د. حامد برقو: أكاديمية مني أركو .. جامعة جبريل ابراهيم

02:28 PM June, 26 2025

سودانيز اون لاين
دينق عبد الله-الكويت ، كينيا ، جنوب افريقيا
مكتبتى
رابط مختصر

أكاديمية مني أركو .. و جامعة جبريل إبراهيم ..!!


(١)
إبن عمي و السوداني الجميل البروفيسور بارودي فاشر عبدالرحمن؛ كان يعمل إستشارياً للمناظير بمستشفى مرموق في إحدى الدول النفطية المتعاطفة مع السودان في حربنا الوجودية الحالية.
لسماته و أدائه ( السودانيين) أقترحت عليه السلطات هناك منح جنسيتها الوطنية مكافأة. لكن الصدمة عندما سألهم إن كان بإمكانه العمل معهم بجواز سفره السوداني ، فأجابوه بالنعم. عندها قال لهم طالما ذلك ممكناً فلا داعي لنيل جنسية بلدكم و خاصة الفاصل بيننا مجرد عرض البحر.
بارودي الذي غضب يوماً لسوء منظر سيارة سفارتنا هناك و عمل مع آخرين على شراء أخرى تليق بأهل السودان ؛ اعتذر عن نيل تلك الجنسية التي تهافت عليها الكثيرون من أبناء بلده الي حد العمالة و بيع أسرار الدولة . الأخ الفريق طه عثمان حسين ؛ هل انت بخير ...؟؟
لا أدري إن كان مازال على عهده و طريقته، لكن عندما دخلت خدمة الهاتف المحمول الي المنطقة العربية؛ كان عندما يأتيه إتصال هاتفي من السودان لحاجة ما؛ لا يسأل من المتصل غير إسمه الأول ليحوله الي مدير شركة ما من أقربائه في الخرطوم لقضاء غرضه ،و الذي غالبا ما يكون علاجياً. ثم يقوم بالسداد لاحقاً ..!

(٢)
قبل سنوات عدة و بإحدي ضواحي نيويورك سكن شبان أفارقة بجوار مسن متقاعد. بمرور فترة ليست بقصيرة لاحظ الجار ما لم يعتاد عليه من الأفارقة من سلوك و خاصة الشبان .
و الشباب هؤلاء كانوا يخرجون لأعمالهم بدوام صباحي و يعودون في المساء مع بعضهم أو بفترات متقاربة ثم يخرجون الي الفناء الخارجي لبعض الوقت و دون أي ضجيج قبل أن يعود كل واحد منهم الي غرفته أو غرفتهم .
لا أحد يذهب الي صالات الرقص أو الحانة.
و لأن احترام خصوصية الاخر أمر مقدس في المجتمعات الغربية ؛ أخذ الجار بعض الوقت ليسألهم عن من يكونون . قالوا نحن أفارقة - غالبيتنا من السودان و بعضنا من تشاد.
قال اعلم انكم أفارقة لكن من اي الاثنيات ؟
قالوا نحن من إثنية الزغاوة !
هنا هز المسن المتقاعد رأسه ثم قام بتدوين (الاسم الذي كان غريبا عليه) و نطق بجملة لا مكان لها بهذا الخيط..!!

(٣)
ذكر قبيلة ما أو الانتماء إليها ليس عيباً أو تخلفاً كما يعتقد البعض ،لأن الغرض النبيل هو للتعارف ، لذلك جعلنا رب الأمم شعوباً و قبائلاً.

قديما قلت لأحد أصدقائي :
(الخصال الحميدة لا تنحصر في إثنيات بعينها دون الأخريات ،لكن أكثر ما يميز الزغاوة هما صفتا الوفاء و عدم التحيز للباطل) ، و أردفت قائلا لا يجتمع ثلاثة من تلك الإثنية على الباطل . ثم ضربت مثالاً : (قل أن مسؤولاً ما يقيم معه في البيت شقيقين له ، و تعرض عامل بالبيت لتعنيف من قبل ذلك الشقيق الأكبر؛ سينتفض الأثنان أو على الأقل احدهما الي حد ترك البيت ، تضامناً مع الغريب الذي تعرض للتعنيف بغير وجه حق و قد يصل الأمر إلي الشجار فيما بينهم ..
أو هكذا خبرتُ الزغاوة خلال الأربع عقود و نصف.

(٤)
قبل سنوات عدة حدثني من أثق فيه عن الغزو الليبي على تشاد ؛ وقتها أستعان العقيد معمر القذافي بكوبا و الاتحاد السوفيتي و اليساريين الفلسطنيين و غير الفلسطينيين.
في إحدي المعارك خسر التشاديون الجولة.
كان الرئيس الراحل حسين حبري في الصفوف الخلفية، بينما كان حسن جاموس و ابراهيم محمد إتنو و إدريس ديبي إتنو
يقودون المعركة في المقدمة.
عندما إشتد القصف من قبل الطيران الكوبي ؛ تراجعوا لإخلاء الرئيس حبري.
و لأن المعركة كانت خاسرة و الهلاك بات واقعاً للجميع ؛ استقر رأي القادة العسكريين الثلاثة على وضع الرئيس حسين حبري في صندوق الموتى( مع منافذ للتنفس) . ثم يسلم الصندوق الي الصليب الأحمر الدولي الذي كان يتواجد في المنطقة حتى يتمكن من النجاة و يواصل النضال في حال موتهم .
تمر الايام لتتحرر تشاد و يشاء أمر السماء أن يقضي كل من ابراهيم محمد إتنو و حسن جاموس على يد ناكر الجميل و المخفي يومذاك في صندوق الموتى حسين حبري قبل أن يتمكن إدريس دبي من هزيمته و طرده من الحكم في ديسمبر ١٩٩٠م

(٥)
حتى نكون دقيقين و نسمي الأشياء بأسمائها ؛ فإن المليشيات العربية القادمة أصلا من غربي افريقيا و بمسمياتها المختلفة؛ من حرس الحدود الي الدعم السريع أسست من قبل نظام عمر البشير و الأنظمة التي سبقته لمجابهة إثنية الزغاوة و إفنائها و إبادتها . تلك حقيقة مجردة..!
لذا فإن ما نراه من استهداف لباقي قبائل غرب السودان يعتبر عملاً جانبياً ، ذلك قبل أن تنقلب المليشيا على من صنعوها و تفكر في الاستيلاء على الدولة السودانية مع تغيير( إحلال و إستبدال) التركيبة السكانية في الوسط و الشمال النيلي.

(٦)
رغم صلة الرحم فإن الأخوين مني اركو مناوي و الذي آخر لقاء لي معه كان في جوبا بالقيادة العامة للجيش الشعبي لتحرير السودان عندما حضر هناك بمناسبة الذكري الخامسة و العشرين لإنطلاقة الحركة الشعبية و الجيش الشعبي، ممثلا لرئيس الجمهورية عندما كان مساعداً للرئيس آنذاك .
أما الدكتور جبريل ابراهيم كان آخر لقاء لي معه بمكتبه بالخرطوم عام ١٩٩٨ عندما كان مديراً لشركة عازة الحكومية للطيران .
ليس ترفعا، لكن برأيي المتواضع لم يطرأ ما يستدعي التواصل معهما بشكل شخصي.
إلا أن التاريخ سيجل بأحرف من نور مساهمة كل من الرفيق مني اركو مناوي و الاخ الدكتور جبريل ابراهيم في إنقاذ الدولة السودانية من الإندثار و التلاشي علي يد الغزاة المحتلين تتار هذا العصر و ذلك بالعمل الدؤوب و التنسيق المحكم مع القوات المسلحة و المخابرات العامة و باقي الفاعلين الوطنيين.
كلاهما في أوج عطائه و شبابه و يرجى منهما المزيد. لكن ليتنا نرى أكاديمية مني اركو للدراسات الاستراتيجية و جامعة جبريل ابراهيم الوطنية .
ذلك قبل دخول سيرتيهما المناهج الدراسية ضمن مقررات معركة الكرامة.

المجد لبلادنا و لأهلها جميعاً .!!



د. حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]

غايتو دفعتي ده راقد ليه على هدف

أكاديمية مني أركو للدراسات الاستراتيجية
و
جامعة جبريل ابراهيم الوطنية


على غرار
جامعة الزعيم الازهري
و جامعة الإمام الهادي
المهم مبروك
في زول أحسن من زول

أكاديمية مني أركو .. و جامعة جبريل إبراهيم ..!! كتبه د. حامد برقو عبدالرحمن https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1750940995.html