Post: #1
Title: الإمارات ومؤامرات التدخل: طموحات مريضة تهدد المنطقة وتفشل باختبار الواقع أخبار
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-09-2025, 11:21 AM
11:21 AM July, 09 2025 سودانيز اون لاين Yasir Elsharif-Germany مكتبتى رابط مختصر
https://shorturl.at/asXuV
Quote: الإمارات ومؤامرات التدخل: طموحات مريضة تهدد المنطقة وتفشل باختبار الواقع أخبار في يوليو 8, 2025 الإمارات ومؤامرات التدخل: طموحات مريضة تهدد المنطقة وتفشل باختبار الواقع 203 شارك
 تتوالى الصفعات على وجه السياسة الخارجية للإمارات بعد سلسلة من مؤامرات التدخل قادت إلى انتكاسات كارثية في سوريا والسودان، وكشفت عجز مشاريعها التدخلية عن تحقيق أي مكاسب استراتيجية، بل أفضت إلى عزلتها وتدهور سمعتها عالمياً وإقليمياً.
وتكشف قراءة متأنية لتطورات الملفين السوري والسوداني عن نمط ثابت من التدخلات الإماراتية العدوانية التي لم تجلب سوى الخراب، وأدخلت أبوظبي في مسارات تصادمية مع حلفائها التقليديين، ووضعتها على خط التصادم مع واشنطن نفسها، رغم العلاقات الوثيقة التي لطالما تباهت بها.
سوريا: رهان خاسر على ديكتاتور آيل للسقوط
منذ عام 2018، دخلت الإمارات سباق التطبيع مع نظام بشار الأسد، مروجة لخطاب «إعادة سوريا إلى الحضن العربي» بزعم مواجهة النفوذ الإيراني ووقف تدفق مخدر الكبتاغون إلى الخليج.
فتحت أبوظبي سفارتها في دمشق، تبادلت زيارات رسمية رفيعة المستوى، واستقبلت الأسد نفسه في أبوظبي في مشاهد استعراضية أرادت من خلالها أبوظبي الظهور كعراب للملفات الإقليمية.
لكن سقوط نظام الأسد المفاجئ أواخر 2024 على يد هيئة تحرير الشام بدد أحلام أبوظبي، ونسف سنوات من الاستثمار السياسي والمالي.
فلم يفلح تطبيع الإمارات مع الأسد في وقف تدفق المخدرات، إذ استمر الكبتاغون في إغراق أسواق الخليج، ولم يُسفر عن أي تراجع في النفوذ الإيراني في سوريا، بل ظلت طهران الممسك الفعلي بمفاصل القرار العسكري والأمني.
وحتى قبل سقوط الأسد، كانت رهانات الإمارات مكشوفة الفشل. إذ اصطدمت محاولاتها بإعادة تأهيل الأسد برفض إدارة بايدن، التي اعتبرت تلك المساعي تحدياً مباشراً لعقوبات «قانون قيصر» وسعياً لتبييض صفحة ديكتاتور تلطخت يداه بدماء مئات الآلاف من السوريين.
فبدلاً من تعزيز مكانة الإمارات كوسيط إقليمي، أظهرتها مغامرتها السورية كداعم لديكتاتورية وحشية، تبحث عن نفوذ زائف في بلد ممزق.
وبسقوط الأسد وفراره خارج البلاد، وجدت أبوظبي نفسها في مواجهة نظام جديد في دمشق ينظر إليها بعين الشك والريبة، ويدرك أنها كانت الداعم الأول لرأس النظام الذي أسقطه السوريون. وهكذا تحولت الإمارات من «عراب التطبيع» إلى لاعب خاسر فقد نفوذه وسمعته.
السودان: دعم ميليشيات الإبادة الجماعية
أما في السودان، فقد مارست الإمارات أبشع أنواع التدخل الخفي، متسترة بشعارات الحياد والمساعدات الإنسانية، بينما كانت ترسل السلاح والمرتزقة لدعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
هذا الجنرال الدموي الذي خاض حروباً لصالح أبوظبي في اليمن وليبيا، بات أداة إماراتية في الخرطوم لضمان السيطرة على احتياطات الذهب ومشاريع الموانئ الاستراتيجية.
