Post: #1
Title: لمن رحل #
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 07-30-2025, 10:00 PM
10:00 PM July, 30 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
لما أبكيك بقلبي، وأنا لستُ ربي لأُعيدَك، في حزنٍ عظيمٍ يخنُق الأنفاس، وعبراتٍ تهزُّ العظام، حزنٌ سادَ عمري، أطبقَ على أيامي كليلٍ سرمدي.
فقدتُك، والفقدُ حارٌّ، لهيبُه قطعَ صميمَ قلبي، أحرقَ كلَّ زوايا روحي. تمسَّخت عليَّ دنياي، وكلُّ أجوائي التي كانت تضجُّ بالحنان، أضحتْ صقيعًا وقفرًا.
في كلِّ صبحٍ أُناجيك، أُرسلُ إلى الله بلسانِكَ، بذاكَ اللسانِ الذي كان يدعو لي بالرحمة، أتضرَّعُ لهُ أن يُنزلَها عليَّ. وكنتَ قريبًا جدًّا، تسمعُ بكاءَ قلبي حتى قبل أن يتفجَّر، تُدركُ صمتَ الألمِ قبل أن ينطقَ وجعًا.
وها أنا اليوم، أُحملُكَ في روحيَ المنهكة، ذكرى لا تبرحُ، حضورًا لا يغيبُ، حُبًّا لا ينطفئُ. فلا عزاءَ لقلبٍ أدمتهُ الغياب، ولا سلوى لروحٍ تعلقتْ بظلِّكَ حتى الفناء.
|
|