احتلال الدواخل #

10:48 PM July, 11 2025 سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

سَرَقَتْنِي لَمْحَةٌ كَالْبَرْقِ، مَحَتْ مَعَالِمَ الزَّمَنْ
فِي صَحْرَاءٍ لَمْ تَذَرْ لِقَلْبِي سِوَى الرَّمَدِ وَالْوَهَنْ
حَمَلَتْ سَيْفَ الجُمُوحِ، وَفِي كَفِّهَا وَرَقَةُ الْقَوْلِ
وَأَرَاقَتْ دَمَ أَعْمَاقِي، لَمْ تُبْقِ لِلْوَجْدِ مَلْجَأً أَوْ سَكَنًا.

يَا غَازِيًا، بِلَا جَيْشٍ وَلَا أَسْرَارْ،
كَيْفَ اسْتَوْطَنْتَ صَمْتِي مُنْذُ مَرَرْتَ بِالدِّيَارْ؟
لَيْسَ لِي إِلَّا وَسَاوِيسُ الْهَوَى تَحْتَ الرِّمَالْ،
وَكِتَابٌ مِنْ جِرَاحٍ، دُفِنَ بِخُطُوطِ الْاشْتِيَالْ.

أَتَحْكُمُ فِيَّ كَالنَّيْلِ إِذَا جَارَ وَطَفَا،
يَمْحُو العُهُودَ، وَيَبْنِي فَوْقَ أَطْلَالِي صَفَا؟
سَرَبَتْ عَيْنَاكَ أَسْرَارِي، فَصِرْتُ أُرَاقِبُ ظِلِّي،
أَتَجَوَّلُ فِي مَمَرَّاتِ الذِّكْرَى كَطِفْلٍ فِي السَّبِيلِ.

يَا مَنْ يُعِيدُ الرُّوحَ بَعْدَ الْيَأْسِ وَالْجُمُودِ،
لَسْتُ أَدْرِي: أَأَنْتَ الْبِدَايَةُ أَمْ سَدٌّ فِي مَجْرَى اللَّحْدِ؟
أُطْلِقُ الْمِئْذَنَةَ الْعُشْقِيَّةَ فِي قَلْبِي الْمُصَادَرْ،
وَرُبَّمَا تَصْلُحُ الْأَنْقَاضُ إِذَا صَارَ الدُّخُولُ لِلْمَقَاصِدِ بِدُونِ أَسْرَارْ.

عَيْنِي سَرَبَتْ إِلَيْكَ السِّرَّ، فَاحْكُمْ بِالْجَمَالْ،
فَالحُرُوبُ الَّتِي تَنْدَلِعُ كَلَمْحٍ هِيَ أَشَدُّ اكْتِهَالْ.
وَمَا زَالَتْ دَوَاخِلُنَا رَاهِنَةً فَوْقَ صَحِيفَةِ الْقَوْلِ،
لَكَ أَمْسَيْتُ رَقِيعَ الْكَلِمَاتِ، وَأَنْتَ مَنْ سَرَبَنِي إِلَيَّ.