"السلطة بيدها، فماذا لو حكمت النساء؟"

"السلطة بيدها، فماذا لو حكمت النساء؟"


04-18-2025, 08:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=515&msg=1745003137&rn=0


Post: #1
Title: "السلطة بيدها، فماذا لو حكمت النساء؟"
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 04-18-2025, 08:05 PM

08:05 PM April, 18 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



"السلطة بيدها، فماذا لو حكمت النساء؟"
هكذا تساءلت الدكتورة هند الحكيم بمنتدها بالكلوب هاوس ، وسؤالها عميق في بساطته، يحفر في طبقات التاريخ والثقافة والسياسة معاً.
أولاً: الحكم لا يتنقّى من فساد السلطة
السلطة في ذاتها، لا تبرأ من الفساد والاستبداد إلا إذا أُحكمت بضوابط القانون والمساءلة. تجارب الحكم النسوي عالمياً تُظهر أن النساء، حين يصلن إلى مواقع القرار، لا يُصبحن بالضرورة أكثر عدلاً من الرجال؛ إذ إن بنية السلطة، لا الجندر، هي من تُنتج الاستبداد أو الإصلاح.
ثانياً: الرأفة ليست حكراً على النساء
الافتراض بأن النساء أكثر رقة ورحمة في الحكم، هو إعادة إنتاج لنمطية مجتمعية. فالمرأة في السلطة، إن لم تُدعّم بمشروع أخلاقي ومؤسسي، قد تكون أكثر صرامة من الرجل، أحياناً بدافع إثبات الجدارة في نظام مصمم ذكورياً.

ثالثاً: جوهر المشكلة في هندسة السلطة
ليست القضية أن تكون السلطة في يد النساء أو الرجال، بل كيف تُمارس السلطة، وفق أي منطق، وتحت أي منظومة. المطلوب ليس نسونة السلطة، بل تأنيسها، أي تحويلها من أداة تسلط إلى وسيلة رعاية وخدمة، تحمي الحقوق وتُنمي الحياة.

رابعاً: أي مشروع تحمله النساء؟
عندما تحكم النساء، لا تكفي الوجوه الأنثوية. ما يهم هو نوع السياسات التي تُنتجها تلك القيادة: هل تُغير التعليم؟ تُنصف الهامش؟ تضع ميزانيات تراعي الطفولة والعدالة الاجتماعية؟ تلك هي الأسئلة التي تزن أثر الحكم، لا جنس الحاكم.

في النهاية: لما لا؟
لِمَ لا تحكم النساء؟
لكن المسألة ليست فيمن يجلس على الكرسي، بل في شكل الكرسي نفسه.
المستقبل لا يحتاج فقط إلى نساء في السلطة، بل إلى سلطة تُفكر كإنسان، وتحكم بميزان القيم لا الجندر.
فإذا أعدنا تعريف السلطة من جديد، لن يهمنا حينها من يحكم، بل كيف نحيا تحت هذا الحكم.

"إذا حكمت النساء، فلتحكم القيم معهن، لا الغرائز المعاكسة لنفس منطق الذكورية القديمة."