Post: #1
Title: السودان بين تل أبيب وطهران- لعبة التوازن المستحيلة مقاربة جيوسياسية لتموضع السودان في صراع الشرق
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 06-15-2025, 09:29 PM
09:29 PM June, 15 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
تقديم- هذه الورقة تحاول أن تقرأ موقع السودان في خريطة التحالفات الشرق أوسطية بين قوتين متضادتين: إسرائيل وإيران. ما يبدو على السطح كتقلب سياسي، هو في عمقه بحث عن البقاء في ظل فراغ إستراتيجي وعزلة إقليمية. فالجيش السوداني، منذ اندلاع الحرب الداخلية، بات يبحث عن سند خارجي يضمن له الحد الأدنى من التفوق العسكري، وسط انسحاب الدعم الخليجي والغربي.
أولاً: جذور العلاقة مع إيران – بين الثورة والرصاص منذ التسعينات وحتى 2015، شكّلت إيران حليفاً عسكرياً وفكرياً للنظام السوداني.
مصانع اليرموك كانت أبرز تجليات هذا التحالف، حيث تم تطوير أسلحة بإشراف تقني إيراني.
العلاقة انقطعت بضغط سعودي، لكن البنية التحتية الفكرية والعسكرية بقيت كامنة.
ومع الحرب الحالية، عادت طهران إلى المشهد عبر دعم سري محتمل للجيش، يشمل السلاح والذخيرة، خاصة بعد تراجع الدعم الخليجي.
ثانيًا: التطبيع المعلق مع إسرائيل – خطوة لم تكتمل عقب الثورة، وتحت ضغط أمريكي مباشر، وافقت السلطات الانتقالية على مسار تطبيع مع إسرائيل (لقاء البرهان-نتنياهو 2020).
الهدف كان رفع السودان من قائمة الإرهاب والحصول على تمويل خارجي.
لكن الصراع الداخلي وجّه ضربة قاضية لهذا المسار، فبقي التطبيع دون عمق شعبي أو مؤسساتي، ولم يتحول إلى تحالف فعلي.
ثالثًا: دوافع الجيش للتحرك بين المعسكرين براغماتية بقاء: الجيش لا يسعى لتحالف أيديولوجي، بل لدعم فني وتسليحي يُبقيه على قيد الحياة.
الانكشاف الجيوسياسي: انسحاب الخليج والغرب دفع الجيش لطرق أبواب جديدة.
المأزق الأخلاقي: أي تقارب مع إيران يناقض شعارات محاربة "التغلغل الشيعي"، وأي تقارب مع إسرائيل يصطدم بحساسية شعبية ودينية.
رابعًا: لماذا لا يمكن للسودان أن ينجو في هذا التوازن؟ التحالف مع إيران يعني: عقوبات دولية محتملة، استعداء الخليج، وتحويل السودان إلى ساحة مواجهة مع إسرائيل.
التحالف مع إسرائيل دون شرعية داخلية أو استقرار مؤسسي يعني: تبعية بلا ضمانات، وتوريط السودان في صراعات لا ناقة له فيها.
الحياد مستحيل: فالموقع الجغرافي والثروات (سواحل البحر الأحمر، الموانئ، الممرات البرية) تجعل السودان محل طمع واستقطاب دائم.
خامسًا: ماذا ينتظر السودان في الأفق؟ السيناريو التوصيف المخاطر تقارب مع إيران دعم عسكري قصير المدى عزلة – تدخلات – خطر إسرائيلي تقارب مع إسرائيل وعود دبلوماسية ورفع العقوبات انفجار داخلي – رفض شعبي تحالف مزدوج/غامض محاولة اللعب على الحبلين انعدام الثقة من الجميع – خنق اقتصادي الحياد القسري لا دعم ولا تحالف انهيار داخلي – تفكك أمني
السودان ليس دولة محورية في الصراع الإيراني الإسرائيلي، لكنه قد يُستعمل كساحة مناورة مؤقتة في حال تحوّل الصراع إلى مواجهات بحرية أو معارك عبر الوكلاء. والجيش السوداني، إن اختار التموضع الكامل في أحد المعسكرين، فلن يربح السيادة، بل قد يخسر الشرعية الوطنية المتآكلة أصلاً.
توصية استراتيجية - إذا أراد السودان الخروج من هذا المأزق، فعليه أن يراهن على:
مقاربة وطنية مستقلة، تعيد تعريف الأمن القومي خارج الاستقطاب الشرق أوسطي.
تحالفات تنموية واقتصادية بديلة، بدلاً من الارتهان لمحاور السلاح والعقوبات.
استعادة الفضاء المدني كمصدر شرعية داخلي، لأن لا جيش يمكنه الاستمرار في العزلة والشك وحده.
|
Post: #2
Title: Re: السودان بين تل أبيب وطهران- لعبة التوازن ا
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 06-15-2025, 09:44 PM
Parent: #1
قراءة بصرية للعنوان
|
|