Post: #1 Title: الاخوان المسلمىن: تحريم الدجاج المصري لصالح التركي.دخل عام في السودان يساوي ثمن ثلاثة خرفان Author: Mohamed Omer Date: 06-06-2025, 03:28 PM
حول توظيف الدين في المصالح، قرأت خبراً عن معاقبة وزارة الأوقاف المصرية لبعض «الدعاة» المشاهير، التابعين لها، هذه الأيام بسبب تحدّي هؤلاء المشايخ لقرار الوزارة بعدم الحجّ إلا بأخذ إذنٍ من الوزارة.
تبيّن، حسب الخبر المنشور، أن هؤلاء الدعاة والأئمة سبق وأن سافروا لأداء الفريضة من قبل، إلا أنهم سافروا هذه المرة من أجل الدعاية لشركات السياحة.
من وقتٍ لآخر يتورط بعض من يوصف بالشيخ أو «الداعية» - وهو مصطلح جدلي ليس هذا موضع شرحه - في الترويج لمنتجات تجارية، أو سياسية، مقابل مصالح مادّية أو معنوية، والأمثلة على ذلك كثيرة، بعضهم روّج لشركات أو بنوك أو شخصيات بعينها، حتى يتهافت العامّة وأشباه العامّة، على هذا المنتج أو تلك الشركة أو ذاك الوجيه.
😃😊😁😆😄🤗
محمد الحسن ولد الددو
من أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا والتنظيم الدولي للجماعة.
رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا بنواكشوط، وهو مركز أهلي يسعى لتخريج أعداد من العلماء الربانيين المتبحرين في مختلف العلوم الشرعية، يُدَرّس فيه اثنان وخمسون علماً على أيدي عدد من خيرة العلماء. رئيس جامعة عبد الله بن ياسين بنواكشوط - موريتانيا. رئيس مجلس الشورى بجمعية المستقبل للثقافة والتعليم بموريتانيا. عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
دعايات الدُعاة!
الجمعة - 10 ذو الحِجّة 1446 هـ - 6 يونيو 2025 م
نحن اليوم في يوم الحج الأكبر، أو يوم عيد الأضحى، والحاجُّ يقضي نهاره وليله حالياً في تأدية عبادة الحج ويذكر اسم الله في أيامٍ معلومات، بين طواف وسعي وتلبية وقرابين لله.
هذه المناسبة الشريفة، تستدعي التأمل في عاطفة الدين العميقة، وهي عاطفة عاصمة للبشر، عموم البشر، من الوقوع في حُفر الفوضى وضياع المعايير، هذا أصل الأمر، وهي عاطفة عميقة الجذور في أغوار النفس الإنسانية، مهما اختلفت العصور، وتغيّرت مظاهر العالم من حولنا، وذلك الشعور أو الغريزة العاطفية، هي محلّ بحثٍ قديمٍ جديدٍ لدى أهل النظر والحكمة، والخلاصة أن الانتماء الإيماني مُكّونٌ جوهري في طبيعة النفس الإنسانية.
لأنها كذلك، فإن بعض الناس يسعى لتوظيف هذه العاطفة العميقة، في اتجاهات مادّية مصالحية بحتة، أو حتى في خصومات شخصية، باسم الدين، ويحضرني في هذا المقام طرفة سمعتها من راويها، أن شخصين اختصما إلى القاضي في نجد، قديماً، ففلج أحدهما الآخر، وغلب بالحجّة، فبُهت المفلوج، وقال للقاضي بالعامية النجدية: «بس يا شيخ، أحسن الله إليك، ترا فلان يتتّن!». والمعنى أيها القاضي إن فلاناً خصمي، يتعاطى التدخين (تُتن) يريد بذلك إسقاط عدالته لدى القاضي، وكان التدخين جريمة «دينية» كبيرة في السابق القديم.
حول توظيف الدين في المصالح، قرأت خبراً عن معاقبة وزارة الأوقاف المصرية لبعض «الدعاة» المشاهير، التابعين لها، هذه الأيام بسبب تحدّي هؤلاء المشايخ لقرار الوزارة بعدم الحجّ إلا بأخذ إذنٍ من الوزارة.
