Post: #1
Title: "الجرّار المكسورة" لعبد الغفور عصام — إصدار جديد عن دار أورورا للنشر — بقلم لطفي الشابي
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 06-17-2025, 10:47 PM
10:47 PM June, 17 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
📚 "الجرّار المكسورة" لعبد الغفور عصام — إصدار جديد عن دار أورورا للنشر — ✍️ بقلم لطفي الشابي الجرار المكسورة" لعبد الغفور عصام، رواية مفكّكة لأحوال واقع متشظٍّ" تنشغلُ رواية الجرار المكسورة للأديب السّودانيّ عبد الغفور عصام في الظّاهر بالواقع السّودانيّ القلِق، ولكنّها رواية الأسئلة الكبْرى التي شغلتْ الأدب: الحيرةُ في الإنسان وفي الحياة والفنّ. حيْرَةٌ قديمة متجدّدة تستعرضُها شخصيّاتٌ تعترفُ بخطاياها وتشوّهاتِها، وتؤدّيها أصواتٌ تهذي وهي تتأمّل وُجودَها محاولة فهمَ أسباب هذا القلق ودواعي هذه الخيبات المتعاقبة على مرّ تاريخ الوطن الحديث. تتناوب على الحكْيِ في المتْنِ الرّوائيّ أربعةُ أصوات تحاول كلّ صوتٍ منها أن يُضيء جوانب مُعتمة من حياتِه ولكنّه في الحقيقة يُحاول فهم هذا الذي يجري في المحيط الجغرافيّ الأوسع: الوطن بمختلف اتّجاهاتِه واختلافاته الطّارئة والقديمة. والأصواتُ في الحقيقة أربعةُ أقنعةٍ لذاتٍ واحدة جامعة نراها واضحة عارية من كلّ غشاوة حين نُمعنُ النّظرَ في ملامحها دون تعلّق بالظّواهر المميّزة. إنّها تُحدّثُ عن إنسانِ هذا العصرِ القلِقِ المحكوم بالعجزِ والإحباطِ. بهذا المنظور، يستعيدُ قارئ هذا النصّ عوالم الرّواية السّودانيّة الشّهيرة موسم الهجرة إلى الشّمال للطيّب صالح، رغمَ أنّ صوتَ أحد الرّواةِ فيها يسخر من الطيّب صالح ومن موسِمِه لأسبابٍ تبدو موضوعيّة ووجيهة، ولكنّه مع ذلك يستدعي النصّ حتّى وهو يُدينُه، ويجعله صوتا آخر داخليّا يُخبرُ عن السّودانِ ويُحاول تبري خيباتِه وهزائمه وخسارة الإنسانِ فيه. وإذا كانت المسألة السّودانيّة حاضرة بإلحاح في الجرار المكسورة، فإنّها لا تقترحُ حلولا مباشرة ولا تدّعي امتلاكها لوصفاتِ الشّفاء من هذا الدّاء العُضالِ الذي يُصيب الوطنَ، بل هي صيْحةُ إدانةٍ عالية لكلّ من كان مسؤولا عن هذا الوضعِ الذي قسّمَ الوطنَ وشتّتَ شمْلَ أبنائه وجعلهم إخوة أعداء. والرّوائيّ كان واعيا بالعِلَلِ، عارفا بالأسبابِ، ولكنّه كان، ربّما، مكتظّا بكلّ أسباب الخذلان الذي تفاقمَ حتّى انقلبَ إلى يأسٍ من صلاح أمر هذه الأمّة المريضة. ولكنّه أيضا لا يجعل الوطنَ بمعزلٍ عن علّة كونيّة تُصيبُ إنسان هذا العصر الذي فقد إنسانيّتَه وأصبح حيوانا ضاريا ينهشُ ويعضّ ويُبيدُ ويتفانى في إسكات صوتِ الجشع الذي تمكّن منه حتّى أفنى روحَه وبدّدَ إنسانيّتَه. والرّواية، بالإضافة إلى هذا المضمون المشتغل عليه بحرفيّة روائيّ متجذّر في بيئتِه السّودانيّة رغم أنّه هجَرها منذ زمنٍ، تعتبرُ روايةٌ تجريبيّة تتقاطعُ فيها الفنُونُ وتتضافرُ لإجلاءِ مأساةِ هذا الزّمنِ الموسومِ بالقبْحِ والخطيئة والوضاعة والجشع. \إنّها حواريّة فنونٍ تتصادى وتتضافرُ من أجلِ أداء هذا الجُرح الإنسانيّ الغائر: موسيقى يستهلّ بها الكاتبُ كلّ فصْل، كالأنّاتِ ترجّعُ أصداء أوجاع البشريّة القديمة المتجدّدة، وشعرٌ يستدعيه الكاتبُ من حضارة ناطقة بلغة أعجميّة ولكنّها فصيحة إذ تَختزلُ الشرّ المتمكّنَ من الأنفسِ، ورُكحٌ يقتحمُ الفضاء السّرديّ ملطّخٌ بدماء الحروبِ والجرائمِ يستعرضُ النّقصانَ البشريّ ولكنّه يحلمُ بالإنسانِ المنشودِ، بكلّ براءتِه وسموّ روحِه. إنّ هذا النصّ الذي تختارُ دار أورورا للنّشر أن تقترحَه على القارئ اليومَ في مختلف البلادِ ومتنوّع الثّقافات واللّغات، منسجمة مع الرّؤية التي اتّخذتْها لخطّها الأدبيّ والإبداعيّ المؤمنِ بالأدب المتعدّد والمضامين المختلفة المحدّثة عن الإنسانِ حيثُما كان. إذا لا نعتبرُ الأدبَ أدبَا إلاّ إذا نجح في أن يكون صورةً عن الإنسانِ في جوهرِه محدّثا عن مخاوفِه وآمالِه ناطقا بآلامِه وتطلّعاتِه، داعيا إلى لقاء ثقافيّ حقيقيّ يحاول أن يقرّبَ المسافة بين الشّرق والغرب، وبين المتحضّر والحالم بالحضارة وبين الغنيّ المتحكّم والفقير المُستَغَلّ المتحكّم فيه. لهذا تراهنُ دار أورورا على هذا النصّ، وعلى ما تختارُه من نصوص لتكون تجسيدا للشّعار الذي اختارتْه منذ البدْء: أورورا، دار نشْرٍ تنظر إلى العالمَ بأكثر من عيْنٍ. غلاف الرواية https://top4top.io/
You can purchase the novel here: https://ed-aurora.ca/en/product/produit-1-4/https://ed-aurora.ca/en/product/produit-1-4/ To learn more about the novel, you can read this insightful review by Lutfi Elshabi: https://www.facebook.com/share/p/16DsHrajyK/؟mibextid=wwhttps://www.facebook.com/share/p/16DsHrajyK/؟mibextid=ww
|
|