ميمونة المجنونة وحبها للتمساح المعلّق- قصة فصيرة

ميمونة المجنونة وحبها للتمساح المعلّق- قصة فصيرة


06-26-2025, 11:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1750978291&rn=0


Post: #1
Title: ميمونة المجنونة وحبها للتمساح المعلّق- قصة فصيرة
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 06-26-2025, 11:51 PM

11:51 PM June, 26 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





في حلة "العرضة" القريبة من القسم الأوسط في أم درمان، كانت ميمونة المجنونة معروفة بطريقتها الخاصة في الحياة. لا تلبس إلا ثيابًا خضراء، وتتكلم مع الحمام وكأنها في لجنة استقبال دولية. لكنها رغم ذلك، كانت عندها ذوق... خاص.
في أحد الأيام، مرّت من أمام بوابة القسم الأوسط، وهناك، شاهَدتْ لأول مرة ذلك التمساح المعلّق، الميت طبعًا، والمحنّط من زمن الاستعمار أو زمن ديناصورات العيلفون، الله أعلم.
توقفت، حدّقت فيه، وضربت كفها على صدرها وقالت:
— "دا هو... دا فارس أحلامي!"
بدأت تجي كل صباح، تقف تحت التمساح، تهمس له كلام ما سمعوهو غير ربنا والتمساح... لو كان بيسمع.
وفي يوم، الناس لاحظو أنها بقت تجيب معاها ورد، وأحياناً بطيخ، وترفعه ليه زي القُربان. لما سألوها قالت:
— "أنا خاطبة، وأي واحدة تعاين ليهو، بحرقها بالبخور المعكوس!"
ووصل الجنون حد إنها كتبت فيه شعر وعلّقتو في عمود النور جنب البوابة:

"أيا تمساحي المشرّط بالكرامة
حنيّن العين... فظيع الوسامة
لو كنت حي، كنت عرستك
ولو كنت ميت، ح أنتحر جنبك بس بالابتسامة!"

ضحك أولاد الحلة، وصارت القصة حديث المجالس، وكل ما يمر زول قدام القسم، يقول:

— "يا خي شفت ميمونة؟ لسه بتحب التمساح!"

حتى الضباط بقوا يحلفوا ما يشيلوا التمساح عشان "يخلّوا للبت أمل تعيش بيهو".

ومع الزمن، اتحولت ميمونة لرمز للحب العنيف... الغريب... الي ما بفهمه زول.

وواحد شاعر من "ود نوباوي" كتب عنها قصيدة بعنوان:
"الحب سلطان... حتى لو كان تمساح!"