ليل السكات

09:42 PM April, 26 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

يا فتاةَ صباحِ الغُبُش، أين وطنك الذي غاب؟
الحناءُ صبغت كفيكِ، والضفائرُ تحكي المواجع.
الروحُ تختنق في صمتٍ، والبذرةُ أجهضها الغياب.
المدينةُ يلفُّها الغبار، والليلُ ينكسر بالصمت.

واقفٌ فوق قبّةِ سراب، والعينانِ أرهقهما التيه.
الأغاني ذهبت مع النسيان، وخيري ضاع خلف السُحب.
صوتُكِ يا ابنةَ النقاءِ لم يفتح نافذةَ الكتمة.
صدركِ مرعى للحُبِّ، وجُرحي ما زال يسكنه الوجع.

نهضَ المساكينُ من تحت الركامِ، والأيامُ عبرت كالغُبُش.
جالسون تحت ظلال الخديعةِ، يسقون بعضهم بعضًا كؤوس الألم.
الحمامةُ غنّت من جوفها، فوجدتني جافًا كالأرضِ المحروقة.
الطارُ يقرعُ شباكي، يسألني: لماذا الحزنُ لا يُغادر؟

كلُّ الملائكةِ مشرقة، ومن لم يخشَ ربَّه، ضلَّ واغترب.
الزمانُ الآنَ يدقُّ دفوفه، والمحاسبةُ تلوحُ في الأفق.
الكتابُ مفتوحٌ على الريح، والدمُ ينزفُ بين السطور.
يا فتاةَ الروح... الوطنُ يسأل!
من حملَ الحزنَ فوق ظهره؟ ومن الذي كان الذئبَ بيننا؟