وكشفت تقارير صحفية استقصائية، بينها تحقيق لصحيفة وول ستريت جورنال، عن قيام الإمارات بإرسال طائرات محملة بالسلاح إلى حميدتي، تارة عبر المطارات السودانية، وتارة عبر مطارات في دول مجاورة مثل أوغندا.
ففي واحدة من أكثر الفضائح إحراجاً، ضبطت السلطات الأوغندية طائرة شحن إماراتية كانت تدعي أنها محملة بمساعدات إنسانية، لتكتشف أنها محملة بصناديق ذخيرة وأسلحة موجهة إلى قوات الدعم السريع.
وما زاد الطين بلة، أن قوات الدعم السريع متهمة بارتكاب فظائع مروعة، بينها اغتصابات جماعية واستعباد جنسي وجرائم قتل بحق المدنيين، كما وثق تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية.
ورغم رفض محكمة العدل الدولية دعوى السودان ضد الإمارات لأسباب إجرائية، فإن العار الأخلاقي والسياسي ظل يلاحق أبوظبي، لا سيما بعد أن خلصت وزارة الخارجية الأمريكية مطلع 2025 إلى أن قوات حميدتي ارتكبت إبادة جماعية، وفرضت عقوبات على شركات إماراتية على صلة بالميليشيا.
ارتدادات إقليمية ودولية
تسببت هذه السياسات الإماراتية في إحداث تصدعات حادة في علاقاتها الإقليمية. إذ استغلت السعودية، منافس أبوظبي التقليدي، الفرصة لتصوير نفسها كقوة استقرار تدعم الحكومة السودانية الشرعية، وتقدم المساعدات الإنسانية بعيداً عن الأجندات الخفية.
وهذا التباين في المواقف بين الرياض وأبوظبي، رغم تقاطعاتهما السابقة في ملفات مثل التصدي للنفوذ الإيراني أو كبح جماح قطر، كشف حجم التناقض العميق في رؤى الدولتين للمشهد الإقليمي.
أسوأ من ذلك، أن التدخل الإماراتي في السودان أحرج واشنطن نفسها. فقد أظهر تحقيق استقصائي لمنظمة SourceMaterial أن الإمارات استعانت بمرتزقة فاغنر الروس لنقل الأسلحة إلى قوات حميدتي، متجاهلة الجهود الأمريكية الرامية إلى عزل موسكو عن إفريقيا والشرق الأوسط.
وهكذا لم تكتف الإمارات بتقويض استقرار السودان، بل قوضت أيضاً مساعي واشنطن لإضعاف النفوذ الروسي.
سياسة تدخلية بلا جدوى
تجمع المؤشرات على أن مغامرات الإمارات في سوريا والسودان لم تمنحها أية أوراق استراتيجية حقيقية، بل أضعفت مكانتها، وأظهرتها دولة صغيرة تحاول لعب دور يفوق إمكانياتها.
فقد خسرت رهانها على بقاء الأسد، ووجدت نفسها متورطة في دماء السودانيين، وفقدت صدقيتها أمام حلفائها الغربيين الذين باتوا ينظرون إليها كمصدر قلق بدلاً من شريك استقرار.
ورغم إنفاقها المليارات على حروب الوكالة، وتجنيدها ميليشيات عابرة للحدود، أثبتت الإمارات أنها مجرد لاعب مغامر بلا بوصلة استراتيجية واضحة، ينفق رأس ماله السياسي والاقتصادي في رهانات خاسرة. وكلما توسعت في التدخل، زادت عزلة أبوظبي، واتسعت الهوة بينها وبين حلفائها التقليديين.
ختاماً، تؤكد كل المؤشرات أن مؤامرات الإمارات للتدخل العدواني في دول المنطقة لم تؤدِّ إلا إلى تفتيت المجتمعات العربية وإضعافها، في وقت تتجه فيه المنطقة نحو مزيد من الاستقطاب والصراعات.
وكما خلص تحليل مجلة «ذا ناشيونال انترست»، فإن على واشنطن أن تكبح جماح حليفتها الخليجية، حتى لا تتحول مغامرات أبوظبي إلى ألغام تدمر الاستقرار الإقليمي وتقوض المصالح الأمريكية ذاتها. |
|
|