كلوب هاوس: ديمقراطية الصوت أم ساحة لصراع الهيمنة؟ بقلم: [اسم الكاتب] منذ لحظة انطلاقه، أثار تطبيق

كلوب هاوس: ديمقراطية الصوت أم ساحة لصراع الهيمنة؟ بقلم: [اسم الكاتب] منذ لحظة انطلاقه، أثار تطبيق


06-25-2025, 10:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1750886344&rn=0


Post: #1
Title: كلوب هاوس: ديمقراطية الصوت أم ساحة لصراع الهيمنة؟ بقلم: [اسم الكاتب] منذ لحظة انطلاقه، أثار تطبيق
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 06-25-2025, 10:19 PM

10:19 PM June, 25 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






منذ لحظة انطلاقه، أثار تطبيق "كلوب هاوس" Clubhouse ضجة عالمية باعتباره مساحة جديدة للتواصل الاجتماعي، تقوم على الحوار الصوتي المباشر، بدلاً من الصور أو النصوص.
ومع ازدهاره خلال فترات العزل المرتبطة بجائحة كوفيد-19، بدا كما لو أنه يُعيد إحياء تقاليد "الصالونات الفكرية" لكن بصيغة رقمية، مفتوحة ومتاحة لكل من يمتلك هاتفًا ذكيًا وفضولًا للنقاش.

لكن خلف هذا الوهج، تلوح أسئلة عميقة حول طبيعة هذه المنصة، إمكاناتها، ومخاطرها، خصوصًا في سياقات الصراع الفكري والسياسي التي باتت تُهيمن على الفضاء الرقمي عالميًا.

صوتك… في الهواء مباشرة
ما يميز "كلوب هاوس" هو اعتماده على الصوت كوسيط وحيد للتفاعل. لا صور، لا مقاطع فيديو، لا رموز تعبيرية. فقط غرف مفتوحة يديرها مضيفون، ويتحدث فيها المشاركون بشكل مباشر.
هذه البساطة التقنية تُخفي وراءها قوة رمزية هائلة: أي شخص، من أي مكان، يمكن أن يُسمع صوته، ولو لدقائق، أمام جمهور من مئات أو آلاف.

في البداية، كان التطبيق نخبويًا يُتاح عبر دعوات فقط، لكنه سرعان ما تحوّل إلى فضاء عام يحتضن ملايين المستخدمين. ومن هنا، نشأت فكرته الأخطر: هو ليس مجرد منصة للتواصل… بل ساحة مفتوحة لصراع الأفكار.

منافع لا يمكن إنكارها
في شكله النقي، يحمل "كلوب هاوس" إمكانيات تعليمية وفكرية مذهلة:

نقاشات حيّة مع كتاب وصحفيين وأساتذة جامعات من مختلف أنحاء العالم.

منصّة متميزة للأقليات والمهمّشين، وللنساء في المجتمعات المغلقة، لطرح أصواتهم بعيدًا عن الرقابة الرسمية.

غرف متخصصة في التكنولوجيا، الاستثمار، ريادة الأعمال، الفلسفة، الفن، وحتى الدعم النفسي.

لقد قدّم ما يشبه بثًا مباشرًا للديمقراطية الصوتية، حيث يمكن لأي شخص أن "ينقر على الميكروفون" ويقول رأيه دون رقيب.

لكن… لكل منصة وجه مظلم
هذه الحرية المطلقة لا تخلو من مخاطر، بل إن "كلوب هاوس" قد يتحول بسهولة إلى ساحة لصراعات منفلتة من أي رقابة مؤسسية.

المعلومات المضللة: من إنكار كورونا إلى ترويج نظريات المؤامرة والعداء للأقليات.

انتهاك الخصوصية: تسجيل ونشر محتوى الحوارات بدون إذن، خاصة في غرف سياسية.

التنمر والإقصاء: تحوّل بعض المضيفين إلى "قضاة رأي"، يطردون الأصوات المخالفة أو يهيمنون على الحوار.

الضغط النفسي: بعض الغرف تمتد 10 ساعات متواصلة، ما يولّد حالات إدمان ونفور نفسي نتيجة “ثقافة الأداء” أمام جمهور حي.

معارك على الهواء: الفكر بلا حواجز
"كلوب هاوس" يكشف معارك الأفكار كما هي، دون تجميل أو تلطيف. لا خوارزميات تسوّق لمنشورات محددة، ولا فلاتر تحجب الوقائع. فقط "صوتك وصدى ما تقول".

وهنا نشهد:

صراعات أيديولوجية: الإسلاميون ضد العلمانيين، المحافظون ضد الليبراليين.

مواجهات هوياتية: من قضايا الأكراد في الشرق الأوسط إلى الأمازيغ في المغرب.

احتكار رمزي: بعض "النجوم" يحتكرون الغرف الكبرى ويقصون الخبراء غير المعروفين.

تُصبح الغرف الصوتية أشبه بـ"تلفزيونات غير رسمية"، لكن أكثر تفاعلًا وخطورة في الوقت ذاته.

هل يمكن ضبط هذه المنصة؟
ما زال من الصعب فرض ضوابط واضحة في "كلوب هاوس" دون التضحية بجوهره. فالتطبيق مفتوح، حيّ، ولا يُسجل رسميًا. ومع ذلك، ثمة خطوات جزئية ممكنة:

الحل المقترح العقبة المحتملة
رقابة ذكية تطوعية خطر تقييد حرية التعبير أو الانحياز
تشفير جزئي للغرف يقتل الانفتاح الذي يميّز المنصة
تدريب المضيفين يفتقر للتطبيق العملي والتنفيذ الفوري

باختصار، المنصة تسير على حبل مشدود بين الانفتاح والفوضى.

استخدم صوتك… بوعي
"كلوب هاوس" ليس مجرد تطبيق آخر، بل انعكاس مباشر لفوضى العصر الرقمي، حيث تتحوّل الهواتف الذكية إلى منابر أفكار وألغام أيديولوجية في آنٍ معًا.

فإذا قررت الانضمام إليه، استخدمه كأداة معرفة، لا ساحة استهلاك نفسي. وكن واعيًا بما تقول، بما تسمع، وبالوقت الذي تهدره أو تبنيه. ففي عالم يضجّ بالضجيج، يبقى الصوت العاقل هو العملة الأندر.