بين صلاة التقليد وصلاة الأصالة: قراءة في انتقادات د. عوض إبراهيم عوض.

04:13 AM May, 26 2025

سودانيز اون لاين
Mohamed Adam-
مكتبتى
رابط مختصر

د.عوض إبراهيم عوض، وبحسب ما صرّح به، كان في وقتٍ من الأوقات من أتباع الفكرة الجمهورية التي قدّمها الأستاذ محمود محمد طه. وقد جلس مؤخرًا مع شلة من الناس،(الفيديو بالفيسبوك)ومن خلال حديثه معهم يتضح أنهم محدودو الاطّلاع، لا فقط بالفكرة الجمهورية، بل كذلك بمقاصد "صلاة الأصالة" ومعانيها العميقة. وبين هذا الجمع، بدأ د. عوض إبراهيم عوض، في نقد هذا المفهوم ومفاهيما اخرى من بينها مفهوم "الإنسان الكامل"...طبعا سأغض الطرف عن باقى كلامه، من ان الجمهورين ممنوعين من الحج، وان محمود مستلقى على سرير وتلاميذه يطوفون حوله، وأن الخنزيروالميته، حلال علي المسلمين،، وانه حلم بالرسول صلى الله عليه..الخ.
د. عوض يرى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد واظب على أداء الصلاة ذات الحركات والأركان حتى وفاته، ويعترض بناءً على ذلك على دعوة محمود محمد طه لأن يكون "أصيلًا" في صلاته. ويخلص من هذا إلى أن الواجب هو الالتزام التام بتلك الصلاة كما أداها النبي، دون اجتهاد فردي أو محاولة تجاوز، وأن على المسلم أن يقلّدها كما هي حتى يلقى ربّه. ومن هذا المنطلق، يُنكر د. عوض، وجود ما يُسمّى "صلاة الأصالة"، ويصرّ على أن الصلاة يجب أن تبقى كما هي، فرضًا جماعيًا ثابتًا على الأمة.
أما عند الأستاذ محمود محمد طه، فالصلاة في جوهرها هي صلة بين العبد وربه، وهي تبدأ بصورتها المفروضة، ذات الحركات، لكنها ليست نهاية المطاف، بل مدخل إلى مقام أرفع. ومع الاستمرار في أدائها بإخلاص وتجويد متقن، تتفتح للعبد أبواب الصلة الباطنية المباشرة مع ربه، ويبلغ بذلك مرتبة "صلاة الأصالة".
في هذا المقام، لا تعود الحركات وحدها كافية -هذا إن لم تكن حجابا - بل يصبح كل ما يصدر عن العبد من سكون أو حركة حضورًا ووعيًا صافياً، تجسيدًا لمرتبة الإحسان – أن تعبد الله كأنك تراه. ويبلغ العبد في هذا المقام معرفة الاسم الإلهي الذي خُلق به، وهو الاسم الذي يرشده ويقوده، ويغدو له بمثابة سمعه وبصره ويده، كما جاء في الحديث القدسي: "كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها...".
ويستند هذا المفهوم إلى الحقيقة القرآنية بأن الإنسان في أصله فرد، ويبعث فردًا، ويقف بين يدي ربه فردًا، كما جاء في قوله تعالى
"وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ"،
"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا"،
"وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".
فالعلاقة مع الله، كما تؤكد هذه الآيات، هي علاقة فردية خالصة، و"صلاة الأصالة" هي ثمرة هذه العلاقة، بعد أن يلتزم العبد بالصلاة المفروضة، ويجوّدها، ويصفي قلبه(يصغل مرآته)، حتى تنفتح له صلته الخاصة باسم ربه.
وإذا كان النبي الكريم قد واظب على الصلاة ذات الحركات حتى وفاته، فإن ذلك لا ينفي هذا الفهم، بل يؤكده؛ إذ أن تلك الصلاة التي صلّاها الرسول، صلى الله عليه وسلم، لم تكن مفروضة عليه من الرسالات السابقة، بل كانت صلاته الخاصة التي تلقاها مباشرة من ربه، بمعنى الصلاة التي تلقاها كفاخا من ربه عندما عُرج به إلى سدرة المنتهى.
من هنا، فإن رؤية الأستاذ محمود محمد طه تنسجم مع فعل رسولنا صلى الله عليه وسلم، لكنها تفتح أمام السالكين بابًا للترقي... هنا او فى الآخره، حيث ترتفع بالعبد من مقام التقليد إلى مقام التجويد، ومن ظاهر الحركة إلى باطن الصلة، ومن العام المشترك إلى الخاص الفريد. وهذا البعد العميق في الفكرة الجمهورية لم يُدركه النقلى د. عوض إبراهيم عوض، الذي بقي عند ظاهر الصلاة.

