Post: #1
Title: خسائر مالية ضخمة تهز الأسواق العالمية... والرؤية الاقتصادية في موضع اتهام
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 04-04-2025, 09:58 PM
09:58 PM April, 04 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
في تطور مثير للقلق على الساحة المالية العالمية، تكبدت الأسواق خسائر حادة تجاوزت 4 تريليونات دولار، موزعة بين الولايات المتحدة وأوروبا، وسط تزايد التحذيرات من آثار سياسات اقتصادية ارتجالية حملت توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
2.5 تريليون دولار تبخرت من أسواق الأسهم الأمريكية، في حين تكبّدت الأسواق الأوروبية ما يقارب 700 مليار دولار. أما الخسارة الأكثر دلالة، فقد تجسدت في انكماش قيمة أكبر سبع شركات تكنولوجيا أمريكية بمقدار 1.03 تريليون دولار، وهو رقم يكشف هشاشة ركيزة من ركائز الاقتصاد الحديث.
ليست حربًا... بل قرارات اقتصادية غير محسوبة بعيدًا عن كوارث الحروب أو الأوبئة، جاءت هذه الخسائر نتيجة مباشرة لقرارات سياسية واقتصادية اُتخذت تحت شعارات مثل "حماية الاقتصاد الأمريكي" و"استعادة الوظائف"، لكن دون رؤية واضحة أو تقدير دقيق للعواقب. فرض الرسوم الجمركية على الواردات، والتحركات العدائية تجاه شركاء تجاريين، بجانب التصعيد في حروب العملات وسلاسل الإمداد، أدت مجتمعة إلى فقدان الثقة في الأسواق، واضطراب سلوك المستثمرين.
الاقتصاد لا يُدار بالشعارات في عالم المال، الثقة تُمثّل رأس المال الحقيقي. وما إن تتبخر هذه الثقة، حتى تبدأ الاستثمارات بالانسحاب، وترتفع نسب المخاطر والتقلبات، ويصبح السوق عرضة لأزمات متتالية. البيئة الاقتصادية تحتاج إلى تخطيط محكم، إدارة عقلانية، واستشراف طويل الأمد، لا إلى تصريحات سياسية متقلبة أو قرارات مستندة إلى العواطف الوطنية.
رسالة إلى صُنّاع القرار في واشنطن ما تشهده الأسواق اليوم هو إنذار مبكر، يطالب الإدارة الأمريكية الحالية بالعودة إلى أدوات التحليل العلمي، والإنصات لأصوات الاقتصاديين والخبراء الماليين. فالمجال لم يعد يحتمل ارتجالًا، ولا العالم قادر على تحمل تبعات مزيد من الفوضى الاقتصادية.
إن استمرار هذا النهج يُهدد بانفجار أوسع، قد لا يكون ماليًا فقط، بل جيوسياسيًا، مع تصاعد المخاوف من حروب اقتصادية تتحول إلى نزاعات فعلية، ومن موجات مجاعة وعدم استقرار عالمي ناجمة عن سوء إدارة السوق العالمية.
الحاجة إلى قيادة راشدة الأسواق تبحث عن قيادة راشدة تُعيد التوازن وتُرمم الثقة، لا عن بطولات زائفة في مسرح السياسة. الرهان الآن على وعي المؤسسات، وتدخل الكونغرس، وخطاب اقتصادي عقلاني يعيد تصحيح المسار قبل فوات الأوان.
|
|