كانوا يجيبوا أي عسكري ويعدموه

01:01 PM May, 04 2025

سودانيز اون لاين
ابو جهينة-السعودية _ الرياض
مكتبتى
رابط مختصر

( من أرشيف ثورة اكتوبر المجيدة )
***
مقبول الأمين الحاج .. عضو قيادة مجلس ثورة عبود .. و الرجل القوي المتنفذ في المجلس .. كان خارج السودان عند إندلاع ثورة 21 أكتوبر ..
عندما عاد .. و تم إبلاغه بالأحداث في المطار .. قال بكل بساطة : أغبياء .. كان يجيبو أي عسكري و يعدموه بالرصاص و يقولو أهو دة القتل القرشي و ينتهي الموضوع ..

هكذا بكل بساطة ..
و لكن ... المقبول كسوداني إبن بلد يعرف طبيعة الشعب السوداني .. يعرف عاطفتنا التي ( تفور ) عند الإستفزاز .. و عاطفتنا التي تهدأ ( عند الإعتذار الجميل ) .. لذا جاءت كلمته من صلب واقعنا ..
أترى كانت الثورة ستُجْهض لو تم العمل بفكرة المقبول ؟
هل كانت الثورة سيمتد لهيبها ليشمل كل السودان لو لم يتم قتل القرشي و رفاقه ؟
هل كانت أهداف الطلبة و الطبقة المثقفة هي نفس منطلقات الشعب ؟ أم أن الشعب كان مكبوتا و يجثم النظام آنذاك على الصدور ؟ أم أن مشكلة الجنوب كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ؟
مع العلم أننا لو قارنا حال الشعب السوداني أيام عبود و حاله بعد ذلك .. لا بد لنا أن نجلس نترحم على عبود و رفاقه إلى يوم الدين .. تلك الحقبة كانت حقبة فريدة رغم إنفراد بضعة أشخاص بالقرار و المصير السوداني .. و الظلم الذي وقع على أفراد كثر .. و الحرية التي تم تكميمها .. و الفساد الذي إستشرى بين رتب الجيش المختلفة ..
كانت حقبة تم فيها إنجاز معظم أركان البنية الأساسية .. فإنطلقت قريحة عبود بمقولته الشهيرة ( أحكموا علينا بأعمالنا ) ..

كل الثورات يتخللها ( الغوغاء و الدهماء ) ...
أذكر و أنا طالب في عطبرة ، قامت الثورة .. فإنطلقت الجماهير تحمل صور الشهداء .. و تردد الهتاف ملء الحناجر .. و من بين الصفوف .. إنطلقت جحافل أخرى تنهب بار ( تساكوتلس ) و البارات الأخرى ( لا علاقة بالبارات بمسببات الثورة .. بل ربما كانت كوادر من مختلف الإتجاهات السياسية تجلس في الباحات الخلفية للبارات للتمويه و لمناقشة الوضع السياسي ) ..
و إنطلقت فئات أخرى نحو كازينو حسن عربي الواقع على ( ملتقى النيل بنهر عطبرة ) .. فأتوا على أخضره و يابسه ..
ربما كان يمثل الكازينو ( رمزا للفساد التي كانت خيوطه بين يدى الرأسمالية و العسكر ) .. و لكن في كل العصور نجد أن هناك غزل مبطن و معلن بين الرأسمالية و السلطة .. كلٌّ يجد مآربه في الآخر ..

يقول البعض بأن ثورة أكتوبر إنطلقت من ( شرارة عشوائية ) .. فندوة الجامعة لم تكن في تخطيطها يومذاك أو في أجندتها القيام بالثورة .. بل كانت الندوة إرهاص من إرهاصات الثورة الكثيرة .. و لكن الرصاصة التي إغتالت القرشي .. و لأنه حدث غير مسبوق في تاريخ السودان .. فقد تعاطف الناس بكل فئاتهم .. و إنتشرت الململة لتعم كل ركن من أركان السودان ...