تبيّن، حسب الخبر المنشور، أن هؤلاء الدعاة والأئمة سبق وأن سافروا لأداء الفريضة من قبل، إلا أنهم سافروا هذه المرة من أجل الدعاية لشركات السياحة.
من وقتٍ لآخر يتورط بعض من يوصف بالشيخ أو «الداعية» - وهو مصطلح جدلي ليس هذا موضع شرحه - في الترويج لمنتجات تجارية، أو سياسية، مقابل مصالح مادّية أو معنوية، والأمثلة على ذلك كثيرة، بعضهم روّج لشركات أو بنوك أو شخصيات بعينها، حتى يتهافت العامّة وأشباه العامّة، على هذا المنتج أو تلك الشركة أو ذاك الوجيه.
لعلّ من الأمثلة الصارخة ما ذكره الوزير والمحامي الموريتاني محمد ولد أُمّين في برنامج «سجال» على شبكة «العربية» سابقاً، عن فتوى «الداعية» الموريتاني «الإخواني» محمد الحسن ولد الددّو عن تحريم الدجاج المصري لصالح الدجاج التركي! أن ولد الددّو أفتى بإباحة تناول الدجاج التركي وتحريم الدجاج المصري لمصالح خاصة به مع الدجاج التركي، حسب الحقوقي الموريتاني!
الدين نبيلٌ، والإيمان رفيعٌ، فوق طين المصالح الشخصية اللزجة الزلِقة، وكل عام وأنتم بعافية وراحة بال وصحة وأمن في الأوطان.
مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
+++++++++++++++++++
داعية موريتاني يحرم الدجاج المصري ويحلل التركي
كشف الكاتب الموريتاني محمد أمين عن فتوى غريبة أطلقها الداعية الموريتاني محمد الحسن ولد الددو، عن تحريم الدجاج المصري لصالح الدجاج التركي
كشف الكاتب الموريتاني محمد أمين عن فتوى غريبة أطلقها الداعية الموريتاني محمد الحسن ولد الددو، عن تحريم الدجاج المصري لصالح الدجاج التركي.
وقال خلال مقابلة في برنامج "سجال"، الذي يقدمه الإعلامي السعودي مشاري الذايدي، إن ولد الددو أفتى بإباحة تناول الدجاج التركي وتحريم الدجاج المصري لكونه يعمل بتجارة الدجاج مع تركيا.
فتوى الددو تعود لعامي 2016 و2019، وأباح فيها تناول الدجاج التركي في موريتانيا، مبررا ذلك بأن الذبائح التي تستورد من أوروبا وأميركا لم تذبح بشرع الله، لأن الشركات المنتجة لها تجارية محضة لا علاقة لها بالدين، وتستخدم مذكيات فيها دماء ولذا تُعتبر حراما، مشيرا إلى أن المذكى إذا اختلط بالجيفة فهو حرام بالإجماع، حسب قوله.
وأضاف أن الذبائح في تركيا تنحر على أيدي أتراك مسلمين يستخدمون مذكيات طاهرة – حسب وصفه – منتقدا مذكيات للدجاج تنتج في أوروبا ومصر باعتبارها مختلطة بالدماء، ومؤكدا أن المذكيات التي تنتجها تركيا طيبة وتنتجها شركات مسلمة تخرج الزكاة للمسلمين.
وحسب ما أكد الكاتب الموريتاني محمد أمين، فإن ولد الددو يرتبط باستثمار في مجال تجارة الدواجن مع تركيا، لذا ينحاز في فتاواه الغريبة لصالح الدجاج التركي ويحرم الدجاج المستورد من بلدان أخرى.
الداعية الموريتاني اسمه بالكامل محمد الحسن ولد الددو من مواليد العام 1963 في نواكشوط، ويعتبر من أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا والتنظيم الدولي للجماعة.
أنشأ وترأس مركز تكوين العلماء بنواكشوط، وتولى رئاسة جامعة عبد الله بن ياسين بموريتانيا، بالإضافة إلى عضويته بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه مفتي الإخوان السابق الراحل الدكتور يوسف القرضاوي.
سافر ولد الددو إلى غزة في ديسمبر 2012، وألقى كلمة باسم علماء الأمة الإسلامية في الذكرى الـ 25 لتأسيس حركة حماس.
