأداة ضغط إقليمي على السودان في الملفات الأخرى، بما في ذلك سد النهضة، والنفوذ الجيوسياسي في البحر الأحمر.

هل من رادع؟
بين صمت رسمي سوداني وتحركات إثيوبية حثيثة، يبدو أن الفشقة تُدفع مرة أخرى إلى واجهة صراع لن يُحسم بالسلاح وحده. إذ تتطلب حماية الأرض إستراتيجية سيادية متكاملة تشمل:

إعادة توزيع القوات الوطنية لحماية الحدود.

تفعيل الدبلوماسية الإقليمية.

دعم المجتمعات الزراعية المحلية في الصمود والمراقبة.

لكن في ظل تمزق القرار الوطني السوداني، قد تبقى الفشقة مفتوحة على احتمالات أكثر ظلامًا مما عرفته من قبل.