المصدر:
https://www.facebook.com/share/v/16nodQs4pe/؟mibextid=wwXIfrhttps://www.facebook.com/share/v/16nodQs4pe/؟mibextid=wwXIfr

كذلك تحدث د. عوض إبراهيم عوض، عن أن الأستاذ محمود محمد طه قد ادّعى أنه "الإنسان الكامل"، وهو قول يدل بوضوح على أن د. عوض يفتقر إلى الفهم الصحيح لمعنى هذا المقام العظيم. فلو كان مطّلعًا على مفهوم الإنسان الكامل، لما صدر عنه هذا الكلام أمام جمعه المتواضع.

فالإنسان الكامل ليس لقبًا يُمنح لشخص معيّن، ولا مقامًا مغلقًا على أحد دون سواه، بل هو إمكان روحي متاح لكل إنسان، إذا صفا قلبه، وخلصت نيّته، وتجرد من نفسه، وسلك طريق التحقق بالله. حينها، تتجلى فيه أنوار الأسماء الإلهية، وصفات الله، فيصبح مرآةً تعكس صفات الجمال والجلال، ومظهرًا لأسرار العبودية الصادقة. فالعبد حين يفنى في طاعة ربه، لا يرى لنفسه وجودًا إلا بما أراد الله، وهذا هو المعنى الأعمق لمقام الإنسان الكامل.ويكون فى قمة تمظهره نبينا ورسولنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.

Quote: من هنا، فإن رؤية الأستاذ محمود محمد طه تنسجم مع فعل رسولنا صلى الله عليه وسلم

صلى الله عليه وآله وسلم،

أولا الدين تذكير، مافيه حاجة اسمها رؤوية ولا وجهة نظر، لا رسالة ولا راتب ولا غيرو.
ثانيا، إذا كانت رؤية الأستاذ محمود - كما ذكرت - تنسجم مع فعل الرسول صلى صلى الله عليه وآله وسلم،
فلماذا كل هذه اللفة الطويلة باتباع مؤلفات الاستاذ محمود ، وترك اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم.
..
ماذا أضاف محمود للدين ظاهريا (كدي أدينا أمثلة)،، ما تغشونا بأمور الباطن الغاشيكم بيها دي.

الدين تام ومكتمل، الناس فقط محتاجة تذكير.

اهتموا بتطوير الأرض وعمارتها بدل كل فترة عاملين لينا ترميم لصنم طائفي هالك، .

Quote: أولا الدين تذكير، مافيه حاجة اسمها رؤوية ولا وجهة نظر، لا رسالة ولا راتب ولا غيرو. ثانيا، إذا كانت رؤية الأستاذ محمود - كما ذكرت - تنسجم مع فعل الرسول صلى صلى الله عليه وآله وسلم، فلماذا كل هذه اللفة الطويلة باتباع مؤلفات الاستاذ محمود ، وترك اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم. .. ماذا أضاف محمود للدين ظاهريا (كدي أدينا أمثلة)،، ما تغشونا بأمور الباطن الغاشيكم بيها دي. الدين تام ومكتمل، الناس فقط محتاجة تذكير. اهتموا بتطوير الأرض وعمارتها بدل كل فترة عاملين لينا ترميم لصنم طائفي هالك، .