وفي أكتوبر من العام الماضي شارك ولد الددو في لقاء وفد علماء المسلمين مع الرئيس التركي، الذي طالب الرئيس أردوغان بوقف ترحيل عناصر جماعة الإخوان من البلاد، وتسهيل حصولهم على الإقامات والجنسيات.
يقول ترامب إنه "ليس مهتمًا بشكل خاص" بالتصالح مع إيلون ماسك، الذي أفادت التقارير أنه أراد التحدث إلى الرئيس.
يبدو أن الأمور قد توترت بين دونالد ترامب وإيلون ماسك. إليكم ملخص الأحداث:
انتقادات ترامب: في مقابلة هاتفية، وصف ترامب ماسك بأنه "رجل فقد عقله" وقال إنه ليس مهتمًا بشكل خاص بالتحدث معه. جاء ذلك بعد أن انتقد ماسك مشروع قانون ترامب للضرائب والهجرة، بل ودعم دعوات عزله.
عرض السلام من ماسك: على الرغم من الخلاف، قام ماسك ببادرة صغيرة نحو المصالحة بموافقته على منشور يقترح أنه وترامب يجب أن يصنعا السلام من أجل مصلحة البلاد. ومع ذلك، استمر ماسك أيضًا في انتقاد ترامب، بما في ذلك الإشارة إلى ملفات إبستين المثيرة للجدل.
التداعيات السياسية: ورد أن ترامب فكر في بيع أو التبرع بسيارته تيسلا، التي اشتراها لدعم ماسك. في غضون ذلك، أعرب نائب الرئيس، جيه دي فانس، عن دعمه لترامب، لكنه لم يتطرق مباشرةً إلى اتهامات ماسك.
يبدو أن الخلاف نابع من خلافات حول أجندة ترامب التشريعية، لكنه سرعان ما تصاعد إلى هجمات شخصية. ويبقى أن نرى ما إذا كانا سيتصالحان أم أن هذا يُمثل انقسامًا دائمًا.
++++++++++++++++++
لقب صاحب السمو الملكي.
الأمير هاري، في الصورة مع دوقة ساسكس، "وصل إلى مرحلة حُظر فيها إصدار جوازات سفر بريطانية لأبنائه تحمل أسماء عائلاتهم المُحدّثة من ساسكس، وذلك بسلسلة من الأعذار على مدار خمسة أشهر". الصورة: REX/Shutterstock
لقب صاحب السمو الملكي.
الأمير هاري وميغان درسا تغيير اسم العائلة إلى سبنسر وسط تأخيرات في إصدار جوازات سفر أطفالهما.
حصري: مصدر يقول إن الزوجين يخشيان أن يكون الانتظار غير المبرر ناتجًا عن معارضة الملك لمنح أطفالهما لقب صاحب السمو الملكي.
نيك هوبكنز
الأربعاء، ٤ يونيو ٢٠٢٥، الساعة ١٥:١٩ بتوقيت غرينتش
أفادت التقارير أن الأمير هاري وميغان ماركل فكّرا في تغيير اسم عائلتهما إلى سبنسر وسط تأخيرات في الحصول على جوازات سفر بريطانية لطفليهما، آرتشي وليليبت. اشتبه الزوجان في أن التأخير يعود إلى تردد المسؤولين البريطانيين في منح طفليهما لقب صاحب السمو الملكي (HRH/Harry).
تفاصيل رئيسية:
تأخير جواز السفر: قدّم دوق ودوقة ساسكس طلبات للحصول على جوازات سفر بريطانية لطفليهما باستخدام اسم عائلة ساسكس، بما في ذلك ألقاب صاحب السمو الملكي. ومع ذلك، تأخرت الطلبات لما يقرب من ستة أشهر، على الرغم من أن مدة المعالجة الاعتيادية كانت حوالي ثلاثة أسابيع.
لقاء هاري مع إيرل سبنسر: بسبب شعوره بالإحباط، ورد أن هاري استشار خاله ، إيرل سبنسر، بشأن إمكانية اعتماد اسم عائلة سبنسر بدلاً من ذلك. هذا اللقب مشتق من والدته الراحلة، الأميرة ديانا.
مخاوف بشأن الألقاب الملكية: زعم مصدر أن الملك تشارلز لم يرغب في أن يحمل آرتشي وليليبت ألقاب صاحبي السمو الملكي، وأن جوازات السفر ستكون بمثابة دليل قانوني على اسميهما.
الإجراء القانوني: هدد محامو دوق ودوقة ساسكس بتقديم طلب وصول إلى البيانات، والذي كان من الممكن أن يكشف عن مناقشات داخلية وراء التأخير. بعد فترة وجيزة من هذه الخطوة القانونية، تم إصدار جوازات السفر.
رد قصر باكنغهام: نفى القصر أي تورط له في تأخير جوازات السفر.
في النهاية، لم يُكمل الزوجان إجراءات تغيير اللقب، حيث تمت الموافقة على جوازات السفر بعد تدخلهما القانوني. يُضيف هذا الوضع توترات جديدة إلى التوترات المستمرة بينهما وبين العائلة المالكة.
++++++++++++++++++++++++++++
التصعيد الأمريكي القاسي لسياساتها يضع دولًا ضعيفة مثل أفغانستان والسودان في موقف حرج.
اليمن والسودان والصومال وأفغانستان جميعها في قائمة برنامج الغذاء العالمي لأشد أزمات الغذاء في العالم
فتاة تمشي في مخيم للنازحين في بورت أو برانس، هايتي، في 23 مايو/أيار. الصورة: كلارينس سيفروي/وكالة فرانس برس عبر صور جيتي
الدول الخاضعة لحظر ترامب للسفر هي رعايا فريدون للإمبريالية الأمريكية.
التصعيد الأمريكي القاسي لسياساته يضع دولًا ضعيفة مثل أفغانستان والسودان في غير محلها.
وجهة نظر يسارية فلسطينية
يبدو أن قائمة الدول المحظورة بموجب أحدث أمر صادر عن إدارة ترامب تفتقر إلى أي مبرر أو ترابط. لا يوجد رابط بين أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن، وجميعها مستهدفة بحظر كامل، أو بوروندي، وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا، وجميعها مستهدفة بتقييدات. السبب المذكور في الأمر هو أن جميع هذه الدول تُشكل تهديدات أمنية تُقاس "بمدى وجود إرهابي كبير داخل أراضيها، ومعدل تجاوز مدة الإقامة، وتعاونها في قبول مواطنيها المُبعدين".
يوضح الأمر أن تجاوز مدة التأشيرة "يشير إلى تجاهل صارخ لقوانين الهجرة الأمريكية". ومع ذلك، تُظهر أحدث البيانات الصادرة عن الجمارك وحماية الحدود حول تجاوز مدة التأشيرة أن هذه الدول تحتل مرتبة متقدمة في القائمة، إلى جانب دول أخرى غير مدرجة.
ولكن إذا تأملنا هذه القائمة لفترة أطول، مع التركيز على تاريخ العالم الذي نتشاركه، يمكننا أن نرى منطقًا موحدًا مختلفًا. جميع هذه الدول تقع في الجنوب العالمي، ويُصنف مواطنوها عرقيًا على أنهم سود أو سمر أو مسلمون. معظمها يعاني من معدلات فقر مرتفعة تبلغ حوالي نصف سكانها أو أكثر. وقد شهد العديد منها مؤخرًا اضطرابات اجتماعية أو حروبًا مروعة. على سبيل المثال، تظهر اليمن والسودان والصومال وأفغانستان جميعها في قائمة برنامج الغذاء العالمي لأشد أزمات الغذاء في العالم.
هذه الحقائق لا تُشير، كما يفترض حظر السفر، إلى العنف المتأصل لدى سكان هذه الدول، ولا إلى ميلهم إلى "تجاهل" القانون. في الواقع، حتى البيانات المتعلقة بالمُتجاوزين لحدود الإقامة لا تُشير إلى الوضع القانوني للأشخاص. لطالما كان لمواطني أفغانستان وبورما والسلفادور وهايتي والصومال والسودان وفنزويلا الحق في التقدم بطلب للحصول على وضع حماية مؤقتة نظرًا لانعدام الأمن في بلدانهم. لا نعرف عدد من يُسمون "المُتجاوزين لحدود الإقامة" الذين تقدموا بطلبات للحصول على حماية أخرى مثل اللجوء.
