الجِنّة تحت ختم السفارة! قصة مواطن سوداني حاول يزور أمريكا...

الجِنّة تحت ختم السفارة! قصة مواطن سوداني حاول يزور أمريكا...


06-05-2025, 06:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1749143177&rn=0


Post: #1
Title: الجِنّة تحت ختم السفارة! قصة مواطن سوداني حاول يزور أمريكا...
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 06-05-2025, 06:06 PM

06:06 PM June, 05 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






قصة مواطن سوداني حاول يزور أمريكا... وما قدر حتى يحلم بيها كويس!
من قال إن الجنة تحت أقدام الأمهات؟ نحن السودانيين نؤمن بإصدار أحدث وأكثر واقعية:
الجنة تحت ختم السفارة الأمريكية!
لكن للأسف... يبدو أن "أمريكا الجديدة" قررت تقفل الجنة بمزلاج إلكتروني، وتسلم المفتاح لروبوت بيروقراطي ما بيفرق بين سوداني وجنرال تايلندي طالع من انقلاب.
السوداني، المواطن الغلبان، ما داير يهاجر، ما داير يطلب لجوء... داير بس يشوف ديزني لاند قبل ما يفوت الأوان.
لكن فجأة، بقى في قائمة "المُشبوهين الحالمين"... جوازه الأخضر بقى زي كرتونة البيض: هش، وقابل للكسر في أول مقابلة.

الطابور المقدس
الرحلة تبدأ من تحت الشمس الحارقة قدام السفارة:
وجوه فيها لهفة، وملفات أوراق كأنك طالع طواف للإفراج عن حلم مؤجل.
تدخل القنصلية وكأنك داخل بوابة السماء، ليقابلك سؤال وجودي:

"لماذا تريد الذهاب إلى أمريكا؟"
فيرد المواطن، بكامل براءته التي تعلمها من تيك توك:
"لأبحث عن الحرية والديمقراطية!"
فيرد الموظف بابتسامة مشفوعة بسخرية ثقافية:
"حرية شنو؟ دي بنصدرها ساي... استعمال داخلي ممنوع!"

صاروخ الرفض
النتيجة؟
"نأسف، تم رفض طلبك بموجب المادة 212 من قانون منع دخول أي زول يبدو عليه الأمل."
وتستلم الورقة الرمزية... الورقة البيضا التي تعني:
ارجع لمكانك، الحلم ده مش متاح لسكان "ما تحت خط الدولار".

نصائح غير رسمية من السفارة:
لا تذكر أنك من السودان... قل: "أنا من جنوب نهر الحياة، اللي فوقه سد ما شغّال."

لا تتحدث عن الحرب... تحدث عن تايلور سويفت، حتى لو ما عارف غير اسمها.

وإذا سألوك عن حسابك في تويتر، قل: "أنا زول واتساب ساي، بحب القروبات وبس."

مقارنة الجِنتَين
في جنة الكيزان، يُوعَد المواطن بكل شيء… وما بيجيه شيء.
في جنة العم سام، يُمنَع المواطن من كل شيء… لأنه ممكن يطالب بشيء.

وهكذا، تبقى تائهًا بين جنتين وهميتين:
واحدة بتخوفك من الحرية، والتانية بتخاف منك عشانك نفسك فيها!

البدائل الأمريكية
لكن أمريكا لا تحب أن تُوصف بالظلم، لذا وفّرت للسودانيين برنامج تعويضي خاص:

جولة افتراضية في ديزني لاند على يوتيوب (محظورة بسبب حقوق البث).

تجربة “غوانتانامو لايف” — تختبر شعور السجن من بُعد، وأنت في بيتكم.

مساعدات منتهية الصلاحية بطعم الحليب المجفف والذكريات.

الحقيقة المرة
سأل صحفي سوداني مسؤولًا أمريكيًا:

"لماذا تمنعون السودانيين من دخول بلادكم؟"

فقال المسؤول بكل وضوح:

"لأنكم لو دخلتم، حتعرفوا إن الجنة دي كلها فوتوشوب... وكأنكم دخلتم السودان تاني، بس بالإنجليزي!"

فصرخ سوداني من الخلف:
"ياخي حتى الكيزان ما كانوا بيكذبوا كدا باحتراف!"

من يدخل الجنة الأمريكية إذًا؟
التماسيح حملة الجوازات الرسمية والدبلوماسية (لعروض السيرك وحدائق الحيوان).

أي عبقري عنده 5 مليون دولار (كمستثمر في الذهب والدم).

وأي ديكتاتور متقاعد عنده خبرة في القمع (ضمن برنامج احتضان الطغاة السابقين).

أما أنت، أيها المواطن الشريف، الحالم بالفرصة العادلة...
فانتظر.
ثم انتظر.
ثم عش على الأحلام.

لا الجنة جات، لا التأشيرة وصلت.

بس في المقابل، جاتك ابتسامة حزينة وورقة بيضاء مكتوب فيها:

"حلمك قيد الانتظار. أصبر شوية… وقد يُرفض لأسباب تتعلق بالطقس السياسي، أو ميولك الغير ليبرالية."

وفي النهاية، لما تشوف أمريكا بقت ترمب، والصين ماسكة الريموت…
ما تقول دعينا عليهم.

بس اعرف إنو الانتظار انتهى... وجانا وقت الحسم - يلا نمارس التنمُّر على السودانييز أمركان.