Post: #1
Title: ذاكرة الحرب_ سرديات حليمة باكومبا
Author: Abuelgassim Gor
Date: 04-06-2025, 12:21 PM
12:21 PM April, 06 2025 سودانيز اون لاين Abuelgassim Gor-السودان- الخرطوم مكتبتى رابط مختصر
من كتاب ذاكرة الحرب
أبوالقاسم قور ١- سرديات حليمة باكومبا
كنتُ أجلس مع بائعات الشاى الجميلات ، كريمات ، عفيفات ، لا يضربن بخمرهن ، ْثم اغالط مع (كسمبر ) ذلك الشاعر الديامى الثائر العنيد ، و صديقى الهادى صاحب عصائر من الكوره الى (....).يزداد من حولنا القومُ الذين لا يشقى جليسهم ابداً ..ثم يأتى السمكرجية، والميكنيكية ، فنأكل الباكومبا الحلال ...يجيد الكسمبر حجز الباكومبا من حليمة النضيفة ...ترى الكيزان بين يديها فتحسبهم لؤلؤاً منثورا ، أماصحون الالمونيوم تلمع ....كنت اغنى يا حليمة.... حليمة الفنجرية ام توباً مصغوط . كنت اغازلها ببراءة وانا ستينى كسرته الحياة بمسغبة صوفية جاسرة مثل فنان يلتقط كتاباً يمسحه على قميصه بشغف ، ثم لا يقوى على شراءه ، غاله الدمعُ......انتٍ أجمل بائعة باكومبا فى القرن الحادى والعشرين.....ثم نضحك ... كسمبر يحجز الباكومبا باكراً كأنه يعلن للملائكة صعقات موسى يوم دُك الصور ...ثلاث بنابر و كرسى مرقع بثلاث ارجل ....تكفى .. خيرنا كتير ... السعادة فى التكامل مع هذه الحياة البسيطة . الانسان مفردة من مفردات الوجود ، عليه ان يختار اما التكامل معها ليسعد ، او الصراع معها ليشقى ...لا فرق بيننا وبقية الاشجار الا بالتقوى .....الانسان مكمل للطبيعة ....البساطة تكشف لك سر الوجود، تكشف لك معنى الإنسانية. ثم يستمر منتدى الباكومبا ، ينضم لنا الفنان العرفانى الدكتور عوض الكريم الزين.يتحدث ويعرف فى علم التصوف من الحلاج إلى بن كثير ويغنى لكرومه و ابوداوود . ينمو المنتدى..... يشرفنا الدكتور عادل ضيف الله ...عادل بيجهز الكورة، ونحن بنشووت ... انتقلنا بالمنتدى شمال شارع ١٥ العمارات ..اطلقنا عليه منتدى الفواكه والباكومبا ...صديقى صلاح الفكهانى بارع ، أنيق ْ، الفواكه من كل نوع.. البرتقال، الموز ، القريب فرت ، البطيخ...كان يكرمنا، ويقول ( للغاشى والماشى) ...كأنه يشهد مقابر فاروق ... والمنتدى يزداد تضخماً ، واتساعاً...انه منتدى الفواكه والباكومبا الرهيب ...رحلت معنا حليمة باكومبا بتوبها المضغوط ...وقع صلاح فواكه فى حب حليمة باكومبا ، كان حباً شريفاً كبليلة بلادى فتزوجها ...غنينا لهما كل الليل حتى فلق الصباح ...ثم اعدناهما عنوة الى المنتدى ...طال غيابكم .... يوم من الأيام ، وسط بريق الانوار وحصار المدينة ، اذا بسيارة فارهة كذبحة صدرية تتوقف أمام المنتدى ، لينزل مسؤل كبير ، مندهشاً وهو يقول ...انت بتعمل هنا شنو؟ ...يا خ انت مفوض حقوق الانسان ...انفجرت ضاحكاً ههههههه ...ثم انفجر منتدى الفواكه والباكومبا فى الضحك الهطول ، قلنا له جميعا ( ما ياهو دا زاتو الانسان ) ...ضحك الأخ السفير وانقلب خاسئا حسيرا ....