إن فقر هذه الدول وانعدام أمنها دليلٌ رئيسي على خضوعها للإمبريالية، بما في ذلك التدخل العسكري والاقتصادي الأمريكي والإكراه.
لا يُمكن فهم العنف المُتفشّي أو العوز الاقتصادي الذي يُجبر الناس على مغادرة هايتي دون مراعاة كلٍّ من الابتزاز الفرنسي لهذه الدولة الجزيرة مقابل تحررهم من العبودية، واحتلال الولايات المتحدة لها. لا يُمكن فهم النزوح الجماعي للأفراد من أفغانستان، إحدى أكبر تجمعات اللاجئين في العالم، دون فهم تمويل الولايات المتحدة للمجاهدين، أو ما يُسمى "الحرب على الإرهاب"، التي لم تُسفر إلا عن مزيد من زعزعة استقرار البلاد. لم يكن النظام الإيراني الحالي ليبقى لولا دعم الولايات المتحدة للجهود البريطانية في تدمير الديمقراطية الإيرانية لإنقاذ شركة البترول البريطانية.
لم تُسهم العقوبات الأمريكية، سواء في إيران أو فنزويلا أو كوبا، في الضغط لتغيير النظام، بل في الدمار الاقتصادي والنزوح الجماعي. لقد سُحبت شظايا أمريكية من أجساد أطفال يمنيين. منذ مارس/آذار، قُتل 250 شخصًا في غارات أمريكية على صعدة وصنعاء، منهم 68 على الأقل مهاجرون أفارقة مُحتجزون.
تُشير البيانات مرارًا وتكرارًا إلى أن الدول الأفريقية، مثل غينيا الاستوائية وتشاد الغنية بالنفط، والتي دمرها شركات مثل إكسون موبيل، والسودان الغني بالذهب، ليست ضحايا للفقر، بل ضحايا للسرقة. تُقدّر الأمم المتحدة أن 86 مليار دولار تُغادر القارة سنويًا في صورة "تدفقات مالية غير مشروعة"، أو سرقات من خلال أنشطة إجرامية وتهرب ضريبي. علاوة على ذلك، يُقدّر أن دول الجنوب العالمي، بما فيها تلك المدرجة في هذه القائمة، دفعت بين عامي 1970 و2022 أكثر من 2.5 تريليون دولار كفوائد فقط لصالح دول الشمال العالمي. وقد وصف توماس سانكارا، الرئيس السابق لبوركينا فاسو، الديون ذات مرة بأنها "استعادة مُدارة بمهارة لأفريقيا".
تُسبب أغنى دول العالم أزمة المناخ التي تدفع أفقر الدول ثمنها. ويُقدّر نشطاء المناخ أن حكومات دول الشمال العالمي مدينة بخمسة تريليونات دولار سنويًا لدول الجنوب العالمي نظير الدمار الذي تُسببه لها.
ومن هذا المنظور، فإن حظر السفر الذي فرضه ترامب، والذي يستشهد بفخر بما أصبح يُعرف باسم "حظر المسلمين" في إدارته الأولى في فقراته الافتتاحية، يمثل تصعيدًا قاسيًا لسياسة طويلة الأمد تتمثل في الاستفادة من حياة السود والملونين والتخلص من الأكثر ضعفًا بينهم.
في مخيمات النازحين في نيويورك وتيخوانا وجزر بحر إيجة اليونانية، التقيتُ بصيادلة وفنانين ومنسقي أغاني وصحفيين من العديد من الدول المستهدفة. هذا الأسبوع فقط، تحدثتُ إلى ناشطة سياسية اضطرت للفرار من مذبحة في إحدى الدول المستهدفة، تاركةً وراءها أطفالها الثلاثة الصغار. بعد صدور هذا الحظر، أعربت عن قلقها بشأن قدرتها على الحصول على اللجوء، الذي لا يزال قيد البت، وما إذا كانت ستتمكن من لمّ شمل عائلتها. انكسر صوتها وهي تقول: "أتمنى لو أنهم يفهمون أنني لم أرغب قط في المجيء إلى هنا".