الأخ شيخ قصي،
تحية طيبة وبعد،
أوافقك تمامًا أن "الدين تذكير"، وهذا قول صحيح. لكن التذكير لا يكون فقط بتكرار ما قيل في الماضي، بل بفهمه وتجديد تنزيله على واقعنا . وهذا بالضبط ما سعى إليه الأستاذ محمود محمد طه؛ لم يأتى بدين جديد، بل دعى الناس للرجوع إلى القرآن، وإلى سُنّة النبي في مكة، أي إلى طريق محمد.

دعوة الأستاذ لا تتعارض مع فعل النبي، بل هي دعوة للعودة إلى الأصل النبوي في الرحمة، وعدم الإكراه، والمساواة. ومن يطلع على تعاليمه يجد بوضوح أنه لم يدّعى أنها بديل عن القرآن، بل قال إنها وسيلة لفهمه، شأنها في ذلك شأن كتب الشافعي والغزالي وغيرهما التى مازلنا نتداولها في زماننا هذا.
أنا لست من تلاميذ الأستاذ، ولا أعبد أحدًا غير الله، وكذلك لم أسمع من أحد تلاميذه ما يدل على عبادة الأستاذ أو رفعه فوق النقد. بل على العكس، دعوتهم فتحت بابًا لنفكر في الدين بعقولنا وقلوبنا، لا بالتقليد الأعمى. فليس عيبًا أن يكون للناس فهم مختلف، بل العيب أن نغلق الباب أمام أي محاولة للفهم والتجديد.
أما عن عمارة الأرض، فيما يبدو لى، ان الأستاذ من أوائل من دعى إليها بوضوح، وربط الدين بالعدالة، وحقوق الإنسان، وكرامة المرأة، والمساواة بين الناس. فإن اختلفنا معه في الوسيلة، فلا شك أننا نتفق معه في الغاية.

مع كل الود والاحترام،
أخوك.

العلماء كتبوا آلاف الكتب كلها تجميع آيات وأحاديث تصب في مواضيع معينة،
وكلها من باب التذكير، ولم يقل منهم واحد هذه رسالتي الاولى أو العاشرة!
سؤالي في مداخلتي الاولى:
ماهو الجديد الذي أتى به محمود محمد طه وهو غير موجود في الدين ولا امتداد له وليس
في تعارض مع الدين. انا محتاج امثله، يعني
مثلا اثبت ان صلاة الظهر يمكن أن تكون جهرية. لا تحدثني عن دعوته للناس
بأن يفعلوا للوصول (للعالم الفاضل - على وزن المدينة الفاضلة)،
قل لي : ماذا فعل محمود لنفعل مثله.
لا نتكلم عن صلاحه، ولا عن بواطنه، فهذه بينه وبين ربه،
نريد عملا ظاهرا ملموسا اضافه للدين عملا، وليس رؤية نظرية .
دعنا من مدحه وتزكيته.

Quote: العلماء كتبوا آلاف الكتب كلها تجميع آيات وأحاديث تصب في مواضيع معينة، وكلها من باب التذكير، ولم يقل منهم واحد هذه رسالتي الاولى أو العاشرة! سؤالي في مداخلتي الاولى: ماهو الجديد الذي أتى به محمود محمد طه وهو غير موجود في الدين ولا امتداد له وليس في تعارض مع الدين. انا محتاج امثله، يعني مثلا اثبت ان صلاة الظهر يمكن أن تكون جهرية. لا تحدثني عن دعوته للناس بأن يفعلوا للوصول (للعالم الفاضل - على وزن المدينة الفاضلة)، قل لي : ماذا فعل محمود لنفعل مثله. لا نتكلم عن صلاحه، ولا عن بواطنه، فهذه بينه وبين ربه، نريد عملا ظاهرا ملموسا اضافه للدين عملا، وليس رؤية نظرية . دعنا من مدحه وتزكيته.

الزميل العزيز قصي،
أشكرك على تساؤلاتك الصريحة، وما أقوم به هنا هو محاولة للإجابة عليها من خلال فهمي الشخصي لقراءة متأنية وإستماع "نشط" لمحاضرات الأستاذ محمود عن اللفكرة الجمهورية، عليه ليس بالضرورة هذا فهم الجمهورين لفكرهم.

طيب انت قلت ماهو الجديد الذى قدمه الأستاذ محمود محمد طه ؟
ماقدمه الأستاذ، لم يكن مجرد جمع آيات وأحاديث، كمافعل ويفعل غيره، بل قدم قراءة جديدة لمقاصد الدين صعب جدا ان تقنع عقل تقنية المعلومة، بغير ماجائت به الفكرة الجمهورية ، فنجد الاستاذ، فرق فيها بين الشريعة والسنة، وبين الإسلام والإيمان والإحسان، واعتبر أن التشريع ليس ثابتًا، بل يتطور وفقا لوعي الناس.وعلى المستوى العملي، طرح الأستاذ أمثلة واضحة، مثلا لا حصرا: صلاة الأصالة وقال هى عبادة لا تقوم على التقليد، بل على الحضور(الإحسان)، والصدق الداخلي. (ركز معاى فى كلمتى الحضور والصدق الداخلى )وهى خاصة بالفرد ولايجوز ذكرها للغير مهما كانت الحجة والسؤال الملح عن كشف ماهيته على العامةا، .كذلك،الجديد نراه فيما نادى به فى المساواة الكاملة بين الجنسين: في العبادة، المعاملات، وحتى الإمامة والسفر، مستندًا إلى القرآن المكي.وايضا، وضح ان الحدود هى وسيلة تربية: لأن العقوبة في نظره ليست غاية، بل كانت مرحلة مؤقتة، واليوم أولى بنا أن نربي بالتعليم والدساتير والتنوير (لاحظ تغيرات الخطاب الوهابي) .وكفكر جديد نرى، فكرة التطور التشريعي: ما يصلح في القرن السابع لا يُفرض في القرن الحادي والعشرين، لأن القرآن فيه أصل (مكي) وفرع (مدني)، ولكل مقامه وتنازلاته.بجانب، نموذج حياته الشخصية: عاش ما يقول، لم يسعى لسلطة، لم يترك حزبًا ولم يترك وكيلا يتحدث بإسمه، فتح بيته للناس، ورفض تمويل اى نوع من أنواع العنف، وكان يؤمن أن التغيير لازم يبدأ من النفس.

بالنسبة لقولك “لا تحدثني عن مدحه”، أتفهمه، لكنك فى نفس الوقت سألتنى قائلا: “ماذا فعل لنفعل مثله؟”، وأقول: الرجل طرح مشروع تربوي متكامل، يدعو فيه الناس إلى حرية الضمير، وسلام القلب، وتحرير الإنسان من الخوف وهذا سلوك ليس يجب مدحه بل يجب إتباعه وتبنيه خطوة بخطوة.

اما سؤالك عن فكره و هل تعارض ذلك مع الدين؟
أبدًا، لم يتعارض مع الدين، بل هو امتداد لمقاصد الدين العليا، تحديدا، في العدل، الحرية، والرحمة. الفرق بينه وبين معاصريه من رجال الدين الإسلامى، أنه أعادنا إلى أصل الدين، لا إلى تاريخه السياسي وفقه الضروريات.

أكرر يا اخى قصى، أنا هنا ليت بجمهوريا، وليس لأقنعك، بل لأشاركك فهمي لما وجدته في هذا الفكر من عمق إنساني وروحي(مقارنة بالمدارس الإسلامية الأخرى الضحلة) ، بصفة شخصية، مفهومى للدين انه أمر شخصى بحت، إذا دخلت عليه بلا إيقو، ستجد المعلم اقرب إليك من حبل الوريد.

وافر تحياتي وتقديري لك.
.