ما وراء "تجاهل" الملف السوداني- هل هو إهمال أم توزيع أدوار؟

09:51 PM May, 13 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السعودية في 2017 كانت، من حيث الشكل، مخصصة لإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، وبناء محور جديد في مواجهة إيران، إضافة إلى التطبيع مع إسرائيل لاحقًا. ضمن هذا الإطار
بدا أن السودان، رغم موقعه الجيوسياسي المهم، لم يكن على جدول أولويات ترامب العلني. لكن هل هذا التجاهل يعكس استبعادًا استراتيجيًا، أم هو جزء من مقاربة التفويض غير المباشر؟
السودان كملف غير طارئ:
بمقارنة السودان بالملفات الساخنة حينها (الملف النووي الإيراني، الأزمة الخليجية، الحرب في اليمن)، فإن الوضع السوداني، في تلك اللحظة، لم يُطرح كمهدد مباشر للاستقرار الإقليمي أو الأمن الأمريكي.
وهذا ما يُفسّر غيابه عن التصريحات، لا بالضرورة عن الطاولات المغلقة.
ثانيًا: تفويض الخليج.. استراتيجية "العبء الذكي"؟
إدارة ترامب، وعلى غرار نهج الجمهوريين عمومًا، كانت تميل إلى تخفيض الكلفة السياسية والعسكرية المباشرة، ونقل أعباء التدخل إلى الحلفاء المحليين.
في هذا السياق، فإن تفويض السعودية والإمارات بإدارة الملف السوداني لم يكن تخليًا، بل ممارسة لنظرية "القيادة من الخلف" التي سبق واتبعتها إدارة أوباما في ليبيا.
الخليج والسودان: شراكة أم تنافس مقنّع؟
في الظاهر، بدت الرياض وأبوظبي على وفاق حول دعم المرحلة الانتقالية في السودان بعد سقوط البشير، عبر الدعم المالي والضغوط السياسية. لكن قراءة أكثر عمقًا تُظهر أن هذا الوفاق كان هشًا ومحكومًا بحسابات مصالح متباينة:
السعودية تهتم بأمن البحر الأحمر والموانئ المقابلة لمكة وجدة.
الإمارات تسعى لتعزيز وجودها في المرافئ البحرية والتجارة، من خلال النفوذ العسكري والاقتصادي، بالتنسيق مع روسيا أحيانًا.
هذا التباين يُضعف أطروحة "تفويض متكامل"، ويجعل التحرك الأمريكي الغائب أكثر خطورة، إذ لا توجد آلية تنسيق فعالة أو موحدة بين اللاعبين الخليجيين.
ثالثًا: هل كان التجاهل "متعمدًا"؟ القراءة السياسية والنفسية لترامب
افتراض أن ترامب تجاهل السودان عن "عمد" يفترض أن هناك أجندة واضحة ضد السودان أو مخططًا لإبعاده عن الاهتمام الدولي. هذا التحليل يُمكن تبسيطه إذا فهمنا طبيعة ترامب السياسية:
يعتمد على الصفقات المباشرة لا الملفات الهيكلية.
يُركّز على الدول التي يمكن أن تمنحه عائدًا سياسيًا داخليًا: إسرائيل، إيران، الصين.
لا يُولي أهمية تقليدية لـ"الدولة الفاشلة" أو "الدولة الانتقالية"، بل يبحث عن نقاط النفوذ والمال والقوة.
ضمن هذا السياق، يبدو أن تجاهل ترامب للملف السوداني كان ناتجًا عن ترتيب أولويات وليس قرارًا عدائيًا أو متآمرًا.

رابعًا: غياب السودان عن الطاولة الدولية... من يتحمل المسؤولية؟
التحليل الأصلي لا يُحمّل الداخل السوداني أي مسؤولية عن تغييب قضيته. وهذا ثغرة في التقييم. فضعف المؤسسات السياسية، وتعدد مراكز القوة (العسكر، الحركات، الميليشيات الإسلامية)، إضافة إلى ضعف أدوات التفاوض السودانية
على الساحة الدولية، كلها عوامل جعلت السودان غير قادر على فرض نفسه كأولوية سياسية.

خامسًا: غياب القوى الأخرى... وسوء قراءة للوحة الإقليمية
التحليل أغفل قوى فاعلة في الملف السوداني، أبرزها -مصر- باعتبارها فاعلًا أمنيًا قريبًا، لها حسابات معقدة في البحر الأحمر والنيل.
روسيا- التي عقدت اتفاقًا بحريًا مع السودان لبناء قاعدة في بورتسودان، ما يجعل الملف مرتبطًا بموازين القوى العالمية.
الاتحاد الأوروبي - الذي يرى في السودان بوابة الهجرة، وقدّم دعمًا سخيًا للحد من الهجرة غير النظامية.
إهمال هذه القوى يجعل التحليل ناقصًا، ويختزل المشهد في "واشنطن والرياض"، بينما الساحة أكبر وأكثر تعقيدًا.

ما الذي يمكن استخلاصه؟
تجاهل ترامب للسودان لم يكن تجاهلًا عدائيًا بل انعكاسًا لأولويات أمريكية "مصلحية" تفضّل تفويض الحلفاء.
تفويض السعودية والإمارات لم يكن مؤسسيًا ولا منسقًا على نحو متكامل، بل خاضعًا لتوازنات مصالح متناقضة.
السودان غائب عن الطاولة الدولية لأنه ضعيف من الداخل، ولأن السردية التي يحملها غير مقنعة أو غير موحدة.
الحديث عن ترتيبات سرية أو "صدمة قادمة" يجب أن يبقى في إطار التحليل الحذر، لا الترويج لنظرية المؤامرة دون أدلة.

طظ فيهم كلهم من حدهم، لي،قدهم
نحن مع الصين وشين جين مين

وفي ناس مع.. الرصين... ترامب صديق بوتين
والعاقبة. للمتقين
هل السودان بلد، فقير ام منهوب
من النفس السيرك الذي يديره ترامب في، الشرق الاوسط
باع سلاح للسعوديين لي، شنو؟؟.
من هو عدو السعودية الفعلي، وهي، تمثل 2 مليار مسلم
هل هي ايران؟؟
يضحك السمك ويتبسم الباعوض
فعلا السودان تعيس، بنخبه

Quote: فعلا السودان تعيس، بنخبه

اول مرة استخدم المنتدى في ساعة مبكرة كهذه
انفعالا وتفاعلا لما اصابني من احباط
وانا اقرأ طرحك اخ ميمان
كل جيراننا السعودية ومصر خاصة ثم تاتي اثيوبيا وتشاد ارتيريا وجنوب السودان وليبا
ودول اخرى من المفروض ان تربطنا بهم تحالفات امنية
كدول الخليج مثلا
وفي مداخلتي هذه ارمي للسعودية بصفة خاصة
ليتنا ننسى بان لنا جيرة معها
ومن المؤسف الاكثر ايلاما
ان هناك جنود سودانيون يدافعون عن جنوبها
متى تعود لنا عزتنا وكبرياءنا وكرامتنا
وننسى كل هؤلاء
ونبقى يد واحدة ونضع السلاح ارضا
ونلتفت لحالنا
بلا سعودية بلا قر...
انها تعطينا فتات موائدها

الخلاصة
السودان غائب عن الطاولة الدولية لأنه ضعيف من الداخل