برّر ترامب الحظر بالإشارة إلى حادثة وقعت مؤخرًا، حيث جرح رجل مصري في بولدر، كولورادو، 12 شخصًا كانوا يطالبون بالإفراج عن رهائن إسرائيليين (مع أن مصر ليست مدرجة على القائمة). إن تبرير هذا الفعل وحده لحظر ملايين الأشخاص أمرٌ سخيف. هذا الحظر الأخير ليس سوى حلقة أخرى في سلسلة سياسات تهدف إلى "جعل أمريكا بيضاء مجددًا"، بعد حظر اللجوء وإلغاء الإفراج المشروط لأسباب إنسانية. يأتي هذا في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات على طلابنا المهاجرين، وخاصةً أولئك الذين يجرؤون على انتقاد تمويل الولايات المتحدة لإبادة غزة.
ليست شعوب هذه الدول هي التي تُشكل تهديدًا لأمن الولايات المتحدة، بل الولايات المتحدة هي التي لطالما شكلت تهديدًا لهم، إذ سلبتهم ثرواتهم، ودمرت مؤسساتهم وبيئاتهم، ثم حرمتهم من المشاركة في بناء الأمن على حسابهم. علينا أن نكفّر عن خطايانا، لا أن نُفاقمها.
يمنيون يتفاوضون في سوق للمواشي بصنعاء، 3 يونيو/حزيران، استعدادًا لعيد الأضحى المبارك. تصوير: محمد حويس/وكالة فرانس برس عبر صور غيتي.
++++++++++++++++++
تواصلت حرب «الطائرات من دون طيار (درون)» بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في إقليمَي كردفان ودارفور، وقال الجيش إن مسيّرات استراتيجية تابعة لـ«الدعم السريع» استهدفت مواقع عدة في مدينة الأبيض؛ عاصمة ولاية شمال كردفان، وأوقعت على الأقل 5 قتلى مدنيين، فيما أكد شهود عيان أن هجمات المسيّرات التابعة لـ«الدعم السريع» تواصلت منذ وقت مبكر صبيحة عيد الأضحى، فيما سمعت أصوات انفجارات من جهات عدة بالمدينة.
" target="_blank">
البرهان يتوعد بـ«تطهير» السودان... وعقار يدعو لتنفيذ اتفاقية السلام
قتلى وجرحى في هجوم مسيّرات من «الدعم السريع» بمدينة الأبيض
كمبالا: أحمد يونس
نُشر: 14:31-6 يونيو 2025 م ـ 10 ذو الحِجّة 1446 هـ
تواصلت حرب «الطائرات من دون طيار (درون)» بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في إقليمَي كردفان ودارفور، وقال الجيش إن مسيّرات استراتيجية تابعة لـ«الدعم السريع» استهدفت مواقع عدة في مدينة الأبيض؛ عاصمة ولاية شمال كردفان، وأوقعت على الأقل 5 قتلى مدنيين، فيما أكد شهود عيان أن هجمات المسيّرات التابعة لـ«الدعم السريع» تواصلت منذ وقت مبكر صبيحة عيد الأضحى، فيما سمعت أصوات انفجارات من جهات عدة بالمدينة.
وفي العاصمة المؤقتة بورتسودان، أدى كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه مالك عقار، ورئيس الوزراء كامل إدريس، صلاة العيد في عدد من مساجد المدينة، وقال البرهان في كلمة تهنئة إن قواته ستطهر البلاد من كل معتدٍ، مؤكداً أن «صناعة التاريخ بدأت عندكم (يقصد المواطنين) فأنتم صناع المجد وأهله، والتحية لمن قدم روحه فداء لهذا الوطن».
من جانبه، أعلن نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، في كلمة بالمناسبة، عن بذل جهود لتوسيع «نطاق الأمن والاستقرار في البلاد»، وقال بهذا الخصوص إن «المرحلة الصعبة التي نمر بها تتطلب منا توحيد الصف والكلمة لمقاومة الاستعمار والاستبداد، والجوع والأوبئة والإفقار»، داعياً إلى الاستمرار في تنفيذ «اتفاقية جوبا لسلام السودان» بجميع مستوياتها، و«الإجابة عن أسئلة الهوية والوحدة على أساس التنوع والمواطنة المتساوية، وتحديث القوانين، ومحاربة بؤر الفساد»، وطلب من القوات المسلحة والقوات المساندة لها «الاستمرار في النشاط والحماس، والانضباط العسكري حتى تحرير كل السودان».