فهل حقا أتت الثورة ( دون تخطيط وقتئذ ) ؟

أما أهم المآخذ التي يمكن أن تحسب على حكومة عبود فتتلخص في :
التسرع في مسألة الموافقة على تهجير أهالي وادي حلفا .. و عدم وضع شروط يستفيد منها السودان من كهرباء السد و قيام مدن صناعية و زراعية جنوب السودان في الأراضي السودانية ( تم الإكتفاء بما قبضه أعضاء السلطة من الحكومة المصرية ) ..
الخبر الذي إنتشر بأن حسن بشير نصر وزير الدفاع كان ينوي حرق الجنوب بغاباته و متمرديه حتى يتم الإنتهاء من مشكلة الجنوب نهائيا ..
الفساد الأخلاقي الذي عم بين أوساط الجيش ( إنتشرت شائعات بالشذوذ الجنسي ) ..
مطاردة السياسيين .. و خاصة الشيوعيين ..

تخريمة : لي إبن عم شيوعي ( إنسلخ منهم و إنضم لفرع الشامي ( الشيوعي الصيني ) .. و كان يعمل بوابورات بحري .. و كان كل أسبوع في السجن .. فأتى والده من البلد من الشمال و قال له :
شوف يا ولد .. قسما بالله .. لو ما سبت الشيوعية و الشيوعيين ديل .. حأضطر أحرمك من الميراث ..
فقال له إبنه : خلاص يا أبو العلا .. إحرمنا ...
( مع العلم أن عمي لا يملك إلا بضعة نخلات و حمارا حكوميا و عدة أمتار من الأرض الزراعية في القرية ) ..

عاشت ذكرى أكتوبر ..
عاشت ذكرى القرشي و رفاقه ..
عاش الشعب السوداني حرا أبيا ..
عاش السودان واحدا .. ديمقراطيا بسلام

يا ابوجهينة سلام
نحن في إبريل وانت تكتب عن اكتوبر
ولكن رواية شيقة ما جاء في طرحك
وليت عبود لم يسقط
فقد سقطت اكتوبر وابريل ديمسبر
وسقطنا نحن كامة وافراد
ليت عبود كان واعيا وطالب بتعويض يدوم عبر الاجيال
وكهرباء ومياه
ليته فعل
في تقديري رغم الخطأ الجسيم في ضياع حلفا وتاريخها المجيد وحضارتها الضاربة في اعماق التاريخ
رغم هذا يظل عندي عهد عبود هو افضل العهود التي مرت على السودان والشعب السوداني
وان اتفقنا انه عهد سئ
فهو خير السيئين
عبود استقبله كندي والملكة اليزابث وخرشوف وتيتو ونهرو وعبدالناصر طبعا
عهد انفتاح على العالم لن يتكرر

يا ابوجهينة سلام
نحن في إبريل وانت تكتب عن اكتوبر
ولكن رواية شيقة ما جاء في طرحك
وليت عبود لم يسقط
فقد سقطت اكتوبر وابريل ديمسبر
وسقطنا نحن كامة وافراد
ليت عبود كان واعيا وطالب بتعويض يدوم عبر الاجيال
وكهرباء ومياه
ليته فعل
في تقديري رغم الخطأ الجسيم في ضياع حلفا وتاريخها المجيد وحضارتها الضاربة في اعماق التاريخ
رغم هذا يظل عندي عهد عبود هو افضل العهود التي مرت على السودان والشعب السوداني
وان اتفقنا انه عهد سئ
فهو خير السيئين
عبود استقبله كندي والملكة اليزابث وخرشوف وتيتو ونهرو وعبدالناصر طبعا
عهد انفتاح على العالم لن يتكرر

تحياتي اخي علي
كيف الحال وحفظكم الله اينما كنتم في هذي الايام العصيبة التي يمر بها السودان
السودان الذي لا حظ له في الحكومات التي تناوبت على حكمه

ينطبق علينا نوعا ما قول الشاعر:
كلما أنبت الزمان قناة: رك الانسان في القناة سنانا



كان الله في العون