Post: #1
Title: د. أمل الكردفاني كتمها: السودانيون .. لصوصاً، فسقاً، فجاراً، كفارا!
Author: Biraima M Adam
Date: 04-26-2025, 03:11 PM
03:11 PM April, 26 2025 سودانيز اون لاين Biraima M Adam-أمريكا الشمالية مكتبتى رابط مختصر
Quote: القابلية للسرقة عند الإنسان السوداني مشكلة تحتاج لتحليل علمي كتبه د.أمل الكردفاني
كانت والدتي رحمها الله ترى أن بيع شيء بأكثر من قيمته سرقة، فهي لا تعتقد أن هناك شيء اسمه ربح. وكان قولها هذا يذكرني بفائض القيمة عند كارل ماركس، لكن هذه الآراء ليست سوى توجهات مثالية جداً لا يدعمها النزوع النفسي للبشر بصفة عامة نحو التميز، وهو النزوع الذي أراه الدينامو المحرك للحياة الإنسانية. في ذات الوقت واجهتُ شعباً لا يملك أكثره أي وازع من السرقة المباشرة وغير المباشرة، حتى أصبحت السرقة مشرعنة بالتواطوء الاجتماعي. وساد فساد عام أصبح الناس فيه قابلين لسرقة أموال الآخرين دون أن يطرف لهم جفن. وأنا أتحدث عن السرقة فأنا أمنحها ذلك التعريف الروماني القديم لأنه تعريف واسع يشمل حرمان أي إنسان من حقوق مالية دون وجه حق، وليست التعريفات الضيقة كما في الفقه الاسلامي والقانون الفرنسي الحالي. لكنه لن يشمل لا الربح ولا فائض القيمة.
أعود وأقول بأنني لاحظت أن أغلب السودانيين ليس لديهم أي مانع في سرقة أموال الناس إذا اتسمت هذه السرقة بسمة أساسية وهي أن تكون آمنة من الملاحقة القانونية، ولا يهم بعدها ان تكون صغيرة أو ذات شرف يرفع إليه الناس فيها أبصارهم. ونتيجة لذلك تشكلت مافيات محاطة بالحماية في سرقة الدولار والبنزين والأراضي والعطاءات الحكومية والدواء والسلاح، وبيع الأطفال للجنس..الخ، كما نشأ الارتزاق السياسي، فظهرت آلية تشكيل أجسام تنضم لهذا أو لذاك لتنال الفتات. ونتيجة لأن من يسمون أنفسهم بالنخبة هم كبار اللصوص فقد شرعن ذلك السرقة لدى الطبقات المختلفة، ومن ذلك أن بعض الاطباء استغلوا انفلات الحرب فسرقوا الأجهزة الطبية في المستشفيات وباعوها، وبعض الناس كانوا يستولون على ممتلكات جيرانهم الهاربين ويبعونها في الولايات البعيدة.. وهكذا.
بالتأكيد نحن هنا نتجاهل السرقات الصغيرة التي وصلت حد سرقة (علبة صلصة فارغة موضوعة للشرب من زير "سبيل")، ومنحت الحرب شرعية أكبر للصوصية لأن عدم توفر نقود أو عمل يدر مالاً، سواء في السودان أو حتى في دول المهاجر أعطى شعوراً بأن السرقة هنا تحدث لضرورة، وهذا كله من باب تزييف العقل للحقيقة، والحقيقة هي أن هذه سرقات تتعارض مع الأخلاق والدين.
طوال ثلاثين سنة من حكم الإخوان المسلمين للسودان تم شرعنة الفساد للقيادات العليا وأسرهم، ولحماية أنفسهم تمت زيجات متعددة لخلق شبكة معقدة من المصالح المشتركة والحماية المتبادلة، وهذا ما يتناقض تماماً مع الإسلام. وبناء على ذلك انمحت الحدود بين الحلال والحرام، والسرقة والفهلوة والنصب والاحتيال والربا والتجارة من البيع والشراء وقد أحل الله البيع وحرم الربا. وامتلأت المحاكم بلصوص يسرقون لصوصاً، واختلط الحابل بالنابل فالجناة ضحايا والضحايا جناة ولهؤلاء وهؤلاء ضحايا وجناة. وقد قلت لهم في ذلك الوقت أن ما يفعله هذا الشعب سيفضي إلى غضب من الله وسخط، وسيسلط عليهم من لا يخافه ولا يرحمهم، لكنهم كانوا غارقين في الفساد من أصغرهم حتى أكبرهم، نساء ورجالاً بل وحتى أطفالهم تعلموا أكل مال الحرام. فساد الفسوق سيادة عظيمة، فأملى لهم الله تعالى حتى نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فإذا بالطامة الكبرى تتنزل عليهم بغتة وهم لا يشعرون.
حذرناهم وأنذرناهم ولكنهم لا يحبون الناصحين ولا المنذرين، فهم لا يسمعون إلا ما يأتي على هواهم، فإذا جاءهم ما لا تهوى أنفسهم استكبروا فغضب الله عليهم ولعنهم وسلط عليهم عذاباً عظيماً.
وأنا مندهش من هذا الشعب أشد الاندهاش، فقد عشت مع شعوب أخرى فوجدت فيها الصالحين والطالحين، أما أن يغلب الفسوق على التقوى غلبة تشي بالانحلال الشامل فهذا والله ما لم أره إلا عند الشعوب السودانية، حتى إنك إن قابلت من يرد لك حقاً رأيته ملاكاً وسط شياطين الجحيم، رغم أن الأصل هو رد الحقوق إلى أصحابها. وإن الأنكأ والأسوأ هو أن الضِّرار بينهم شاع شيوعاً كبيراً، وهم في نفس الوقت يتجمهرون في المساجد رياء بعضهم البعض، فلم تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر والبغي، ألا ساء ما كانوا يفعلون. فاجتمعت فيهم خصال السوء من رياء ونفاق ولصوصية وعجرفة الجهلاء، فكسرهم الله كسرة واحدة فإذا هم مبلسون.
وبالرغم من كل هذه الابتلاءات، لا ترى فيهم ارتداداً عن أباطيلهم، بل يولغون فيها ولوغ الكلب، وذلك شنشنة المستكبرين.
ونقول لهذا الشعب الذي يأكل نفسه بنفسه من أعلاهم حتى ادناهم درجة، عليكم أنفسكم، وسوف تعلمون أي منقلب تنقلبون، فاللهم لا تذر من هؤلاء دياراً، إنك إن تذرهم لا يلدوا إلا لصاً فاسقاً فاجراً كفارا. وكان الله من وراء القصد وهو العزيز الحكيم.
|
الكلام دا، ينطبق علي أهل حيدر الزين بالكربون .. أبو الجاز سرق ليهم 64 مليار .. وسوى لهم كسد كامل وأرقى مستشفي جنوب الصحراء .. في مروي حقتهم، أرض السرقات المليارية!
بريمة
|
|