كما وجه عقار رسالة إلى المجتمع الدولي طالب فيها بـ«تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحل الأزمة السودانية، إزاء التحديات السياسية والإنسانية والأمنية المعقدة، التي تتشابك مع المطامع الخارجية، وبالنظر إلى القضية السودانية بمنطق وموضوعية».
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء الانتقالي المعين حديثاً، كامل إدريس، اهتمام حكومته، المزمع تشكيلها، بقضايا النازحين، وقال إن القوات المسلحة والقوات المساندة تعمل على «تحرير وتأمين كامل الأراضي السودانية»، بما يسهل عودة المواطنين إلى بيوتهم.
ميدانياً، شنت «قوات الدعم السريع» هجمات بالمدفعية والمسيّرات على مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، في وقت مبكر من صبيحة الجمعة أول أيام عيد الأضحى المبارك، استمرت ساعات عدة، استهدفت خلالها ملعب كرة القدم بالمدينة، ومناطق لتجمع القوات الموالية للجيش. وقال شهود إنهم سمعوا أصوات انفجارات في أنحاء عدة من المدينة.
ونقلت «وكالة الأنباء الرسمية (سونا)» أن «قوات الدعم السريع» استهدفت «استاد الأبيض» بطائرتين مسيّرتين، فيما قال الجيش إن 5 مدنيين على الأقل قتلوا، وجرح آخرون، في العملية التي استهدفت سوق المدينة والمنطقة الصناعية، ومنشآت مدنية أخرى.
وأدان بيان من الناطق الرسمي باسم الجيش ما سماه «السلوك الإجرامي» ضد المواطنين والأعيان المدنية بالمدينة، وقال إنه «يحدث تحت سمع وبصر العالم والمنظمات الدولية والإقليمية دون مساءلة أو محاسبة».
ومنذ استعادتها مدن «الخوي والدبيبات» وبعض البلدات، واقترابها من مدينة الأبيض، دأبت «قوات الدعم السريع» على شن هجمات بالمسيّرات والمدفعية والقذائف الصاروخية، طالت سجن المدينة المركزي، والمستشفى العسكري التابع له، ومستشفى «الضمان» الخاص، وفندق «زنوبيا» المملوك للسلطة القضائية، إضافة إلى استاد المدينة والملعب الأولمبي.
وكان قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ«حميدتي»، قد توعد في خطاب يوم 3 يونيو (حزيران) الحالي، بشن هجوم واسع على مدينة الأبيض التي تحاصرها قواته من الشرق والشمال والغرب، وذلك بعد استعادة مناطق استراتيجية قريبة من المدينة.
وإلى جانب هجمات المسيّرات، يعاني سكان مدينة الأبيض من انتهاكات واسعة، تتهم بها «القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح» الموالية للجيش، وقال أكثر من شاهد إن القوات المحتشدة في المدينة تنفذ عمليات نهب وسلب واسعة ضد المواطنين.
وفي حين تناقل نشطاء عبر وسائل التواصل مقطع فيديو لعملية نهب إحدى صيدليات المدينة، قال شهود إن سكان المدينة لا يستطيعون الخروج من منازلهم بعد مغيب الشمس، خوفاً من نهب هواتفهم الجوالة، أو تعرضهم للابتزاز، أو حتى إطلاق الرصاص عليهم وقتلهم.
++++++++++++++++++++++++++++
في العيد الثالث للحرب… السودانيون ضحايا أم مضحون؟
يبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج الإجمالي في السودان، بحسب تصنيفات البنك الدولي، نحو 1145 دولاراً سنوياً، وبالأسعار الحالية هي تعادل ثمن 3 خراف، أي نحو 3 ملايين جنيه سوداني، بحسب سعر الصرف في السوق الموازية.
