تمر اليوم ذكرى انطلاق أول رصاصة في حرب ١٥ أبريل، انقضى عامان قضت فيهما نيران هذه الحرب على الأخضر واليابس، وعرضت الشعب السوداني لأقسى كارثة إنسانية على وجه البسيطة، فقتلت ما يفوق ال ١٥٠ ألف شهيد وفق أقرب التقديرات، بينما يهدد شبح المجاعة ملايين السودانيين بعدة ولايات، وبلغت أعداد النازحين خلال عامين أكثر من ١٢ مليون، وعانى المدنيون الأبرياء بمئات القرى والمدن من فادح الانتهاكات والجرائم تعدت الترويع والإذلال والنهب والسلب والسحل والاعتقال والاغتصاب إلى التصفيات العرقية والإعدامات الميدانية وقطع الرؤوس وبقر البطون والتمثيل بالجثث، وتتزايد بشكل يومي أعداد ضحايا مجازر القصف الجوي والتدوين المدفعي الذي لا يكف عن استهداف الأعيان والمرافق المدنية والمستشفيات والأسواق وغيرها من المرافق. إن الوحشية البالغة التي واجهت بها هذه الحرب ملايين السودانيين وحجم الدمار الذي لم يترك قطاعا صناعيا أو زراعيا أو تجاريا أو خدمياً أو بنية تحتية، وشيوع خطاب الكراهية والقبلية والمناطقية مصحوبة بحملات التضليل الاعلامي الكثيف لنحر الحقائق وتعميق شحنات الاستقطاب والغبن في المجتمع مما يعرض البلاد للتفكك والانقسام والنسيج الاجتماعي للتمزق، وكل ذلك يجعل من وقف هذه الحرب واجب وطني وإنساني وأخلاقي على كل سوداني حريص على سلامة هذه البلاد وسيادتها ووحدتها وأمنها القومي.
شعبنا الصامد، إن دخول الحرب لعامها الثالث واحتدام العمليات العسكرية وتمدد رقعة الحرب وتضاعف حجم الخسائر وأعداد الضحايا وانفتاح شهية الأطراف المتحاربة لسفك المزيد من الدماء وإلحاق المزيد من الدمار وغياب الإرادة الصادقة لوضع السلاح وإنهاء الاقتتال يؤكد صحة موقفنا الذي أعلناه منذ اليوم الأول، لا يوجد حل عسكري ينهي هذه الحرب، لطبيعة أطرافها وطبيعة أسبابها وجذورها وامتداداتها التاريخية والجغرافية والأمنية والجيوسياسية. إن الأولوية في الوقت الحالي هي حماية المدنيين ورفع الكارثة الإنسانية التي خلقتها الحرب على مدى عامين وهذا يتطلب تضافر كل الجهود المحلية والاقليمية والدولية لتوفير الغوث الانساني الضروري لإنقاذ حياة السودانيين ولإدخال المساعدات الإنسانية وتأمين وصولها لكل محتاجيها في كل مناطقهم. ويقع على عاتق المجتمع الاقليمي والدولي واجب كبير ينتظره منهم الشعب السوداني وهو الضغط على كل الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الانسانية. وسنظل نعمل برفقة كل القوى المدنية الحريصة على إنهاء هذه الحرب عبر الحلول السياسية التي تغلق الأبواب أمام مشاريع التقسيم التي تهدد بلادنا وتعيد بناء سوداننا دولة مدنية ديمقراطية قوية وموحدة على النهج الذي رسمته مبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية التي تعلي قيم الحرية والسلام والعدالة، وسنظل على هذا الدرب حتى نحقق هدفنا المبتغى. فثورة الشعب.. لن تهزمها الحرب.
التجمع الاتحادي ١٥ أبريل ٢٠٢٥
04-15-2025, 05:50 PM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11355
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرازق يوسف الحاج
Nasr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست