Post: #1
Title: "ذاكرته الثورية".. هند الحكيم تحتفي بمحجوب شريف في غرفةٍ سودانية على كلوب هاوس
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 04-09-2025, 09:44 PM
09:44 PM April, 09 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
في فضاءات الحنين إلى الأصوات الشعرية التي صنعتْ وجدانًا جماعيًا، أقامت الطبيبة السودانية هند الحكيم — المقيمة في السعودية — غرفةً تفاعليةً على منصة كلوب هاوس، حملت عنوان "ذاكرته الثورية"، مُكرَّسةً لإحياء ذكرى الشاعر السوداني الراحل محجوب شريف (1948-2014). لم تكن الجلسة مجرد استعادةٍ لسيرة الشاعر، بل حوارًا ثريًا جمع كوكبةً من الشعراء والنقاد السودانيين، لسبر أغوار تجربته الفريدة، وربط إرثه الثوري بواقع الشعر والثقافة السودانية اليوم.
لماذا محجوب شريف الآن؟ في وقتٍ تشهد فيه السودان تحولاتٍ سياسيةً واجتماعيةً عميقة، يأتي الاحتفاء بـمحجوب شريف كاستدعاءٍ لروح المقاومة التي مثّلها شعره، والتي لا تزال تشكل مصدر إلهامٍ للأجيال. تقول هند الحكيم في مقدمة الجلسة:
"محجوب لم يكن شاعرًا عابرًا، بل كان صوتًا يقرع جدار الخوف، ويذكّرنا أن الكلمة الحقّة لا تموت".
الجلسة — التي شارك فيها نقادٌ مثل عز الدين الأمين وشعراء من جيل الشباب مثل أحمد عمر أبكر — ناقشتْ كيف تحوّلت قصائد شريف إلى "أرشيف شعبي" يوثق أحلام السودانيين وآلامهم، من خلال لغته التي جمعت بين البساطة والعُمق، وابتكاراته في توظيف اللهجة السودانية كأداةٍ فنيةٍ فصيحة.
الشعر الثوري بين الذاكرة والراهن: أبرزت المناقشات التناقضَ بين حضور محجوب شريف الكبير في الذاكرة الجمعية، وغياب تكريمٍ مؤسسيٍ لاسمه داخل السودان، حيث لاحظ الناقد محمد الشيخ حسين أن:
"الأنظمة التي انتقدها شريف بمقولته الشهيرة ‘اللي بيقولوا الحرية بطيخة… دا كذاب’ هي نفسها التي حاولت طمس تأثيره، لكن شعره ظلّ ينتصر كجزءٍ من هُوية الشعب".
كما تساءل المشاركون عن أسباب ضعف حضور الشعر الثوري — بنبرته الجماهيرية — في المشهد الثقافي الحالي، مقارنةً بزمن شريف الذي كان الشعر فيه سلاحًا ومساحةً للحوار الوطني.
محجوب شريف: شاعرُ العامية الباذخة: خصص جزءٌ من الجلسة لتحليل لغته الشعرية المتفردة، والتي استطاع من خلالها — كما أوضح الشاعر صلاح أحمد إبراهيم — تحويل الكلمات اليومية إلى رموزٍ ثورية، مثل استخدامه لمفردة "الزحمة" في وصف القمع، أو "الطماطة" كاستعارةٍ للسذاجة السياسية. هنا علّقت هند الحكيم:
"عندما نسمع ‘أنا بكتب عشانك يا بلد’، ندرك أن محجوب كان يخاطب كل إنسانٍ باحثٍ عن العدل، لا مجرد شاعرٍ يلهو بالكلمات".
كوكبة سودانية على المنصة: امتازت الغرفة بتنوع المشاركين، الذين قدموا من أجيالٍ وخلفياتٍ مختلفة، منهم من عايش شريف في السجون، مثل الناشط علي محمد حسن، الذي استعاد ذكرياتٍ عن كتابته قصيدة "رسالة من الجيب" خلف القضبان، ومنهم من قرأ شعره لأول مرة بعد ثورة 2019، مثل الشاعرة تهاني عباس، التي رأت في قصيدته "القدس عروس عروبتكم" توضيحًا لالتزامه القضايا العربية beyond السودان.
هل يُعيد الشعر صنع الأمل؟ اختتمت هند الحكيم الجلسة بالإشارة إلى أن الاحتفاء بمحجوب شريف ليس استعادةً للحنين، بل إعادة اكتشافٍ لأدوات التغيير الكامنة في الفن. الجلسة — التي اجتذبت مئات المشاركين عبر العالم — أثبتت أن الشعر الثوري لا يزال قادرًا على خلق حوارٍ بين الماضي والحاضر، خاصةً عندما تحتضنه منصاتٌ افتراضيةٌ تخرق الحواجز، وتُعيد للكلمة وهجها.
ربما تكون أهم رسالةٍ حملتها هذه الذكرى هي أن "الشعراء الحقيقيين لا يغيبون"… فهم يُبعثون كلما احتاجت أصواتُ الحق إلى مرآة.
|
|