كمبالا: أحمد يونس
نُشر: 15:07-6 يونيو 2025 م ـ 10 ذو الحِجّة 1446 هـ
حرب السودان والدمار الاقتصادي والمعيشي الذي صاحبها حرم السكان من خراف عيد الضحية، في حين قال بعضهم إنهم هم أصبحوا الضحية وليس المضحين. ولخَّص ناشط في «المطابخ الجماعية» بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، حال المدينة وأهلها وهم يستقبلون عيد الأضحى لهذا العام بقوله: «ارتفاع مبالَغ في أسعار الخراف بالفاشر»، المدينة التي تخضع لحصار محكم من قِبل «قوات الدعم السريع» لقرابة العام.
الناشط محيي الدين شوقار، الذي أطلق العبارة «الصرخة» على منصة «فيسبوك» هو أحد منظمي «المطابخ الجماعية» المعروفة محلياً باسم «التكايا»، وهي تقدم الطعام للناس أثناء الحرب والحصار، ويعتمد عليها السواد الأعظم من سكان المناطق الخاضعة للقتال أو الحصار، مثل الفاشر التي يطحنها الجوع بحكم فترة الحصار الطويلة.
اكتفى الناشط بصرخته، ولم يحدد بشكل دقيق أسعار الخراف، لكن متابعيه ذكروا أن الأسعار تتراوح بين 400 ألف ومليون جنيه سوداني، ومقارنة بمعدلات الدخول، فإن الناس لن يستطيعوا أداء الشعيرة.
وتعاني ملايين الأسر الفقر والتشرد في مراكز الإيواء بين نازح ولاجئي؛ لذلك فإن خروف العيد لم يعد أولوية لمعظم الأسر. وتقول فاطمة في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، إن أسرتها لن تستطيع توفير ثمن الخروف «وإذا توفر لنا بعض المال سنشتري بعض اللحم من الجزارة لإرضاء الأطفال». وتعدّ الأضحية، إلى جانب كونها شعيرة دينية، بعداً اجتماعياً في السودان.
ثمن 3 خراف
يبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج الإجمالي في السودان، بحسب تصنيفات البنك الدولي، نحو 1145 دولاراً سنوياً، وبالأسعار الحالية هي تعادل ثمن 3 خراف، أي نحو 3 ملايين جنيه سوداني، بحسب سعر الصرف في السوق الموازية.
وانخفضت الدخول بسبب الحرب المستمرة لعيد الأضحى الثالث، إلى أقل من 500 دولار سنوياً، بل فقدت الغالبية العظمى من المواطنين مصادر دخلها، ولا تصرف الحكومة للعاملين إلا نحو 60 في المائة من رواتبهم، بينما توقف صرف الرواتب كلياً في المناطق خارج سيطرة الجيش السوداني.
وفي مدينة عطبرة شمال البلاد، تراوحت الأسعار بين 600 و750 ألف جنيه سوداني، (نحو 300 دولار)، بينما في مدينة تمبول بوسط البلاد يتراوح السعر بين 450 و650 ألف جنيه. وجعل غلاء الأسعار وفقدان الناس مصادر الدخول، والأعداد الكبيرة من النازحين، الإقبال على الشراء في أضعف حالاته، لا سيما في دارفور وكردفان؛ لأن المواطنين تحولوا «ضحايا بلا أضحية»، وفق تعبير أحد السكان.
فقبل الحرب في عام 2023، تراوحت أسعار خراف الأضحية بين 40 و150 ألف جنيه سوداني، وهو مبلغ كبير مقارنة بمعدلات الدخول وقتها.
وأرجع تجار المواشي ارتفاع الأسعار إلى تأثيرات الحرب وجفاف المراعي في ولاية الجزيرة، وارتفاع تكلفة النقل، فضلاً عن الرسوم التي تفرضها السلطات، وأخيراً توقف وصول الأغنام من مناطق الإنتاج الكبيرة في إقليمي كردفان ودارفور.
ليس الغلاء وحده الذي يجعل عيد السودانيين ليس سعيداً هذا العام، بل المخاوف الأمنية هي الأخرى تشكل هاجساً للأسر والمجتمعات. ففي مناطق سيطرة الجيش، والعاصمة الخرطوم على وجه الخصوص، أمرت السلطات المواطنين بالصلاة وتأدية الشعيرة داخل المساجد، ودعتهم إلى التخلي عن تقليد الصلاة في الساحات والميادين العامة، وهو تقليد قديم درج السودانيون عليه، لكن ظروف الحرب فرضت ممارسات جديدة.