غدا طلب عضوية المنتدى ، مزق البدلة كأنه يمزق رايات ضريح كارب ، ورمى بربطة العنق فوق اقرب كوشه فصار جميلاً كوردة على جدول او فراشة حجرية ... صار جميلاً كشيطانٍ رجيم .. انا و سمير الخرافى لا نكُف عن ممارسةِ سلوكَنا الجميل كماردينٍ استغفرا الله كثيراً فتاب عليهما توباً عظيما. فى ذات ليلة ممطرة ، لينة ، ومبتلة ، اختطفنا فيها اخونا/تنا كاكا .كنا ثلاثة ورابعنا شهوةٌ شابقة عززتها بجسارة دخاخين طلحٍ ضربت باطنابها بيوتاً فر رجالها مدبرين من بروش النطع غير مقبلين... كنا ثلاثة داخل سيارة تفر منها الطرقات.لها ضبرُ وشقُ وطق ، اما اخونا كاكا كان يردد بعد تماهيه المتحايث مع الجريمة باستهتار قانونى : - أى حركة كدا ولا كدا، أو أى سيك ميك ، سأطُخ فى المليان . اتجهنا نحو منزل صديقنا الجميل الكضاب عارف.... عارف ولد عز ، نشأ منعماً خرطومياً ، منحته الطبيعة كل اسباب النعمة وهو ناكر لها ...لا يستحقها، كنا نعلن له صراحة عن حقدنا الطبقى ...بل نهتف ضده .. برجوازى صغير و متعفن ، لكنه يقرأ ماركس ، و قرامتشى ، ويجادل فى انطولوجيا الوجود لهاربرت ماركوز ... كان بكرمنا ويصفنا بالمعذبين فى الارض ، يجيد عاطف نهب أموال أبيه الفاسد سياسيا بعد ان استصدر اخونا كاكا فتوة مجهبذة .... لا تثريب عليكم ان اكلتم ... ثم يردف فمن اضطر غير باغ .. . عارف يقوى على تطوير الأفكار بطريقة مدهشة ، ويدردق الكلام درداق...يجيد المؤانسة، والمؤآكلة، والمسافدة ، ثم يجيبها وارمة.. .كنا نضحك....ونردد : - لا لا دى كبيرة .. وارمة . زعم ذات مرة أن الله خص منزلهم الفاره بالمنشية بسحابة مشبعة بالاكسجين فسقطت عليه لتغطية تماما ، كان الناس يبحثون عن المنزل يوماً كاملاً ولا يجدونه حيث يلفه الغمام . سأله سمير: وانت كنت بتعمل فى شنو يا كافى البلى ؟ أجاب بضحكة مكتومة : - السحابة زرت معنا بعض الكائنات معانا سمير - تُف عليك كاكا- يخس انا - اتخذونا ضيوفكم ...يا أيها الناس اتقوا ربكم
جهاز مسجل قديم لكنه عتيق ، ادار سمير المفتاح فانثال صوت ابوداوود دفعة واحدة كقنبلة فرح ضد الحزن المقيم ومعه يردد اخونا كاكا ببحة غرائزية يا عذارى الحي رفقاً بالحيارى هل رأيتن حبيباً قد توارى يا عذارى عليلٌ عليل واهٍ من قلبي و ليلي الطويل يا عذارى الحي قد راح الجميل لم يقل حتى وداعاً في الرحيل
توقفنا ..ثم دلفنا داخل منزل عارف فاستقبلتنا قاعة جلوس ...مبالغة ، السوفيا العجيبة ، باذار ، صنابير منقوشة بماء الذهب ، الكاربت السميك، مزخرف بنقوش وفسيفساء ، تدلت من على السقف بعض النجفات ، ثريات عالقات نجيمات باسقات . اضاءة خافتة ، طقس خميل فى ليلة مبلتة لينة ...يظهر عارف صدقى ، بلحية، ولون نحاسى نادر ، بدا مع الضوء مثل كائن خرافى من عالم آخر... خرجنا من منزل عارف قبل شروق الشمس، خرجنا خروج الأشياء التى تشبه الأشياء ، غانمين غير متأففين ، متشاكسين ، تتوسطنا اخونا كاكا ، سليمة بين رجلين من غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ . قيل غير اولى الاربة : هو الأحمق الذي لا حاجة به إلى النساء. وقيل الأبله. وقيل: الرجل يتبع القوم فيأكل معهم ويرتفق بهم ؛ وهو ضعيف لا يكترث للنساء ولا يشتهيهن. وقيل العنين .الله يجازى محنكم يا الفقهاء ...عرفتوها كيف يا مكنات.. نواصل
|
|